تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية

    984 - " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه
    بيعة مات ميتة جاهلية ".


    أخرجه مسلم (6 / 22) من حديث ابن عمر. وأخرجه الحاكم (1 / 77 و 117)
    بلفظ: " من خرج من الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتى يراجعه
    ومن مات وليس عليه إمامة وجماعة فإن موتته موتة جاهلية ". وقال الحاكم:
    " صحيح على شرط الشيخين ". وافقه الذهبي.

    الكتاب: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها
    المؤلف: المحدث محمد ناصر الدين الألباني


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية

    ذهب بعض طلاب العلم إلى تضعيف هذا الحديث ، فهل هم على صواب ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية


  4. #4

    افتراضي رد: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية

    ذكر مصنف أحاديث في السياسة لا تصح (ص:26) في تخريجه للأحاديث الضعيفة منها:
    عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
    " مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". اه، أخرجه مسلم في صحيحه.
    مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، وَسَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، فَلَمَّا رَآهُ، قَالَ: هَاتُوا لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، قَالَ:
    إِنِّي لَمْ أَجِئْكَ لأَجْلِسَ، إِنَّمَا جِئْتُكَ لأُحَدِّثَكَ بِحَدِيثٍ، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: " مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". اهـ، البيهقي في سننه الكبرى.
    قال المصنف: " وفي هاتين الواتين علة: أن هذا الحديث بهذا اللفظ لا يرويه عن نافع إلا محمد بن يزيد وهو مقل ... إلخ". اهـ.
    قلت: لا يضر قلة روايته فإنه "ثقة" كذا قال الحافظ ابن حجر، ورغم قلة روايته فإن أكثر من روى عنه هو نافع فلا اغترار بظاهر ما نقل عن الدارقطني: "مقل فاضل ووثقه"، فقد أطلق توثيقه الأئمة حتى أبو حاتم الرازي.
    ثم إن الراوي عنه وهو ابن أخيه عاصم بن محمد بن زيد ثقة قد روى عنه جماعة من الثقات به هذا الحديث منهم أحمد بن يونس ومعاذ العنبري.
    وأما ادعاؤه بأنه لا يروي هذا الحديث عن نافع إلا محمد بن يزيد فغير صحيح فقد روى غيره عن نافع وهو بكير بن عبد الله بن الأشج.
    فلو نظر في الإسناد التالي لما سبق في صحيح مسلم لوجد متابعة تكفيه فأخرج مسلم في صحيحه فقال:
    وحدثنا ابن نمير، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثنا ليث، عن عبيد الله ابن أبى جعفر، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنه أتى ابن مطيع. فذكر عن النبى صلى الله عليه وسلم نحوه. اهـ.
    قلتُ: ولفظه في مسند الإمام أحمد فقال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
    «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ مَاتَ وَلَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَقَدْ نَزَعَ يَدَهُ مِنْ بَيْعَةٍ كَانَتْ مِيتَتُهُ مِيتَةَ ضَلَالَةٍ». اهـ.
    وهذا إسناد فيه ابن لههيعة لكنه توبع في الأموال لابن زنجويه فقال: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَتَى ابْنَ مُطِيعٍ، فَقَالَ:
    جِئْتُكَ؛ لِأُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ طَاعَةٍ، مَاتَ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ قَدْ نَزَعَ يَدًا مِنْ بَيْعَةٍ، كَانَ عَلَى ضَلَالٍ». اهـ.
    وهذا إسنادٌ حسنٌ، يعضد رواية ابن لهيعة ويقويها.
    - أما قوله: " مالك وأيوب السختياني .... إلخ، أين هؤلاء من رواية هذا الحديث؟!". اهـ.
    وإتيانه برواية أسلم في السنن الكبرى للبيهقي حتى يُستدَلُّ بقول البيهقي: " أَخْرَجَه مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ، إِلا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ سَالِمًا فِي إِسْنَادِهِ ". اهـ.
    فالعلة هنا من محمد بن سابق قال الحافظ ابن حجر في التقريب : " صدوق "، وقال في هدي الساري : " من شيوخ البخاري ، ضعف ابن معين بعض حديثه ". اهـ.
    وماذا ترى في رواية محمد بن مطرف في مسند الإمام أحمد الذي هو ثقة يعدُّ من أقران مالك كما قال الحافظ ابن حجر.
    أخرج الإمام أحمد في مسنده فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ : أَتَى ابْنَ مُطِيعٍ، فَقَالَ:
    اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: مَا جِئْتُ لِأَجْلِسَ عِنْدَكَ، وَلَكِنْ جِئْتُ أُخْبِرُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، أَوْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، مَاتَ مِيتَةَ الْجَاهِلِيَّةِ ". اهـ.
    إسناده صحيح، وإن كان فيه أن زيدًا لا يظهر أنه حضر الحادثة فيبقى فيه نوع من الانقطاع وإن قد أتت روايات أخرى بالواسطة وهو أبوه سالم وإن كانت الأسانيد إليها بها كلام ولكن سيأتي ذكرها - إن شاء الله -.

    ولكن أولًا محمد بن مطرف وإن كان قد أحسن في جودة سنده مع أن ءاخرين وافقوه في إسناده إلا أنهم خالفوا متنه ومنهم:
    - الزهري:
    عند ابن أببي الفوارس في الجزء الأول من فوائده من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَسْلَمَ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ هَاجَتِ الْفِتْنَةُ، فَقَالَ:
    مَرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ضَعُوا لَهُ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لأَقْعُدَ، وَلَكِنْ جِئْتُ لأُحَدِّثَكَ كَلِمَتَيْنِ سَمِعْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا طَاعَةَ وَلا حُجَّةَ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ فَقَدْ مَاتَ مَوْتَةً جَاهِلِيَّةً ". اهـ، ولكن الرواي عنه الزهري متروك الحديث.

    - داود بن قيس:
    في نفس المصدر السابق أخرجه ابن أبي الفوارس فقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو سَعِيدٍ الرِّبْعِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ فَلا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ فَقَدْ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً ". اهـ، ولكن الإسناد إليه لا يصحُّ، ففيه أبو سعيد الريعي متروك الحديث.

    - عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار:
    أخرجه الإمام أحمد في مسنده فقال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، فَلَا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ، فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". اهـ، وهذا إسناد حسن لا بأس به، فيه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري : " احتج به البخاري كما قال الدارقطني وأبو داود والنسائي والترمذي ". اهـ.

    - سعيد بن أبي هلال:
    ورد في فوائد الليث بن سعد قال: عن خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ لَيَالِيَ الْحَرَّةِ، فَقَالَ: ضَعُوا لَهُ وِسَادَةً، مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَا هُنَا فَاجْلِسْ، قَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ كَيْمَا أَجْلِسُ، وَلَكِنْ جِئْتُكَ لأُخْبِرَكَ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل لَيْسَتْ لَهُ حُجَّةٌ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". اهـ، وهذا إسناد صحيح إن كان سعيد بن أبي هلال لم يضعفه أحمد وإلا فحسن إذ لم يثبت ذلك كما قال الحافظ ابن حجر، فإن صح قول أحمد، فلا سلف له في ذلك ولا خلف.

    - حفص بن ميسرة:
    قال الحافظ ابن حجر في الإتحاف: حَدِيثُ حب حم: مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَمْ يَكُنْ لَهُ حُجَّةٌ... الْحَدِيثَ.
    وَفِيهِ قِصَّةٌ لابْنِ عُمَرَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ.
    حب فِي التَّاسِعِ وَالْمِائَةِ مِنَ الثَّانِي:
    وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. ". اهـ، وذكر أسانيد خرى ليس هي موضوعنا.
    ولم أقف من خرجه ولكن إسناده صحيح، حفص بن ميسرة "ثقة ربما وهم" كذا قال الحافظ ابن حجر.

    - ابن عجلان:
    أخرجه أحمد في مسنده من طريق يونس بن محمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له من طريق عِيسَى بْنِ حَمَّادٍ، قَالَا:
    أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَتَى ابْنَ مُطِيعٍ لَيَالِي الْحَرَّةِ، فَقَالَ: ضَعُوا لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِِنِّي لَمْ آتِ لأَجْلِسَ، إِِنَّمَا جِئْتُ لأُكَلِّمَكَ كَلِمَتَيْنِ سَمِعْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَمْ تَكُنْ لَهُ حُجَّةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقَ الْجَمَاعَةِ، فَإِِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتَةَ الْجَاهِلِيَّةِ ". اهـ.
    وهذا إسناد صحيح، وتوبع الليث من قبل خالد بن الحارث بدون ذكر القصة في مسند الإمام أحمد بلفظ: " مَنْ نَزَعَ يَدَهُ مِنَ الطَّاعَةِ، فَلَا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً "، وتوبع أيضًا من قبل المغيرة بن شعبة في المسند أيضًا: " مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". ولكن رواية المغيرة مختصرة - سيما أن الرواي عنه يعقوب بن حميد صدوق يهم أو "ربما وهم" كذا قال الحافظ.
    لذا قال أبو بكر ابن أبي عاصم في السنة: " قال المغيرة بن عبد الرحمن: عن زيد بن أسلم". وهو الأشبه. اهـ.

    أما الكلام في الوسيط بين زيد بن أسلم وعبد الله بن عمر فقد وصله منهم:
    - هشام بن سعد:
    أصله في صحيح مسلم والمسند والمستخرج لأبي عوانة وذكر قول علي ابن المديني بصيغة التمريض وجزم موصولًا في مجالس من أمالي عبد الله بن منده فقال:
    أرنا محمد بن الحسن بن علي بن مالك، دثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، دثنا بشر بن عمر الزهراني، دثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نزع يدا من طاعة، وفارق الجماعة، ثم مات، مات ميتة جاهلية، ومن خلعها بعد عهدها لقي الله عز وجل لا حجة له ".
    قال عبد الملك: سمعت علي بن المديني، يقول سنة ست ومائتين: لم يرو هذا الحديث هكذا عن هشام بن سعد غير بشر بن عمر الزهراني ". اهـ.
    ولكن هذا بالمعنى كما قال مسلم ولا بأس بذلك أما زيادة سالم في الإسناد، فقد خولف من أكثر من ثقة:
    - ما أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق عبد الرحمن ابن المهدي عن هشام بن سعد به بذكر القصة بلفظ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةَ الْجَاهِلِيَّةِ "،
    - وعند أحمد في مسنده قال: حدثنا عبد الملك [بن عمرو] عن هشام بن سعد به بذكر القصة أيضًا بلفظ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مَنْ طَاعَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مَفَارِقٌ لِلْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". اهـ،
    وهذا إسناد فيه هشام بن سعد قال الحافظ في التقريب : " صدوق له أوهام ، ورمي بالتشيع ". اهـ، ولكن لهذا الاتصال له شواهد وقد ذكرنا أولهم من قبل وهو: زيد بن محمد ولكن الرواي عنه شذ والصواب زيد بن محمد عن نافع.
    فالمتابعات الأخرى فيما وقفت ثلاثة:
    - أبو عامر العقدي:
    أخرجه البخاري في تاريخ المدينة فقال: قَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ فَارَقَ إِمَامَهُ وَعَادَ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ فَلا حُجَّةَ لَهُ ". وَقَالَ لِي عَلِيُّ بْن الْمَدِينِيِّ: هُوَ ثِقَةً، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، وَقَالَ لِي عَلِيٌّ: أَدْرَكْتُ أَحَدَهُمَا، أُسَامَةَ، أَوْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ ". اهـ.
    وهذا متنه مخالف ولكن ومعناه مقارب وهذا من عمل أسامة بن زيد العدوي قال الحافظ في التقريب : " ضعيف من قبل حفظه ". اهـ.

    - إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة:
    أخرجه أبو عوانة في المستخرج فقال: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، فِي الْفَوَائِدِ، قثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ لابْنِ مُطِيعٍ:
    إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، فَلا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةَ، فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ". اهـ، وإسحاق "ثقة حجة" كذا قال الحافظ في التقريب.
    ولكن الراويين من تحته عكرمة وأبا حذيفة أحدهما صدوق يغلط والأخر صدوق سيء الحفظ وكلاهما من رجال البخاري.

    فعلى هذا قد تحدث طرق المتابعات بمجموعها تحدث قوة في صحة أن الواسطة هو سالم، والله أعلم.
    وله شواهد منها:
    - حديث يزيد بن الأصم:
    أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط من طريق سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
    " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ جَمَاعَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ".
    قال الطبراني: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ إِلا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، وَلا عَنْ يَزِيدَ إِلا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ ". اهـ.
    قلتُ: وهذا الإسناد فيه سعيد بن سلمة قال الحافظ في التقريب : صدوق ، صحيح الكتاب يخطىء من حفظه ". اهـ.

    - حديث عطاء:
    أخرجه الطبراني في المعجم الكبير فقال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِلٌ بِكَفِّهِ هَكَذَا كَأَنَّهُ يُشَبِّرُ شَيْئًا:
    " مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ شِبْرًا أَخْرَجَ مِنْ عُنُقِهِ رِبْقَةَ الإِسْلامِ، وَالْمُخَالِفِي نَ بَأَلْوِيَتِهِم ْ يَتَنَاوَلُونَه َا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ وَرَاءِ ظُهُورِهِمْ، وَمَنْ مَاتَ مِنْ غَيْرِ إِمَامِ جَمَاعَةٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". اهـ.
    ولكن إسناده ضعيف جدًّا، ففيه الحسين بن قيس الرحبي الملقب بالحنش متروك الحديث كذا قال الحافظ,

    - حديث مسلم بن جندب:
    أخرج ابن قناع في معجمه من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ، نا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَارِكِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي مُسْلِمَ بْنَ جُنْدُبٍ، يَقُولُ: كُنْتُ أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، لَيَالِيَ الْحَرَّةِ بِالْمَدِينَةِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْمَوْتِ فِي قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ، فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ مُطِيعٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدَهُ مِنْ طَاعَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً، قَالَ ابْنُ مُطِيعٍ وَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ تِلْكَ بَيْعَةُ حَقٍّ، وَهَؤُلاءِ اتَّخَذُوا عِبَادَ اللَّهِ خَوَلا، وَمَالَهُ نَفْلا، فَحُقَّ لَهَا، وَلا أَنْ لا تَكُونَ لَهُمْ بَيْعَةٌ ". اهـ، وهذا إسناد رجاله ثقات عدا سعيد بن مسلم تبقى فيه جهالة ذكره ابن حبان في الثقات وذكره البخاري في التاريخ الكبير وقال : سمع أباه ، وروى عنه الصلت بن محمد ، أراه أخا عبد الله ". اهـ.

    فعلى هذا لم يصب المصنف في تضعيفه - سيما أنه بذلك خالف الأئمة مثل مسلم والذهبي والحاكم والألباني وغيرهم -.
    والله أعلم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية

    جزاكم الله خيراً.

  6. #6

    افتراضي رد: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم الله خيرًا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •