تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: استنزلوا الرزق بالصدقة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي استنزلوا الرزق بالصدقة

    قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه :استنزلوا الرزق بالصدقة ومن أيقن بالخلف جاد بالعطيـة.
    ما صحة هذا الأثر ؟

  2. #2

    افتراضي رد: استنزلوا الرزق بالصدقة

    هذا الحديث شطراه كل منهما حديث، الشطر الأول من الحديث وهو (استنزلوا الرزق بالصدقة) ورد مرفوعًا من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
    أخرجه ابن شاهين في فوائده (102) من حديث محمد بن أحمد بن يزيد المدني، وابن الجوزي في البر والصلة (203) من حديث أبي بكر الْقُرَشِيِّ وأَبي سَعِيدٍ الْمَدِينِيِّ كلاهما مختصرًا، والبيهقي في شعب الإيمان (2/415) واللفظ له، من حديث عبد الجليل بن عاصم المدني وابن عبد البر في التمهيد (21/20) من حديث أبي يونس المديني كلاهما مطولًا، والعسكري في الأمثال جميعًا من طريق:
    حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ يَحْيَى الْحَاطِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    " إِنَّمَا تَكُونُ الصَّنِيعَةُ إِلَى ذِي دِينٍ أَوْ حَسَبٍ، وَجِهَادُ الضُّعَفَاءِ الْحَجُّ، وَجِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِهَا، وَالتَّوَدُّدُ نِصْفُ الدِّينِ، وَمَا عَالَ امْرُؤٌ اقْتَصَدَ، وَاسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ، وَأَبَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ أَرْزَاقَ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ يَحْتَسِبُونَ "، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " وَمَا عَالَ امْرُؤٌ قَطُّ عَلَى اقْتِصَادٍ ". اهـ.
    وقال الإمام البيهقي: " وَهَذَا حَدِيثٌ لَا أَحْفَظُهُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَهُوَ ضَعِيفٌ مَرَّةً، ... ". اهـ.
    وهذا حديث ضعيف جدًّا، علته هارون بن يحيى الحاطبي قال عنه الحافظ ابن حجر: "وجدت من روايته حديثًا منكرًا"، وقال العقيلي: "مدني لا يتابع على حديثه"، انظر لسان الميزان ت أبي غدة (8/314)، ومن فوقه عثمان وأبوه مجهولان انفرد بذكرهما ابن حبان في الثقات.
    وهذا الحديث ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة (٣٣)، والسيوطي في الجامع الصغير (٩٩٩)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (2/130)، والعجلوني في كشف الخفاء (1/35)، والألباني في ضعيف الجامع (831).
    وقد ورد نحوه من أثر جعفر بن محمد الصادق أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/194)، والمزي في تهذيب الكمال (5/89)، والذهبي في السير ط الحديث (6/378)، وكذلك نسبه إليه ابن حمدون في التذكرة (1/11).
    أخرجه أبو نعيم من طريق حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْجَرِيشِ، ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، ثَنَا الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: فذكر نحوه وزيادة في المتن.
    وهذا إسناد حسنٌ، أحمد بن زيد وهو الأهوازي "مقبول" لإخراج الضياء له، ولعل العراقي ما صحح له إلا لذلك، وليس هذا بلازم، وأورده الآبي في نثر الدر (1/246) وقال: وَقَالَ لَهُ أَبُو حنيفَة: يَا أَبَا عبد الله، مَا أصبرك على الصلاة! فَقَالَ [جعفر الصادق]: فذكره.
    ولحديث علي رضي الله عنه شاهدٌ ءاخر أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (2/520) واللفظ له، ومن طريقه القضاعي في مسنده فقال:
    نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ قُرَادٍ التُّجِيبِيُّ، نا جَدِّي، حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
    احْتَجَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَتَمَارَوْا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: جِئْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ فَاسْأَلُوا، وَإِنْ شِئْتُمْ خَبَّرْتُكُمْ بِمَا جِئْتُمْ لَهُ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنِ الصَّنِيعَةِ لِمَنْ تَحِقُّ قَالَ: لَا تَنْبَغِي الصَّنِيعَةُ إِلَّا لِذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ، وَجِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنِ الرِّزْقِ، وَمَا يَجْلِبُهُ عَلَى الْعَبْدِ، فَاسْتَجْلِبُوه ُ وَاسْتَنْزِلُوه ُ بِالصَّدَقَةِ، وَجِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنْ جِهَادِ الضُّعَفَاءِ، وَإِنَّ جِهَادَ الضُّعَفَاءِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ، وَجِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنِ الرِّزْقِ، وَمِنْ أَيْنَ يَأْتِي وَكَيْفَ يَأْتِي؟ أَبَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ إِلَّا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ ". اهـ.

