هذه قصة ابراهيم عليه السلام نبراسا واضحا للاستسلام لله رب العالمين--لما بلغ ابراهيم عليه السلام - من الكبر عتيًا،، واشتاقت نفسه للولد، وليس ثم ولد، لكنه ما يئس من سؤال ربه، فأجاب الله دعاءه، ورزقه بغلام ، وكان إسماعيل أولاً، وقد تعجبت زوجة إبراهيم -عليه السلام-، أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا - لكن إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فلما رزقه الله بالولد، وبلغ معه السعي، وأطاق وشب، وصار يعاون أباه، وصار في القلب شعبة من الولد، أراد الله أن يسلم قلب إبراهيم له، فأمره بأمر عظيم، وابتلاه ببلاء شديد، وهو رؤيا، ورؤيا الأنبياء حق، أنه يذبح ولده، فما كان من الخليل إلا أن استسلم لربه، وقال لولده: يا بني إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى - وكان الخليل قد عقد أمره، ولكن ليستجلب طاعة الولد فماذا كانت نتيجة التربية؟ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ - قال تعالى -وهذا موضع الشاهد-: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ - أطاعا وانقادا، واستجابا واستسلما، قال قتادة -رحمه الله-: أسلم هذا بذبح ولده، وأسلم هذا بتسليم نفسه لأبيه، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أضجعه وجعله على وجهه وظهره إلى الأعلى؛ لئلا يرى ألم الذبح على وجه الولد فربما يتردد، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ووضع السكين ؛ليشرع في الذبح لم يعد هناك فائدة من الذبح؛ لأن الاستسلام قد حصل والاستجابة قد تحققت، ففداه الله، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَوَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ -------------------------------------- وكذلك - إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ---نزلت آية الحجاب، ، وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ - أول ما رجع الرجال إلى نسائهن، يتلون عليهن آيات الله والأمر بالحجاب، مباشرة عمدن إلى مروطهن فشققنها، وجعلنها خمرًا، احتجبن بها، ما في وقت للتفصيل ولا لخياطة، أخذت الأقمشة مباشرة، وشققت تشقيقًا فاختمرن،ضربوا بخمرهن على جيوبهن مباشرة بمجرد السماع، ........ عندما تنزل الآية بتحويل القبلة، وكانت القبلة إلى الشمال، إلى بيت المقدس، والمسلمون بالمدينة، والتحويل إلى الجنوب، إلى مكة، جاء رجل ممن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده المسجد النبوي إلى القبلة الجديدة، ، إلى قوم من المسلمين يصلون بمسجد قباء، ما بلغهم تحويل القبلة، متوجهين إلى الشمال، إلى بيت المقدس، فشهد بالله أن القبلة قد حولت، فماذا فعل هؤلاء المسلمون؟ هؤلاء الصحابة، ماذا فعل الإمام والمأموم، استداروا في الصلاة فتحولوا كما هم من الشمال إلى الجنوب، من بيت المقدس إلى الكعبة، انظركيف تحول الصحابة مباشرة بطاعتهم واستسلامهم لامر الله - تحولوا من الشمال إلى الجنوب في المسجد، في الصلاة، أثناء صلاة العصر، -------------- عندما يستوي النبي على المنبر يوم الجمعة، ويقول للناس: اجلسوا، وعبد الله بن مسعود عند الباب، فيجلس عبد الله بن مسعود عند الباب، لمجرد سماع كلمة اجلسوا، فيقول النبي :تعال يا عبد الله بن مسعود - حديث صحيح، تنفيذ فوري، تطبيق مباشر، استجابة بلا تردد،.................... . عندما يرى النبي صلى الله عليه وسلم في أصبع أحد أصحابه خاتمًا من ذهب ،وربما لا يكون هذا الصحابي يعلم أن الذهب قد حرم، قال : يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها فيِيده ، ويخلع الخاتم ويرمي به، ويذهب فيقول الصحابة للرجل: خذ خاتمك، انتفع به، الحرام لبسه، لكن بيعه، إعطيه لامرأة ليس بحرام، فيقول: لا آخذ شيئًا ألقاه رسول الله ------- عندما يتكلم من تكلم في عرض عائشة بنت أبي بكر الصديق، ومنهم رجل ليس من المنافقين، لكن استزلوه، قريب لأبي بكر الصديق، مسطح بن أثاثة، -رضي الله عنه- وكان مهاجريًا فقيرًا، غضب الصديق، وكان ينفق عليه، وكان من قراباته، فآلى وأقسم وحلف الصديق ألا يعطيه شيئًا، بعد أن تكلم في ابنته، فنزلت الآية: وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ - مِنكُمْ يا أيها المسلمون، وَالسَّعَةِ في المال، الذين وسع الله عليهم، أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَهؤلاء المهاجرين، هؤلاء الفقراء، فقال الصديق: سمعًا لربي وطاعة، وأعاد النفقة إلى مسطح .............................. . عندما يزوج أحد الصحابة معقل بن يسار، -رضي الله عنه- أخته لرجل، ويتساهل معه في المهر والشروط، ثم إن هذا الرجل بنزغة شيطان طلق المرأة، فغضب هذا الأخ لأخته، أنه أكرمه، وسهل عليه الأمر وزوجه أخته ثم يطلقها بعد انتهاء العدة، الرجل هذا ندم وأراد أن يعود لزوجته، والعود طبعًا بعقد جديد، والعقد الجديد لا بدّ من موافقة الولي، ذهب يخطبها مرة أخرى من أخيها، من وليها، فقال: زوجتك وأكرمتك ثم طلقتها، لا والله، لا ترجع إليك، فأنزل الله ينهى: فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ - بعد انقضاء العدة، يريد أن ينكحها بعقد جديد، ولم يطلقها ثلاثا، واحدة أو اثنتين، لا تمنعوا بناتكم وأخواتكم -يا أيها الأولياء- من الأزواج إذا أرادوا أن يعيدوا إليهن على الدين والمعروف، قال معقل: سمعًا لربي وطاعة، وزوجه إياها، ............كانت قضية الاستسلام، وعدم الاعتراض، والمسارعة الفورية، كانت علامة واضحة، وسمة بارزة في ذلك المجتمع.