* الله تعالى خلقنا لنعبده ولنقيم ذكره حياتنا ؛ لذلك لا يعذر أحد في ترك ذكر الله تعالى إلا أن يكون مغلوبا على ذلك ، ولهذا ما من مكان ولا زمان ولا حال إلا شرع لنا فيه ذكر ؛ لضمان ألا يغفل المسلم عن ربه أبدا ، وهذا ضمان استقامته على الإسلام إلى مماته ،
* وها نحن حديثوا عهد برمضان نسأله تعالى أن يتقبله منا ، وقد أظلنا شهر ذي القعدة ، وهو شهر اجتمع له وصفان ،
الأول أنه شهر حرام ، والثاني أنه شهر من أشهر الحج ،
* والشهر الحرام تضاعف فيه الحسنات ، كما تَعْظُمُ فيه السيئات ،
والحج ومناسكه وأعماله وأشهره مَجمع ذكر الله تعالى ؛ لذلك قلت أدعو نفسي وإياكم بهذه الدعوة لذكر الله تعالى ،
نتعلم فيها ( حقيقة الذكر ، ووظائفه ، ومجالات ذلك ) ، سائلا الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وقد عطف في هذا الدعاء الشكر وحسن العبادة على الذكر ؛ لأنه سببهما ، فلا ينطلق العبد لشكر ربه تعالى وحسن عبادته وهو على حال غفلة أبدا .
* حقيقة الذكر هي :
( حالة يتقلب فيها القلب بين :
التنزيه و التعظيم والتوحيد ونحو ذلك ،
وحمد الله تعالى وشكره ،
وخوفه ورجائه وسؤاله ،
فينطلق اللسان مترجما عنه ، وتقيم الجوارح بمقتضاه ) .
فللذكر ركنان : القلب ، والجوارح ويشمل اللسان ،
فإن تخلفت الجوارح ، أو أتت بمناقض - في الجملة - دل على غفلة القلب ، وعدم ذكره .
( يتبع إن شاء الله ) .