بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة ( لَــمَّــا رَأت بِــنــتِــي ) للأصمعي



لمَّا رأت بنتي بأنِّي مزمعٌ ...... بترحُّلٍ من أرضها فمودِّعُ

ورأت ركابي قرِّبت لرحالها ...... قالت وغرب العين منها يدمعُ

أبتا أتتركنا وتذهب تائهاً ...... في الأرض تخفضك البلاد وترفعُ

فيضيع صبيتك الّذين تركتهم ...... بمضيمةٍ في المصر لم يترعرعُوا

فيهم صغيرٌ ليس ينفع نفسه ..... وصغيرةٌ تبكي وطفلٌ يرضعُ

إنَّا سنرضى ما أقمت بعيشنا ...... ماكان من شيءٍ نجوع ونشبعُ

والله يرزقنا فنرضى رزقه ...... وكفى بحسن معيشة من يقنعُ

إنَّا إذا ما غبت عنَّا لم نجد ...... ممَّا تخلَّف عندنا ما ينفعُ

تجفو موالينا ويعرض جارنا ...... وقريبنا الأدنى يعزُّ ويقطعُ

ونخاف أن تلقاك وشك منيّةٍ ...... فيصيبنا الأمر الجليل المفظعُ

فنصير بعدك ليس يرفع بيتنا ...... ويذلُّنا أعداؤنا ونضيَّعُ

هذا الرَّحيل وأمرنا ما قد ترى ...... فمتى تؤوب إلى الصِّغار وترجعُ

فخنقتُ من قول الصِّغار بعبرةٍ ....... كاد الفؤاد لقولهم يتصدَّعُ

وأجبتها: صبرًا بنيَّة واعلمي ...... أن ليس يعدو يومه من يجزعُ



مــنــقــول