حديث «لَو عَلِمْتُمْ قَدْرَ رَحْمَةِ اللَّهِ لَاتَّكَلْتُمْ وَمَا عَمِلْتُمْ مِنْ عَمَلٍ وَلَوْ عَلِمْتُمْ قَدْرَ غَضَبِهِ مَا نَفَعَكُمْ شَيْءٌ»
أخرجه ابن أبى الدنيا فى "حسن الظن بالله" (64) ونحوه (65) ، والديلمى فى "الفردوس" (5068) ، والواحدى فى "التفسير الوسيط" (346/2) (348) ، وأخرج شطره الأول البزار كما فى "زوائد البزار" (3256) ، وأخرجه موقوفاً عن معاذ رضى الله عنه ابن زبر الربعي فى "وصايا العلماء" (ص45) .
ضعيف .
روى عن أبى سعيد الخدرى ، وعن ابن عمر ، وعن معاذ بن جبل
حديث أبى سعيد يرويه البزار قال : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به .
والواحدى قال : أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به .
قلت : كلا الإسنادين ضعيف فإن الحجاج بن أرطاة [صدوق كثير الخطأ و التدليس] ، وقال النووى : الْحَجَّاجُ ضَعِيفٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ. "المجموع" (274/1) ، وعطية بن سعد بن جنادة العوفى [ صدوق يخطىء كثيرا ، و كان شيعيا مدلسا ] ، وقد ضعّفه غير واحد من العلماء .
وأما حديث ابن عمر فيرويه ابن أبى الدنيا قال : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى الْإِسْوَارِيُّ ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما به .
قلت : هذا إسناد ضعيف جداً فيه ثلاث علل :
1- موسى بن سيار الأسواري ضعفه يحيى القطان ، وقال أبو حاتم: مجهول .
2- عطية بن سعد بن جنادة العوفى [ صدوق يخطىء كثيرا ، و كان شيعيا مدلسا ] ، وقد ضعّفه غير واحد من العلماء كما ذكرنا سابقاً .
3- عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان والد ابن أبى الدنيا لم يترجمه إلا الخطيب فى "تاريخ بغداد" (644/3) وقال : روى عنه: ابنه أبو بكر أحاديث مستقيمة. ولم يذكر فيه أحد جرحاً ولا تعديلاً فهو مجهول الحال .
وللحديث طريق اخر عند ابن أبى الدنيا قال : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا: الحديث .
وهذا إسناد ضعيف علته :
1- عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان والد ابن أبى الدنيا لم يترجمه إلا الخطيب فى "تاريخ بغداد" (644/3) وقال : روى عنه: ابنه أبو بكر أحاديث مستقيمة. ولم يذكر فيه أحد جرحاً ولا تعديلاً فهو مجهول الحال .
2- الإرسال .
وأما حديث معاذ فيرويه ابن زبر الربعي قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ فَلَّاسٍ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْكُوفِيُّ قَالَ: نا جَعْفَرٌ , عَنْ فِطْرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الْقَاسِمِ به .
قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط : فى سنده ضعف وانقطاع . وهو كما قال .
قلت : كما أن فى متنه نكارة حيث جاء فيه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه أنه قال : وَمَا مِنْ أَحَدٍ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَطَوُّعًا بَعْدَ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَتُكْتَبَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ . انتهى . وذلك لا أعرف أنه يثبث أبداً .
وللحديث شاهد عند مسلم (2755) من حديث أبى هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ»