لقد حثنا الله عز و جل في القرآن الكريم على التفكر و التدبر و التأمل و النظر في خلقه في آيات عديدة منها:
قال الله تعالى: (قل انظروا ماذا في السماوات و الأرض و ما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون) [سورة يونس].




و من ثمرات التفكر و التدبر و التأمل و النظر في خلق الله الاستدلال على كمال الله سبحانه في ذاته و صفاته و أفعاله و خاصة كمال علمه و قدرته و حكمته و حصول اليقين في ذلك.


عندما كنت طفلاً سمعت من جد أمي رحمه الله قاعدة لطيفة لتمييز المخلوقات التي تلد و المخلوقات التي تبيض.


القاعدة هي: (إذا كانت آذان المخلوق بارزة فإنه يلد أما إذا كانت آذانه غير بارزة فإنه يبيض).
بحثت عن أصل هذه القاعدة على الإنترنت فوجدت من ينسبها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، و لا أعلم مدى صحة نسبتها إليه.


و الآن لنطبق هذه القاعدة على بعض المخلوقات المألوفة لدينا:


الإنسان: آذانه بارزة فهو يلد.
الكلب: آذانه بارزة فهو يلد.
النمر: آذانه بارزة فهو يلد.




العصفور: آذانه غير بارزة فهو يبيض.
الأفعى: آذانها غير بارزة فهي تبيض.
السلحفاة: آذانها غير بارزة فهي تبيض.
السمكة: آذانها غير بارزة فهي تبيض.


نجد أن الثديات في جملتها تلد أما الطيور و الزواحف و الحشرات في جملتها فهي تبيض.


هل لهذه القاعدة استثناءات أو أمثلة شاذة؟


نعم.


الحوت مثلاً يلد لكن آذانه غير بارزة (على حد علمي).


لدينا الآن أربعة أصناف من المخلوقات بناء على هذه القاعدة:


1. مخلوقات آذانها بارزة و تلد: مثل الإنسان و النمر.
2. مخلوقات آذانها بارزة و تبيض: ليس عندي مثال على هذا الصنف (إن كان موجوداً).
3. مخلوقات آذانها غير بارزة و تلد: مثل الحوت.
4. مخلوقات آذانها غير بارزة و تبيض: مثل العصفور و السمكة.


لو كنت مختصاً في علم الأحياء لبحثت في ورقة بحث علمية أو رسالة ماجستير عن تصنيف الكائنات الحية بناء على هذه القاعدة اللطيفة تحت الأقسام الأربعة المذكورة سالفاً.




قد يقول قائل: طالما أنا وجدنا مثالاً شاذاً على هذه القاعدة فلا ينبغي أن تكون قاعدة لأنها غير ثابتة و متسقة و مطردة في جميع الأمثلة و الأحوال.


ردي: عند علماء اللغة قاعدة جميلة تقول: (لا تنقض القواعد بمفاريد الشواهد) و قاعدة أخرى تقول: (العبرة بالغالب لا بالنادر).


شكراً.