قال ابو عبدالله بن بطة في الإبانة
وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ عَلَى الْعَرْشِ، فَقَالَ {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} ... ... فَهَذَا وَمِثْلُهُ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّ الْجَهْمِيَّ الْمُعْتَزِلِيّ َ الْحُلُولِيَّ الْمَلْعُونَ يَتَصَامَمُ عَنْ هَذَا وَيُنْكِرُهُ، فَيَتَعَلَّقُ بِالْمُتَشَابِه ِ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ لِمَا فِي قَلْبِهِ مِنَ الزَّيْغِ انتهي
قلت قد جعل ما يستدل به الجهمية علي نفي العلو من المتشابه (وهم في الاصل بنوا ذلك علي حجج كلامية وبيت منسوب للاخطل النصراني لا يصح عنه) والآيات التي يستدل بها علي علو الله من المحكم وهذا نسف لمذهب الاشاعرة ( مؤولة - مفوضة ) الذي اعتمده أحمد الغماري ( رغم تضليله لهم ) فجعل الآيات التي فيها إثبات العلو من المتشابه وجعلها مثل الآيات التي يستدل بها الحلولية كقوله تعالي ( وهو معكم أينما كنتم ) وكلام ابن بطة السابق فيه رد علي من زعم ان السلف كانوا يرون أن الآيات التي فيها إثبات صفات الرب من المتشابه وأنهم يفرضون معناها والله أعلم