الرحمن على العرش استوى


إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70-71].


أما بعد:
فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

* أيها الناس:
إن علم الله – عز وجل – محيط بالكائنات، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7]، {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْض وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد: 4]، {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [الأنعام: 59].

يَا مَنْ يَرَى مَدَّ الْبَعُوضِ جَنَاحَهَا فِي ظُلْمَةِ الَّلَيْلِ الْبَهِيمِ الأَلْيَلِ
وَيَرَى نِيَاطَ عُرُوقِهَا فِي مُخِّهَا وَالُمُخَّ فِي تِلْكَ الْعِظَامِ النُّحَّلِ
اغْفِرْ لِعَبْدٍ تَابَ مِنْ زَلاَّتِهِ مَا كَانَ مِنْهُ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ


{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْض أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [النمل: 62-64]، من هو الله؟ ما هي أسماؤه؟ ما هي صفاته؟ ما هي آثاره في الأرض؟! {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْض بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 50].

سُئِل موسى عن ربه فقال: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50] وسئل إبراهيم عن إلهه وخالقه ورازقه فقال: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 78-82].

وأنزل الله على نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم سورة عظيمة، يعرفه فيها نفسه، ويذكِّره فيها بإحاطته لجميع المخلوقات وقيوميته على هذا الكون الفسيح فيقول - تبارك وتعالى -: {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى * تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْض وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى{8} [طه: 1-8]، الله يعَرِّفُ رسوله صلى الله عليه وسلم بنفسه أنه الله الذي لا إله إلا هو.
{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم: 65] هل تعلم له ندّاً، ولا نظيراً، ولا شبيهاً، ولا كفواً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11]، فمن آثاره، ومن دلائل خلقه، هذا الكون، كل الكون، السماء تشهد أن لا إله إلا الله، والأرض تشهد أن لا إله إلا الله، والجبال والزهرة والغدير والجدول والشجر والهواء، والضياء وغير ذلك من مخلوقات الله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْض وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ} [الحج: 18].

فالله يقول: {طه} ما معناها؟ حرفان متقطعان، وليس اسماً من أسمائه - صلى الله عليه وسلم - فهما حرفان بدئت بهما السورة كما بدئت سورة البقرة بـ {الم}، وكما بدئت الشعراء بـ {طسم} والنمل بـ: {طس}، وكأن المراد بهذه البدايات – والله أعلم -: من هذه الحروف أنزلنا القرآن، ومن هذه الحروف تألف القرآن، وهي حروف معروفة لديكم تتكلَّمون بها، وتكتبون بها، وتنظمون منها أشعاركم وبيانكم، فتعالي أيتها الأمة المجيدة في البيان والفصاحة، ويا أيها العرب العرباء، ويا أيها الفصحاء والبلغاء والشعراء والحكماء، إنِّي أتحدَّاكم جميعاً أن تأتوا بسورة واحدة كسورة {طه) والتحدِّي ماضٍ إلى يوم القيامة، والمعجزة باقية إلى قيام الساعة، قرآن كريم، ويقرأه الطفل الصغير، والشيخ الكبير، والشاب الطرير: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 17]، ثم يقول - تبارك وتعالى - لنبيه صلى الله عليه وسلم: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 2]، إن هذا القرآن لم ننزله لكي تشقى به، وإنما هو كتاب رحمة وهداية، أنزلناه لتخرج به الناس من الظلمات إلى النور، أنزلناه ليكون دليلاً على صدقك ومعجزة تشهد بنبوتك إلى قيام الساعة، أنزلناه لنرفع به رؤوسكم، ونجعلكم أمة رائدة بعد أن كنتم أمة ضالة تائهة، تسجد للوثن، وتعبد الصنم، وتقدِّس الخرافة، وتحيي الوثنية، وتؤمن بالكهانة وتصدِّق بالسحر والشعوذة.

أنزلنا عليك القرن لتسعد، لينشرح صدرك، ويستنير قلبك، وتزداد يقيناً فوق يقين بأن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً.
وكل مخلوق لا يقتدي بهذا القرآن فهو مظلم القلب، خائن الضمير، فاشل الإرادة، مهزوم العقيدة، متخلف الركب، يتردَّى في نار جهنم.
قلب بلا إيمان كتلة لحم ميتة، وعين بلا إيمان مقلة عمياء، وأذن بلا إيمان إشارة خاطئة، ومجتمع بلا إيمان قطيع من الضأن.
كنَّا أمة عربية ضائعة لا تعرف شيئاً، تعرف الوثن، تعرف الصنم، تعرف الزنا، السرقة، الغدر، الخيانة، الفحش، التفلت من شرع الله، فأتى محمد عليه الصلاة والسلام، بالقرآن فبعثها من جديد.

