هل نشتري الدموع لنرتاح ؟



تتكالب علينا الهموم، وتحدُّ سيوفها لتقطيع قلوبنا.
نبحث عن أداة نواجه فيها هذا الهجوم الشرس، أو آلة لنهرب عن هذه المواجهة، فيُخيَّل إلينا أنَّ هناك سبباً إلى الخروج ووسيلة إلى الراحة، تتمثل في دمعة حرى تبرد لوعة الأكباد وتبل فؤاد الحزين.
نفزع إليها، نركض نحوها لنقتنصها، فتخوننا حيلتنا أحوج ما نكون إليها.
تختلف همومنا، وتتنوع آهاتنا، إلا أننا نتفق على أنه لا سبيل للراحة إلا برفع الستر المسدل دون العيون، لنعطيها الفرصة حتى تنطلق.
ولكن هل نملك ذلك؟
كم تنظر إلى أنَّ سبيل راحتك يكون في البكاء، ومع ذلك تجده غال الثمن، صعب المنال، فتعود أدراجك متأوهاً، قد حملت أضعاف ما كنت تحمل من الهموم، وتشعر به من الآلم.
هل تعجب لو قال لك إنسان: أتمنى أن لو كانت دموعي بيدي حتى أرسلها لتعبر عمّا يسكنني من الحسرات؟!
هذا حال كثير من المنكسرين الذين عصفت بهم الهموم، ويملكون فيضاً من الدموع، ولكن لا يملكون إرساله ليطفئ حرَّ الأكباد ويشفي غليل الصدر.
فما أعظم الحسرة.
لا تظن أنَّ الهم الذي يعصف بقلب امرئٍ محتاجٍ إلى التعبير، كان بسبب همٍّ خاص أو قضيةٍ مقصورة عليه، بل ربما كان همًّا يمسُّ أمةً، لا يملك المرء أمامه حين لا يجد من يشاركه الشعور؛ إلا أن يبحث عن مؤنسٍ لا يتكلم، متمثلاً في دمعة حرَّى، فلا يجدها.

فهل يشتري الدموع ليرتاح؟ ما أصعب الاختيار.

منقول