رسالة إلى صاحب المكتبة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه رسالة من أخ ناصح لك مشفق عليك يتمنى لك الفلاح في الدنيا والآخرة وسعة الرزق وبركته وإنه ليسعدني أن أقدم لك هذه النصيحة التي أرجو أن تلقى منك قبولاً وهذا هو ظني بك. إن العاقل المهتدي من إذا استمع القول اتبع أحسنه.
أخي العزيز: لفت نظري تواجد المجلات الوافدة بأنواعها وأسمائها المتعددة في مكتبتك.. والذي نفسي بيده إن هذه المجلات فاسدة مفسدة للأخلاق فهي لا تحمل بين طيات صفحاتها إلا صورة لفتاة جميلة قد صففت شعرها وأبرزت مفاتن جسدها.. أو صيحة جديدة عارية في عالم أزياء المرأة وليس فيها إلا دعوة لفساد وانحلال وتفسخ واختلاط من خلال الصورة الفاضحة والعبارة الساقطة.. وإنك يا أخي برؤيتك الإسلامية تدرك مخاطر ذلك على مستوى الفرد والمجتمع.
أخي: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ( النور : 19 ) فهل ترضى وتود بأن تكون من الذين يحبون بأقوالهم وأفعالهم أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين؟.. حاشا أن تكون منهم فالأمر لا يتعدى غفلة منك أو جهلاً أو تساهلاً.
إنني أوصيك: بتقوى الله في نفسك وفي شبابنا وبناتنا لما تسببه هذه المجلات من فساد عظيم.. وكما تعلم أن النظر إلى صور النساء الأجنبيات محرم ولا يجوز (والنظر سهم من سهام إبليس) كما ورد في الحديث ( الذي رواه الحاكم والطبراني من حديث حذيفة وقال الحاكم صحيح الإسناد ) وأيضاً (فإن العين تزني وزناها النظر) ( كما ورد في الحديث الآخر الذي رواه البخاري ومسلم) .
إنني أدعوك: إلى التوبة إلى الله ومقاطعة بيع هذه المجلات حيث أن بيعها حرام ومن التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله تعالى:( وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (سورة المائدة من آية 3)وحتى يكون ما تكسبه من مال وتنفقه على نفسك وأولادك حلالاً خالصاً لا يشوبه مالٌ حرام (لأن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه) كما ورد الحديث ( الذي رواه أبو داود ) .
واعلم يا أخي : أن من أسباب الرزق هو "تقوى الله" كما قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً 2 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)( سورة الطلاق 2 ـ 3 )
والحذر الحذر من أن تكون مكتبتك وسيلة لبث وترويج الأفكار الضالة المنحرفة لشياطين الإنس والجن.

وختاماً تذكر يا أخي ساعة الرحل والقدوم على الله وتذكر يوم العرض الأكبر عليه سبحانه حين تسأل عن الصغير والكبيرة وعن مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته؟؟. قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) [الصافات: 24].

أسأل الله العلي العظيم لك الهداية وأن تكون عضواً صالحاً ومصلحاً في مجتمعك.
أخوكم الناصح
منقول