مفهوم الحياة في الإسلام
عدنان علي رضا النحوي



إن مفهوم "الحياة" في الإسلام يختلف عن مفهومه في المناهج والنظريات الأخرى، وفي البداية نودّ أن نقسم المناهج بين الناس إلى مجموعتين متمايزتين كل التمايز:
أولاً: المنهاج الربّاني قرآناً وسنّة ولغة عربية كما أنزل من عند الله، حقاً مطلقاً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تُرَدُّ إليه وحده جميع قضايا الإنسان، كما أمر الله - سبحانه وتعالى -، وهو وحده المنهاج الذي جعله الله يتّسع لجميع قضايا الإنسان في مختلف العصور والأمكنة والأحوال، رحمةً منه بعباده، فإن برزت صعوبة في ذلك فإنها في ضعف الإنسان نفسه وليس في منهاج الله، ويكون ضعف الإنسان في هواه وإيمانه وعلمه وتجاوزه لحدوده، حدود مسؤولياته وحدود وسعه الذي وهبه الله له، إنه الوسع الذي تبرز حدوده مع صدق الإيمان وصفاء التوحيد، وصدق العلم بمنهاج الله، ونسميه "الوسع الصادق" لنميّزه من "الوسع الكاذب" الذي يدَّعيه الإنسان ليسوّغ به تقصيره.
ثانياً: المناهج التي انحرفت عن منهاج الله بفعل الإنسان نفسه، بهواه وضلاله، والمناهج التي ابتدعها الإنسان ليَسْتبدلها بمنهاج الله ظلماً من عند نفسه، كالعلمانيّة والديمقراطية والاشتراكية والحداثة بمذاهبها المختلفة المتناقضة وغيرها، مما يتخفَّى أحياناً بشعار الإسلام، ومما يجاهر أحياناً بعداوة الإسلام ومناهضته، ومما عرفنا في الساحة مصطلحات مثل: الاشتراكية الإسلامية، الديمقراطية الإسلامية، الحداثة الإسلامية وغير ذلك.
إن هذه المبادئ والمناهج نبعت كلها من وثنيّة صريحة وكفر جليّ أعلنه أصحابه صريحاً، ثم جاء بعض المسلمين يحاولون زخرفة هذا الضلال باسم الإسلام، فزادوا المسلمين حَيْرَةً وتفرقاً وشتاتاً، وساهموا بذلك من حيث يدرون أو لا يدرون بهزائم المسلمين المتتالية التي نجابهها اليوم.
هذان نهجان متمايزان، لم أميّزهما أنا أو غيري من الناس، ولكن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي ميّزهما، حين نصّ على أن منهاج الله وحده لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وحين نصّ على أن أكثر الناس لا يتبعون إلا الظنّ: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فُصلِّت: 40-43] وكذلك: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ)[الأنعام: 116]، لذلك فهما نهجان مختلفان قد ميّز الرحمن بينهما:
نهجان قد ميّز الرحمن بينهما *** نهجُ الضلال ونَهْجُ الحقِّ والرشَدِ
لا يجمع الله نهج المؤمنين على *** نهج الضلال ولا صِدْقاً على فَندِ
لا بدّ أن يستقرَّ هذا التصور في قلب المؤمن استقرار وعي ويقين وثبات، ولا يعني هذا أن لا نستفيد من التجربة البشريّة أنّى كانت، بعد أن نردّها إلى منهاج الله، ونعيد صياغتها صياغة إيمانيّة، نقيّة من جذورها الوثنية ومسيرتها الظالمة في الأرض، لتصبح صالحة لإصلاح الناس لا لإفسادهم.
يمكن أن نأخذ العلوم التطبيقية والصناعية، بل يجب أن نأخذها بدلاً من أخذ أنواع الرقص والغناء، والملابس، وزخرف الحضارة الماديّة العلمانية الغربية التي تسلّلت إلينا بثلاثة عوامل: الزخرف المؤثر الذي يحمله، قوة السلاح الذي يدعمها ويفرضها ويوحي بصلاحها، ضعفنا وهواننا وتنازلنا عن مبادئنا وعن جوهر إيماننا!
ليست مهَّمتنا أن نأخذ فقط، ليست مهمتنا محصورة في ذلك، لنا مهمّة في الحياة يجب أن نوفيها ونصدق الله بها، ولا نستطيع ذلك حتى نعرف ما هي "الحياة" وما مفهومها؟ وحتى نعرف ما هي مهمّتنا كما فصّلها منهاج الله، وما هي مهمة الإنسان؟! إننا نحمل أمانة كبيرة ومسؤولية كبيرة أمام الله، وكذلك أمام البشريّة كلها، وحسبك أنها مسؤولية أمام الله!.
إن مفهوم الحياة في الإسلام يختلف عن مفهوم الحياة في الفكر الوثني والعلماني مهما حمل من زخرف يغري وزينة تضل.
الحياة في الإسلام حياة ممتدَّة لا تفنى إلا ما شاء الله: حياة في الدنيا، وحياة في الآخرة تمثّل الحياة الحقيقية الخالدة، يربط بينها "الموت".
الحياة الدنيا فترة تطول بميزان بعض الناس، وتقصر في ميزان الله، وتطول حين نقيسها بمقياسنا البشريّ في الحياة الدنيا، وتقصر حين يبيّنها الله لنا بميزانه الحق على أساس امتداد الكون كله، وتقصر حين نقيسها بشعورنا بعد البعث وعند السؤال، حين يختلف ميزان الإنسان في تقديره للحياة الدنيا، لفترة الموت، عن ميزان الله - سبحانه وتعالى -: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[المؤمنون: 112-114].
ويبيّن الله - سبحانه وتعالى - الحقيقة الرئيسة بالنسبة للحياة الدنيا والموت في الآيات الجامعة من سورة الملك: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[الملك: 1-2].
ومن هنا تبرز لنا الحقيقتان الأوليان الرئيستان: ألا وهما:
أ - إن الحياة الدنيا دار ابتلاء وتمحيص واختيار، للإنسان أجل مسمى، وللأمة أجل مسمّى، والحياة الدنيا كلها أجل مسمى.
ب - تنتهي الحياة الدنيا بالموت بعد أن ينتهي الأجل، وتقوم الحجّة للإنسان أو عليه يوم القيامة على ميزان حقّ: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء: 47].
ثم تتوالى الآيات الكثيرة لتلحّ علينا بأن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقيَّة الحياة الخالدة: في جنّة للمؤمنين، ونار للكافرين الظالمين والمجرمين، لتُبيِّنَ لنا الحقيقة الرئيسة الثالثة كما تعرضها لنا الآيتان من سورة الفجر وآيات أخرى: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)[الفجر: 23- 24].
هنالك تظهر الحقيقة اليقينية أن الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة. وليست الحياة الدنيا، هناك يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى! وكذلك: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[العنكبوت: 64].
نعم! هناك الحياة الحقيقية في الدار الآخرة، وما الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولعبٌ، لمن نسي التصوّر الحق للإيمان وللحياة الدنيا وللدار الآخرة، فمن غفل عن ذلك كانت الحياة الدنيا لهواً ولعباً وجهداً ضائعاً لن يغني عنه من الله شيئاً: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)[الفرقان: 23].
وكيف يغفل الإنسان؟! وكيف ينسى؟! وما الذي يغفل عنه وينساه حتى تصبح الحياة الدنيا لهواً ولعباً؟! يحدث ذلك حين ينسى أن الله خلقه في هذه الحياة الدنيا للوفاء بمهمة، أخذ منه العهد والميثاق عليها، ليوفي بهذه المهمة من خلال ابتلاء وتمحيص، لتقوم الحجة له أو عليه يوم القيامة: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)[المؤمنون: 115].
لم يخلقنا الله عبثاً وإنما خلقنا للوفاء بمهمة في الحياة الدنيا، عرَّفها إلينا في المنهاج الرباني بمصطلحات أربعة إيجازاً، ثم فصّلها تفصيلاً حتى لا يكون لأحد عذر في نسيان أو غفلة أو تجاهل! إلا الكافرين والمنافقين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فنسوا المهمةَ التي خُلِقُوا للوفاء بها، فضلوا وشقوا مهما كانت الزخارف والشعارات التي يرفعونها.
فما هي هذه المهمة التي خُلِقْنا للوفاء بها؟! لقد حددها الله بمصطلحات أربعة رحمة منه، ثم بيّنها وفصّلها، هذه المصطلحات الأربعة كل منها يشير إلى المهمة نفسها من جانب من جوانبها، حتى تستكمل هذه المصطلحات الصورة من جوانبها الأربعة.
"العبادة"، "الأمانة"، "الخلافة"، "عمارة الأرض كلها بالإيمان وحضارته"، وتأتي هذه المصطلحات في آيات بيّنات توفي المعنى والظلال، وتأتي آيات بيّنات لتَفَصِّل ذلك، ثم أخذ الله على الإنسان عهداً وميثاقاً بأن يوفي بهذه المهمة!
ولم يتركنا الله - سبحانه وتعالى - سدى، دون أن يوفر لنا جميع الإمكانات التي تعين الإنسان على صدق الوفاء بالمهمة هذه، ونوجز ذلك بنقاط:
1- الفطرة السليمة التي غرس الله فيها الإيمان والتوحيد ليروي سائر القوى والغرائز ريّاً متوازناً، لتؤدِّي كل واحدة المهمّة التي خُلِقَت لها.
2- الشعائر التي فرضها الله على عباده، لتكون مصدر قوة وطاقة تمدّ الإنسان بالعزيمة على الوفاء بهذه المهمة.
3- السمع والبصر والفؤاد وكلّ ما خلقه الله في الإنسان ليؤدّي المهمة ويوفي بها.
4- آيات الله البيّنات في كل ما خلقه.
5 - الرسل والأنبياء الذين توالوا على الإنسان حتى ختموا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
6- ونعمُ الله التي لا تحصى أبداً.
واستمع إلى آيات الله البيّنات: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]، (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[البقرة: 3]، (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ)[الملك: 23]. (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)[الأعراف: 185]، (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )[النحل: 36]، وكذلك: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إبراهيم: 34]، (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ)[لقمان: 20].
نِعَمٌ من الله، والله ذو الفضل العظيم، وحين نتدبّر هذه الآيات البينات ندرك كيف أن الله لم يترك عباده سُدىً أبداً، وهو معهم أينما كانوا: (أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً)[القيامة: 36]، وكذلك: (... وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير)[الحديد: 4].
فالله - سبحانه - مع عباده أينما كانوا وكيفما كانوا، يهدي بالحق، ويُضلُّ من حقّت عليه الضلالة، ويراقب، ويعين، ويوفّر لهم الإمكانات الكافية لتُعينهم على الوفاء بالمهمة والعهد والأمانة، ونوجز ذلك بنقاط:
1- المنهاج الرباني هو: المنهج الحق متميّزاً من غيره من المناهج، ومنه وحده نفهم دور الإنسان ومهمته التي خُلِق للوفاء بها، والتي سَيُحاسَب عليها يوم القيامة.
2- الحياة في الإسلام هي: الحياة الدنيا والحياة في الدار الآخرة يربطهما الموت.
3- الحياة الدنيا دار ابتلاء وتمحيص وأجل مسمى محدّد لكل إنسان على سنن ربّانيّة ثابتة وحكمة ربانيّة بالغة. وهي حياة لهو ولعب لمن نسي الله فنسي نفسه، وهي عبادة لمن آمن وعرف مهمته التي خُلِقَ للوفاء بها، فسعى لها سعيها، راغباً في الحياة الآخرة.
4- الدار الآخرة هي المستقرُّ، ودار الحساب والجزاء، فإِما إلى جنة وإِما إلى نار، على موازين قسط يضعها الله - سبحانه وتعالى -، والدار الآخرة هي الحياة الحقيقية بميزان الإسلام.
5- إن الله - سبحانه وتعالى - لم يخلق الإنسان عبثاً، وإنما خلقه ليؤدي مهمة بيّنها له وفصّلها، وليحاسَب عن مدى وفائه بها يوم يُرجَع إِليه.
6- والله - سبحانه وتعالى - لم يخلق الإنسان عبثاً ولم يتركه سدى. فأما وقد حدّد له مهمته، فقد وفّر له جميع الإمكانات التي تعينه على الوفاء بالمهمّة والأمانة والعهد، ويجمع هذه الإمكانات الوفيرة قوله - سبحانه وتعالى - في الآية التي سبق ذكرها:(...وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)