السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني سوف أضع بعض أقوال علماء نجد رحمهم الله في شرط قيام الحجة على من لم يكفر الكافر ونريد من الأخوة التعليق على الموضوع وجزاكم الله خير
تفضلوا هذه هي النقول ونبدأ بما يلي:
يقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:( لو قدر أن أحداً من العلماء توقف عـن القول بكفر أحد مـن هؤلاء الجهال المقلدين للجهمية أو الجهال المقلدين لعباد القبور أمكن أن نعتذر عنه بأنه مخطئ معذور ولا نقول بكفره لعدم عصمته من الخطأ ، والإجماع في ذلك قطعي، ولا بدع أن يغلط فقد غلط من هو خير منه ... وقد ذكر شيخ الإسلام في رفع الملام عن الأئمة الأعلام عشرة أسباب في العذر لهم فيما غلطوا فيه وأخطأوا وهم مجتهدون؛ وأما تكفيره أعني المخطئ والغالط فهو من الكذب والإلزام الباطل فإنه لم يكفر أحد من العلماء أحدا إذا توقف في كفر أحد لسبب من الأسباب التي يعذر بها العالم إذا أخطأ ولم يقم عنده دليل على كفر من قام به هذا الوصف الذي يكفر به من قام به ؛ بل إذا بين له ثم بعد ذلك عاند وكابر وأصر" " ، ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا بالتحريم جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا ، ولكن الجهل وعدم العلم بما عليه المحققون أوقعك في التهور بالقول بغير حجة ولا دليل بالإلزامات الباطلة والجهالات العاطلة وكانت هـذه الطريقة مـن طرائق أهل البدع فنسج على منوالهم هذا المتنطع بالتمويه والسفسطة وما هكذا يا سعد تورد الإبل) إهـ كشف الأوهام والإلتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس(صـ16)
يقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في الرد على من يفرق بين تكفير الجهمية المعطلة وعباد القبور:( وأما من اختلفوا فيه فلا يقال فيمن لم يكفرذلك ؟! فيقال: هـذا فرضه وتقديره في أهل الأهواء والبدع الذين لـم تخرجهم بدعتهم من الإسلام كالخوارج الأُول وغيرهم من أهل البدع ، وأما عبـاد القبور والجهمية فهؤلاء غير داخلين فيهم بل قـد أجمع العلماء على تكفيرهم) إهـ تمييز الصدق من المين(صـ5).
وقال في شأن تكفير الجهمية المحضة:( وإن كان ما أجهله من الأحكام تكفيري لعباد القبور؟؛ فالكلام فيهم كالكلام في الجهمية ، فالمعاند له حكم المعاند منهم ، والجهال المقلدون لهم حكمهم حكم المقلدين للجهمية لا فرق..) إهـ كشف الأوهام والإلتباس(صـ5) للشيخ سليمان بن سحمان.
ويقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في بيان حكم من لم يكفر الجهمية المحضة وعباد القبور:( وإن كان الكلام فيمن يدب عنهم ، ويجادل بالباطل دونهم خطأ ، فالذي بلغنا عن الإخوان من أهل عمان أنهم يبرؤون إلى الله من تكفير هؤلاء الدابين والمجادلين ، وعن أنهم لا يكفرون بالعموم كما يزعم... ويقولون إنما الكلام في الجهمية ، وعباد القبور والأباضية ، ويقولون لم يصدر على من جادل عنهم إلا الإنكار عليهم ، وهجرهم ، وترك السلام عليهم ، فإذا كان كذلك كان الرد والتشنيع بالباطل على الإخوان من الصد عن سبيل الله ، ومن الإتباع للهوى والعصبية. وغاية مرامهم أن تمشي الحال مع من هب ودرج ، وأن لا يكون في ذلك من عار ولا حرج ، وهـذا إن أحسنا الظن بهؤلاء الدابين عمن حرج عن سبيل المؤمنين ، وأنه صدر ذلك منهم عن شبهة عرضت لهم أن هؤلاء الجهمية وعباد القبور والأباضية داخلون في كلام الشيخ أعني شيخ الإسلام ابن تيمية ، وأنـه لم تبلغهم الدعوة ، ولـم تقم عليهم الحجة ، مع أن هـذا إن كان هو الشبهة العارضة لهم فهومـن أبطل الباطل) إهـ رسالة كشف الشبهتين(صـ27).
وقال أيضاً:( والمقصود أن الإخوان كانوا على طريق مستقيم من هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته، وسيرة أصحابه فكفروا من كفره الله ورسوله، وأجمع على تكفيره أهل العلم، وهجروا من السلام من لم يكفرهم، ووالاهم، وذب عنهم، لأنهم حملوهم على الجهل وعـدم المعرفة، وأنه قد قام معهم من الشبهة والتأويل ما أوجبهم الجدال عنهم، لأن هـذا عندهم من الدعوة إلى الله ، فلذلك ما عاملوهم إلا بالهجر من السلام ابتداءً ورداً)إهـ كشف الشبهتين(صـ20).
وقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمهم الله تعالى:(اعلم أن هذه الأفعال هي من دين الجاهلية التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنكارها وإزالتها ، ومحو آثارها، لأنها من الشرك الأكبر، الذي دلت الآيات المحكمات على تحريمه؛ وهذه الأعياد تشبه أعياد الجاهلية، فمن اعتقد جوازه وحله، وأنه عبادة ودين، فهو مـن أكفر خلق الله وأضلهم،ومـن شك في كفرهم بعد قيام الحجة عليهم فهو كافر) إهـ الدرر السنية. (10/440).
وقال في موضع أخر:( من خصص بعض المواضع بعبادة، أو اعتقد أن من وقف عندها سقط عنه الحج، كفره لا يستريب فيه من شم رائحة الإسلام؛ ومن شك في كفره، فلا بد من إقامة الحجة عليه، وبيان أن هذا كفر وشرك، وأن اتخاذ هذه الأحجار مضاهاة لشعائر الله، التي جعل الله الوقوف بها عبادة لله، فإذا أقيمت الحجة عليه، وأصر فلا شك في كفره.)إهـ الدررالسنية في الاجوبة النجدية(10/440).
ويقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله في جوابه عن حكم من شك في كفر بعض الملحدين كابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني من القائلين بوحدة الوجود ، وما وجه تبديعهم وتضليلهم وتكفيرهم، وما حكم هذا القائل وأنهم مسلمون؟.
فأجاب بقوله: مُورد هذا السؤال: إما يكون من أبله الناس ، وأشدهم بلادة ، فكأنه لا شعور له بالمحسوسات ؛ فإن الفرق بين ما عليه الصحابة ، والتابعون ، واتباعهم ، والأئمة الأربعة ، وإخوانهم ؛ وما عليه ابن عربي ، وابن الفارض ، والتلمساني ، وابن سبعين ، وأتباعهم: أمر معلوم عند من قرأ القرآن ، ودخل في قلبه الإيمان ؛ فإما أن يكون هذا المورد ، من جنس الأنعام السارحة ، أو يكون من أتباع ابن عربي وإخوانه من أهل وحدة الوجود ، وأراد التلبيس على خفافيش البصائر ؛ فينبغي بيان ما عليه الطائفتان ... ثم سرد جملة من أقوال أهل الإتحاد الكفرية إلى أن قال: فلينظر اللبيب إلى ما قاله هؤلاء من الكفر العظيم ، من كونهم يقولون: إن ربهم هو المطعوم ، والملبوس ، والمشموم والمنكوح ، والمذبوح ، ونحو ذلك ، تعالى الله وتقدس ، وأن الكفر هو الهدى ، وأن المجوس إنما عبدوا الله ، وإنما ضل مـن ضل بتخصيصه عبادته ببعض المخلوقات ، ولا يكون موحداً عندهم إلا من عبد جميع الموجودات .. فقول هذا الملبس: ابن عربي وأتباعه مسلمون ؛ والإِمام أحمد وأتباعه مسلمون ؛ يقتدى بهؤلاء مثلما يقتدى بهؤلاء ، من أعظم الزور ، وأقبح الفجور ؛ فإن الفرق بين الطائفتين ، والمقالتين: أبعد مما بين المشرق والمغرب ؛ وأما قوله: إذا قلتم إنهم في القـول سواء ، فما وجـه تبديعهم ؟ وتكفيرهم ؟ وتضليلهم ؟! ، فنقول: معاذ الله ، أن نقول: إنهم سواء ؛ بل بينهم من الفرق أبعد مما بين السماء والأرض .. ولا يقول: إن قول أهل السنة والجماعة ، كقول ابن عربي وأصحابه أهل وحدة الوجود إلا من يقول: إن قول موسى عليه السلام ، وقول فرعون اللعين سواء ؛ وما عليه أبو جهل وإخوانه ، نظير ما عليه الرسول وأصحابه ؛ سبحانك هذا بهتان عظيم ؛ وأمـا قوله: مـا وجه تبديعهم ، وتكفيرهم ؟ فنقول: قال الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) في موضعين ، وقال تعالى:(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) ، وقال تعالى: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) ؛ فإذا كان الله قد كفّر من قال إن الله هو المسيح بن مريم ؛ ومن قال: إن الله ثالث ثلاثة ؛ ومن اتخذ الملائكة والنبيين أرباباً ؛ فكيف: لا يكفر من جعل جميع الخلق أرباباً ، وقال: إن كل مخلوق هو الله حتى يسجد للشمس ... ويقول: إن المشركين إنما عبدوا الله ، ويقول: إن المخلوقات ، التي يستحيا من ذكرها هي: الله ! يا لله العجب !.
ولقد أحسن من قال من السلف: إن كفر هؤلاء ، أغلظ من كفر اليهود والنصارى .. وأما هذا الذي ألقى هذه الشبهة إليكم ، فيجب تعريفه ، وإقامة الحجة عليه ، بكلام الله تعالى ، وكلام رسوله ، وكلام أئمة الدين ؛فإن اعترف بالحق ، وببطلان ما عليه أهل البدع من الإتحادية وغيرهم فهو المطلوب والحمد لله ؛ وإن لم يفعل وجب هجره ومفارقته إن لم يتيسر قتله ، وإلقاؤه على مزبلة ، لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل الإِسلام ..)إهـ الدرر السنية(3/348).
هذه بعض الأقوال ونريد تعليق من الأخوة وإن شاء الله عندي تعليق بعد تعليقات الأخوة وجزاكم الله خير.