أَتَطْلُبُونَ مِنَ الْمُخْتَارِ مُعْجِزَةً يَكْفِيهِ شَعْبٌ مِنَ الأَمْوَاتِ أَحْيَاهُ


أتى صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، أتى بالدعوة إلى عبادة الواحد، أتى ليقول: الربا حرام، الزنا حرام، الكذب، حرام ضياع الوقت حرام، الانهزام حرام، التخلُّف والتبعية لأعداء الله حرام، إعطاء الولاء لغير الله حرام، فماذا فعل صلى الله عليه وسلم؟ في خمس وعشرين سنة ترك أمة رائدة يأتي علمها ويرفرف على المحيط الأطلنطي بقيادة عقبة بن نافع، وعلمها الآخر يدخل كابل مع قتيبة بن مسلم، والثالث محمد بن القاسم في الهند والسند، والرابع طارق بن زياد في أسبانيا، ما الذي تغيَّر؟! ما الذي حوَّل هذه الأمة الضائعة اللاهية إلى أمة مرهوبة الجانب تخشاها الأمم، وتتساقط على أقدامها التيجان والعروش؟!

ما الذي حوَّل أمة الإبل والبقر والشاة إلى خير أمة أخرجت للناس؟! إنه دين الله وشرعه، إنه هذا القرآن المجيد. ولذلك كان هذا القرآن تذكرة لمن يخشى، ولكن من الذي يخشى؟ أهم الذين يسهرون على الأغنية ولعب البلوت؟ أم هم الذين يذهبون إلى الشواطئ الدفيئة هناك في بلاد الجنس؟ إن الذي يخشى هو الذي يقرأ في كتاب الله، ويتدبَّر في أحكام الله، وينظر في دلائل الألوهية وآيات الربوبية في هذا الكون الواسع.
إن الذي يخشى ربه لا يعرف المجلة الخليعة، ولا الساعات الحمراء، ولا الأفلام الهابطة، ولا صحبة السوء من شباب متخلِّف لا يعرف هدفاً له في الحياة.
إن الذي يخشى هو الذي نظر بعين البصيرة، وتعرَّف على سنن الله في الأمم السالفة، وكيف دمَّر الله عليها فلا نرى لهم من أثر ولا باقية، فأخذ من ذلك العبرة، وتجنب طرق هؤلاء حتى لا يكون مصيره كمصيرهم، وحتى لا يصيبه ما أصابهم.
فما هذا القرآن: {إِلا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى * تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْض وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى} [طه: 3-4].

* فيا أيها الناس: تعالوا، هلموا، أقبلوا على نجاتكم وفلاحكم ..
تَعَال يَا مَنْ حَالُهُ فِي وَبَالِ وَنَفْسُهُ مَحْبُوسَةٌ فِي عَقَالْ
يَا رَاقِداً لَمْ يَسْتَفِقْ عِنْدَمَا أَذَّنَ فِي صُبْحِ اللَّيَالِي بِلالْ
رَوْضُ النَّبيِّ الْمُصْطَفَى وَارِفٌ وَأَنْتُمُ أَصْحَابَهُ يَا رجالْ


فما قيمة جيل لا يعرف الله، لا يعرف القرآن، ولا يحفظ من القرآن شيئاً، تلاوته الأغنية الماجنة، مصحفه المجلة الخليعة، سواكه السيجارة، يتشبه بأعداء الله الكفرة، بأذناب الشعوب، بأقزام البشرية ومدمريها، فكيف يسعد هذا الجيل وقد أعرض عن ذكر ربه؟! وكيف تنتصر الأمة، وقد حادت عن طريق عزها ومجدها؟!: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه: 124-126].

فيا مَنْ أراد النجاة يوم القيامة! أقبل على كتاب ربك، ويا مَنْ أراد الفوز والسعادة. الزم سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - ويا مَنْ أعطاه الله العقل والفهم والتمييز! هذا كتاب الفضاء يشهد بالوحدانية ويقر بالعبودية، ألا سألت الأرض مَنْ خلقها، والسماء مَنْ رفعها، والجبال مَنْ أرساها، والزهرة مَنْ جمَّلا، والنهر مَنْ أجراه، والليل مَنْ كساه، والتل مَنْ غطاه، الكل يشهد بالجلال والعظمة، الكل يعترف بالعجز والتقصير، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [فاطر: 15-17].

يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة: {اقرأ} [العلق: 1]، وهل كان صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة؟ وهل تعلَّم صلى الله عليه وسلم أن يقرأ؟ قال بعض أهل العلم: المعنى: اقرأ في كتاب الكون، اقرأ في السماء المرتفعة بلا عمد، اقرأ في الأرض المنبسطة، اقرأ في الشمس المتوهجة، اقرأ في النجوم المتلألأة، اقرأ في الجدول، في الغدير، في الشجر في الجبل، في الثمر: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].

فَيَا عَجَباً كَيْفَ يُعْصَى الإِلَهُ أَمْ كَيْفَ يَجْحَدُهُ الْجَاحِدُ
وَفِي كُلَّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدُ


{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، عقيدة ربانية يقررها القرآن ويطلب من الناس أن يؤمنوا بها، عقيدة لا تعقيد فيها ولا أحاجي، لا ألغاز فيها ولا صعوبات، عقيدة سهلة كسهولة الماء، عقيدة ميسرة يفهمها العامي والعالم، عقيدة واضحة فلا تحتاج إلى فلسفة ولا كلام.

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] فلماذا يأتي متحذلق ليمتحن عباد الله، فيقول: كيف استوى؟ متى استوى؟ لماذا استوى؟ فهذا لم يخض فيه أحد من الأئمة في القرون المفضلة، فما وسعهم يسعنا، وما سكتوا عنه نسكت عنه، حتى لا تنتهي بنا الحال إلى الحيرة والضلال، نسأل الله السلامة.

إن الذي يعلم نيتك وخطراتك وسكناتك على العرش استوى، والذي يعلم صدقك ويرى نظرتك، وتحركك على العرش استوى، والذي يعلم صدق الصادقين وخيانة الخائنين، وربا المرابين وزنا الزناة، وكذب الكاذبين، وغش الغَشَشَة على العرش استوى.


جاء عمير بن وهب فذهب إلى صفوان بن أمية وكانا جاهليين مشركين قبل أن يسلما، فجلسا عند الكعبة تحت الميزاب، والرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة النبوية، فماذا كانا يفعلان عند الكعبة؟ يدبران جريمة اغتيال المصطفى عليه الصلاة والسلام!! أكبر جريمة في تاريخ الإنسانية، جلسا تحت الميزاب عند الكعبة يتشاوران في قتله صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي على العرش استوى مطلع عليهما، يعلم ماذا يدبران له صلى الله عليه وسلم، والله كفيل بأن يدافع عن نبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]، علم الله تلك المؤامرة الخبيثة؛ لأنه هو الذي على العرش استوى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7]. سمع مقالهم، سمع خطتهم، كشف مخططاتهم، وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بتفاصيل تلك الجريمة النكراء؛ ليأخذ حذره، ويضع خطته لذلك.


قال ابن إسحاق: جلس عُمير بن وهب الجُمحي مع صَفوان بن أمية بعد مُصاب أهل بدر من قريش في الحِجْر بيسير، وكان عُمَير بن وَهْب شيطاناً من شياطين قُريش، ومّمن كان يُؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويَلْقون منه عَناءً وهو بمكة، وكان ابنُه وَهْب بن عُمير في أسارى بدر.
فذكر عمير أصحابَ بدر ومُصابهم، فقال صَفوان: والله إنْ في العيش بعدهم خيراً؛ قال له عُمير: صدقت والله، أمَا والله لولا دَيْنٌ عليَّ ليس له عندي قضاء، وعيالٌ أخشى عليهم الضّيعةَ بعدي، لركبتُ إلى محمد حتى أقتلَه، فإنّ لي قِبَلَهم علّةً: ابني أسيرٌ في أيديهم، قال: فاغتنمها صفوان، وقال: عليَّ دينُك، أنا أقضيه عنك، وعيالُك مع عيالي أواسيهم ما بقُوا، لا يَسَعني شيءٌ ويعجز عنهم، فقال له عُمير: فاكتُم شأني وشأنك، قال: أَفْعل.


قال: ثم أمر عُميرٌ بسيَفُه، فشُحِذ[1] له وسُمَّ، ثم انطلق حتى قدِم المدينة؛ فبينا عمرُ بن الخطاب في نَفر من المُسلمين يتحدّثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، وما أراهم من عدوّهم، إذ نظر عمرُ إلى عُمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشِّحاً السيف، فقال: هذا الكلب عدوّ الله عُمير بن وهب، والله ما جاء إلا لشرّ، وهو الذي حرّش[2] بيننا، وحزَرَنا[3] للقوم يوم بَدْر.
ثم دخل عمرُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبيّ الله، هذا عدوّ الله عُمير بن وهب قد جاء متوشّحاً سيفَه؛ قال: ((فَأَدْخله عليَّ))، قال: فأقبل عُمر حتى أَخذ بحمالَة سيفه في عُنقه فلبَّبه بها، وقال لرجال مَّمن كانوا معه من الأنصار: ادخُلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخَبيث؛ فإنه غيرُ مأمون، ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


فلما رآه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وعمرُ آخذٌ بحمالة سَيْفه في عُنقه قال: ((أَرْسله يا عمر، ادْنُ يا عُمير))، فدنا، ثم قال: أنْعمُوا صباحاً، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((قد أَكْرمنا الله بتحيّة خير من تحيّتك يا عُمير، بالسّلام: تحية أهل الجنة))، فقال: أما والله يا محمد إنْ كنتُ بها لحديث عهد، قال: ((فما جاء بك يا عُمير؟)) قال: جئتُ لهذا الأسير الذي في أَيْدِيكم فأَحْسنوا فيه، قال: ((فما بالُ السيف في عُنقك؟)) قال: قبّحها الله من سُيوف! وهل أَغْنت عنَّا شيئاً! قال: ((اصْدُقني، ما الذي جئتَ له؟)) قال: ما جئتُ إلا لذلك، قال: ((بل قعدتَ أنت وصفوانُ بن أمية في الحِجْر، فذكرتما أصحابَ القَليب من قُريش، ثم قلت: لولا دَيْنٌ عليَّ وعيالٌ عندي لخرجتُ حتى أقتل محمداً فتحمّل لك صفون بدَيْنك وعيالك، على أن تقتلني له، والله حائلٌ بينك وبين ذلك))، قال عُمير: أشهد أنك رسولُ الله، قد كنّا يا رسول الله نكذّبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما يَنزل عليك من الوحي، وهذا أمرٌ لم يحضرُه إلا أنا وصَفْوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمدُ لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المَساق، ثم شهد شهادة الحق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فقِّهوا أخاكم في دينه، وأقرؤوه القرآن، وأَطْلقوا له أسيرَه)) ففعلوا.


ثم قال: يا رسول الله، إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله – عز وجل – وأنا أحب أن تأذن لي، فأَقدَم مكة، فأدعوهم إلى الله تعالى، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى الإسلام، لعلّ الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم؟ قال: فأَذن له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلَحِق بمكة، وكان صفوانُ بن أمية حين خرج عُمير بن وهب، يقول: أَبْشروا بوَقعة تأتيكم الآن في أيام، تُنْسيكم وقعةَ بدر، وكان صفونُ يسأل عنه الرُّكْبان، حتى قدِم راكبٌ فأخبره عن إسلامه، فحلَف أن لا يكلمه أبداً، ولا يَنفعه بنفع أبداً.
قال ابن إسحاق: "فلما قَدِم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام، ويُؤْذي مَنْ خالفه أذىً شديداً، فأسلم على يديه ناسٌ كثير"[4].


* أيها الناس:

وفي هذه القصة أمور:
أولاً: أن الله – عز وجل – يحفظ نبيه صلى الله عليه وسلم، ويحميه من كل شر، فقد أخبره بالمؤامرة قبل أن تتم وأطلعه على تفاصيلها، كما أخبره بخبر الشاة المسمومة، ومؤامرة اليهود لقتله عليه الصلاة والسلام، وكما أخبره بخطة قريش لقتله في جوف داره، فخرج من بيته مختفياً وجعل عليّاً مكانه.


