أخرجه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء (2/535) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (21/54) من طريق بقية بن الوليد وأبي المغيرة عبد القدوس الخولاني، قالا حدثنا صفوان بن عمر.
وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/2040) ومن طريقه الديلمي في الفردوس [1564] من طريق الحسن بن سفيان النسوي - واللفظ له - فقال: ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ،
ثنا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ [أبي] رَوَاحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّهُ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَابَ عَبْدٌ وَخَسِرَ، لَمْ يَجْعَلِ اللهُ فِي قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَرِ». اهـ.
وسعيد بن عمرو وهو سَعِيدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ كما عند الدولابي.
ووقع عند الدلابي أيضا عمرو بن أبي حبيب والصواب ما وقع عند أبي نعيم عمرو بن حبيب، وأبو رواحة وقع اسمه عند الدولابي من طريق بقية بن الوليد فقال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَيْهَمَ أَبِي رَوَاحَةَ به.
ويزيد بن أيهم الشامي ذكره ابن حبان في الثقات وقال : " يروى عن إسماعيل بن أوسط البجلي ، روى عنه صفوان بن عمرو "، وذكره في التاريخ الكبير وقال : " سمع عبادة بن نسي ، روى عنه بقية ، وصفوان بن عمرو ". اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: "مقبول".
وعزاه ابن الأثير في الأسد (4/199) ط الفكر إلى أبي نعيم وابن منده، وعزاه ابن كثير في الجامع إلى الحسن بن سفيان، وعزاه العجلوني في الكشف (1/446) إلى الحسن بن سفيان والدولابي والحاكم وأعله العجلوني بالإرسال.
وعزاه الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/505) إلى البغوي والحسن بن سفيان إلا أنه
في ترجمة عمرو بن جندب.
وقال: ذكره البغوي، وقال: روى حديثه بقية، عن صفوان بن عمرو، عن يزيد بن أيهم، عن عمرو بن جندب- أنه قال لسعيد بن عمرو: أما سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خاب عبد وخسر لم يجعل الله في قلبه رحمة للناس». اهـ، وغلَّط ابن الأثير لذكره هذا الحديث في ترجمة عمرو بن حبيب بن عبد شمس ووهمه بسبب اختلافه فتارة يقول ابن جندب وتارة يقول ابن أبي حبيب قلتُ: وهذا من اختلاف الرواة.
وهذا من اعتماد الحافظ ابن حجر رحمه الله على إسناد البغوي الذي هو معلق أولًا وبه عنعنة بقية بن الوليد ومخالفا في اللفظ عن غيره (الناس) بدلا من (البشر)، ثم ثانيًا إذ لعله من التصحيف فالذي نقله من البغوي قد انفرد بهذا الاسم (عمرو بن جندب) مخالفًا ما جاءت به الروايات الأخرى (عمرو بن حبيب).
وأما تحسين الألباني في السلسلة الصحيحة [425] الحديث لحال يزيد بن أيهم، ليس في موضعه، لأنه تابع التابعي لم يدرك الصحابة إذ قال المزي في تهذيب الكمال: " روى عن النعمان بن البشير مرسلًا ". اهـ.
والنعمان صحابي صغير بل يختلف في سماعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف لأبي رواحة يزيد بن أيهم أن يدرك أحدًا من الصحابة.
ثم إن عمرو بن حبيب المذكور آنفًا ليس بصحابي ويؤيد ذلك أن الحديث الذي يرويه يقوله
لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان وهذا من الطبقة السادسة من الذين عاصروا صغارالتابعين، فكيف يكون الذي يروي له الحديث أمامه صحابي؟! فعلى هذا لا يكون الحديث هذا إلا مرسلًا سواء إن كان أبو رواحة أدرك أحدًا من الصحابة أو لم يدرك.
ولعله حبيب بن عمرو هذا الذي ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : يروي عن أبي جعفر روى عنه قتادة ، وقيل اسمه : "عمرو بن حبيب". اهـ، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وقال : قال أبي : " روى عن محمد بن علي مرسل ، وروى عنه قتادة ". اهـ.
فيكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم اثنان على الأقل.
فعلى هذا يكون الإسناد معضلا.
والله أعلم.