حديث: ليس على من خلف الإمام سهو

عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على مَن خلف الإمام سهوٌ، فإن سها الإمام فعليه وعلى مَن خلفه))؛ رواه البزار والبيهقي بسند ضعيف.
المفردات:
سهو؛ أي: سجود سهو إذا سها دون إمامه.
وعلى مَن خلفه؛ أي: وعلى المأمومين أن يسجدوا للسهو تبعًا لإمامهم.
البحث:
وقع في بعض طبعات بلوغ المرام بعد هذا الحديث: رواه الترمذي والبيهقي، فوضع الترمذي مكان البزار، وقد وقع هذا الخطأ في النسخة التي طبعها الحلبي بمصر وعلق عليها محمد بن عبدالعزيز الخولي، وكذلك في النسخة التي طبعها وعلق عليها الشيخ حامد الفقي.
علمًا بأن الترمذي لم يخرجه، وعامة الأصول على أن الذي رواه هو البزار لا الترمذي.
وقد رواه أيضًا الدارقطني، وفي بعض طرق هذا الحديث زيادة: ((والإمام كافيه)).
قال الشوكاني في نيل الأوطار: وفي إسناده خارجة بن مصعب، وهو ضعيف، وفيه أبو الحسين المدائني، وهو مجهول, وفيه الحكم بن عبدالله، وهو أيضًا ضعيف.
وقال الحافظ في التلخيص: وفي الباب عن ابن عباس، رواه أبو أحمد بن عدي في ترجمة عمر بن عمرو العسقلاني، وهو متروك.
وقال الصنعاني في سبل السلام: الكل من الروايات فيها خارجة بن مصعب، وهو ضعيف.
وقول الصنعاني هذا خطأ، فإن خارجة بن مصعب هذا لم ينفَرِد به، بل رواه البيهقي من طريق سليمان بن بلال عن أبي الحسين عن الحكم بن عبدالله عن سالم بن عبدالله قال: جاء جبير بن مطعم إلى ابن عمر قال: يا أبا عبدالرحمن، كيف قال أمير المؤمنين عمر في الإمام يؤم القوم؟ وذكر الحديث.
ثم قال البيهقي: وروى خارجة بن مصعب عن أبي الحسين عن سالم بن عبدالله عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه.
ثم قال البيهقي: وأبو الحسين هذا مجهول، والحكم بن عبدالله ضعيف.
وبهذا يتبين أن خارجة بن مصعب ليس هو علةَ هذا الحديث وحده، ولا أنه لم يَرِدْ إلا من طريقه، بل له طريق أخرى فيها ما علمتَ.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/136285/#ixzz60Et6uPkc