ثانياً: رحمته صلى الله عليه وسلم وقد تجلَّت في موقفه من عمير وعفوه عنه، مع أنه كان ينوي قتله صلى الله عليه وسلم.


ثالثاً: خبرة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وشدة فطنته؛ لأنه علم من منظر عمير أنه يريد شرّاً، فأخذه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأطلعه على أمره.


رابعاً: ماذا يفعل الإحسان في الناس، وماذا يفعل العفو في قلوب البشر، إنه يغيِّر القلوب ويزلزلها، ويجعلها ترجع إلى الحق وتعود إلى الصواب.


خامساً: ينبغي على مَنْ أساء أن يحسن، وأن لا ييأس من رحمة الله كما فعل عمير رضي الله عنه فإنه لما أسلم - وكان يؤذي المؤمنين - عزم أن ينصر الإسلام، وأخذ في الدعوة إلى الله – عز وجل – حتى أسلم على يديه جم غفير.

وقصة أخرى تبيِّن عناية الله – عز وجل – بهذا الرسول الكريم، وأن الله – عز وجل – يحفظ رسوله من كل شر وكيد.
ذكر ابن هشام أن فَضالة بن عُمَير بن المُلَوَّح الليثيَّ أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف بالبيت عامَ الفتح، فلما دنا منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَفَضالة))، قال: نعم، فضالة يا رسول الله. قال: ((ماذا كنت تحدث به نفسك؟))، قال: لا شيء، كنت أذكر الله، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ((اسْتَغْفِر الله))، ثم وضع يده على صدْره، فسكن قلبه، فكان فَضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما مِنْ خَلْقِ الله شيء أحبُّ إليَّ منه[5].
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالحوادث كلهنَّ أمان


جاءت امرأة أوس بن الصامت تشكو زوجها، دخلت على المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهو في بيت عائشة - رضي الله عنها - فأخذت تخفض صوتها لئلا تسمع عائشة كلامها، ولكن الرحمن الذي على العرش استوى سمع القول، قالت عائشة: والله ما سمعت صوتها، ولا أدري ما قالت، وهي في طرف البيت بجانبي ولكن الله – عز وجل – سمع وعلم، وأنزل في ذلك قرآناً: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}[6] [المجادلة: 1]، الرحمن على العرش استوى يراك وأنت وراء الحيطان، وأنت بين الجدران، وأنت تغلق الأبواب لتختلي بنفسك في معصيته - تبارك وتعالى -:
وإذا خَلَوْتَ برِيبَةٍ في ظُلْمَةٍ والنَّفسُ داعيةٌ إلى الطُّغيانِ
فاستحي من نظر الإِلة وقُلْ لها إنَّ الذي خلق الظلام يراني


أتى أحد الأدباء إلى الإمام أحمد، فقال له الإمام أحمد: مَنْ أنت؟ قال: أنا أديب أحفظ أشعار العرب، قال: أسمعني بعض الأبيات – الإمام أحمد، إمام أهل السنة والجماعة، الذي إذا جلس في الغرفة وحده كفكف جسمه وتهيأ وانضبط في جلسته وخشع لله كأنه سوف يموت بعد لحظات، ولذلك قال له أحد أبناؤه:
نراك إذا جلست مع الناس جلست مستريحاً منبسطاً، وإذا جلست وحدك كفكفت نفسك، قال: أما يقول الله: ((أنا جليس من ذكرني)) فهو معي يراني حيث كنت.
قال الأديب للإمام أحمد: اسمع يا إمام:
إذا ما خَلَوْتَ الدَّهْرَ يوماً فلا تَقُلْ خَلَوْتُ ولكن قُلْ عليَّ رقيبُ
ولا تحسبَنَّ الله يغفُل ساعةً ولا أن ما تُخْفي عليه يغيبُ


فترك كتبه، ومحبرته، وقلمه، وقام وأغلق غرفته قال هذا الأديب: والله لقد سمعت بكاءه من وراء الباب وهو يردد البيت:
إذا ما خَلَوْتَ الدَّهْرَ يوماً فلا تَقُلْ خَلَوْتُ ولكن قُلْ عليَّ رقيبُ


فراقبوا الله، واستحيوا منه، واعلموا أنكم محشورون إليه - تبارك وتعالى - حفاة عراة غرلاً ليس بينكم وبينه حجاب ولا ترجمان، نسأل الله – عز وجل – الخشية في السر والعلن. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وحجة الله على الناس أجمعين، خيرة المتقين، وصفوة الأولياء الصادقين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

* أما بعد:
فقد سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان؟ فقال: ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))[7].
فالإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة، كأنه يراه بقلبه، وينظر إليه في حال عبادته، فكان جزاء ذلك النظر إلى وجه الله عياناً في الآخرة.

أورد أهل العلم أن رجلاً خلا في غابة بمعصية، وظن أنه لا يراه أحد، رأى الشجر قد غطاه، ونَسيَ الله، ورأى الليل قد حماه وستره وآواه ونَسيَ الله، ثم قال في نفسه، وقد أقبل على المعصية، هنا لا يراني أحد، ولا يعلم بي أحد، فسمع هاتفاً يقول: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
مَرَ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه وأرضاه – براعي غنم في طريق المدينة، راعٍ يرعى الغنم، لكنه يحمل عقيدة الإيمان، راعٍ يرعى الضأن، لكنه يخاف الرحمن، قال له عمر: بعني شاة من غنمك، قال: الغنم لسيدي وأنا مولى عنده، قال: إذا سألك عن الشاة، فقل: أكلها الذئب – يريد أن يختبر إيمانه – قال: لا إله إلا الله كيف أقول أكلها الذئب؟ أين الله؟! فجلس عمر يبكي ويقول: أين الله؟

فهل سأل كل منا نفسه: أين الله؟ هل سأل المسؤول نفسه في الدائرة، وفي العمل، وفي المؤسسة، أين الله؟ فحاسب نفسه على الساعات، وعلى المعاملات.
ويأتي البائع فينسى ربه الذي يعلم السر وأخفى، فيغش في بيعه، ويبخس في أخذه وعطائه، مرابٍ، مدلس، مزور، ظن أنه بعيد عن الله، ووالله ما ذهب عن قبضة الله، ومقصود رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، أن تعلم الأمة ببارئها - تبارك وتعالى - وأن تقود القلوب إلى فاطرها، وأن تقيم العدل والحق والسلام في العالم، وإذا تذكَّر الناس مولاهم، وتذكَّروا أنه يراهم، وتذكروا أنه يعلم سرهم ونجواهم، أصلح الله الحال، لكن غابت مراقبة الله، وغابت خشية الله، فأُكل الحرام والربا، ووُجد الزنا، وانتشر البخس والغش في البيع والشراء، وخان الموظف – إلا من رحم ربك – في وظيفته، وأهمل في عمله، ولم يتقن الأستاذ مادته، وتفلت الطالب من مهامه ودراسته، ونظرت العيون إلى المحرمات، وكثر الفساد، وضاع العباد، وقحطت البلاد، سددنا ما بيننا وبين السماء بالمعاصي، ثم قلنا: يا رب يا رب، يا رب اسقنا، فما كان لدموعنا إجابة، وما كان لدمائنا أثر؛ لأن معاصينا تغدو وتروح؛ ولأن ذنوبنا تفوح، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
* عباد الله:
صلوا وسلموا على مَنْ أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].
* وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشراً))[8].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد، واعرض صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين وارض اللهم عن أصحابه الأطهار، من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمَنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.




[1] وقوله: فَشُحذ له: معناه أحدَّه يقال: شحذت السيف والسكين أحددتهما.
[2] وقوله: حَرِّش بيننا: أي أفسد، والتحريش: الإفساد بين الناس وإغراء بعضهم ببعض.
[3] وقوله: حَزَرنا: معناه قَدَّر عددنا، يقال: محزره ألف، أي تقديره ألف.
[4] أخرجه ابن إسحاق مرسلاً عن عروة بن رويم، ورواه ابن منده، والطبراني، انظر: ((الإصابة)) (3/37)، و((السيرة النبوية)) لابن هشام (2/371-372).
[5] ذكره ابن هشام معلقاً، انظر: ((السيرة النبوية)) (4/85).
[6] انظر: القصة بلفظها في ((سنن ابن ماجه)) (1/67) رقم (188)، وعند البخاري بعضها (7/167) كتاب التوحيد.
[7] أخرجه مسلم (1/37) رقم (8).
[8] أخرجه مسلم (1/288) رقم (384).