تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ولما مات لم يُرِد الإمام الشافعي رحمه الله أن يُصلي عليه !؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي ولما مات لم يُرِد الإمام الشافعي رحمه الله أن يُصلي عليه !؟

    أبو نواس شاعر عبّاسيّ، كان مشهوراً بالفسقِ والمُجون وشرب الخمر: حتى لُقِّب بِشاعر الخمر "


    من أشعاره يقول:
    دع المساجد للعبّاد تسكنها ... وطُف بنا حول خَمَّار لِيُسقينا
    ما قال ربُكَ ويلٌ للذين سِكروا... ولكنّه قال ويلٌ للمُصلينَا


    فأراد الخليفة هارون الرشيد ضرب عنقه لأشعاره الماجنة، فقال: يا أمير المؤمنين الشعراء يقولون ما لا يفعلون فعفَا عنه"


    ولما مات لم يُرِد الإمام الشافعي رحمه الله أن يُصلي عليه !؟


    وعندما غُسِّل وجدوا بِملابِسهِ هذه الأبيات:
    يا رب إن عظُمت ذُنُوبي كَثرةً ... فلقد علمتُ بأن عفوك أعظم
    إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ ... فبمن يلوذُ ويستَجِيرُ المُجرِمُ
    أدعوك ربي كما أمرت تَضرُعاً ... فإذا رَدَدتُّ يدي فمن ذَا يَرحمُ
    مالي إليك وسيلةٌ إلا الرَجَا ... وجَميلُ عَطفِكَ ثم إني مُسلِمُ


    فلما قرأها الإمام الشافعي بكى بكاءً شديداً وقام للصلاة عليه وجميع من حضر من المسلمين".!!!


    الخلاصة:
    ليس من حقّك أو من حقّي أن نصدر أحكام مسبقة على خلق الله جُزافاً !!!
    هذا صالح ...
    هذا طالح...
    هذا إلى النار...
    وهذا إلى الجنة...
    هذا الحُكْمُ اتركه لعلَّام الغيوب وليس واجبك
    بل واجبك الإجتهاد في إصلاح عيوبك وإصلاح من حولك ولكن بأسلوب اللين والرحمة (بالتي هي أحسن)

    ما رأيكم بهذا المقال ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ولما مات لم يُرِد الإمام الشافعي رحمه الله أن يُصلي عليه !؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    ليس من حقّك أو من حقّي أن نصدر أحكام مسبقة على خلق الله جُزافاً !!!
    هذا صالح ...
    هذا طالح...
    هذا إلى النار...
    وهذا إلى الجنة...
    هذا الحُكْمُ اتركه لعلَّام الغيوب وليس واجبك
    بل واجبك الإجتهاد في إصلاح عيوبك وإصلاح من حولك ولكن بأسلوب اللين والرحمة (بالتي هي أحسن)

    ما رأيكم بهذا المقال ؟
    لا يجوز للمسلم أن يقول لأخيه واللهِ، لن يغفر الله لك، أو لن يدخلك الجنة أبدًا، أو والله إنك ستدخل النار؛ لما في ذلك من القولِ على الله بغير علم، فلا يجوز لنا أن نحجر رحمة الله عن أحد، فالكل تحت المشيئة، ولا نجزم لأحد بدخول جنة أو نار، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فبعض الناس تراه يقول عن شخص ما: هذا رجل صالح لم يضُرَّ أحدًا، ولا يعرف قلبه الحقد على أحد، هذا أشهد بأنه من أهل الجنة! والبعض الآخر إذا رأى رجلًا بارًّا بأحد والديه مدَحَه قائلًا: هذا رجل ما قصَّر في حقِّ والديه، وأشهد أنه لن يُسأل عنهما يوم القيامة، وما أدراك أنه لن يسأل؟ ولِمَ التقوُّل على الله بما لا تعلم؟
    فلا يشرع أن تحكم بأن الله راضٍ عن فلان، أو أن تحكم بأن الله ساخطٌ على فلان، فهذا ما لا نعلمه؛ لأن هذا ليس لنا؛ وإنما هو علم يختص به الله عز وجل، فلا يعلم السرائر إلا الله عز وجل، فإن شاء الله عفا عن عبده، وإن شاء أخذه بذنبه؛ لذلك لا يجوز للمسلم أن يقتحم هذه الأمور ويتصدَّى لها،
    فعندما تُوفِّي أبو السائب عثمان بن مظعون رضي الله عنه دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وكانت بجواره أُمُّ العلاء رضي الله عنها، فقالت: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ لها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟))، فقالت: لا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ، وَإِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ))، فقَالَتْ: فَوَاللَّهِ لا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا، وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ، قَالَتْ: فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ((ذَاك عَمَلُهُ))؛ رواه البخاري. -------قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الطحاوية -
    ولا ننزل أحدا منهم جنة ولا نارا، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق، ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى.
    قال رحمه الله (ولا ننزل أحدا منهم جنة ولا نارا، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق، ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى)
    يريد الطحاوي رحمه الله أن أهل السنة والجماعة يتبعون في الأمور الغيبية ما دل عليه الدليل من كتاب الله - عز وجل - ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يقفون ما ليس لهم به علم ولا يقولون على الله - عز وجل - ما لا يعلمون امتثالا لقوله سبحانه {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}[الإسراء:36]، وامتثالا لقوله - عز وجل - {وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}[الأعراف:33]، فحرم الله - عز وجل - القول عليه بلا علم، ومن القول عليه بلا علم أن يشهد في أمر غيبي أن الله - عز وجل - لا يغفر لفلان، أو أن فلانا من أهل الجنة؛ يعني قد غفر له، أو أنه من أهل النار المعين لأنه لم يشأ الله أن يغفر له.
    فأصل هذه المسألة وهي ما قرره من أننا لا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا، هذه لأجل أن هذا الأمر غيبي والله - عز وجل - حكمه في أهل القبلة قد يعذب وقد يغفر؛ يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، فمن نزل جنة أو نارا أحدا من أهل القبلة ممن لم يدل الدليل على أنه من أهل الجنة أو من أهل النار فقد قال على الله بلا علم وتجرأ على الرب جل جلاله.
    فالواجب اتباع النص وتقديس الرب - عز وجل - وتعظيم صفات الرب جل جلاله، وأن لا يشهد على معين من أهل القبلة بأنه من أهل الجنة جزما أو من أهل النار جزما إلا من أخبر الوحي بأنه في هذا الفريق أو في هذا الفريق.
    وهذا نص عليه خلافا لأهل الضلال في مسائل الأسماء والأحكام من المعتزلة والخوارج قبلهم ومن يرون السيف ونحو ذلك ممن يشهدون لمن شاءوا بالجنة ولمن شاءوا بالنار؛ بل قد شهدوا على بعض الصحابة بأنهم من أهل النار وعلى بعضهم من أنهم من أهل الجنة بمحض أهوائهم وآرائهم.
    وأهل السنة يخالفون الفرق الضالة في هذا الباب ويتبعون ما دل عليه الدليل ويعظمون الله - عز وجل -، ولا يتجاسرون على الغيب، ويعظمون صفة الرب سبحانه بأنه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
    وتحت هذه الجملة مسائل:


    أن هذا الحكم ذكر أنه مختص بأهل القبلة فقال (ولا ننزل أحدا منهم) يعني من أهل القبلة (جنة ولا نارا)؛ لأن أهل القبلة ظاهرهم الإسلام والله - عز وجل - قد وعد المسلم بالجنة، وقد توعد من عصاه من أهل الإسلام بالنار.
    فهذا الحكم مختص بأهل القبلة، فمن مات من أهل الإسلام لا يشهد عليه بأنه من أهل النار ولا يشهد له بالجنة، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم .....
    وإذا تبين هذا فلا يدخل في كلامه من مات على الكفر وقد كان في حياته كافرا؛ كان طول حياته نصرانيا، أو كان طول حياته يهوديا، أو كان طول حياته وثنيا أو مشركا الشرك الأكبر المعروف؛ يعني من أهل عبادة الأوثان أو ممن لا دين له.
    فهؤلاء لا يدخلون في هذه العقيدة؛ بل يشهد على من مات منهم بأنه من أهل النار؛ لأنه مات على الكفر وهو الأصل.
    وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «حيثما مررت بقبر كفار فبشره بالنار» وهذا عموم وهو الموافق للأصل،
    وهو أن من مات على الكفر نحكم عليه بالظاهر، ولا نقول قد يكون مات على الإسلام؛ لأن هذا خلاف الأصل.
    والقواعد المقررة تقضي باتباع واستصحاب الأصل.
    لهذا المسلم نستصحب أصله -كما سيأتي- فلا نشهد عليه بشرك ولا كفر ولا نفاق إذا مات، كذلك نستصحب الأصل في من مات على الكفر من النصارى واليهود والوثنيين وأشباه هؤلاء.
    ومن أهل العلم من أدخل الحكم على المعين الذي ورد في هذه الجملة الكفار بأنواعهم فقال: حتى الكافر لا نشهد عليه إذا مات لأننا لا ندري لعله أسلم قبل ذلك.
    وهذا خلاف الصواب و خلاف ما قرره أهل التوحيد وأئمة الإسلام في عقائدهم، فإن كلامهم كان مقيدا بمن مات من أهل القبلة، أما من لم يكن من أهل القبلة فلا يدخل في هذا الكلام.[شرح الطحاوية]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ولما مات لم يُرِد الإمام الشافعي رحمه الله أن يُصلي عليه !؟

    جزاكم الله خيراَ.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •