كيف تتحدثين عن زوجك؟!


بقلم: هند السويلم



كم هو عنيد، وغير متفهم.. كأن رأسه صخرة صماء..!
هكذا بدأت أمل حديثها عن زوجها.. ثم تابعت بحماس.. هل تصدقين أنه يرفض طلبي لمجرد الرفض؟! أشعر أنه يستمتع بمعارضة كل اختياراتي وطلباتي..
واسترسلت.. تصب حمم بركانها على زوجها.. وتصر على إلباسه هذه الصفة، وتدلل بأمثلة أخرى من حياتها..!!
وتطول وتتفرع أحاديث مسمومة عن الأزواج.. وكل يدلي بدلوه.. وبعد هذا المجلس.. ستعود كل واحدة إلى بيتها وستجد زوجها كما تركته، إلا أنها أضافت انطباعا سيئا وتصورا قبيحا عنه لدى كل واحدة حضرت ذلك المجلس! لدرجة أن الكثير من الأشخاص قد يحكمون على إنسان بمجرد موقف واحد، فيتصرفون مع هذا الشخص وفقاً لذلك التصور!
إن الحديث عن الزوج هو في الحقيقة: إطلاق حكم على شخص غائب، وقد يكون حكماً عادلاً أو جائراً.. وعلى أثره تلتصق كل الصفات بهذا الشخص لدرجة أنك كلما ذكرت زوجك في مجلس فستحتشد كل الصفات التي عرفوها عنه من خلالك في أذهانهم..! ومهما حاولت تغييرها، وعند رضاك عنه، أو تحسينها.. فلن تمحى وستبقى في أذهانهم إلى الأبد..!
وكم أخذنا انطباعا عن زوج فلانة أنه عصبي، ثم يتضح أنه حليم، إلا أنه في لحظة غضب عاتبها فتحدثت عنه وهي مشحونة.. إلخ.
واحذري دائماً الانطباع الأول.. في بداية حياتك الزوجية.. فالنساء لا يعرفن زوجك إلا من خلالك، وكل كلمة تخرج من فمك تضاف إما إلى حسناته أو سيئاته، ثم من الصعب بعد ذلك تغيير هذا الانطباع..
وأخيراً كيف تتحدثين عن زوجك؟
لا تتحدثي عن زوجك حال غضبك فإنك لا تدرين ماذا تقولين.
تذكري دائماً أن الناس ليس لهم إلا الظاهر، وهم يعتقدون أنك أدرى بزوجك، فكل صفة تطلقينها عليه فهي – في نظرهم – صحيحة مئة بالمئة مهما كانت مبالغا فيها؛ لذا يجب أن تتحري العدل والصدق.
كلنا نعرف حكم الغيبة، والزوج إنسان مسلم، و غيبته ليست كغيبة أي مسلم، بل أشد؛ لعظم حقه على امرأته، فتنبهي!
اجعلي الله نصب عينيك، واتقي الله أن تظلمي زوجك فتقللي من حسناته وتضخمي عيوبه.
اعرفي متى تتحدثين عنه؟ ومع من؟ فالحديث عند أمك يختلف عن الحديث في مجلس مليء بالنساء.
ما أجمل أن ترى امرأة تذكر زوجها بكل خير، وتثني عليه، تذكر محاسنه وتدفن عيوبه.. وقد تكون في بيتها تبكي ألماً منه!

هل ترضين أن يتكلم زوجك عنك عند أصدقائه كما تتكلمين عنه؟!!
إن نشر انطباع جميل عن زوجك يجعل الآخرين يحبونه ويتوقعون منه كل خير، والعكس بالعكس فكلما علموا عنه صفة قبيحة زادت نفرتهم منه، بل قد تلصق كل صفة سيئة عند أطفالك به فهذا عصبي على والده، وهذا الشبل من ذاك الأسد... إلخ.