قال الشيخ إسماعيل الأنصاري - رحمه الله تعالى - في كتابه القول الفصل في الاحتفال بمولد خير البشر - طبعة الأوقاف السعودية - ص٧٣:

أما الاستدلال بقول الله تعالى: ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا﴾ على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي؛ هو من قبيل حمل كلام الله تعالى على ما لم يحمله عليه السلف الصالح، والدعاء إلى العمل به على غير الوجه الذي مضوا عليه في العمل به، وهو أمر لا يليق لما بينه الإمام الشاطبي في كتابه الأدلة الشرعية من الموافقات في أصول الشريعة ج٣ ص٧١ - وهو أن الوجه الذي لم يثبت عن السلف الصالح العمل بالنص عليه؛ لا يقبل ممن بعدهم دعوى دلالة النص الشرعي عليه - قال:

إذ لو كان دليلا عليه لم يعزب عن فهم الصحابة والتابعين ثم يفهمه من بعدهم، فعمل الأولين - كيف كان - مصادم لمقتضى هذا المفهوم ومعارض له ......

وقال:
فكل من خالف السلف الأولين فهو على خطأ، وهذا كاف ......

وقال:
واستدلال كل من اخترع بدعة أو استحسن محدثة لم تكن في السلف الصالح بأن السلف اخترعوا أشياء لم تكن في زمان رسول الله ككتب المصحف وتصنيف الكتب وتدوين الدواوين وتضمين الصناع وسائر ما ذكر الأصوليون في أصل المصالح المرسلة فخلطوا وغلطوا واتبعوا ما تشابه من الشريعة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها وهو كله خطأ على الدين واتباع لسبيل الملحدين، فإن هؤلاء الذين أدركوا هذه المدارك وعبروا على هذه المسالك إما أن يكونوا قد أدركوا من فهم الشريعة ما لم يفهمه الأولون أو حادوا عن فهمها.

وهذا الأخير هو الصواب، إذ المتقدمون من السلف الصالح هم كانوا على الصراط المستقيم ولم يفهموا من الأدلة المذكورة وما أشبهها إلا ما كانوا عليه وهذه المحدثات لم تكن فيهم ولا عملوا بها فدل على أن تلك الأدلة لم تتضمن هذه المعاني المخترعة بحال وصار عملهم بخلاف ذلك دليلا إجماعيا على أن هؤلاء في استدلالهم وعملهم مخطئون ومخالفون للسنة .....


ثم قال:

قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن، ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، فلهذا كله يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون وما كانوا عليه في العمل به فهو أحرى بالصواب وأقوم في العلم والعمل.

ثم نقل الشيخ الأنصاري كلاما مشابها لكلام الشاطبي لابن عبد الهادي ولابن الموصلي ثم قال:

هذه إرشادات من الشاطبي وابن عبد الهادي وابن الموصلي لو مشى على ضوئها محمد بن علوي المالكي لم يقع فيما وقع فيه من تحميل قول الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ما لم يحمله السلف من الاحتفال بالمولد النبوي.

ثم نقل الشيخ الأنصاري عن ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش أن مدار أقوال السلف في تفسير الآية على: الإسلام والسنة.