ترجمة المحدث الفاضل المفيد جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الحنفي المصري الحافظ


هو المحدث الفاضل المفيد جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الحنفي المصري.

اشتغل كثيرا، وجد واجتهد في الطلب، وسمع من أصحاب النجيب، وأخذ عن المزي ، والذهبي ، والفخر الزيلعي شارح الكنز، والقاضي علي بن عثمان التركماني المارديني، وابن عقيل النحوي، وغيرهم.

ولازم مطالعة كتب الحديث إلى أن خرج أحاديث كتاب الهداية للمرغيناني، وأحاديث كتاب الكشاف للزمخشري، واستوعب ذلك استيعابا بالغا، قال الحافظ ابن حجر: ذكر لي شيخنا العراقي أنه كان يرافقه في مطالعة الكتب الحديثية لتخريج الكتب التي كانا قد اعتنيا بتخريجها، فالعراقي لتخريج أحاديث الإحياء، والأحاديث التي يشير إليها الترمذي في الأبواب، والزيلعي لتخريج أحاديث الهداية، وتخرج أحاديث الكشاف، فكان كل واحد منهما يُعين الآخر، ومن كتاب الزيلعي في تخريج الهداية استمد الزركشي في كثير مما كتبه من تخريج الرافعي.

وقد ذكر قاسم بن قطلوبغا في مُنية الألمعي طائفة ممن اعتنى بتخريج أدلة الحنفية، ولما ذكر الزيلعي قال: وهو أوسعهم اطلاعا، وأكثرهم جمعا، فقد شهد له كتابه بالأخذ من جمهور كتب السنة، غير أنه يقول لما لم يجده: حديث غريب، وهو اصطلاح غريب، فعله أيضا العلامة أبو حفص عمر ابن الملقن في تخريج أحاديث الرافعي، فالله أعلم هل تواردا أو أخذ أحدهما من الآخر اهـ.
وقال عبد الحي اللكنوي في الفوائد البهية: تخريجه شاهد على تبحره في فن الحديث وأسماء الرجال، وسعة نظره في فروع الحديث إلى الكمال اهـ.

واسم كتابه الذي خرج فيه أحاديث الكشاف: الإتحاف بأحاديث الكشاف ، وهو ونصب الراية، بحاجة إلى الاعتناء بهما وخدمتهما خدمة علمية متقنة، فلم أر إلى الآن لهذين الكتابين النفيسين طبعة علمية محررة، والله المستعان.

وذكر الجركسي أن للزيلعي اختصارا لشرح معاني الآثار لأبي جعفر الطحاوي، وذكر أن منه نسخة بمكتبة رواق الأتراك بالأزهر، وأخرى بمكتبة الكوبرلي بتُركيه.
والله أعلم بصحة ذلك.

وقد كان الزيلعي من أهل الفضل والإنصاف.

قال الحافظ ابن حجر: اعتمد في كل باب أن يذكر أدلة المخالفين، ثم هو في ذلك كثير الإنصاف؛ يحكي ما وجده من غير اعتراض ولا تعقب غالبا.

وبعد عُمُر أمضاه في خدمة السنة المطهرة مات الزيلعي في شهر المحرم من سنة اثنتين وستين وسبع مئة، والظاهر أنه مات كهلا، ولم يُعمر طويلا، رحمه الله تعالى.

ترجمته في الدرر الكامنة لابن حجر، وفي ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي، وغيرهما.
منقول