تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المقاصد القرآنية بين المتقدمين والمتأخرين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي المقاصد القرآنية بين المتقدمين والمتأخرين

    المقاصد القرآنية بين المتقدمين والمتأخرين

    أ. عائشة عبد الملك محمد سعد[*]

    د. محمد نجيب بن عبد القادر[**]







    ملخص البحث:


    يهدف هذا البحث إلى التعريف بالمقاصد القرآنية، مبيناً العلاقة بين مقاصد القرآن ومقاصد التشريع وطرق العلماء في الكشف عن المقاصد القرآنية. كما ويهدف إلی تتبع اجتهادات بعض من المفسرين المتقدمين والمتأخرين وإشاراتهم في تفسیراتهم، والتي تدل علی اعتبارهم للمقاصد في تفسیر القرآن. وقد سلك الباحثان المنهج الوصفي, لجمع الأقوال والتعريفات والمنهج التحليلي بتفسير أقوال العلماء واستنباطاتهم. وقد خلص البحث إلى نتائج أهمها أن جمله التعريفات تدور على كون المقاصد تمثل مراد الله في أحكامه وتشريعاته القرآنية والغايات التي نزل القرآن لأجل تحقيقها مما فيه مصلحة للعباد، وأظهر البحث أن مقاصد الشريعة جزء من مقاصد القرآن, ولاحظ البحث أن الاستقراء هو أكثر ما اجمع عليه العلماء لمعرفة مقاصد القرآن. وأبرز ما خرج به هذا البحث أن أكثر من عني بمقاصد القرآن وتفصيلها هم العلماء المتأخرون, وأن هذا التفاوت في العناية بالمقاصد القرآنية عائد إلى أن كل مرحلة اتسمت بمميزات عن سابقتها وكل عالم أو مفسر نظر للمقاصد من زاوية مختلفة تتأثر بكثير من الأحيان بخلفيات أصحابها الفكرية والعلمية.
    Abstract:

    This research aims to introduce and identify Maqasid Al-Quran (Quranic purposes), Indicating the relationship between Maqasid Al-Quran and Maqasid al-Shariah (legislation purposes), and explaining the mufasireen’ (exegetes) approaches in detecting Maqasid Al-Quran. In addition, this research aims to search the early and late mufasireen’ viewpoints, interpretations and their indications regarding Maqasid Al-Quran. The researchers use the descriptive approach for collecting statements and definitions and the analytical approach to interpret the scholar’ statements and their indications. The findings of this research shows that the majority of the Maqasid Al-Quran definitions emphasize the fact that the Maqasid Al-Quran represent the Allah’ purpose in his Quranic provisions and legislations and the targets of the Quran is to achieve the benefit and best for the humans. Moreover, the research reveals the Maqasid al-Shariah is part of Maqasid Al-Quran, and notices that induction is the most followed approach by the mufasireen to figure out Maqasid Al-Quran. The findings also reveals that late scholar and mufassirūn gave attention to Maqasid Al-Quran more than early scholar and mufassirūn , this disparity in paying attention to Maqasid Al-Quran may refer to different characteristics of various eras and each scholar or mufassir views Maqasid Al-Quran from his own angle which is mostly affected by their scientific and ideological backgrounds.

    المقدمة:


    يتطرق هذا البحث إلى تعريف المقاصد القرآنية عند العلماء, وأيضا أوجه العلاقة بين المقاصد القرآنية والمقاصد الشرعية, وما الفرق بين مقاصد القرآن ومقاصد السور القرآنية في تصانيف العلماء, وكذلك الأهمية والفائدة الإجمالية من معرفة ودراسة المقاصد القرآنية, ويتناول أيضا جهود علماء الأمة من المتقدمين والمتأخرين في استنباط واستخراج المقاصد القرآنية وتصنيفهم للمقاصد القرآنية, واختلافهم في ذلك حسب خلفياتهم الفكرية. ويختم الباب بالطرق والمسالك التي سلكها العلماء في معرفة المقاصد القرآنية.
    المبحث الأول


    مفهوم المقاصد القرآنية


    المقاصد في اللغة:

    المقاصد جمع المقصد، وهو ما تقصده وتريد الوصول إليه, الْقَافُ وَالصَّادُ وَالدَّالُ أصول ثَلَاثَةٌ، يَدُلُّ أَحَدُهَا عَلَى إِتْيَانِ شَيْءٍ وَأَمِّهِ، وَالْآخَرُ عَلَى اكْتِنَازٍ فِي الشَّيْءِ. فَالْأَصْلُ: قَصَدْتُهُ قَصْدًا وَمَقْصَدًا[1], وجاء في لسان العرب: "قصد: الْقَصْدُ: اسْتِقَامَةُ الطَّرِيقِ. قَصَد يَقْصِدُ قَصْدًا، فَهُوَ قاصِد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾(الن حل: 9), أَي عَلَى اللَّهِ تَبْيِينُ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ والدعاءُ إِليه بِالْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ الْوَاضِحَةِ، ﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾(النحل:9 ) أَي وَمِنْهَا طَرِيقٌ غَيْرُ قَاصِدٍ. وطريقٌ قَاصِدٌ: سَهْلٌ مُسْتَقِيمٌ. وسَفَرٌ قاصدٌ: سَهْلٌ قَرِيبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ﴿لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ﴾( التوبة: 42), قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: سَفَرًا قَاصِدًا أَي غيرَ شاقٍّ. والقَصْدُ: العَدْل"[2], وقد جاء لفظ "قصد"في ستة مواضع[3] في القرآن الكريم يفيد اغلبها التوسط والاستقامة والاعتدال, وهي كالتالي:
    1. اقصد: في قوله تعالى: ﴿واقصد في مشيك واغضض من صوتك﴾ (لقمان: 9), أَيْ تَوَسَّطْ فِيهِ. وَالْقَصْدُ: مَا بَيْنَ الْإِسْرَاعِ وَالْبُطْءِ، أَيْ لَا تَدِبَّ دَبِيبَ الْمُتَمَاوِتِي نَ وَلَا تَثِبْ وَثْبَ الشُّطَّارِ[4].
    2. قصد: في قوله تعالى: ﴿وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر﴾ (النحل: 9), أَيْ عَلَى اللَّهِ بَيَانُ قَصْدِ السبيل، فحذف المضاف وهو البيان. والسبيل: السلام، أَيْ عَلَى اللَّهِ بَيَانُهُ بِالرُّسُلِ وَالْحِجَجِ وَالْبَرَاهِينِ . وَقَصْدُ السَّبِيلِ: اسْتِعَانَةُ الطَّرِيقِ، يُقَالُ: طَرِيقٌ قَاصِدٌ أَيْ يُؤَدِّي إلى الْمَطْلُوبِ. ﴿وَمِنْها جائِرٌ﴾ أَيْ وَمِنَ السَّبِيلِ جَائِرٌ، أَيْ عَادِلٌ عَنِ الْحَقِّ فَلَا يُهْتَدَى بِهِ.[5]
    3. قاصدا في قوله تعالى: ﴿لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك﴾ (التوبة: 42) أي سفرا سهلا معلوم الطريق.
    4. مقتصد: في قوله تعالى: ﴿فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد﴾ (لقمان: 32) أي عدل في العهد.
    5. مقتصد: في قوله تعالى: ﴿فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد﴾ (فاطر: 32) أي ملازم للقصد وهو ترك الميل.
    6. مقتصدة: في قوله تعالى: ﴿منهم امة مقتصدة﴾ (المائدة: 66) أي منهم قوم لم يكونوا من المؤذيين المستهزئين وَالِاقْتِصَادُ الِاعْتِدَالُ فِي الْعَمَلِ، وَهُوَ مِنَ الْقَصْدِ، وَالْقَصْدُ إِتْيَانُ الشَّيْءِ، تَقُولُ: قَصَدْتُهُ وَقَصَدْتُ لَهُ وَقَصَدْتُ إِلَيْهِ بِمَعْنًى[6].
    مما سبق يتضح أن المعنى اللغوي للمقاصد لها استعمالات متعددة, كالاستقامة والاعتدال, والتوسط والحكمة إلى غير ذلك من المعاني.
    المقاصد في الاصطلاح:

    يستخدم الأصوليون عادة المقاصد تحت معنى الهدف والغاية من الأحكام الشرعية, وفي هذا البحث الذي يعني بالمقاصد القرآنية سوف اذكر تعريف المقاصد الشرعية والمقاصد القرآنية التي هي أصل مقاصد الشريعة وعليها تدور مقاصد الشريعة ومنها تستمد حتى يتبين المراد والمقصود.
    فقد عرف العلماء المقاصد بتعريفات عديدة, أما ما ذكره الإمام الشاطبي الذي يعتبر أول من أرسى دعائم علم المقاصد, فإنه لم يحرص على إعطاء حد وتعريف للمقاصد الشرعية، ولعله اعتبر الأمر واضحًا، ويزداد وضوحًا بما لا مزيد عليه بقراءة كتابه المخصص للمقاصد من "الموافقات" ولعل ما زهده في تعريف المقاصد كونه كتب كتابه للعلماء، بل للراسخين في علوم الشرعية[7]
    أما ابن عاشور فقد عرف المقاصد الشرعية: المعاني والحكم الملحوظة للشارع في جميع أحوال التشريع أو معظمها بحيث لا تختص ملاحظتها بالكون في نوع خاص من أحكام الشريعة[8]
    أما الدكتور أحمد الريسوني فقد عرف مقاصد الشريعة: بأنها الغايات التي وضعت الشريعة لأجل تحقيقها لمصلحة العباد[9]
    وقد استخلص اليوبي في كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية أن تعريف المقاصد: المعاني والحكم ونحوها التي راعاها الشارع, في التشريع عموما وخصوصا, من أجل تحقيق مصالح العباد[10]
    هذا بالنسبة لتعريف المقاصد الشرعية والتي يصلح أن تكون تعريف للمقاصد اصطلاحا, أما بالنسبة لتعريف المقاصد القرآنية التي هي موضع دراستي في هذه الرسالة, فانه قد ورد ذكر المصطلح في عدد من كتب المتقدمين من ذلك كتاب القواعد للعز بن عبد السلام, ذكرها في عدة مواضع, وأيضا ذكره ابن عاشور في مواضع عدة. أما من المعاصرين فقد ذكره عدد منهم أمثال الشيخ رشيد رضا في تفسير المنار, مقاصد القرآن وغيرهم[11].
    وجاء في تعريف المقاصد: أنها الغايات[12] والأهداف التي أنزل الله تعالى القرآن من أجلها.
    ومن تعاريف مقاصد القرآن: (الأسرار والحكم والغايات التي نزل القرآن لأجل تحقيقها جلبًا للمصالح، ودفعًا للمفاسد، وهي واضحة في جميع القرآن أو معظمه)[13].
    وخلاصة القول إن هذه التعريفات في جملتها تدور على كون المقاصد تمثل مراد الله في أحكامه وتشريعاته القرآنية والغايات التي نزل القرآن لأجل تحقيقها مما فيه مصلحة للعباد في المعاش والمعاد.
    المبحث الثاني


    العلاقة بين مقاصد القرآن ومقاصد التشريع


    هناك اختلاف بين المقاصد القرآنية والمقاصد الشرعية فقد ارتبط لفظ المقاصد بعلم أصول الفقه إلا أن الأصوليون لم يضعوا تعريفا, فمقاصد القرآن يستنطقها المفسر من القرآن نفسه أما مقاصد الشريعة فيستخرجها الأصولي من كتب الفقه وأصوله, كما أن مقاصد القرآن تعد شرطا للوقوف على مقاصد الشريعة فمقاصد الشريعة تعد خطوة تالية للمقاصد القرآنية, كما أن مقاصد الشريعة تتعلق بموضوع واحد من الموضوعات القرآنية وهو مجال الأحكام والتشريع. ولا يخفى ما بين مقاصد القرآن[14], ومقاصد التشريع من تعلق، فمقاصد التشريع بمعنى: "المعاني التي لاحظها الشارع في أحكامه والغايات التي لأجلها وضع هذه الأحكام"، والتي لا تخرج عن جلب المصالح ودرء المفاسد؛ إنما هي مستمدة من أصل التشريع الأول: القرآن الكريم، وهي لذلك متضمنة في مقاصده العامة. فمقاصد القرآن[15] من حيث المفهوم والمجال ليست منحصرة في المقاصد الشرعية (بمعناها التشريعي الفقهي) وتختلف عنها, فان مقاصد القرآن تعني المحاور الكبرى والقضايا العامة التي جاء القرآن لتقريرها, وبذلك تغدوا مقاصد الشريعة جزءا من مقصد القرآن, إذ التشريع والأحكام جزء من القرآن الكريم وليس كل القرآن ولا يمكن حصر الكلي في الجزئي.
    وهناك من يعتبر أن مقاصد الشريعة هي نفسها مقاصد القرآن, وفي ضمن مقاصد القرآن وتبعا لها[16].
    وقد بين هذه العلاقة أبو إسحاق الشاطبي، حين ذكر ما انطوت عليه سور القرآن الكريم من المقاصد الكبرى، ومنها سورة البقرة التي (قررت قواعد التقوى المبنية على سورة الأنعام) وفيها نجد "حفظ الدين... وحفظ النفس والعقل والنسل والمال.
    المبحث الثالث


    العلاقة بين مقاصد القرآن ومقاصد السور


    "مقاصد السور ومقاصد القرآن،هما نوعان متقاربان ومتداخلان، أما مقاصد السور فقد كانت محط عناية المفسرين، وممن كان له اهتمام خاص بمقاصد السور من المتقدمين الإمام البقاعي في كتابه: "مصاعد النظر في مقاصد السور"، وأيضا في تفسيره: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"؛ حيث اهتم بإبراز مقاصد السور في بداية تفسيره لها واطرد عنده هذا الأمر كثيرا، ولم يغب هذا النظر عند بعض من تقدمه من المفسرين كأبي حيان والرازي والقرطبي وابن عطية، وإن لم يطرد.
    أما مقاصد القرآن، فإن النظر فيها أعم، وأقرب ما يكون إلى مقاصد التشريع، لذلك وجدناه واضحا عند المتأخرين ممن اهتموا بتجديد أمر التفسير وبمقاصد التشريع؛ كالشيخ رشيد رضا والشيخ الطاهر بن عاشور، إلا أن هذا الأمر لم يغب تماما عند بعض المتقدمين، الذين ألمحوا بإشارات عابرة مختصرة إلى مقاصد القرآن وأهمية مراعاتها في التفسير"[17]. فالسور القرآنية كانت مدخلا عند العديد من المفسرين للحديث عن مقاصد القرآن الكريم[18], انطلاقا من أن لكل سورة موضوع عام ومقصد محدد, وأن مقاصد القرآن هي مجموع مقاصد سوره, وأن فضل السورة يتأتى من نسبة ما تضمنته من هذه المقاصد.
    المبحث الرابع


    الأهمية والفائدة الإجمالية لمعرفة مقاصد القرآن الكريم


    فمن أهم ما يستفاد[19] من معرفة مقاصد القرآن الكريم -وخاصة مقاصدَه العامة- ما يلي:
    1. معرفة مقاصد القرآن الكريم هي المدخل السليم إلى فهم الرسالة القرآنية الإسلامية على وجهها الصحيح، بلا زيادة ولا نقصان، ولا إفراط ولا تفريط. فمقاصد القرآن، إنما هي ما نَص عليه القرآن، وما نزل لأجله القرآن، وماس استُخلص من جُملةٍ من معانيه وأحكامه.
    2. معرفة هذه المقاصد العامة واستحضارها عند قراءة القرآن وتدبره، تـمَكِّن قارئَه من الفهم السليم للمعاني التفصيلية والمقاصد الخاصة لأمثاله وقصصه ووعده ووعيده، ولكل آية وكل لفظ وكل حكم ورد فيه.
    3. بمعرفة مقاصد القرآن يتسدد فهمنا لمقاصد السنة النبوية جملة وتفصيلا، ومن خلال ذلك يتسدد النظر الفقهي والاجتهاد الفقهي، كما سأبين لاحقا إن شاء الله تعالى وبعونه.
    4. مقاصد القرآن هي الميزان والمعيار الذي يجب أن نزن به أعمالنا الفردية والجماعية، وحياتنا الخاصة والعامة، فكل عمل قلبي أو أخلاقي أو اقتصادي أو سياسي أو عسكري أو حضاري لا يهتدي بمقاصد القرآن، وبمقاصده في القرآن، فهو حائد عن هدي القرآن. خذ مثالا على ذلك أن من أهم مقاصد القرآن التي سبقت الإشارة إليها مقصد إقامة العدل، فهذا المقصد الكبير معيار نزن به مواقفنا الشخصية، وعقودنا المالية، كما نزن به القضاء العادل والسياسة العادلة. ومثاله أيضا أن الزواج مقصده في القرآن أن يكون سكينة ورحمة، فكل زواج إسلامي يوزن بمدى تحقيقه هذه السكينة والرحمة.
    5. مقاصد القرآن هي الميزان والمعيار الذي لا بد منه كذلك للمفسرين في مناهجهم وتفسيراتهم؛ فبمعرفتها ومراعاتها يضمن المفسر لنفسه ولتفسيره أن تكون اهتماماته ومقاصده واستنباطاته في نطاق مقاصد القرآن، بلا زيادة ولا نقصان. وهذا ضرب من “تفسير القرآن بالقرآن”، ويمكن تسميته “تفسير القرآن في ضوء مقاصده”.
    وهذه هي الفائدة العلمية الأهم والأوسع أثرا؛ وهي التي تعصم المفسرين من الانجرار وراء أمور لا مكان لها في مقاصد الكتاب العزيز. ومعلوم أن المفسر إذا استقام منهجه في تفسيره، انعكس خير ذلك وأثرُه على قرائه وعلى عامة المسلمين، وإذا اختل منهجه ونتائجه، انتقل ذلك إليهم وأصبح دينا لهم…كما يذكر أن من أهمية المقاصد ككل تكمن في كونه يبحث ويدرس ويُـبرز جوهر الشريعة وغاية رسالتها، ويكشف عن حِكَمها ومقاصد أحكامها. وهو بذلك الجدير بإبراز محاسنها ومكارمها، ونفي الأفهام والتفسيرات المشوِّهة لها. وبهذه الخصائص النفيسة يتمكن هذا العلم من التقويم والتسديد والإمداد لسائر العلوم والدراسات الإسلامية. "ثم أن الانفتاح على مقاصد القرآن الكريم الكلية وتوظيفها في مشروع نهضوي تتبدل فيه كل الأفكار والقيم والعادات والتقاليد الساذجة التي أنعشتها الإسرائيليات والتي عطلت العقل المسلم وحجبته عن فهمه لمرادات الشارع المقدس يتوقف على الترقي في مراتب هذا المنهج, أعني من القراءة الواعية الهادفة إلى القراءة العلمية المتخصصة, كما يوفر هذا المنهج وعي الآيات القرآنية الكريمة إلى درجة الإشراف على الطفرات الاجتماعية الكبرى في تاريخ البشرية, لاسيما عند دراسة السنن القرآنية للتاريخ وكيفية التحكم بمسار الأحداث وهذا الوعي القرآني هو الذي يحصن الفرد والمجتمع, ويسد الفراغ الإيديولوجي الذي أدى إلى غربة المسلم المؤمن في مجتمعه وعلى أرضه, بسبب الاستيراد الفوضوي للثقافات الهابطة من هنا وهناك"[20].
    المبحث الخامس


    تقسيمات العلماء للمقاصد القرآنية


    أولا: مقاصد القرآن الكريم عند المتقدمين:

    بذل العلماء السابقون والمعاصرون جهودا كبيرة في الكشف عن مقاصد القرآن وتوضيحها وان لم يكونوا يذكروا ذلك بلفظ الصريح-مقاصد القرآن- فانه لم تخل العديد من كتب التفسير من إشارات إلى مقاصد القرآن عند ذكر غرض المفسر من تفسيره, ومن العلماء المتقدمين في ذكر المقاصد:
    إمام الحرمين الجويني : 478ه): رائد علم المقاصد, فهو أول من طرحها على بساط البحث, في كتابه البرهان في أصول الفقه, حيث كان يردد كثيرا لفظ المقصد والمقصود والقصد ويشير إلى أهمية المقاصد وكان له السبق في الإشارة إلى الضروريات الخمس[21].
    وحذا حذوه الإمام أبو حامد الغزالي : 505ه): ولكنه أضاف وطور وأبدع حيث أوضح الضروريات والحاجيات والتحسينيات, وذكر بعض الأدلة التي يمكن من خلالها الوصول إلى المقاصد, وأشار إلى بعض قواعد المقاصد في كتابه "جواهر القرآن "ويعد أبو حامد الغزالي[22] الوحيد من بين القدماء الذي وضع تصنيفا واضحا ودقيقا لمقاصد القرآن. وقد قسم الغزالي المقاصد حيث قال في جواهر القرآن: "فلذلك انحصرت سُوَرُ القرآن وآياتُه في ستة أنواع: ثلاثة منها: هي السوابق والأصول المُهِمِّة, وثلاثة: هي الرَّوادف والتوابع المُغنِيَة المُتِمَّة.
    أما الثلاثة المُهِمَّة فهي: تعريف المدعو إليه, وتعريف الصراط المستقيم الذي تجب ملازمته في السلوك إليه, وتعريف الحال عند الوصول إليه.
    وأما الثلاثة المُغْنِيَة المُتِمَّة:
    فأحدها: تعريف أحوال المُجيبين للدعوة ولطائف صُنع الله فيهم؛ وسِرُّهُ ومقصودُه التشويقُ والترغيبُ، وتعريفُ أحوال النَّاكبين والنَّاكلين عن الإجابة وكيفيةُ قمعِ الله لهم وتنكيلِهِ لهم؛ وسِرُّهُ ومقصوده الاعتبار والترهيب.
    وثانيها: حكاية أحوال الجاحدين، وكَشْفُ فضائحهم وجهلهم بالمجادلة والمُحاجَّة على الحق، وسِرُّه ومقصوده في جنب الباطل الإِفضاحُ والتَّنْفير، وفي جَنب الحق الإيضاحُ والتَّثْبيتُ والتَّقهير.
    وثالثها: تعريف عمارة منازل الطريق، وكيفية أخذ الزاد والأُهبة والاستعداد.
    فهذه ستة أقسام"[23]. ويمكن القول: إن مقاصد[24] القرآن الأساسية بحسب الغزالي هي: 1- التوحيد (تعريف المدعو إليه), 2- المعاد أو الوعد والوعيد (تعريف الحال عند الوصول إليه), 3- القصص(تعريف أحوال السالكين والناكبين),4- أحكام التشريع (تعريف عمارة منازل الطريق).
    فهذا التقسيم[25] الذي جاء به الغزالي يبدو شاملا لجميع مقاصد القرآن, وسنجد أن تصنيف العلماء بعد الغزالي لمقاصد القرآن لا يكاد يخرج عما ذكره, كما أن مقاصد الشريعة التي يعبر عنها العلماء بالكليات الخمس أدرجها الغزالي ضمن المقصد الأخير, المتعلق بعمارة منازل الطريق وهذا الأمر يعزز ما ذهبنا إليه من أن مقاصد القرآن تختلف عن مقاصد الشريعة فهذا مقصد واحد من مقاصد الشريعة.
    وكذلك الإمام ابن العربي فقد كان ممن اشتهر بتفسير النصوص مع مراعاة المقاصد الشرعية, وذلك في شروحاته الحديثة كالمسالك والقبس كلاهما في الموطأ, وكذلك في عارضة الأحوذي في شرح جامع الترمذي, وكذلك في أحكام القرآن[26]. وقد كان التفسير المقاصدي عند ابن العربي في أحكام القرآن يقوم على أساسين[27], هما: 1- النظر إلى معاني النصوص, بتعليلها ومعرفة أسرارها وحكمها, دون الوقوف على ظواهرها.
    2-النظر إلى الأحكام من حيث مقصودها في جلب المصالح ودرء المفاسد.
    وأما عناصر[28] نظرية التفسير المقاصدي عنده فقد شملت التيسير ورفع الحرج, النظر إلى المعاني المرادة وعدم الوقوف على ظواهر الألفاظ, النظر إلى المال ومنه سد الذرائع, وتحريم الحيل, واعتبار المصلحة, ومقاصد المكلفين, وتعليل العبادات, وأما طريقته[29] في توظيف المقاصد عمليا فقد جاءت على شكلين: تقصيد الآيات القرآنية, والاستدلال بالمقاصد على الأحكام.
    والإمام العز بن عبد السلام (ت660ه): الذي تفرد بكتابه (قواعد الأحكام في مصالح الأنام) بالكلام عن المصالح والمفاسد وارتباط الأحكام بالمقاصد وقد أبدع في هذا الكتاب وأشبع الكلام عن مقاصد الشارع وأثرها في تفسير النصوص وقد عرف المقاصد والمفاسد, وقسم المقاصد إلى دنيوية وأخروية, كما وظف المقاصد في الترجيح بين المصالح والمفاسد, وأشار أيضا إلى بعض طرق الكشف عن المقاصد, وتطرق أيضا إلى المقاصد الجزئية للأحكام الشرعية[30].
    والإمام القرافي (ت: 684ه): الذي عده ابن عاشور من المؤسسين للمقاصد في كتابه الفروق والذخيرة[31]. وقد ذكر من خلال كتابه (الفروق) بعض القواعد المتعلقة بالمقاصد وهي مستفادة من شيخه مثل قاعدة المقاصد وقاعدة الوسائل. وقاعدة المشقة المسقطة للعبادة والمشقة التي لا تسقطها.
    وأيضاً في كتابه (شرح تنقيح الفصول) ذكر الضروريات، وذكر المقاصد الخمسة وذكر الخلاف في العرض وكذلك نجد اهتمامه بالمقاصد في كتابه (النفائس) أكثر وأكثر فقد ذكر جملة من القواعد والفوائد المتعلقة بالمقاصد[32].
    والإمام ابن تيمية (ت728ه): الذي لا يخلو مؤلف من مؤلفاته من ذكر المقاصد, وهذا واضح في مواضع كثيرة من مجموع الفتاوى ومن الفتاوى الكبرى ومن مظاهر التجديد عند ابن تيمية في المقاصد: اعتراضه على حصر المقاصد في الضروريات الخمس إذ تتعدى عنده إلى معان أخرى كحب الله والخوف منه, والإخلاص في الدين والعمل به[33].
    وابن القيم : 751ه): الذي نحا منحا شيخه ابن تيمية في رعايته لمقاصد الشريعة لاسيما في كتابه الفذ أعلام الموقعين عند الكلام على رفع الحرج وسد الذرائع ومنع الحيل الشرعية[34].
    والإمام الشاطبي: وقد ذهب ابن عاشور إلى أن الشاطبي هو الذي أفرد المقاصد بالتدوين في كتابه الموافقات. والشاطبي[35] لم يعمد إلى وضع حد أو رسم للمقاصد, بل بدأ مباشرة ببيان المقاصد من خلال بيان أقسامها، فقسمها إلى قسمين: قصد الشارع؛ وقصد المكلف.
    القسم الأول: قصد الشارع: وقسمه إلى أربعة أنواع هي:
    1- قصد الشارع إلى وضع الشريعة ابتداءً أي بالقصد الذي يعتبر في المرتبة الأولى، ويكون ما عداه كالتفصيل له، وهذا القصد الأول, وهو الذي قال فيه الشاطبي: «تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق، وهذه المقاصد لا تعدو أن تكون ثلاثة أقسام: ضرورية، وحاجية، وتحسينية», وهذه المقاصد تجمعها قاعدة «درء المفاسد وجلب المصالح».
    2- قصد الشارع في وضع الشريعة للإفهام.
    3- قصد الشارع في وضع الشريعة للتكليف بمقتضاها.
    4- قصد الشارع في دخول المكلف تحت أحكام الشريعة.
    القسم الثاني: قصد المكلف: وخصصه لمقاصد المكلف في التكليف، مؤكداً أن العمل إذا تعلق به القصد تعلقت به الأحكام التكليفية، وإذا عرى عن القصد لم يتعلق به شيء منها.
    وهذه التقسيمات تجمع مدلول المقاصد عند الشاطبي، الذي يمتد ليشمل المقاصد المصلحية والدلالية للخطاب الشرعي والمرتبطة في تحققها واقعاً بامتثال المكلف.
    "وقد ورد كلام العلماء عن مقاصد القرآن في مناسبات عديدة منها: في مقدمات التفسير كما فعل ابن جزي (741ه) في مقدمة تفسيره تحت باب سماه: "في المعاني والعلوم التي تضمنها القرآن" حيث ميز في مقاصد القرآن بين عام وتفصيلي، فقال: "أما الجملة فاعلم أن المقصود بالقرآن دعوة الخلق إلى عبادة الله وإلى الدخول في دينه. وفي كتب علوم القرآن عند الكلام عن أقسام علوم القرآن كما فعل السيوطي (900ه) وعند الكلام عن سورة الفاتحة واحتوائها على كل مقاصد القرآن الكريم, وعند الكلام عن تحقيق بعض المقاصد في سور عديدة كالكوثر والكافرون"[36]

    يتبع

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي رد: المقاصد القرآنية بين المتقدمين والمتأخرين

    المقاصد القرآنية بين المتقدمين والمتأخرين

    أ. عائشة عبد الملك محمد سعد[*]

    د. محمد نجيب بن عبد القادر[**]
    ثانيا: مقاصد القرآن الكريم عند المتأخرين:
    جاء ذكر مقاصد القرآن عند بعض العلماء والمفسرين المتأخرين بنفَس مختلف عما ورد عند المتقدمين، ونجد أن الثروة العلمية في المرحلة المعاصرة قد لعبت دورا ملموسا في إحياء روح المعاني القرآنية ومقاصد القرآن الكريم وقد طهر ذلك جليا في مصنفاتهم نذكر منها:
    مقاصد القرآن الكريم عند رشيد رضا في كتابه الوحي المحمدي حيث جعل مقاصد القرآن عشرة[37]:
    المقصد الأول: الإصلاح الديني لأركان الدين الثلاثة: الإيمان بالله وعقيدة البعث والجزاء والعمل الصالح.
    المقصد الثاني: بيان ما جهل البشر من أمر النبوة والرسالة ووظائف الرسل.
    المقصد الثالث: بيان أن الإسلام دين الفطرة السليمة والعقل والفكر والعلم والحكمة والبرهان والحجة والضمير والوجدان والحرية والاستقلال.
    المقصد الرابع: الإصلاح الاجتماعي الإنساني والسياسي الذي يتحقق بالوحدات الثمان: وحدة الأمة، ووحدة الجنس البشري، ووحدة الدين، ووحدة التشريع بالمساواة في العدل، ووحدة الأخوة الروحية، ووحدة المساواة في العبد، ووحدة الجنسية السياسية الدولية، ووحدة القضاء، ووحدة اللغة.
    المقصد الخامس: تقرير مزايا الإسلام العامة في التكاليف الشخصية من العبادات والمحظورات، أهم هذه المزايا: الوسطية، والوصول إلى سعادة الدارين، والتعارف والتأليف بين البشر، والتيسير، وعدم الغلو، وقلة التكاليف وسهولتها، وعزائم ورخص، ومراعاة درجات البشر من العقل والفهم، والمعاملة بالظاهر، ومدار العبادات على إتباع ما جاء به النبي e.
    المقصد السادس: بيان حكم الإسلام السياسي الدولي: نوعه وأساسه وأصوله العامة.
    المقصد السابع: الإرشاد إلى الإصلاح المالي.
    المقصد الثامن: إصلاح نظام الحرب ودفع مفاسدها، وقصرها على ما فيه خير البشر
    المقصد التاسع: إعطاء النساء جميع الحقوق الإنسانية والدينية والمدنية.
    المقصد العاشر: هداية الإسلام في تحرير الرقيق.
    مقاصد القرآن الكريم عند عبد العظيم الزرقاني:

    أجمل الشيخ عبد العظيم الزرقاني مقاصد القرآن الكريم[38] في ثلاثة مقاصد وهي: أن يكون هداية الثقلين, وأن يقوم لتأييد النبي e, وأن يتعبد الله خلقه بتلاوة هذا الطراز الأعلى من كلامه المقدس.
    ونلاحظ أن المقاصد عند الزرقاني تتعلق بالمقاصد العامة من إنزال القرآن.
    مقاصد القرآن الكريم عند محمود شلتوت:

    قسم العلامة[39] محمود شلتوت مقاصد القرآن في كتابه إلى القرآن الكريم إلى ثلاثة أنواع: ناحية العقيدة, والأخلاق, والأحكام. فالعقائد تطهر القلب من بذور الشرك والوثنية, وتربطه بمبدأ الروحية الصافية, والأخلاق تهذب النفس وتزكيها وترفع من شان الفرد والجماعة و..., والأحكام هي ما بينه الله في كتابه أو بين أصوله من النظم التي يجب اتباعها في تنظيم علاقة الإنسان بربه وعلاقته بأخيه الإنسان.

    مقاصد القرآن الكريم عند الشيخ الطاهر بن عاشور:

    فقد لخص العلامة ابن عاشور في مقدمة تفسيره مقاصد القرآن فقال: المقاصد الأصلية التي جاء القرآن لتبيانها بحسب ما بلغ إليه استقراؤنا[40] ثمانية أمور:
    الأول: إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح. وهذا أعظم سبب لإصلاح الخلق, لأنه يزيل عن النفس عادة الإذعان لغير ما قام عليه الدليل, ويطهر القلب من الأوهام الناشئة عن الإشراك والدهرية وما بينهما, وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى: ﴿فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب﴾. فأسند لآلهتهم زيادة تتبيبهم, وليس هو من فعل الآلهة, ولكنه من آثار الاعتقاد بالآلهة.
    الثاني: تهذيب الأخلاق. قال تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم. وفسرت عائشة رضي الله تعالى عنها لما سئلت عن خلقه e فقالت: كان خلقه القرآن. وفي الحديث الذي رواه مالك في الموطأ بلاغا أن رسول الله e قال: "بعثت لأتمم مكارم حسن الأخلاق", وهذا المقصد قد فهمه عامة العرب بله خاصة الصحابة، وقال أبو خراش الهذلي مشيرا إلى ما دخل على العرب من أحكام الإسلام بأحسن تعبير:
    فليس كعهد الدار يا أم مالك ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل
    وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل سوى العدل شيئا فاستراح العواذل
    أراد بإحاطة السلاسل بالرقاب أحكام الإسلام. والشاهد في قوله وعاد الفتى كالكهل.
    الثالث: التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة. قال تعالى: ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله﴾. ﴿وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله﴾. ولقد جمع القرآن جميع الأحكام جمعا كليا في الغالب، وجزئيا في المهم, فقوله: ﴿تبيانا لكل شيء﴾. وقوله: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾. المراد بهما إكمال الكليات التي منها الأمر بالاستنباط والقياس. قال الشاطبي لأنه على اختصاره جامع والشريعة تمت بتمامه ولا يكون جامعا لتمام الدين إلا والمجموع فيه أمور كلية.
    ويعد ابن عاشور أول من أفرد المقاصد بمصنف مستقل أسماه "مقاصد الشريعة الإسلامية".
    مقاصد القرآن الكريم عند علال الفاسي : 1394ه):

    لعلال الفاسي رحمه الله كتاب: مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها وقد تكلم فيه عن المقاصد الشرعية وقد تميّز بالاختلاف عمّا دأب عليه الأصوليون، حين يكتبون في المقاصد؛ وهذا أمر نلاحظه بوضوح عبر فصول كتابه الموسوم بـ”مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها”. ونظراته المقاصدية[41] لم تنحصر في هذا الكتاب فحسب بل ظهرت في مؤلفات أخرى له أيضا ك: دفاع عن الشريعة, النقد الذاتي.
    وقد اعتنى بمقاصد القرآن وجعل المقصد العام هداية البشر, والمقصد العام للشريعة عمارة الأرض وإقامة النظام.
    مقاصد القرآن عند عبد الكريم حامدي:

    فهو من المهتمين بعلم المقاصد عموما وله كتاب مدخل إلى علم المقاصد, وكذلك مقاصد القرآن من تشريع الأحكام, وقد انطلق من تقسيم ابن عاشور للمقاصد إلى مقاصد عامة, ومقاصد خاصة. فأما المقاصد العامة فقسمها كابن عاشور إلى ثلاث أقسام: تحقيق الصلاح الفردي, والصلاح الاجتماعي, والصلاح العالمي. وأما المقاصد الخاصة فقد استمد أقسامها مما ذكره رشيد رضا فأجملها في: إصلاح العقل, وإصلاح النفس, وإصلاح الجسم, والإصلاح العائلي, والإصلاح المالي, والإصلاح العقابي, والإصلاح السياسي, والإصلاح التشريعي. ويمكن القول أن عبد الكريم حامدي استخدم مصطلح مقاصد القرآن لكن بمفهوم مصطلح مقاصد الشريعة فالمقاصد التي بنى عليها حامدي دراسته هي ضمن مقصد واحد من مقاصد القرآن العامة هو مقصد التشريع[42].

    مقاصد القرآن
    أفرد المقاصد بالتأليف بعد البحث والدراسة. حيث كتب بحثا قدمه للندوة التأسيسية لمركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية[43] التي عقدتها مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن عام 2005م, وطبع لاحقا ضمن كتاب أصدره المركز تحت عنوان مقاصد الشريعة الإسلامية ثم وسعه وجعله كتابا مستقلا تحت عنوان: بين المقاصد الكلية والنصوص الجزئية دراسة في فقه مقاصد الشريعة. وهو الكتاب الذي فصل فيه نظريته في المقاصد وعلاقتها بالمدرسة الوسطية والفكر الوسطي.
    والمقاصد عند القرضاوي تأخذ مفهوم المبادئ التي لا تصلح الإنسانية بغيرها, وقد ذكر سبعة من مقاصد القرآن, رأى أن القرآن أكدها وكررها وعنى بها اشد العناية, فقد لخص هذه المقاصد في سبعة:
    1- تصحيح العقائد والتصورات للألوهية والرسالة والجزاء, وذلك بإرساء دعائم التوحيد.
    2- تقرير كرامة الإنسان وحقوقه.
    3- عبادة الله وتحقيق العبودية لله. ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾.
    4- تزكية النفس البشرية ﴿ونفس وما سواها﴾
    5- تكوين الأسرة وإنصاف المرأة.
    6- بناء الأمة الشهيدة على البشرية بأن تكون متميزة عن غيرها.
    7- الدعوة إلى عالم إنساني متعاون[44].
    المبحث السادس


    طرق العلماء في الكشف عن المقاصد القرآنية


    نجد أن العلماء تكلموا في المسالك التي تستخدم في استخراج المقاصد وبعض الطرق والجهات التي يُعرف بها مقصد الشارع من تشريع الحكم؛ وقد كانت ترد في ثنايا كلامهم عن أسرار الشريعة وغاياتها؛ وأنها معللة بمصالح العباد وغير ذلك؛ وإن لم ينصوا عليها في مباحث ومسائل مستقلة؛ أو أنهم كانوا يوردون هذه الطرق من غير ذكر أنها مسالك يعرف بها حكم التشريع وأسرار التكليف. وقد بيَّن الأصوليون مسالك الكشف عن العلة من نقلية وعقلية في مجال القياس، غير أن محاولتي الشاطبي ثم ابن عاشور فيما بذلاه من جهد لتقعيد مسالك الكشف عن مقاصد الشريعة, تُعدُّ خطوة متقدمة في هذا السبيل لإنارة درب المجتهد في تبين مقاصد الأحكام المجردة.
    وقد اعتمد الشيخ النورسي منهج الاستقراء في تحديد المقاصد القرآنية, حيث تحتاج عملية استخلاص مقصد عام لدين الإسلام إلى دراسة[45] استقرائية, متفحصة ومتدرجة في نصوص الوحي قرانا وسنة, تبدأ من جرد المقاصد الجزئية في مختلف مجالات التشريع, ثم تتجه نحو مقاصد أساسية أكثر عمومية, وتستخرج منها مقصدا واحدا عاما يجمع ما تفرق فيما دونه من المقاصد الأخرى , والتي يجب أن ترتبط به بوجه من الوجوه.
    وقد ذكر الشيخ ابن عاشور ثلاث[46] من الطرق التي يتوصل بها إلى إثبات المقاصد الشرعية وهي:
    الطريق الأول: وهو أعظمها، استقراء الشريعة في تصرفاتها، وهو على نوعين: أعظمهما: استقراء الأحكام المعروفة عللها، الآيل إلى استقراء تلك العلل المثبتة بطرق مسالك العلة. والنوع الثاني: استقراء أدلة أحكام اشتركت في علة، بحيث يحصل لنا اليقين بأن تلك العلة مقصد مراد للشارع.
    الطريق الثاني: أدلة القرآن الواضحة الدلالة التي يضعف احتمال أن يكون المراد منها غير ما هو ظاهرها بحسب الاستعمال العربي، بحيث لا يشك في المراد منها إلا من شاء أن يدخل على نفسه شكا لا يعتد به.
    الطريق الثالث: السنة المتواترة، وهذا الطريق لا يوجد له مثال إلا في حالين: الأول: التواتر المعنوي الحاصل من مشاهدة عموم الصحابة عملا من النبي، e، فيحصل لهم علم بتشريع في ذلك يستوي فيه جميع المشاهدين. والثاني: تواتر عملي، يحصل لآحاد الصحابة من تكرر مشاهدة أعمال رسول الله e بحيث يستخلص من مجموعها مقصدا شرعيا.
    وقد أورد[47] الإمام نور الدين الخادمي في كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية, مسلكين للكشف على المقاصد وهي:
    1- الاستنباط المباشر من القرآن والسنة, سواء من خلال مجرد الأمر والنهي الابتدائيين التصريحيين، أو من خلال اعتبار علل الأمر والنهي.
    2- الاستخراج من المقاصد الأصلية والتابعة, فالمقاصد الأصلية: هي المقاصد التي شُرعت ابتداءً وقُصرت أولًا وأساسًا، ومثالها: التناسل وإعمار الكون، هو المقصد الأصلي للزواج، أما المقاصد التابعة؛ فهي المقاصد التي شُرعت بدرجة ثانية بعد المقاصد الأصلية قصد تقويتها وتأكيدها، ومثالها في الزواج: الاستمتاع بالزوجة، والأنس بالذرية، والتجمل بمال المرأة، وتحقيق الراحة النفسية.
    وجاء في كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية لليوبي[48] أن طرق معرفة المقاصد ما يلي:
    1- الاستقراء.
    2- معرفة علل الأمر والنهي.
    3- مجرد الأمر والنهي الابتدائي التصريحي.
    4- التعبيرات التي يستفاد منها معرفة المقاصد.
    5- سكوت الشارع عن التسبب أو عن شرعية العمل مع قيام المعنى المقتضي له.
    فنلاحظ مما سبق أن لكل عالم ومجتهد طرق ذكرها في استخراج أو معرفة المقاصد كونها لم تتعين بواسطة نصوص معلومة ولم تتحدد بواسطة أدلة خاصة
    وكذلك كان للإمام الشاطبي ومن قبله طرق ومسالك في استخراج المقاصد بشكل عام ليس هنا مجال لبحثه وذكره, وإنما نلاحظ أن الاستقراء هو أكثر ما اجمع عليه العلماء لمعرفة مقاصد القرآن إلى جانب المسالك الأخرى.
    والاستقراء في اللغة: التتبع[49], وفي الاصطلاح: هو تصفح الجزئيات لإثبات حكم كلي. أو هو[50] تصفح أمور جزئية ليحكم بحكمها على أمر يشمل تلك الجزئيات.
    والاستقراء على قسمين:
    1- استقراء تام: وهو تتبع جميع الجزئيات ما عدا صورة النزاع، وهذا دليل قطعي عند أكثر العلماء ـ على إثبات الحكم في صورة النزاع.
    2- استقراء ناقص: وهو تتبع أكثر الجزئيات ويسمى عند الفقهاء بـ (إلحاق الفرد بالأغلب). وهذا دليل ظني. وقال في[51] المستصفى: التام يصلح للقطعيات وغير التام لا يصلح إلا للفقيهات, لأنه مهما وجد الأكثر على نمط, غلب على الظن أن الآخر كذلك, والمراد هنا أن الاستقراء [52]من الطرق التي تعرف بها مقاصد الشريعة.

    الخلاصة:

    وردت كثير من التعريفات للمقاصد القرآنية وخلاصة القول إن هذه التعريفات في جملتها تدور على كون المقاصد تمثل مراد الله في أحكامه وتشريعاته القرآنية والغايات التي نزل القرآن لأجل تحقيقها مما فيه مصلحة للعباد في المعاش والمعاد.
    أن العلماء القدامى والمحدثين قد بذلوا جهودا كبيرة في الكشف عن مقاصد القرآن الكريم بهدف فهم القرآن الكريم فهما دقيقا وقد اهتموا بهذا الأمر تحت مسميات عديدة. وان دراسة مقاصد القرآن هي اللبنة الأولى التي تعيننا على فهم القرآن الكريم وهداياته فهما شموليا دقيقا.
    إن كثير من العلماء والباحثين خلطوا بين مقاصد الشريعة ومقاصد القرآن, واعتبروا أن مقاصد الشريعة هي مقاصد القرآن, والصحيح أن، مقاصد الشريعة جزء من مقاصد القرآن إذ التشريع جزء من القرآن وليس كل القرآن, كما أن من العلماء القدامى من اهتموا بمقاصد السور ولكن مقاصد القرآن وجد واضحا عند المتأخرين ممن اهتموا بتجديد أمر التفسير.
    أن كل مرحلة اتسمت بمميزات عن سابقتها وكل عالم أو مفسر نظر للمقاصد من زاوية مختلفة تتأثر بكثير من الأحيان بخلفيات أصحابها الفكرية والعلمية.
    العلماء القدامى ذكروا مقاصد القرآن في أثناء تفسيرهم للآيات, أو حديثهم عن مقاصد الشريعة على وجه الإجمال, وأما مقاصد القرآن وتفصيلها فأكثر من عني به العلماء المتأخرون. ومنهم ابن عاشور وغيره من المعاصرين.
    أن لكل عالم ومجتهد طرق ذكرها في استخراج أو معرفة المقاصد كونها لم تتعين بواسطة نصوص معلومة ولم تتحدد بواسطة أدلة خاصة, وإنما نلاحظ أن الاستقراء هو أكثر ما اجمع عليه العلماء لمعرفة مقاصد القرآن إلى جانب المسالك الأخرى.

