تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حديث "فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعِيشَتَهُمْ"

  1. #1

    افتراضي حديث "فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعِيشَتَهُمْ"

    روى شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
    " لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ ". اهـ.

    أخرجه الترمذي في جامعه حديث رقم (2585) من حديث أبي داود الطيالسي واللفظ له فقَالَ أَبُو عِيسَى: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"، وأقره العراقي في المغني (1920) وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (7525) وقال: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَعْمَشِ إِلا شُعْبَةُ"، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى حديث رقم (11004) من حديث محمد بن جعفر المعروف بغندر به، وأخرجه ابن ماجه في سننه حديث رقم (4325)، وأخرجه أحمد في مسنده حديث رقم (2730) حديث روح بن عبادة القيسي به, (3126) حديث محمد بن جعفر المعروف بغندر ورواه عنه أيضًا يحيى بن معين كما في الفوائد المعللة لأبي زرعة (27) وأخرجه ضياء المقدسي في المنتقى (1/367) حديث عبد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة به وأخرجه أبو عيسى المديني في اللطائف (430) حديث عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ به وقال: "تَرْجَمَةُ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ صَحِيحَةٌ، أَخْرَجَهَا كُلٌّ مِنْ أَصْحَابِ الصَّحَّاحِ فِي كُتُبِهِمْ"، وأخرجه البزار في مسنده (4934) حديث محمد بن إبراهيم بن أبي عدي وقال: " وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ إِلا ابْنُ عَبَّاسٍ بِهَذَا اللَّفْظِ وَلا نَعْلَمُ لَهُ طَريِقًا غَيْرَ هَذَا"، وأخرجه البغوي في شرح السنة (4408) حديث وهب بن جرير الأزدي وقال: "حديث حسن"، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (3912) حديث عثمان بن عمر العبدي وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/293) حديث آدم بن أبي إياس وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ" ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (٧٤٧٠).
    وحكم العلماء بصحته منهم الإمامان أحمد شاكر في مسند أحمد (٤/٢٥٩)، وشعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (١٧/٣٣١).
    وجه من أعل الحديث هو تدليس الإعمش في إسقاط رجل بينه وبين مجاهد وهو أبو يحيى القتات وهو "لين الحديث" كما قال الحافظ ابن حجر.
    - حديث يحيىى بن عيسى الرملي وهو " صدوق يخطىء ورمي بالتشيع" كذا قال الحافظ ابن حجر.
    ورد في الزهد لأسد بن موسى (ص: 33) فقال: نا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ زَقُّومِ جَهَنَّمَ نَزَلَتْ إِلَى الدُّنْيَا، لَأَفْسَدَتْ عَلَى النَّاسِ مَعَاشَهُمْ». اهـ.
    وود في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 52) مثله، وفي صفة النار لابن أبي الدنيا (ص: 63) قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى به
    وفي تفسير الطبري (21/ 126) قال: حدثني موسى بن إسحاق الحَبَئِيُّ المعروف بابن القوّاس، قال: ثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش عن أبي يحيى، به، وزاد: "وإن ناركم هذه لتعوذ من نار جهنم". اهـ.
    وفي تفسير الطبري (22/ 43) قال: حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش، عن أبي يحيى، به، وفي البعث والنشور للبيهقي (ص: 302) من طريق ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ به.
    - ولكن تابعه الفضيل بن عياض ثقة ولكن قال: أبو حاتم الرازي: "صدوق"، وقال عبد الرحمن بن مهدي: "صالح ولكن ليس بحافظ"، وقال عثمان بن أبي شيبة العبسي: "ثقة صدوق وليس بحجة".

    كما في مسند أحمد ت شاكر (3/ 357) قال: حدثنا القَوَارِيري حدثنا فُضَيل بن عياض عن سليمان، يعني الأعمش، عن أبي يحيى به، وفي تاريخ بغداد ت بشار (12/ 232) من طريق
    حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فذكره، لكن قَالَ: "وَلَوْ أُبْرِزَتِ النَّارُ مَا رَآهَا أَحَدٌ إِلا مَاتَ ". اهـ.
    - وتوبع كلاهما من قبل سليمان بن الحكم بن عوانة وهو أيضًا ضعيف بل "واهٍ باتفاقهم" كما قال الذهبي.
    فورد في صفة النار لابن أبي الدنيا (147) قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَوْ أَنَّ النَّارَ أُبْرِزَتْ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلا مَاتَ ! ". اهـ.
    وهذا قد أشاره العلماء بصيغ تمريض لهذا الطريق الموقوف ففي الترغيب والترهيب للمنذري (4/ 262) قال:
    وَقَالَ [الحاكم]: صَحِيح على شَرطهمَا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَرُوِيَ مَوْقُوفا على ابْن عَبَّاس ".
    وفي التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار (ص: 143) قال: "وقال الترمذي: صحيح، وروي موقوفاً على ابن عباس".
    وتبعه ذلك في تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 248)، وفي تحفة الأحوذي (7/ 260) للمباركفوري قال: "وَرُوِيَ مَوْقُوفًا عَلَى بن عَبَّاسٍ" انْتَهَى.
    نعم وقد قال شعبة : "كفيتكم تدليس ثلاثة : الأعمش ، وأبي إسحاق ، وقتادة". اهـ.
    سيما أن رواية شعبة بن الحجاج هي الراجحة عليهم كلهم مجتمعين قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : "ثقة حافظ متقن عابد"، وقال أبو حاتم الرازي: "ثقة" وقال ابن دحية الكلبي: "أجمع العلماء على عدالة شعبة ورسوخه في هذا العلم ، ونصيحته فيه لله ورسوله ولعامة المسلمين"، وقال أبو داود: "ليس في الدنيا أحسن حديثا منه"، قال أحمد بن حنبل: "لم يكن في زمنه مثله في الحديث ، ومرة : كان أمة وحده في هذا الشأن"، قال حماد بن سلمة البصري: "إذا أردت الحديث فالزم شعبة ، ومرة : إذا خالفني شعبة في شيء تركته"، وقال سفيان الثوري: "أمير المؤمنين في الحديث"، وقال علي بن المديني: "شعبة أعلم بما يسمع وما لم يسمع"، وقال يحيى بن سعيد القطان: "ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا منه ، ومرة : ما أبالي إذا كتبت الحديث عن سعيد أو هشام أو شعبة ، لا أعيد حديث هذا على هذا ولا حديث هذا على هذا".
    ويؤيده قول البزار والطبراني مع سعة علمهما :
    قال البزار:
    " وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ إِلا ابْنُ عَبَّاسٍ بِهَذَا اللَّفْظِ وَلا نَعْلَمُ لَهُ طَريِقًا غَيْرَ هَذَا"،
    وقال الطبراني:
    قال: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَعْمَشِ إِلا شُعْبَةُ". اهـ.
    ولعله قد رواه الأعمش من طريقيه كما حدث في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) من طريقين.
    وأيضًا عندما سأل الترمذي شيخه الإمام البخاري في العلل الكبير له (511) فقال له:
    [حديث] قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " نَهَى عَنِ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِمِ ".
    وَقَالَ شَرِيكٌ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
    وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".
    فَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا، فَقَالَ: الصَّحِيحُ إِنَّمَا هُوَ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلٌ". اهـ.
    وقد أقر الإمام البخاري الطريقين للأعمش واحتملهما.
    وهذا ما مال إليه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (1/521) فقال:
    أنا أحمد بن محمد بن غالب، قال: سمعت أبا القاسم الآبندوني، يقول: حدثني الحسين بن إدريس بن نصر التستري، بها، نا عمر بن علي، نا أبو داود، نا شعبة، قال الآبندوني: وأخبرنا أبو الفضل عباس بن عبد الله بن سهم الأنطاكي، بها، نا سهل بن صالح، نا أبو داود، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: " {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102]،
    زاد عمر بن علي: " والذي نفسي بيده لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدنيا معائشهم، فكيف بمن تكون طعامه؟!،
    وفي حديث [ابن] عباس: من الزقوم ألقيت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن ليس له طعام غيره ". اهـ.
    والله أعلم.

  2. #2

    افتراضي رد: حديث "فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعِيشَتَهُم

    حيرني هذا الحديث، ومنهج العلماء المتقدمين ليس بثابت في مثل هذا، فتارة يرجحون الحافظ ومرة يرجحون الأقل حفظاً قائلين" أبان عن علته" بالأخص الرازيان
    فما أدري أي القولين نرجح هنا.. أرى فيه الوجهان

  3. #3

    افتراضي رد: حديث "فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعِيشَتَهُم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدُ الله الشرقاويُّ مشاهدة المشاركة
    فما أدري أي القولين نرجح هنا..
    الراجح فيه الوقف، بل إنما لم يرفعه أحد ممن روى عن الأعمش على الحقيقة حتى شعبة.
    فإن الذي رفعه عن شعبة أخطأ، وهو محمود بن غيلان العدوي كما عند الترمذي.
    رواه عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس
    ،
    أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}،
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ضلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ ". اهـ.
    تفرد محمود بأنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك.
    إنما الصحيح أن ابن عباس رضي الله عنهما حكى تلاوة رسول صلى الله عليه وسلم قراءته لهذه الأية فقط، وبقية الكلام من كلام ابن عباس رضي الله عنهما.
    بينما خولف محمود فيما خرجه أبو داود في مسنده [2765]، فقال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
    تَلا هَذِهِ الآيَةَ:
    {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، "فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي بِحَارِ الدُّنْيَا أَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ، كَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ؟ ! ". اهـ.
    وهكذا رواه أكثر الرواة عن أبي داود منهم:

    مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدِ بْنِ يَزِيدَ الْأَصْبَهَانِي ُّ كما عند الطبراني في الأوسط، ومحمَّدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ يَزِيدَ الْأَصْبَهَانِي ُّ كما عند الطبراني في الكبير، وإبراهيم بن مرزوق كما عند الحاكم.
    ويونس بن حبيب كما عند البيهقي في البعث والنشور، وسهل بن صالح وعمر بن علي كما عند الخطيب في التلخيص.
    وتوبع أبو داود على ذلك من قبل آدم ابن أبي إياس كما عند الحاكم، وابن أبي عدي كما عند البزار في مسنده وابن ماجه في سننه ووهب بن جرير كما عند إسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب.
    وانظر حديث أبي هريرة كما في الصحيح [٢٥٤٨]، أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وَبِرُّ أُمِّي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ ". اهـ.
    وهذا ما عليه المتابعات منها ما أسلفنا ذكره بأن الأعمش رواه عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس به بدون ذكر الآية موقوفا عليه.
    وتوبع فيما خرجه ابن وهب في تفسيره [99]، فقَالَ:

    وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
    "لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ غسلين، وَقَعَتْ فِي الأَرْضِ أَفْسَدَتْ عَلَى النَّاسِ مَعَايِشَهُمْ، وَلَوْ أَنَّ النَّارَ أُبْرِزَتْ فِي صَعِيدٍ لَمْ يَمُرَّ بِهَا شَيْءٌ إِلا مَاتَ". اهـ.
    وتوبع فيما خرجه أسد بن موسى في الزهد [33]، فقال:
    حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، قَالَ:
    كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَاعِدًا فِي الْحَطِيمِ، فَقَالَ: " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، لَوْ أَنَّ جَرْعَةً مِنْ غِسْلِينٍ أُهْبِطَتْ إِلَى الأَرْضِ، لأَفْسَدَتْ عَلَيْهِمْ عَيْشَهُمْ ". اهـ.
    وهذه الحكاية موافقة لرواية شعبة فيما خرجه أبو زرعة الدمشفي في الفوائد [27]، فقال:
    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ الْحَجَرِ، وَمَعَهُ مِحْجَنٌ يَضْرِبُ بِهِ الْحَجَرَ وَيُقَبِّلُهُ، قال: فذكر الحديث.
    روى يحيى بن سعيد القطان قصة استلام الحجر بالمحجن مرفوعة رواها عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس به.
    رواه عنه النسائي عن ابن عرعرة عن يحيى به. رواه أيضا الذهبي من طريق ابن عرعرة عن القطان.
    ثم قال: قال يحيى: "هذا ليس مكتوبا عندي". ثم قال الذهبي: "حديث صالح الإسناد غريب فرد". اهـ.
    قلت: أصله في الصحيحين بغير هذا اللفظ من غير طريق مجاهد.
    وقد خالف أصحاب شعبة يحيى فأوقفوه على ابن عباس رضي الله عنهما.
    والله أعلم.
    .

  4. #4

    افتراضي رد: حديث "فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعِيشَتَهُم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدُ الله الشرقاويُّ مشاهدة المشاركة
    ومرة يرجحون الأقل حفظاً قائلين" أبان عن علته" بالأخص الرازيان
    لعلك تدلل مثالا على صنيع الرازيين في مثل هذا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وانظر حديث أبي هريرة كما في الصحيح [٢٥٤٨]، أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وَبِرُّ أُمِّي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ ". اهـ.
    قلتُ: ولعل الطريقين محفوظان، كأن شعبة تلميذ مميز عند الأعمش فيعطيه الإسناد العالي، ويعطي النازل لوكيع وأبي معاوية وغيرهما.
    - منها ما خرجه أبو داود الطيالسي في مسنده
    [2768]، فقال:
    حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ:
    " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ صَاحِبَ نَمِيمَةٍ "،
    ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَوَضَعَ نِصْفَهَا عَلَى هَذَا الْقَبْرِ، وَنِصْفَهَا عَلَى هَذَا الْقَبْرِ، وَقَالَ: " عَسَى أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا دَامَتَا رَطْبَتَيْنِ ". اهـ.
    بينما فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [1312]، فقال:
    حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: فذكر نحوه.
    قال ابن حبان في صحيحه: "سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مُجَاهِدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمِعَهُ عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَالطَّرِيقَانِ جَمِيعًا مَحْفُوظَانِ". اهـ.
    ونذكر الشواهد التي وردت في هذا الحديث منها:
    - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
    خرجه الطبري في تفسيره [20 : 130]، فقال:
    حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهْرَاقُ فِي الدُّنْيَا، لأَنْتَنَ أَهْلُ الدُّنْيَا ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف، فيه دراج السهمي "أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد"، كذا قال أبو داود.
    وضعفه الشيخان الألباني وشعيب الأرناؤوط.
    - حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:
    خرجه ابن المبارك في مسنده [146]، فقال:
    نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ بِهِ الدُّنْيَا، لأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا ". اهـ.
    قلتُ: هذا إسناد منكر، في هشام بن سعد "صدوق له أوهام ، ورمي بالتشيع"، كذا قال الحافظ في التقريب، ومن الغريب أن يتفرد ابن المبارك بإخراجه.
    وقد خولف فيما خرجه ابن وهب وغيره في تفسيره [263] فقَالَ:
    وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ الزِّيَادِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: أَيُّ شَيْءٍ الْغَسَّاقُ، قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ،
    فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: "هُوَ الْقَيْحُ الْغَلِيظُ، لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْهُ تُهْرَاقُ بِالْمَغْرِبِ أَنْتَنَتْ أَهْلَ الْمَشْرِقِ، وَلَوْ تُهْرَاقُ فِي الْمَشْرِقِ أَنْتَنَتْ أَهْلَ الْمَغْرِبِ". اهـ.
    ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة صحيحة، وأبو قبيل هو حيي بن هانئ المعافري "ثقة"، كذا قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو زرعة الرازي والدارقطني والعجلي.
    - حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
    ورد في حديث يحيى بن معين [8]، فقال:
    نا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، ثُمَّ تَنَفَّسَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَصَابَهُمْ نَفَسُهُ لأَحْرَقَ الْمَسْجِدَ بِمَنْ فِيهِ ". اهـ.
    قلتُ: هذا إسناد منقطع بين سعيد وأبي هريرة،
    فقد قال ابن معين: "لم يصح أنه سمع منه ". اهـ. كما أفاد الألباني.
    وتتبعت مروايات سعيد بن جبير عن أبي هريرة فلم أجد ما يصح منها إلا هذا الحديث إلى سعيد.
    وقد أورد ابن الجوزي عن الإمام أحمد قال عن هذا الحديث: "منكر". اهـ، وقال المنذري: "في متنه نكارة". اهـ.
    والله أعلم.
    .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    sudan
    المشاركات
    96

    افتراضي رد: حديث "فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعِيشَتَهُم

    1 - قرأَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ : (يا أيُّها الَّذينَ آمنوا اتَّقوا اللَّهَ حقَّ تقاتِهِ ولاَ تموتنَّ إلاَّ وأنتم مسلمون) ولو أنَّ قطرةً منَ الزَّقُّومِ قطرت في الأرضِ لأفسدت على أَهلِ الدُّنيا معيشتَهم ، فَكيفَ بمن ليسَ لَهُ طعامٌ غيرُهُ ؟

    الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 4998 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •