كيف نجعل الطالب يحب المدرسة


باسم الحبيب
الحمد لله ...


ان أي ناظر بعمق إلى حال طلابنا يرى بوضوح عدم وجود رغبة لديهم بالذهاب للمدرسة ولا يوجد رابط حب ومودة بين المدرسة وبين الطلاب ، وهذا أمر لا يستهان به ومن شانه ان يسبب تراجع واضح في مستوى الطلاب التعليمي وأيضا من شانه ان يبعد الطلاب نهائيا عن الذهاب للمدرسة وإكمال تعليمهم .
وقد وصل الحال المتردي بين الطلاب والمدرسة إلى اعتبار قسم من الطلاب ان الذهاب للمدرسة كابوس يرقد على صدورهم وتجدهم بغاية البهجة والسرور عندما تأتي العطلة ولا يرغبون بان تنتهي مطلقا وهنا عندما أقول المدرسة اقصد أيضا الكوادر التعليمية وحتى الطلاب مجتمعين
لماذا نترك الحال على ما هو عليه في وقت يمكننا القيام بالكثير لزرع رابط المحبة بين الطلاب والمدرسة؟ لماذا لا نبالي بالحال المتردية التي تجمع طلابنا مع مدارسنا ؟ ولماذا ولماذا .............
ان أردنا ان نرتقي بمستوى العلاقة بين الطالب والمدرسة نحو الأفضل فهذا يتطلب عمل ثلاثي الأبعاد وكل عمل له أساسياته
البعد الأول الأهل

هناك مهام يقتضي على الأهل القيام بها تجاه أبنائهم منذ نعومة أظافرهم ومن شان هذا المهام ان ترسم خطا الود والمحبة الأولى بين الطفل والمدرسة ومن تلك المهام :
1- التحدث دوما مع الطفل عن المدرسة وفوائدها في محاولة لترغيب الطفل بها ولزرع الشغف في قلبه لدخول المدرسة
2- رسم صورة جميلة للطفل عن المدرسة ولكن لا يجب ان تكون صورة مبالغة فيها فعندما يواجه الطالب واقع المدارس ويلتمس الفرق بين ما يعلمه عنها وبين ما شاهده منها سيتأثر نفسيا كثيرا
3- الابتعاد عن تهديد الطالب بمعلمه مثلا كان يقول الأهل للطفل (ان استمريت بإثارة المشاكل في البيت سأخبر معلمك وهو سيعاقبك ) هذا الامر يزرع الخوف والرهبة في قلب الطفل تجاه معلمه وسيرفض الذهاب للمدرسة ويكرهها خوفا من العقاب

البعد الثاني الكادر التعليمي

يتحمل الكادر التعليمي الجزء الأكبر من كره الطالب للمدرسة وبما انه يتحمل الجزء الأكبر من هذا الامر فعليه ان يتحمل القسم الأكبر من الحلول لهذه المشكلة من خلال قيامه بعدة خطوات منها :

1- بناء رابط الثقة والمودة بين المدرسين والإداريين من جهة وبين الطلاب من جهة ثانية
2- الابتعاد عن فكرة الحاكم والمحكوم أو القائد والرعية وإحلال فكرة المربي الأب والمتربي الابن
3- تعامل الكادر التعليمي مع أي طالب على انه ابنه وان يهتم لأمره ويكون خير مساعد له في مشاكله وعندما يتعامل الكادر التعليمي مع الطالب على انه ابن تتغير الكثير من القواعد التعاملية بينهما نحو الأفضل
4- احترام الطلاب مهما ظهرت منهم الإساءة وعدم توجيه الاهانة لهم وخاصة أمام الزملاء
5- التقرب من الطلاب بصورة كبيرة تجعل كل مدرس يفهم طبيعة طلابه بشكل واضح ويتعامل معهم على أساسها
6- وضع نظام تدريسي يتناسب مع رغبات الطلاب ويراعي حاجاتهم وخاصة عند تقسيم الحصص التدريسية اليومية فلا نضع حصص صعبة متتالية وفي يوم واحد بل يجب ان تكون الحصص متنوعة وتضم أنشطة متنوعة منشطة للطلاب ذهنيا وجسديا
7- إعداد الكثير من الأنشطة المدرسية والتخطيط للرحلات المدرسية الترفيهية بين فترة وأخرى
8- توفير حصص حوارية ونقاشية حول مواضيع عامة غير ملزمة الحفظ من الطلاب وتتضمن طرح إبداعات الطلاب المتنوعة في كافة المجالات
9- التكريم للطلاب المتفوقين والجيدين والتشجيع المستمر للطلاب من ذوي المستوى الوسطي وبذل الجهد المضاعف للارتقاء بمستوى الطلاب الضعفاء
10- التواصل المستمر مع الأهل واطلاعهم المستمر على احوال أبنائهم
11- وضع مسابقات مدرسية للطلاب كافة كان يكون هناك مثلا مسابقة الطالب المثالي الأسبوعية ويوضع للطالب المثالي صفات معينة من تتوفر فيه بدرجات جيدة ينال الجائزة وهكذا .......

البعد الثالث الدولة

الدولة تتحمل بعض المسؤولية عن البعد بين الطلاب والمدرسة ويمكنها القيام بعدة خطوات لتحسين الوضع ومنها :
1- التجديد والتحديث المستمر بالمناهج التربوية وجعلها أكثر تشويقا للطالب والأخذ بعين الاعتبار مستوى الطلاب عند وضع المناهج مثلا لا توضع مادة الرياضيات بطريقة صعبة جدا يصعب على البعض فهمها بل الأفضل جعلها لينة وعالية بنفس الوقت تناسب المستويات المتفاوتة للطلاب
2- وضع جوائز تشجيعية للطلاب المتفوقين ولا تكون سنوية بل كل شهرين مثلا
3- المتابعة المستمرة لأحوال الكوادر التعليمية ومراقبة أدائها ومعاقبة المهملين منهم ومكافئة المجدين اللذين ينجزون عملهم على أحسن صورة
4- توفير بعثات مدرسية للطلاب لمدة قصيرة للخارج للاطلاع والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى
هذه أمور سهلة ويمكن القيام بها إذا ما قورنت بخطورة استمرار العلاقة السيئة والبعد المتنامي بين الطلاب والمدرسة كل طرف خطأه واضح ومهامه واضحة ومع التحلي بالقليل من المسؤولية حول الطلاب وحول مستقبل الوطن عندها يمكنهم ان يعملوا بجد وإخلاص حتى بلوغ الهدف المنشود.