    هوامش البحث:




    [*] طالبة في الماجستير، بقسم القرآن والسنة, كلية الدراسات الإسلامية، الجامعة الوطنية الماليزية.

    [**] أستاذ دكتور بقسم القرآن والسنة, كلية الدراسات الإسلامية، الجامعة الوطنية الماليزية.


    [1] ابن زكريا, الحسين أحمد بن فارس, معجم مقاييس اللغة., دار الفكر, تحقيق عبد السلام هارون, 1979م, د ط, 5-95

    [2] ابن منظور, محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي, لســـــــــان العرب, دار صادر, بيروت, ط1, مادة قصد, (3-353)

    [3] عبد الباقي, محمد فواد, المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم, الناشر: دار الكتب المصرية, سنة النشر: 1364هـ, د ط, ص545

    [4] القرطبي, أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي بكر بن فرح الأنصاري, الجامع لأحكام القرآن, تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش دار الكتب المصرية– القاهرة, ط 2, 1384هـ- 1964م, (14-71)

    [5] المرجع السابق(10-81)

    [6] المرجع السابق (6-242)

    [7] الريسوني, أحمد, نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي, الناشر: الدار العالمية للكتاب الإسلامي, ط 2, 1412 هـ - 1992م, (1-5)

    [8] ابن عاشور, محمد الطاهر, مقاصد الشريعة الإسلامية, تحقيق ودراسة:محمد الطاهر الميساوي, دار النفائس, عمان, ط 2, 2001م, ص251

    [9] الريسوني, احمد, نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي, (1-7)

    [10] اليوبي, محمد سعد بن أحمد, مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية, دار الهجرة للنشر والتوزيع, ط 1, 1998المملكة العربية السعودية, ص37

    [11] بنظر: قائد, نشوان عبد خالد, دور الاستقراء في إثبات مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور, مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة, العدد الرابع (سبتمبر 2012 – ديسمبر 2012)

    [12] الحضيري, محمد عبد السلام حسن, مقاصد القرآن الكلية وأهميتها في التفسير الموضوعي للموضوع القرآني, بحث مقدم لمؤتمر التفسير الموضوعي للقرآن الكريم (واقع وآفاق) جامعة الشارقة, كلية الشريعة والدراسات الإسلامية, 25-26من شهر4 2010م

    [13] قائد, نشوان عبد خالد, دور الاستـــــــقرا ء في إثبات مقاصـــد القرآن الكريم عند ابن عاشور, مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة, العدد الرابع (سبتمبر 2012– ديسمبر 2012)

    [14] زمرد, فريده, بين مقاصد التفسير والنقد التفسيري, دار الحديث الحسنية/الرباط مقال صادر عن
    الكاتبة في مجلة الإحياء, الرابطة المحمدية للعلماء, 4 شعبان 1436 / 23 ماي 2015م

    [15] ينظر: بودوخة, مسعود, جهود العلماء في استنباط مقاصد القرآن, المؤتمر العالمي الأول للباحثين في القرآن الكريم وعلومه, في موضوع جهود الأمة في خدمة القرآن الكريم وعلومه, أيام 10-11-12 جمادى الأول 1432 هـ الموافق 14-15-16 أبريل 2011 م، بمدينة فاس ـ المملكة المغربية. ط1، 1434هـ/2013م،ص 959

    [16] الريسوني, أحمد, مقاصد المقاصد الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة, الشبكة العربية للأبحاث والنشر, ط 1, بيروت, 2013م, ص7س

    [17] زمرد, فريده, بين مقاصد التفسير والنقد التفسيري, دار الحديث الحسنية/الرباط مقال صادر عن الكاتبة في مجلة الإحياء, الرابطة المحمدية للعلماء, 4 شعبان 1436 / 23 ماي 2015م

    [18] ينظر: بودوخة, مسعود, جهود العلماء في استنباط مقاصد القرآن, ،ص 966

    [19] ينظر: الريسوني, أحمد, مقاصد مقاصد القرآن, مقال منشور في موقع الأستاذ احمد الريسوني, السبت, 2 نوفمبر 2013

    [20] الحسني, السيد محمد, مقاصد القرآن الكريم محاولة أخرى, مقال نشر للكاتب في واحة الفكر براثا نيوز, 22اكتوبر, 2012م.

    [21] ينظر: ريالات, زهير سالم التفسير المقاصيدي عن ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن, رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في قسم التفسير وعلوم القرآن, جامعة اليرموك أريد الأردن, 2011م, ص54. وما بعدها\الأطرش رضوان جمال, قائد, نشوان عبده خالد, الجذور التاريخية للتفسير المقاصيدي للقرآن الكريم, بحث مشور في مجلة الإسلام في آسيا, العدد الخاص الأول, مارس 2011م.

    [22] ينظر: بودوخة, مسعود, جهود العلماء في استنباط مقاصد القرآن, ،ص 969.

    [23] الغزالي, أبو حامد, جواهر القرآن, تحقيق محمد رشيد رضا, دار إحياء العلوم, بيروت, ط 2, 1986م, (1-23).

    [24] ينظر: بودوخة, مسعود, جهود العلماء في استنباط مقاصد القرآن, ص969

    [25] ينظر:المرجع السابق, 969.

    [26] ينظر: الأطرش رضوان جمال, قائد, نشوان عبده خالد, الجذور التاريخية للتفسير المقاصيدي للقرآن الكريم, بحث منشور في مجلة الإسلام في آسيا, العدد الخاص الأول, مارس 2011م.

    [27] ينظر: ريالات, زهير سالم التفسير المقاصيدي عن ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن, رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في قسم التفسير وعلوم القرآن, جامعة اليرموك أريد الأردن, 2011م, ص148, 149.

    [28] المرجع السابق.

    [29] المرجع السابق.

    [30] ينظر: ريالات, زهير سالم التفسير المقاصدي عن ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن, رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في قسم التفسير وعلوم القرآن, جامعة اليرموك إريد الأردن, 2011م, ص54.وما بعدها.الأطرش, رضوان جمال, قائد, نشوان عبده خالد, الجذور التاريخية للتفسير المقاصدي للقرآن الكريم, بحث منشور في مجلة الإسلام في آسيا, العدد الخاص الأول, مارس 2011م.

    [31] المرجع السابق.

    [32]اليوبي, محمد سعد بن أحمد بن مسعود, مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية, ص59.

    [33] ينظر: ريالات, زهير سالم التفسير المقاصيدي عن ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن, رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في قسم التفسير وعلوم القرآن, جامعة اليرموك إربد الأردن, 2011م, ص54. وما بعدها. الأطرش, رضوان جمال, قائد, نشوان عبده خالد, الجذور التاريخية للتفسير المقاصيدي للقرآن الكريم, بحث منشور في مجلة الإسلام في آسيا, العدد الخاص الأول, مارس
    2011م.

    [34] المرجع السابق

    [35] حسنة, عمر عبيد, في الاجتهاد التنزيلي, بحث منشور في مجلة الأمة الثالث والتسعين للدكتور بشير بن مولود جحش، في سلسلة الكتب، التي يصدرها مركز البحوث والدراسات، في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بدولة قطر, العدد93, مارس 2003 مـ ص72.

    [36] الخطيب, عبد الله, مقاصد القرآن وأهميتها في تحديد الموضوع القرآني, دراسة نصية في بعض كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم, جامعة الشارقة, د ط, ص5.

    [37] ينظر: رضا, محمد رشيد بن علي, الوحي المحمدي, دار الكتب العلمية– بيروت, ط 1، 1426هـ- 2005م (1-121وما بعدها)

    [38] الزرقاني, محمد عبد العظيم, مناهل العرفان في علوم القرآن مطبعة عيسى البابي, ط3, (1-21)

    [39] ينظر: بودوخة, مسعود, جهود العلماء في استنباط مقاصد القرآن, ،ص 971.

    [40] ابن عاشور, محمد الطاهر بن محمد, التحرير والتنوير, الدار التونسية للنشر تونس, 1984م, د ط, (1-39)

    [41] ينظر: ينظر:ريالات, زهير سالم التفسير المقاصدي عن ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن, رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في قسم التفسير وعلوم القرآن, جامعة اليرموك اربد الأردن, 2011م, ص60.

    [42]: بودوخة, مسعود, جهود العلماء في استنباط مقاصد القرآن, ،ص978.

    [43] ينظر:عودة:د جاسر, مقاصد الشريعة عند الشيخ القرضاوي, ملتقى الإمام القرضاوي مع الأصحاب والتلاميذ, الدوحة قطر, 14-16/7/2007م, ص32.

    [44] بودوخة, مسعود, جهود العلماء في استنباط مقاصد القرآن, ،ص978.

    [45] الأحمر, عبد السلام, المقاصد القرآنية في فكر النورسي, النور للدراسات الحضارية والفكرية, السنة الخامسة, يناير, 2014م, العدد 9, ص155

    [46] ينظر:ابن عاشور, الشيخ محمد الطاهر, مقاصد الشريعة الإسلامية, تحقيق محمد الطاهر الميساوي, ط 2, دار النفائس, الأردن, 2001م, ص190.

    [47] ينظر:الخادمي, نور الدين بن مختار, علم المقاصد الشرعية, مكتبة العبيكان الطبعة: الأولى 1421هـ- 2001م.(1-67)

    [48] ينظر: اليوبي, محمد سعد بن أحمد بن مسعود, مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية, ص124.

    [49] الفاربي, أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار, الناشر: دار العلم للملايين – بيروت, الطبعة: الرابعة 1407 هـ* - 1987 م, (6-2461)

    [50] الزركشي, بدر الدين بن محمد بهادر, البحر المحيط, دار الكتبي, 1994م, ط 1, (8-6) .

    [51] المرجع السابق, (8-8).

    [52] اليوبي, محمد سعد بن أحمد بن مسعود, مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية, ص59.
    المراجع:
    ابن زكريا, الحسين أحمد بن فارس, معجم مقاييس اللغة., دار الفكر, تحقيق عبد السلام هارون, 1979م, د ط.
    ابن منظور, محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي, لسان العرب, دار صادر, بيروت, ط1.
    عبد الباقي, محمد فواد, المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم, الناشر: دار الكتب المصرية, سنة النشر: 1364هـ, د ط.
    القرطبي, أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي بكر بن فرح الأنصاري, الجامع لأحكام القرآن, تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش دار الكتب المصرية–القاهر , ط2, 1384هـ- 1964م.
    الريسوني, أحمد, نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي, الناشر: الدار العالمية للكتاب الإسلامي, ط 2, 1412هـ- 1992م.
    ابن عاشور, محمد الطاهر, مقاصد الشريعة الإسلامية, تحقيق ودراسة: محمد الطاهر الميساوي, دار النفائس, عمان, ط 2, 2001م.
    اليوبي, محمد سعد بن أحمد, مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية, دار الهجرة للنشر والتوزيع, ط 1, 1998المملكة العربية السعودية.
    قائد, نشوان عبد خالد, دور الاستقراء في إثبات مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور, مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة, العدد الرابع (سبتمبر 2012 – ديسمبر 2012).
    الحضيري, محمد عبد السلام حسن, مقاصد القرآن الكلية وأهميتها في التفسير الموضوعي للموضوع القرآني, بحث مقدم لمؤتمر التفسير الموضوعي للقرآن الكريم (واقع وآفاق) جامعة الشارقة, كلية الشريعة والدراسات الإسلامية, 25-26من شهر4 2010م.
    زمرد, فريدة, بين مقاصد التفسير والنقد التفسيري, دار الحديث الحسنية/الرباط مقال صادر عن الكاتبة في مجلة الإحياء, الرابطة المحمدية للعلماء, 4 شعبان 1436/23 ماي 2015م.
    بودوخة, مسعود, جهود العلماء في استنباط مقاصد القرآن, المؤتمر العالمي الأول للباحثين في القرآن الكريم وعلومه, في موضوع جهود الأمة في خدمة القرآن الكريم وعلومه, أيام 10-11-12 جمادى الأول 1432 هـ الموافق 14-15-16 أبريل 2011 م، بمدينة فاس ـ المملكة المغربية. ط1، 1434هـ/2013م.
    الريسوني, أحمد, مقاصد المقاصد الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة, الشبكة العربية للأبحاث والنشر, ط 1, بيروت, 2013م.
    الريسوني, أحمد, مقاصد القرآن, مقال منشور في موقع الأستاذ احمد الريسوني, السبت, 2 نوفمبر 2013م.
    الحسني, السيد محمد, مقاصد القرآن الكريم محاولة أخرى, مقال نشر للكاتب في: واحة الفــــكر
    براثا نيوز, 22 أكتوبر, 2012م.
    الأطرش رضوان جمال, قائد, نشوان عبده خالد, الجذور التاريخية للتفسير المقاصدي للقرآن الكريم, بحث منشور في مجلة الإسلام في آسيا, العدد الخاص الأول, مارس 2011م.
    الغزالي, أبو حامد, جواهر القرآن, تحقيق محمد رشيد رضا, دار إحياء العلوم, بيروت, ط 2, 1986م.
    حسنة, عمر عبيد, في الاجتهاد التنزيلي, بحث منشور في مجلة الأمة الثالث والتسعين للدكتور بشير بن مولود جحش، في سلسلة الكتب، التي يصدرها مركز البحوث والدراسات، في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بدولة قطر, العدد93, مارس 2003 مـ.
    الخطيب, عبد الله, مقاصد القرآن وأهميتها في تحديد الموضوع القرآني, دراسة نصية في بعض كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم, جامعة الشارقة, د ط.
    رضا, محمد رشيد, الوحي المحمدي, دار الكتب العلمية– بيروت, ط1، 1426هـ-2005م.
    الزرقاني, محمد عبد العظيم, مناهل العرفان في علوم القرآن مطبعة عيسى البابي, ط3.
    ابن عاشور, محمد الطاهر بن محمد, التحرير والتنوير, الدار التونسية تونس, 1984م, د ط.
    عودة: د جاسر, مقاصد الشريعة عند الشيخ القرضاوي, ملتقى الإمام القرضاوي مع الأصحاب والتلاميذ, الدوحة قطر, 14-16/7/2007م.
    الأحمر, عبد السلام, المقاصد القرآنية في فكر النورسي, النور للدراسات الحضارية والفكرية, السنة الخامسة, يناير, 2014م, العدد 9.
    ابن عاشور, الشيخ محمد الطاهر, مقاصد الشريعة الإسلامية, تحقيق محمد الطاهر الميساوي, ط 2, دار النفائس, الأردن, 2001م.
    الخادمي, نور الدين بن مختار, علم المقاصد الشرعية, مكتبة العبيكان الطبعة: الأولى 1421هـ- 2001م.

    الفارابي, أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار, الناشر: دار العلم للملايين – بيروت, الطبعة: الرابعة 1407 هـ* - 1987 م.
    الزركشي, بدر الدين بن محمد بهادر, البحر المحيط, دار الكتبي, 1994م, ط1.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •