وجه صومالي في مرآة الموت


خالد الطبلاوي

روح معلقة على شجرة
جفت لكف الموت منتظرة
نم هاهنا لا أهل إيمانٍ
يجدوننا غوثاً ولا الكفرة
يأساً أشاحت عنه وانطلقت
والنار في الأحشاء مستعرة
في حضنها طفلٌ تخوض به
بحر المنايا تجتلي قدره
ترنو إلى شط الحياة عسى
شهماً يمد الكف أو بصره
قد أشرفت والموت منسكبٌ
فهو الوحيد يذيقها مطره
قد أوشكت ترمي غلالتها
لم تستتر فعظامها نخره
هذي أحن عليك فابق هنا
طيفاً وقل يا أمُّ يا شجرة
ما كان يدري عن فظائعنا
فرعون لما قتَّل السحرة
فالموت جوعاً لا يضارعه
صلبٌ فكفُ الصلب مختصرة
من أنت ؟ أرواحٌ ممزقةٌ
والموتُ مضمونٌ لمن حضره
سوداءُ يكفي لونها لترى
خذلان كل الناس والقترة
أحصرت ؟ هل للجوع من وطنٍ
إلاك يا صومالُ منتحرة ؟
والنصل موهوبٌ فما بخلوا
بالموت . هم في هذه مهرة
لو كان موسى بيننا حياً
لأجابنا فلتذبحوا بقرة
ولتضربوه ببعضها كشفاً
عن بؤسه وعظائم الفجرة
لا تخدع الأسماء من فقهوا
فالمقسطون قلوبهم حذره
تستنشقين الموت في لهفٍ
يستنشقون خمورها القذرة
لا ضير إن عانقته مزقاً
فالموت إكرامٌ لمن ستره
يا مرحباً بالموت جاء به
أهل لكم قد أطلقوا شرره
من تخمةٍ ثقلت بهم دهراً
قد أورثوك الجوع والغبرة
فلترفعي الكفين شاكيةً
قوماً أذاقوا الذلَّ محتضرة