لماذا يربط الناس هجر القرآن بالهواتف النقالة؟!
أذكر في الماضي أنّ كثيرًا من البيوت لم يكن فيها "تلفزيونات" وكانت المسجلات من ضمن أثاث البيت الذي لا يستغنى عنه بل كان ينص بعضهم عليه في عقد زواج بنته، وقالوا حينها: المسجلات هي السبب في إلهاء الناس عن ذكر الله وعن الصلاة، ثمّ لما انتشرت "التلفزيونات" قالوا أنها تحبس الناس عن الصلاة والقرآن، ثمّ ظهرت الفضائيات فقالوا: هي السبب، ثم انتشرت الحواسيب فقالوا: هي السبب، ثمّ ظهرت الهواتف النقالة فقالوا: هي السبب، والحقيقة الثابتة أنّ القرآن كان مهجورًا قبل هذا وبعده، وأنّ الناس لو رجعوا للعصر الحجري لظلّ القرآن مهجورا، وقد رأيت بعيني من ترك دراسة الشريعة بسبب مادة التلاوة والتجويد، ورأيت في طفولتي قبل انتشار هذه المخترعات رأيت مئات المصاحف في المساجد غطاها التراب فكنا نجتمع كلّ خميسٍ في المسجد نمسحها وننظف المسجد، ورأينا جميعا كيف كان القرآن يعلق في كثير من بيوتنا وكيف كانت العناكب تبني أوهن البيوت عليها، وليتها كانت تبنيها على أوهن القلوب لعلّنا نحاول نفض الغبار وإزالة بيوت العناكب عنها.
ماهر أبو حمزة