عَنْ أَبِى سَلاَّمٍ قَالَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِى كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ قَالَ: (أَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ التَّكْبِيرَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ وَالْعَظْمَ وَالْحَجَرَ، وَتَهْدِى الأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ وَالأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ؛ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ، وَلَكَ فِى جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ أَجْرٌ)، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كَيْفَ يَكُونُ لِى أَجْرٌ فِى شَهْوَتِى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ فَمَاتَ أَكُنْتَ تَحْتَسِبُ بِهِ)، قُلْتُ نَعَمْ . قَالَ: (فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ)، قَالَ بَلِ اللَّهُ خَلَقَهُ، قَالَ: (فَأَنْتَ هَدَيَتَهُ)، قَالَ: بَلِ اللَّهُ هَدَاهُ، قَالَ: (فَأَنْتَ تَرْزُقُهُ)، قَالَ: بَلِ اللَّهُ كَانَ يَرْزُقُهُ، قَالَ: (كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِى حَلاَلِهِ وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ أَحْيَاهُ وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ وَلَكَ أَجْرٌ). [أحمد: (21484)، والنسائي في الكبرى: (8987)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: (575)، وكذا محققو المسند].