سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله عن معنى: لا إله إلا الله ؟ وما تنفي، وما تثبت ؟
فأجاب :

أول واجب على الإنسان :
معرفة معنى هذه الكلمة، قال الله تعالى، لنبيه صلى الله عليه وسلم (فاعلم أنه لا إله إلا الله) [محمد: 19] وقال: (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق) أى بلا إله إلا الله (وهم يعلمون) [الزخرف: 86] بقلوبهم، ما شهدوا به بألسنتهم .

فأفرض الفرائض :
معرفة معنى هذه الكلمة؛ ثم التلفظ بها والعمل بمقتضاها؛ فالإله، هو المعبود؛ والتأله التعبد، ومعناها: لا معبود إلا الله؛ نفت الإلهية عمن سوى الله،وأثبتها لله وحده.

فإذا عرفت :
أن الإله، هو المعبود .
والإلهية، هي العبادة.
والعبادة:اسم جامع، لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه، من الأقوال والأفعال.
فالإله، هو المعبود المطاع.

فمن جعل شيئاً من العبادة لغير الله، فهو مشرك ، وذلك كالسجود والدعاء والذبح والنذر؛ كذلك: التوكل، والخوف، والرجاء، وغير ذلك من أنواع العبادة، الظاهرة، والباطنة.

وإفراد الله سبحانه بالعبادة، ونفيها عمن سواه، هو حقيقة التوحيد، وهو معنى: لا إله إلا الله.

فمن قال " لا إله إلا الله " بصدق ويقين، أخرجت من قلبه كل ما سوى الله، محبة وتعظيماً وإجلالاً، ومهابة، وخشية، وتوكلاً، فلا يصير في قلبه، محبة لما يكرهه الله، ولا كراهة لما يحبه.

وهذا حقيقة الإخلاص، الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : (( من قال لا إله إلا الله، مخلصاً من قلبه، دخل الجنة، أو حرم الله عليه النار )) .

قيل للحسن البصري: ( إن ناساً، يقولون ؛ من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة )، فقال : ( من قال لا إله إلا الله، فأدى حقها، وفرضها... إلخ ).

وغالب من يقول لا إله إلا الله، إنما يقولها تقليداً، ولم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، فلا يعرف الإخلاص فيها.
ومن لا يعرف ذلك، يخشى عليه أن يصرف عنها عند الموت، وغالب من يفتن في القبور، أمثال هؤلاء، كما في الحديث: " سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته " .

نسأل الله أن يثبتنا وإياكم، بالقول الثابت، في الحياة الدنيا، وفي الآخرة.


والله أعلم

[الدرر السنية]