السؤال:

♦ الملخص:

رجل يسأل: هل ما يقوم به الإنسانُ عند غضبه - كقبْض يدِه بشِدَّة، وضغط أسنانه بقوَّة - يُعَدُّ تسخُّطًا على قدرِ الله؟

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل إبداء ردة فعل الغضب؛ كقبض اليد، وضغط الأسنان، والنفخ من ضيق صدرٍ لظلمٍ حاصلٍ - كأكل حقٍّ أو إيذاء مسلمٍ - يُعَدُّ تسخُّطًا؟ وإن رضيتُ بقضاء الله وقدره في قلبي، واعتقدتُ أن ما من مصيبةٍ إلا بإذن الله، خاصةً أني أرى أنواعًا من الظلم، ومآسيَ المسلمين، فينتفض جسمي حزنًا وقهرًا وغضبًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

أولًا: حزن المسلم وغضبه لِمَا يحدث لإخوانه المسلمين أمرٌ محمود؛ لأنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»[1].

ثانيًا: هذا الغضب لا ينبغي أن يؤدي إلى انفعالات خارجية؛ ذلك أن هذه الانفعالات قد يحصل بسببها أضرارٌ؛ كمرض نفسي أو بدني يصيب الشخص جراء هذه الانفعالات، أو تكسير شيء وإتلافه، وغير ذلك من الأضرار، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم - وهو أتقى الناس وأحرصهم على مصالح المسلمين - لم يكن تظهر منه مثل هذه الانفعالات، وكذلك الصحابة الكرام، والسلف الصالح.

ثالثًا: هذه الانفعالات ليست دليلًا على الاعتراض على القضاء والقدر ما دمتَ مطمئنَّ القلب، معتقدًا أنه لا يحدث شيء في هذا الكون إلا بقضاء الله وقدره.

نصيحتي لك إذا أصابك هَمٌّ أو حزنٌ بسبب هذا الأمر أو غيره - أن تُكثر من الدعاء والتضرع، والتذلل إلى الله تعالى أن يكشف الكرب والهمَّ، وأن يرفع البلاء عن المسلمين، روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ»[2]، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِّم.
______________
[1] متفق عليه، أخرجه البخاري (6011)، ومسلم (2586).
[2] أخرجه البخاري (2893).

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz5xyIvWDYs