الفرق بين الإيمان والتوحيد والعقيدة
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : الإيمان والتوحيد والعقيدة أسماء لمسميات -هل تختلف في مدلولاتها ؟ .

الجواب: نعم ، تختلف بعض الاختلاف ، ولكنها ترجع إلى شيء واحد . التوحيد - هو إفراد الله بالعبادة ، والإيمان - هو الإيمان بأنه مستحق للعبادة ، والإيمان بكل ما أخبر به سبحانه ، فهو أشمل من كلمة التوحيد ، التي هي مصدر وحد يوحد ، يعني أفرد الله بالعبادة وخصه بها ؛ لإيمانه بأنه سبحانه هو المستحق لها ؛ لأنه الخلاق ؛ لأنه الرزاق ؛ ولأنه الكامل في أسمائه وصفاته وأفعاله ؛ ولأنه مدبر الأمور والمتصرف فيها ، فهو المستحق للعبادة ، فالتوحيد هو إفراده بالعبادة ونفيها عما سواه ، والإيمان أوسع من ذلك يدخل فيه توحيده والإخلاص له ، ويدخل فيه تصديقه في كل ما أخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام ، والعقيدة - تشمل الأمرين ، فالعقيدة - تشمل التوحيد ، وتشمل الإيمان بالله وبما أخبر به سبحانه أو أخبر به رسوله ، والإيمان بأسمائه وصفاته ،

والعقيدة : هي ما يعتقده الإنسان بقلبه ويراه عقيدة يدين الله بها ويتعبده بها ، فيدخل فيها كل ما يعتقده من توحيد الله والإيمان بأنه الخلاق الرزاق وبأنه له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، والإيمان بأنه لا يصلح للعبادة سواه ، والإيمان بأنه حرم كذا وأوجب كذا وشرع كذا ونهى عن كذا ، فهي أشمل . (ابن باز ). ------------------------وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ‏:‏ هل الإيمان هو التوحيد‏؟‏
فأجاب ‏:‏ التوحيد ‏:‏ ‏"‏ إفراد الله عز وجل بما يختص به ويجب له ‏"‏ ‏.‏ والإيمان هو ‏"‏ التصديق المتضمن للقبول والإذعان ‏"‏ ‏.‏
وبينهما عموم وخصوص - فكل موحد مؤمن وكل مؤمن موحد بالمعنى العام ‏.‏
ولكن أحياناً يكون التوحيد أخص من الإيمان، والإيمان أخص من التوحيد ‏.‏ والله أعلم ‏.------------------------وسئل الشيخ بن عثيمين
السؤال:
يقول: هل الإيمان هو التوحيد؟
الجواب:

الشيخ: الإيمان والتوحيد شيئان متغيران، وشيئان متفقان؛فالتوحيد هو أفراد الله عز وجل بما يستحقه ويختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات؛ ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وأن هذه الأقسام جاءت في قول تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾ فقوله: رب السماوات، وما بينهما يعني توحيد الربوبية - وقوله فاعبده واصطبر لعبادته يعني توحيد الألوهية، وقوله: هل تعلم له سمياً يعني توحيد الأسماء والصفات، وهذا التقسيم للإيمان في الواقع؛ لأن الإيمان بالله عز وجل يتضمن الإيمان بروبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وعلى هذا - فالموحد لله مؤمن به، والمؤمن بالله موحد به موحد له؛ لكن قد يحصل خلل في التوحيد، أو في الإيمان فينقصان؛ ولهذا كان القول الراجح أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد وينقص في حقيقته، وفي آثاره ومقتضياته، فالإنسان يجد من قلبه أحياناً طمأنينة بالغة؛ كأنما يشاهد الغائب الذي كان يؤمن به، وأحياناً يحصل له شيء من قلة هذا اليقين الكامل، وإذا شئت أن تعرف أن اليقين الكامل يتفاوت فاقرأ قول الله تعالى عن إبراهيم خليله عليه الصلاة والسلام: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾. كما أنه أيضاً يزيد بآثاره ومقتضياته، فإن الإنسان كلما ازداد عملاً صالحاً ازداد إيمانه؛ حتى يكون من المؤمنين الخلص.http://binothaimeen.net/content/10327