لتعلم أخي المسلم الباغي للحق أن من أعظم الضرر على التوحيد والوقوع في أرذال الشرك هو محاكاة الكفار مما نبها عليه الفقيه الفوزان حفظه الله


تأمل ماجرى من بعض الصحابة في غزوة حنين لما رأوا للمشركين سدرة – ذات أنواط – ينوطون بها أسلحتهم تبركا , فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم (اجعل لنا ذات أنواط ). فحلف النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا مثل قول بني إسرائيل لموسى (اجعل لنا إلها كما لهم الهة )


ففي هذه القصة فيها فوائد : الأولى الحذر من الشرك وأنه قد يدب إلى المسلمين عن طريق التقليد والتشبه بالكفار (اجعل لنا إلها كما لهم ءالهة ) (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ) ففي ذلك التحذير من مجاراة الكفار والتحذير من الفتن التي تنجم عن ذلك ومن ذلك عبادة القبور التي أحدثوها وفتنوا بها



فمحاكاة الكفار أعظم موقع بسببهما في جزيرة العرب من استبدال التوحيد بالشرك أنظر مقاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم حيث قال :


(وهذا من العلم المشهور : أن عمرو بن لحي هو أول من نصب الأنصاب حول البيت ويقال : إنه جلبها من البلقاء من أرض الشام متشبها بأرض البلقاء وهو أول من سيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحام , فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأه يجر قصبه في النار وهي الأمعاء ومنه سمي القصاب بذلك , لأنه تشبه القصب ومعلوم أن العرب قبله كانوا على ملة أبيهم إبراهيم على شريعة التوحيد والحنفية السمحة ديين أبيهم إبراهيم
فتشبه عمرو ابن لحي – وكان عظيم أهل مكة يومئذ , لأن خزاعة كانوا ولاة البيت قبل قريش وكانوا سائر العرب متشبهين بأهل مكة لأن فيها بيت الله ، وإليها الحج ومازالوا معظمين من زمن إبراهيم عليه السلام ، فتشبه عمرو بمن رأه في الشام واستحسن بعقله ماكانوا عليه ورأى أن في تحريم ماحرمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام تعظيما لله ودينا.... وإنما فعله متشبها فه بغره من أهل الأرض


ولعظم خطر محاكاة الكفار نهى النبي صلى الله عليه وسلم في مشابهة الكفار فقال صلى الله عله وسلم (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا : يا رسول الله : اليهود والنصارى ،قال : فمن
قال القاضي بن عياض رحمه الله (الشبر والذراع والطريق ودخول الحجر تمثيل للاقتداء بهم في كل شيء مما نهى الشرع عنه وذمه )


كما ذكر ابن الحاج كما ذكر في إصلاح المساجد أثر محاكاة الكفار في تغر أحوال المسلميين ( النفوس تميل غالبا إلى مايكثر ترداده عليه )


أنظر أخي المسلم خطر محاكاة الكفار وهناك أذلة كثيرة في ذلك تفسد للإنسان عقيدته ، فإن من الناس يظن نفسه سينصر الإسلام ولم يستطيع أن ينصر تقصير تيابه الذي أمرنا به نبينا ، وبسبب أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس أنظر إلى حلق اللحية التي أصبحت مهجورة في غالب وجوه المسلمين تشبها ومجاراة لغير المسلمين فمع من تريد أن تحشر وأنت حالق لحيتك مع المسلمين وهل يطيب قلبك بأن تقابل ربك جل وعلا وأنت حالق للحيه مخالف لأمره . نسأل الله أن يردنا للحق ونعظمه أنه ولي ذلك .