دار البوار أم دار القرار
سها محمد صلاح الدين فتال
ذهب أحدهم إلى إحدى المدن، لتأدية عمل في مدة محددة لا يعلم متى ستنتهي، ولكنه يعلم أن بقاءه هناك لفترة مؤقتة.
أعطي منزلاً هناك، تفحصه فلم يعجبه طلاء الجدران، أحضر عمالاً وصبغ المنزل بأبهى الألوان، فبدا له أن الأرضية لم تعد تتناسب مع الجدران، أحضر ورشة وطلب منهم تغيير الأرضية بأفخر الأنواع.(طبعا كل ذلك من حسابه) المهم بعد أن اكتمل نسق الأرضية مع الجدران، الفرش أصبح شاذاً بينهما، فكان لابد له من تغيير الفرش، فأحضر الفرش الوثير، والتحف الفنية الرائعة لتناسب جو الرفاهية الذي يريده، والذي اعتقد أنه اللائق له.
اكتمل القصر، بناء جميل، وزينة فاخرة، وفرش وثير ناعم، ولكن بعد أن أنفق عليه كل مانال من هذا العمل.
وفجأة جاءه الخبر الصاعق: انتهى عملك هنا عد إلى دار القرار.
ماذا؟ دار القرار؟ وهذه التي أنفقت عليها كل ما أملك ماذا تكون؟
دار بوار؟! إنها كذلك.
عاد إلى دار قراره؛ ليجد الغربان قد عششت فيها، وطالتها يد الخراب.
لقد عاث الإهمال فيها فساداً بعد أن انشغل عنها بتلك الدار الفانية.
ترى! لو كان عند هذا الرجل أدنى مسكة من عقل أكان فعل هذا؟ ومثله الكثيرون، الذين يبنون دار البوار، وينسون دار القرار