قال الشيخ العلامة محمد حياة السندي- رحمه الله - :
"وَمن أعْجَبْ الْعَجَائِب: أَنهم إِذا بَلغهُمْ عَن بعض الصَّحَابَة- رَضِي الله عَنْهُم- مَا يُخَالف الصَّحِيح من الْخَبرِ، وَلم يَجدوا لَهُ محملًا؛ جوزوا عدم بُلُوغ الحَدِيث إليه، وَلم يثقل ذَلِك عَلَيْهِم، وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، واذا بَلغهُمْ حَدِيث يُخَالف قَول من يقلدونه اجتهدوا فِي تَأْوِيله الْقَرِيب والبعيد، وَسعوا فِي محامله النائية والداني، وَرُبمَا حرفوا الْكَلم عَن موَاضعه، وإذا قيل لَهُم عِنْد عدم وجود المحامل الْمُعْتَبرَة: لَعَلَّ من تقلدونه لم يبلغهُ الْخَبَر أَقَامُوا على الْقَائِل الْقِيَامَة، وشنعوا عَلَيْهِ أَشد الشناعة، وَرُبمَا جَعَلُوهُ من أهل البشاعة وَثقل ذَلِك عَلَيْهِم!
فَانْظُر أَيهَا الْعَاقِل! الى هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِين يجوزون عدم بُلُوغ الحَدِيث فِي حق أبي بكر =الصّديق الْأَكْبَر وإخوانه؛ وَلَا يجوزون ذَلِك فِي أَرْبَاب الْمذَاهب مَعَ أَن البون بَين الْفَرِيقَيْنِ كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض" .
"إيقاظ همم أولي الأبصار، للفلّاني، ص 194".
منقول