    وهذا إسناده موضوع، فيه أحمد بن الطاهر بن التجيبي وهو "كذاب" كذا قال ابن طاهر والدارقطني وتبعه الهيثمي وقال شعبة: "كذوب"، وقال ابن حبان: "يروي عن جده حرملة المقلوبات " ونحوه قال ابن عدي وضعفه جدًّا.
    وأخرجه ابن عبد البر من حديث أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْحَرَّانِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: فذكر نحوه.
    أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/147) وابن الجوزي في الموضوعات (2/153) وذكر قول ابن حبان قال: "هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَأحمد بْن دَاوُدَ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ"، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِي ّ: "هُوَ مَتْرُوك كَذَّاب". اهـ.
    وقال الألباني في السلسلة الضعيفة [١٤٩٠] عن هذا الحديث: " منكر ". اهـ.

    وقَالَ أَبُو عُمَرَ [ابن عبد البر]: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَلَكِنَّهُ مُنْكَرٌ عِنْدَهُمْ عَنْ مَالِكٍ وَلَا يَصِحُّ عَنْهُ وَلَا لَهُ أَصْلٌ فِي حَدِيثِهِ ". اهـ.
    وعقب عليه الزرقاني في شرحه على الموطأ (4/419) قوله: وَلَعَلَّ مُرَادَهُ أَنَّ مَتْنَهُ حَسَنٌ وَإِنْ كَانَ سَنَدُهُ الْمَذْكُورُ لَا يَصِحُّ عَنْ مَالِكٍ وَإِلَّا فَالْجَمْعُ بَيْنَ حَسَنٍ وَبَيْنَ مُنْكَرٍ لَا يَصِحُّ تَنَافٍ، أَوْ مُرَادُهُ حُسْنُ اللَّفْظِ وَهُوَ بَعِيدٌ ". اهـ.

    وله شاهدٌ ءاخر ورد في مجالس من مجلس ابن منده [176]، ومن طريقه قوام السنة في دلائل النبوة (75) فقال: أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا المكي، حدثنا سليمان بن محمد اليساري ابن عم مطرف، حدثني عمر بن راشد، حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، جده عن عمر، قال: فذكر مثل حديث الحسين بن علي بن أبي طالب.
    وهذا إسناد موضوع، فيه عمر بن راشد الجاري متهم بالوضع، "منكر الحديث" كذا قال العقيلي، وقال ابن حبان: "وجدت حديثه كذبا وزورا"، وقال أبو نعيم: "يروي عن مالك أحاديث موضوعة"، وقال ابن طاهر: "يروي ما لا أصل له"، وقال الدارقطني: "ضعيف لم يكن مرضيا يتهم بوضع الحديث متروك"، وقال ابن حبان: "يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب وغيرهما من الثقات ، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه فكيف الرواية عنه ؟! ". اهـ.
    وله شاهدٌ ءاخر أخرجه الديلمي في الفردوس والحاكم في تايخه مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا بِهَذَا، وَابْنُ رَاشِدٍ ضَعِيفٌ جِدًّا وقال الحاكم: غريب الإسناد والمتن وعبد الرحمن بن حرملة عزيز الحديث جدًّا ". اهـ، أفاده ابن عراق في التنزيه وقال: وَقد وَردت أَجزَاء الحَدِيث مفرقة فِي أَحَادِيث بأسانيد أخر ". اهـ.

    قلتُ: مثل حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه البيهقي في شعب الإيمان من حديث هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، : " لا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ وَدِينٍ، كَمَا لا تَصْلُحُ الرِّيَاضَةُ إِلا فِي نَجِيبٍ ".اهـ، قال البيهقي: رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ عَنْ هِشَامٍ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ قَوْلِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، كَتَبَهُ عَلِيُّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ مِنْ كِتَابِ الْمُسَيَّبِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ مِنْ قَوْلِهِ ". اهـ.

    والشطر الثاني من حديث (ومن أيقن بالخلف جاد بالعطيـــة)

    يتبع ...

  3. #3

    افتراضي رد: استنزلوا الرزق بالصدقة

    الشطر الثاني من الحديث أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/233) من حديث عليِّ بْنِ حَرْبٍ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ ". اهـ، قال القضاعي: وَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ". اهـ.
    وهو مذكور مشروحا في بحر الفوائد للكلاباذري (159) بنفس الإسناد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

    " الصَّلَاةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَالْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ، وَجِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ، الدَّاعِي بِلَا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلَا وَتَرٍ، مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ، حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، مَا عَالَ امْرُؤٌ اقْتَصَدَ، التَّقْدِيرُ نِصْفُ الْعَيْشِ - وَفِي رِوَايَةٍ: نِصْفُ الْمَعِيشَةِ - وَالتَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَالْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ، وَقِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ، مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْهِ عَقَّهُمَا، مَنْ ضَرَبَ يَدَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ حَبِطَ عَمَلُهُ، لَا يَكُونُ الصَّنِيعَةُ إِلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ وَدِينٍ كَمَا لَا تَصْلُحُ الرِّيَاضَةُ إِلَّا فِي النَّجِيبِ، يَنْزِلُ الرِّزْقُ عَلَى قَدْرِ الْمُؤْنَةِ، وَيَنْزِلُ الصَّبْرُ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ، وَمَنْ قَدَّرَ رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، الْأَمَانَةُ تَجُرُّ الرِّزْقَ، وَالْخِيَانَةُ تَجُرُّ الْفَقْرَ، وَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى بِالنَّمْلَةِ صَلَاحًا مَا أَنَبْتَ لَهَا جَنَاحًا، فَهَذِهِ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ خَصْلَةً، وَهِيَ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ ". اهـ، وفي رواية الراغب الأصفهاني في المحاضرات (1/661) فقال: وقيل: من أيقن بالخلف جاد بالنشب ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف، فيه ابن لهيعة ضعيف الحديث كذا قال العجلوني في كشف الخفاء (2/303)، وضعفه الزرقاني في مختصر المقاصد [911]، والفتني في تذكرة الموضوعات.
    وجاء في الخلاصة للطيبي (89) أن قال الشيخ الحسن بن محمد بن الحسن الصَّغَاني: " في كتابه الدر الملتقط في تبيين الغلط: وقد وقع في كتاب الشهاب للقُضَاعي كثير من الأحاديث الموضوعة ما هو ظاهر ". اهـ، وذكر منه هذا.
    قال الطيبي في الفتح (12/570) : وفيه حكايةٌ عن الله تعالى: ((أنفق أنفق عليك)) ". اهـ، وهذا حديث متفقٌ عليه.
    وذكره ابن حداد الموصلي في الجوهر النفيس (183) بلا إسناد موقوفًا قال: وَقَالَ عَلِيُّ عَلَيْهِ السَّلَام: " حسب الْبَخِيل من بخله سوء ظَنّه بربه، وَمن أيقن بالخلف أجاد بالعطية ". اهـ، ويشهد له حديث أنس كما سيأتي.
    وذكر نحوه الآبي من كلام جعفر الصادق وذكره ابن سعيد المغربي في المقتطف (1/63).
    وأما حديث أنس رضي الله عنه فأخرجه الديلمي في مسنده [5538] والخطيب البغدادي في التلخيص (2/697) قال:
    أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ الْقَزَّازُ، نا أَبُو بِشْرَانَ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا مُوسَى بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو عِمْرَانَ السَّمَرْقَنْدِ يُّ، بِبَيْسَانَ، نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَافَ شَيْئًا حَذِرَهُ، وَمَنْ رَجَا شَيْئًا عَمِلَ لَهُ، وَمَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ»
    وهذا حديث موضوع، فمحمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني يضع الحديث قال الخطيب البغدادي: "كتبوا عنه ثم تبين كذبه فمزقوا حديثه وكان يضع الأحاديث للرافضة"، وكان أبو القاسم يخلط وأساء الثناء عليه ، قال كان دجالا كذابا ما رأيت له أصلا قط"، واتهمه الدارقطني بالتركيب ، وكذبه في سماعه من ابن الفرات، وقال ابن عراق: "دجال يضع الحديث" ومن فوقه مجاهيل إلى موسى بن الحجاج أبي عمران.
    وذكره الآبي في نثر الدر (5/118) من كلام الحسن البصري ذاته، وكذا الجاحظ في البيان والتبيان (3/89).

    وقد ورد في تفسير الطبري (24/462) فقال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ الْأَحْمَسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: 6] قَالَ: أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف موقوف، إسماعيل بن موسى السدي "صدوق يخطئ ررمي بالرفض" كذا قال الحافظ ابن حجر، ومن فوقه مجهولان لم أجد لهما ترجمة.
    وأخرج البلاذري في الأنساب (4/25) فقال: حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
    أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ بِالشَّامِ: " وَاللَّهِ مَا بَخِلَ بِالْمَالِ مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ، وَلا اسْتَغْنَى بِالْكَثِيرِ مَنْ لَمْ يُغْنِهِ الْكَفَافُ، وَلا خَافَ الْعَوَاقِبَ مَنْ أَمِنَ شَرَّ النَّاسِ ". اهـ.
    وهذا أثر موضوع، فيه هشام بن محمد الكلبي اتهم بالكذب، وبقية رجال الإسناد مجهولون، ولعل أبا السائب المخزومي هو حفيد آمنة بنت الأرقم ولكنه "مجهول" كما قال الذهبي، إضافة أن في السند من لم يسمَّ.
    والله أعلم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: استنزلوا الرزق بالصدقة

    جزاكم الله خيراً.

  5. #5

    افتراضي رد: استنزلوا الرزق بالصدقة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •