بارك الله فيك -نعم يشمل السبعين ألفًا -------سئل الشيخ بن باز رحمه الله - عن
الجمع بين حديث السبعين ألفًا والورود على جهنم
السؤال:
كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: سبعون ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب أو كما قال ، وبين قوله تبارك وتعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ؟
الجواب:
ليس بين الآية وبين الحديث اختلاف، والورود: هو المرور على الصراط، وكل الناس يمرون عليه، كل أهل الجنة يمرون عليه؛ لأنه الطريق إلى دخول الجنة، فالصراط منصوب على متن جهنم، فيمر أولهم عليه كالبرق وكلمح البصر ثم كالريح ثم كالطير ثم كأجاود الخيل والركاب تجري بهم أعمالهم، فهذا مرور ليس فيه عذاب، وإنما هو مرور بغير عذاب إلا من أراد الله جل وعلا تعذيبه من العصاة الذين قد تخطفهم الكلاليب ويسقطون في النار لمعاصيهم وكبائرهم التي لم يتوبوا إلى الله منها، ...... الكلاليب تخطف الناس بأعمالهم لا يعلم قدرها إلا الله فمن الناس من يمر يمشي، ومنهم من يمر يزحف، ومنهم من تخدشه الكلاليب ولكن يسلم، ومنهم من يخدش ويلقى في النار بسبب معاصيه وكبائره التي مات عليها، أما الكفار فإنهم لا يمرون عليه بل يساقون إلى النار نسأل الله العافية.
فالحاصل أن هذا المرور لا بد منه وهو الورود المذكور في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا[مريم:71-72]، فالمتقون ينجيهم الله ويمرون، والظالمون يساقون إلى جهنم ويدخلونها، والعصاة على خطر عظيم، منهم من ينجى ومنهم من يسلم ومنهم من يدخل النار ويعذب بقدر معاصيه ثم يخرجه الله منها بفضل رحمته ؛ لأنه مات على التوحيد والإسلام، وتحل الشفاعة، فالنبي ﷺ يشفع والملائكة يشفعون والمؤمنون يشفعون والأفراط يشفعون، أما الكفار فإنهم لا شفاعة فيهم بل خلودهم في النار دائم، قال الله تعالى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ[المدثر:48]، مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ[غافر:18].[الموقع الرسمى للشيخ بن باز]