متطوعون لكن متخبطون!
رياض محمد المسيميري

أفرزت الصحوة الإسلامية المعاصرة الكثير من المظاهر الايجابية التي لا تخفى على الجميع كما أنها في الوقت نفسه تمخضت عن مظاهر يمكن تصنيفها في قاعة السلبيات دون خلاف!
ومن ذلك حالة التخبط المنهجي، لدى شريحة المتطوعين للعمل الدعوي والإغاثي من الشباب وغيرهم.
فإنّ هناك العديد من الأخيار الراغبين بالبذل والعطاء لمصلحة الدعوة والإغاثة لكن العاطفة والحماسة، وسرعة اتخاذ القرار دون حكمة وروية، أو استشارة واستخارة، تجعلهم متخبطين على الدوام مضطربين في أغلب الأحوال!
فتجد أحدهم مدلفاً على أحد أبواب المؤسسات الدعوية يتفجر حماساً، ويتصبب عرقاً من الجهد، وهو يعبر عن رغبته في البذل والعطاء، والدعوة إلى الله وأنه لن يتوانى لحظة واحدة عن فداء هذا الدين بكل غال ونفيس، وباهظ وعزيز!
ثم ما أن يباشر عملاً دعوياً أو دوراً احتسابياً ليوم أو يومين، إلا وتراه يتململ ويتأفف!
ثم يتغيب ويتخلف، ثم يفرّ ويهرب، فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى!
وقد لا يمر طويل وقت إلا وصاحبنا يعاود الكّرة في مجال آخر، أو منشط بديل لكن بنفس الدوافع وذات النتائج!
إن هذا التخبط المنهجي، والخلل المسلكي ناجم عن ضعف شديد في التربية المبكرة، والتوجيه الجاد فلا البيت ولا المدرسة ولا المسجد، بقادرين على إشباع حاجة الأجيال والناشئة إلى التربية والتوجيه، لافتقاد كل هذه المحاضن للبرامج والخطط والآليات لحل المشكلة، بل ربما افتقد كل هؤلاء أو أغلبهم لمجرد الإحساس بوجود مشكلة أو قضية تربوية تفتقر إلى تفكير وإحساس وتتطلب حلولاً مدروسة ذات أثر وجدوى فضلا عن علاجها أو حلها!
وفي نظري إننا لو تمكنا من غرس أهمية الدعوة وفضلها وشرف الاحتساب وأثره في النفوس، وأن الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء وطريقة المرسلين - عليهم السلام - لأمكن صناعة شريحة عريضة من الدعاة الجادين والمحتسبين الصادقين.
إننا نهمس في أذن كل متباطئ عن الدعوة والاحتساب، معافس للأهل والأولاد أن أفق من غفلتك، واستيقظ من سباتك، وشمّر عن ساعد جدك، واضرب لك من الدعوة والاحتساب بسهم ونصيب، فعند الصباح يحمد القوم السُرى!.