تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تخريج حديث خالد بن معدان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي تخريج حديث خالد بن معدان

    عن خالد بن معدان، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلي، وفي ظهر قدمه لمعة، قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء.
    وعند أبي داود: «أن يعيد الوضوء والصلاة».
    ضعيف.
    أخرجه أحمد (15495)، ومن طريقه ابن الجوزي في «التحقيق» (1/ 164)، وأخرجه أبو داود (175)، ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبير» (392)، عن بقية بن الوليد، قال: حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، به
    قال البيهقي في «الكبير»: «وهو مرسل».
    وقال في «الصغير» (1/ 53): «منقطع».
    قال ابن دقيق العيد في «الإمام» (2/ 11)، عقب ذكره لهذا الحديث: «أخرجه أبو داود، ثم البيهقي من جهته، وقال: هو مرسل؛ يريد لعدم ذكر اسم الصحابي الراوي له، وليس هذا مما يجعل الحديث في حكم المرسل المردود عند أهل الحديث، فإن سماه مرسلًا مع أن حكمه حكم الموصول فلا يضر المستدل به»اهـ.
    قلت: نعم، فإنه يسميه مرسلًا، ويحكم عليه بالوصل، ولا يعل الحديث به، كغيره من المحدثين في ذلك، فإنهم لا يعلون الحديث بإبهام الصحابي.
    والدليل على أن البيهقي لا يجعل إبهام الصحابي علة؛ أنه روى في «معرفة السنن» (3790)، بإسناده، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعلكم تقرءون والإمام يقرأ؟»، قالوا: إنا لنفعل، قال: «فلا تفعلوا، إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب».
    ثم عقبه البيهقي بقوله: «وهذا إسناد صحيح، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ثقة، فترك ذكر أسمائهم في الإسناد، لا يضر، إذا لم يعارضه ما هو أصح منه»اهـ.
    وروى في «السنن الكبير» (6283)، بإسناده، عن أبي عمير بن أنس بن مالك، قال: حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أغمي علينا هلال شوال فأصبحنا صيامًا فجاء ركب من آخر النهار، فشهدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يفطروا من يومهم، وأن يخرجوا لعيدهم من الغد.
    ثم عقبه البيهقي بقوله: «هذا إسناد صحيح، وعمومة أبي عمير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكونون إلا ثقات»اهـ.
    قلت: ولكن مع هذا فإن الحديث معل بكون الراوي عن الصحابي المبهم - وهو خالد بن معدان - ممن عرف بكثرة الإرسال، ولم يصرح بالسماع هنا.
    ومعل أيضًا ببقية بن الوليد، فإنه مضعف، وكثير التدليس والتسوية عن الضعفاء، ولم يصرح بالسماع عن شيخ شيخه، ولا يُقبل منه التصريح بالسماع عن شيخه فقط.
    قال ابن الملقن في «البدر المنير» (5/ 102) عقب حديث لبقية: «قد صرح بقية بالتحديث، فقال: حدثنا شعبة؛ لكن لا ينفعه ذلك؛ فإنه معروف بتدليس التسوية»اهـ.
    وسُئل الإمام أبو حاتم عن حديث كما في «العلل» لابن أبي حاتم (5/ 281)، فقال: «هذا الحديث له علة قلَّ من يفهمها؛ روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعبيد الله بن عمرو كنيته: أبو وهب، وهو أسدي؛ فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عمرو، ونسبه إلى بني أسد؛ لكيلا يُفطن به؛ حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يُهتدى له، وكان بقية من أفعل الناس لهذا»اهـ.
    ثم إن رواية بقية عن الشاميين أضعف من غيرها؛ وهذه منها، فخالد بن معدان حمصي شامي.
    قال الإمام ابن عبد البر في بقية بن الوليد في «التمهيد» (10/ 272): «روايته عن أهل بلده أهل الشام فيها كلام، وأكثر أهل العلم يُضَعِّفون بقية عن الشاميين وغيرهم، وله مناكير، وهو ضعيف، ليس ممن يُحتج به»اهـ.
    وقد قوى بعضهم هذا الحديث بما رواه مسلم (243)، عن أبي الزبير، عن جابر، أخبرني عمر بن الخطاب، أن رجلًا توضأ، فترك موضع ظفر على قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ»، فرجع، ثم صلى.
    قلت: وهذا الحديث في الحقيقة لا يعد شاهدًا لحديث خالد بن معدان؛ لأنه ليس فيه تصريح بإعادة الوضوء؛ وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ»، يحتمل الأمر بغسل الموضع الذي لم يمسه الماء فحسب، وحديث خالد بن معدان يدل صراحة على وجوب المولاة في الوضوء، بخلاف حديث عمر، فلا يدل على ذلك صراحة، إلا إذا فُسِّر كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيه بإعادة الوضوء.


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/136110/#ixzz5z0vRB7Jd
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: تخريج حديث خالد بن معدان

    جزاك الله خيرا

  3. #3

    افتراضي رد: تخريج حديث خالد بن معدان

    وهناك كلام جيد قاله ابن عبد الهادي رحمه الله في تعليقه على علل ابن أبي حاتم:
    ( 134 ) حَدِيثٌ آخَرُ:
    (36) قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي، وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، قَالَ: تَوَضَّأَ عُمَرُ وَبَقِيَ عَلَى بَعْضِ رِجْلِهِ قِطْعَةٌ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ.
    فَقَالَ أَبِي: أَبُو الْمُتَوَكِّلِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ، وَإِسْمَاعِيلُ هَذَا لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
    انْتَهَى مَا ذَكَرَهُ.
    وَلَمْ يُخَرِّجْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَنِ هَذَا الْحَدِيثَ، وَلَمْ أَرَهُ فِي " مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ "، وَلا فِي " سُنَنِ الدَّارَقُطْنِي ِّ "، وَلا فِي " السُّنَنِ الْكَبِيرِ " لِلْبَيْهَقِيِّ ، وَقَدْ فَتَّشْتُ عَنْهُ فِي كُتُبٍ أُخْرَى فَلَمْ أَرَهُ.
    وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ هَذَا: هُوَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ "، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَحيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ لَنَا: اذْهَبُوا إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْديِّ.
    وَلَمْ يَذْكُرْ شُعْبَةَ فِي الرُّوَاةِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ هَذَا: الْبُخَارِيُّ فِي " تَارِيخِهِ "، وَلا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي كِتَابِهِ، وَلا شَيْخُنَا أَبُو الْحَجَّاجِ فِي كِتَابِ " تَهْذِيبِ الْكَمَالِ "، وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ فِي " مُعْجَمِ شُعْبَةَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ هَذَا شَيْئًا، بَلْ قَالَ: شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ، بَصْرِيٍّ، سَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ الْبَغْدَادِيُّ بِتِنِّيسَ، ثَنَا أَبُو مُلَيْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ الْكُلابِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَكَانَ شُعْبَةُ يُثْنِي عَلَيْهِ.
    لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا.
    وَقَدْ رُوِيَ فِي الْمُوَالاةِ فِي الْوُضُوءِ أَحَادِيثُ عِدَّةٌ، مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ وَغَيْرِهِ.
    قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، ثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ يَعْنِي: ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي: ابْنَ مَعْدَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلا يُصَلِّي، وَفِي ظَهْرِ قَدَمِهِ لُمْعَةٌ قَدْرُ الدِّرْهَمِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ.
    قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: كَذَا فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ.
    وَلَيْسَ كَمَا قَالَ، فَإِنَّ الْمُرْسَلَ مَا رَوَاهُ التَّابِعِيُّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهَذَا مِنْ رِوَايَةِ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَجَهَالَةُ الصَّحَابِيِّ لا تَضُرُّ.
    وَإِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ جَيِّدٌ، وَرِوَايَةُ بَقِيَّةَ عَنْ بَحِيرٍ صَحِيحَةٌ، سَوَاءٌ صَرَّحَ بِالْتَّحْدِيثِ أَمْ لا، مَعَ أَنَّهُ قَدْ صَرَّحَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِالتَّحْدِيثِ.
    قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، ثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلا يُصَلِّي، وَفِي قَدَمِهِ لُمْعَةٌ قَدْرُ الدِّرْهَمِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ.
    قَالَ الأَثْرَمُ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: هَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.
    قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ مَوْصُولٍ: كَمَا أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أَبْنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ دَاسَةَ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسٌ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ ".
    قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ بِمَعْرُوفٍ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ إِلا ابْنُ وَهْبٍ.
    يَعْنِي بِهَذَا الإِسْنَادِ.
    قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادٌ، أَنَا يُونُسُ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَعْنَى حَدِيثِ قَتَادَةَ.
    وَهَذَا مُرْسَلٌ.
    قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوُهُ قَالَ: " ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ ".
    فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى.
    قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا، ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ الْبَزَّازُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، ثَنَا مَعْقِلٌ...
    فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ.
    رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي " الصَّحِيحِ " عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ يَعْنِي: عَنِ الْحَسَنِ، وَرَوَاهُ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ بِخَلافِ مَا رَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ.
    أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ، أَبْنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعِرَاقِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَبْنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ يَعْنِي: الثَّوْرِيَّ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَجُلا تَوَضَّأَ، فَبَقِيَ فِي رِجْلِهِ لُمْعَةٌ، فَقَالَ: أَعِدِ الْوُضُوءَ.
    وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِثْلُهُ.
    وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى رَجُلا تَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ ".
    فَرَجَعَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى.
    وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ فِي " سُنَنِهِ ": حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلا يَتَوَضَّأُ، فَتَرَكَ مَوْضِعَ الظُّفْرِ عَلَى قَدَمِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ.
    قَالَ: فَرَجَعَ.
    وَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
    وَقَالَ أَبُو الْفَضْلِ الْهَرَوِيُّ الْحَافِظُ فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي عَلَّلَهَا فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ ": وَوَجَدْتُ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَعْيَنَ، عَنْ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلا تَوَضَّأَ، فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ.
    وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَهُوَ خَطَأٌ عِنْدِي، لأَنَّ الأَعْمَشَ رَوَاهُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، فَجَعَلَهُ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ.
    وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ أَمْرُهُ بِالْوُضُوءِ كَانَ عَلَى طَرِيقِ الاسْتِحْبَابِ، وَإِنَّمَا الْوَاجِبُ غَسْلُ تِلْكَ اللُّمْعَةِ فَقَطْ.
    أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أَبْنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرْفَةَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ الْحَجَّاجِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَى رَجُلا وَبِظَهْرِ قَدَمِهِ لُمْعَةٌ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَبِهَذَا الْوُضُوءِ تَحْضُرُ الصَّلاةَ؟ ! قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الْبَرْدُ شَدِيدٌ وَمَا مَعِيَ مَا يُدْفِئُنِي ! فَرَقَّ لَهُ بَعْدَ مَا هَمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: اغْسِلْ مَا تَرَكْتَ مِنْ قَدَمِكَ، وَأَعِدِ الصَّلاةَ.
    وَأَمَرَ لَهُ بِخَمِيصَةٍ.
    أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ.....الْمِهْر جَانِيُّ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَوَضَّأَ فِي السُّوقِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ بَعْدَ مَا جَفَّ وَضُوءُهُ، وَصَلَّى.
    قَالَ: وَهَذَا صَحِيحٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَمَشْهُورٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بِهَذَا اللَّفْظِ.
    وَكَانَ عَطَاءٌ لا يَرَى بِتَفْرِيقِ الْوُضُوءِ بَأْسًا، وَهُوَ قَوْلُ الْحَسَنِ وَالنَّخَعِيِّ، وَأَصَحُّ قَوْلَيِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
    وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أَبْنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَوْ عَنْ أَخِي أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا عَلَى أَعْقَابِ أَحَدِهِمْ مِثْلُ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ أَوْ: مِثْلُ مَوْضِعِ ظُفُرٍ لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ.
    قَالَ.
    فَجَعَلَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ ".
    قَالَ: وَكَانَ أَحَدُهُمْ يَنْظُرُ، فَإِذَا رَأَى بِعَقِبِهِ مَوْضِعًا لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ أَعَادَ وُضُوءَهُ.
    قَالَ: وَهَذَا إِنْ صَحَّ، فَشَيْءٌ اخْتَارُوهُ لأَنْفُسِهِمْ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ: أَعَادَ وُضُوءَ ذَلِكَ الْمَوْضِوعِ فَقَطْ.
    انْتَهَى مَا ذَكَرَهُ.
    وَفِي بَعْضِ مَا قَالَهُ نَظَرٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    انتهى.
    وفي مصنف ابن عبد الرزاق
    [46] عَنِ الثَّوْرِيِّ " فِي رَجُلٍ نَسِيَ الْمَسْحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ قَامَ فَكَبَّرَ فِي الصَّلاةِ فَضَحِكَ، قَالَ: يَنْصَرِفُ وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ وَلا يُعِيدُ الْوُضُوءَ، لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ صَلاتُهُ وَلا وُضُوءٌ تَامٌّ ". اهـ.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •