حكمة التقديم في قوله: "فألهمها فجورها وتقواها"



السؤال

أود أن أسأل عن قوله _تعالى_: "ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها *" ذكر الفجور قبل التقوى، مع أن من عادة القرآن ذكر الخير قبل الشر عادة، أليس الله قد خلق آدم وهو تقي، وكان الشيطان دخيلاً على هذه التقوى، كما جاء في الحديث أن الله خلق بني آدم حنفاء على التوحيد فاجتالتهم الشياطين؟





أجاب عنها: د. خالد السبت


الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن وجه تقديم الفجور على التقوى في قوله _تعالى_: "فَأَلْهَمَهَ فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" (الشمس:8) يحتمل أن يكون لمعنى بلاغي رُوعي فيه اللفظ ، وذلك لتكون الفواصل على نسق واحد في أواخر الآيات، وهو باب واسع ذكر فيه بعضهم أربعين وجهاً من الوجوه التي يقع عليها.
ويحتمل معنى آخر، وهو: أنه راعى فيه أحوال المخاطبين بهذه السورة المكية وهم المشركون، وأكثر أعمالهم فجور، وأما المسلمون فهم قلة يومئذ. ويحتمل وجهاً آخر، هو أن ذلك يرجع إلى كون الشهوات غالبة على كثير من النفوس التي حُببت إليها الشهوات، وهي مبعث الفجور، ويقابله التقوى فهي لا تتأتَّى إلا بمجاهدة وترويض للنفس، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم