من مظاهر تميز البيت المسلم


أمل صبري


البيت المسلم هو أميز البيوت على وجه الأرض، وهو على الحق والرشد وإن خالفته البيوت كلها؛ لأنه بيت يطيع أوامر الله، وما قام إلا ابتغاء مرضاة الله؛ لذلك فهو لا يضعف أمام ضغوط الحياة، ولا يقبل التنازل عن المبادئ الإيمانية مهما كانت المغريات ومهما كانت التحديات، وهنا مظاهر كثيرة لتميزه نذكر منها ما يلي:
صلاح الزوجة
كما كانت الزوجات الصالحات من سلف الأمة مثل: المرأة الصالحة التي كانت تودع زوجها كل يوم إذا خرج إلى عمله قائلة: «اتق الله فينا ولا تطعمنا حراماً؛ فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار».
السكن النفسي والمودة والرحمة
كما قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم:21)، وقد علم الأزواج والزوجات من السلف الصالح وكل من سار على نهجهم أن هذا السكن النفسي لا يتحقق بمجرد قضاء الشهوات، وإنما يتم ويكتمل بدوام طاعة الله -عز وجل-، وأن الله فتح بالزواج أبواباً من الطاعات عظيمة لم تكن متاحة قبل الزواج.
التغاضي عن خطأ الآخر
وكما قال الإمام أحمد بن حنبل «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل»، والحسن البصري يقول: «ما زال التغافل من فعل الكرام».
الإدارة الصحيحة للخلافات الأسرية
يتعذر استمرار الحياة بغير النقيضين، ولذلك كان لابد من إدارة لحظة الخلاف الأول إدارة سليمة؛ فليست الأزمة في وقوع الأزمة، ولكن حقيقة الأزمة تكمن في إدارتها، ومن الإدارة السليمة أن يتم تناول المشكلة بعيدا عن نظر الأولاد وسمعهم؛ لأن اضطراب العلاقة بين الأب والأم من أكثر الأشياء ضرراً على الصحة النفسية للأطفال.
عند الخلاف تحكيم العقلاء
ليس بالضرورة أن يكون الحكمان من الأهل؛ ولكن من يتوافر فيهم الصلاح والرغبة في الصلح.
القصد في الفقر والغنى
تنفيذ أوامر الله -تعالى- الموجهة إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - والأمة كلها؛ إذ يقول: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} (الإسراء:29)، أملا في الدخول في زمرة عباد الرحمن الذين قال عنهم رب العزة: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان:67).