تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: وَمَنْ لَمْ يُفَقَّهْ لَمْ يُبَلْ بِهِ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي وَمَنْ لَمْ يُفَقَّهْ لَمْ يُبَلْ بِهِ

    80 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يُغْلَبُ وَلا يُخْلَبُ وَلا يُنَبَّأُ بِمَا لا يُعْلَمُ، مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُهُ فِي الدِّينِ وَمَنْ لَمْ يُفَقَّهْ لَمْ يُبَلْ بِهِ» .قُلْتُ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقْهُهُ فِي الدِّينِ " فِي الصَّحِيحِ.
    ما صحة هذا الحديث؟

  2. #2

    افتراضي رد: وَمَنْ لَمْ يُفَقَّهْ لَمْ يُبَلْ بِهِ

    هذا الحديث ورد في مسند أبي يعلى الموصلي (13/371)، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/240)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (5/218)، وابن عدي في الكامل (8/351)، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/84) مرفوعًا بلفظ نحوهم : «وَمَنْ لَمْ يُبَالِ بِهِ لَمْ يُفَقِّهْهُ».
    قال الهيثمي : " قُلْتُ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقْهُهُ فِي الدِّينِ " فِي الصَّحِيحِ "، وقال أبو نعيم : "
    هَذِهِ اللَّفْظَةُ الْأَخِيرَةُ مِنَ الْمُبَالَاةِ لَمْ يَرْوِهَا عَنْ مُعَاوِيَةَ غَيْرُهُ [أي خالد بن معدان] ". اهـ، وقال محقق المسند : " إسناده ضعيف ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف من أجل الوليد بن محمد الموقري وحديثه " غير محفوظ " كذا قال ابن عدي، وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ (١/٥٩٨) : " فيه الموقري متروك الحديث ". اهـ.
    وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لابن حجر (١/١٩٨) : " ضعيف ومعناه صحيح ". اهـ.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( و هذه الآية _ أي قوله تعالى : ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم _ و الحديث يدلان على أن من لم يحصل له السماع الذى يفقه معه القول فإن الله لم يعلم فيه خيرا و لم يرد به خيرا و أن من علم الله فيه خيرا أو أراد به خيرا فلا بد أن يسمعه و يفقهه إذ الحديث قد بين أن كل من يرد الله به خيرا يفقهه فالأول مستلزم للثانى و الصيغة عامة فمن لم يفقهه لم يكن داخلا فى العموم فلا يكون الله أراد به خيرا و قد انتفى فى حقه اللازم فينتفي الملزوم ). انتهى من مجموع الفتاوى ( 16 / 10 - 11 ).
    وقال أبو نعيم : " وَرَوَاهُ عِدَّةٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ فِي التَّفَقُّهِ وَرَوَاهُ ثَابِتٌ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبِّهِ الزَّاهِدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَذَكَرَ الْغَلَبَةَ، وَالْخِلابَةَ ". اهـ.
    أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 158/ 257)، وأبو نعيم في الحلية (5/162).
    قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة :
    " وإن مما يؤيد النكارة: أن ثابت بن ثوبان روى عنه يزيد بن يحيى بن عبيد: أن شيخاً حدثه: أنه سمع جده قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على المنبر يقول:
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... فذكر الحديث؛ دون جملة المبالاة. أخرجه الطبراني في " مسند الشاميين " (1/ 158/ 257) .
    لكن الشيخ وجده مجهولان.
    وقد رواه يزيد بن يوسف عن ثابت بن ثوبان عن أبي عبدِ ربٍ قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان به.
    أخرجه الطبراني في " المعجم " (9 1/ 369 - 0 37/ 868) .
    وأبو عبد ربٍ هذا هو الزاهد - كما تقدم في كلام أبي نعيم -، وهو تابعي وثقه ابن حبان، وروى عنه جماعة من الثقات، وروى له ابن حبان في " الصحيح "، ولذا قال الذهبي: " صدوق ".
    وهذا أصح من قول الحافظ فيه: " مقبول ". لكن في الطريق إليه يزيد بن يوسف، وهو ضعيف جداً، قال الهيثمي (1/ 84) :

    " رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه يزيد بن يوسف الصنعاني، وهو ضعيف متروك الحديث ". وقال الذهبي في " المغني ": " تركوه ".
    وجملة الفقه من الحديث صحيحة - كما أشار إلى ذلك أبو نعيم فيما تقدم -، وقد رواها الشيخان وغيرهما عن معاوية، وقد خرجتها في" الصحيحة " برقم (1194) .
    انتهى النقل من السلسلة الضعيفة [٦٧٠٨].

    وقال البوصيري : " وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَلَفْظُهُ: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ".
    وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ". اهـ.
    هذا الإسناد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/395) من طريق أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ مختصرًا، وفي مسند الشاميين (1/341) من طريق أَحْمَدَ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مطولًا فقال :
    عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
    «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ , وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ , وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ , وَإِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ , وَلَنْ تَزَالَ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمُرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُوَنَ». اهـ.
    وهذه الزيادة أعني " وَلَنْ تَزَالَ أُمَّةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ... " في الصحيحين.
    مداره على عتبة بن أبي حكيم الشعباني واختلف فيه :
    فرواه أحمد بن المعلى الأسدي فقال :
    ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فذكره مقتصرًا إلى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) الآية.
    ورواه أحمد بن أنس الدمشقي فقال :
    ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمِ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ قَالَ: فذكره.
    وهذا إسناد مضطرب ولعله ربما حاصل من هشام بن عمار السلمي، قال الحافظ ابن حجر : " صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح "، وقال الإمام أحمد : " طياش خفيف
    إضافة إلى أن في إسناده من لم يسمَّ ولكن جاء من طريق مسمى أصح من سابقه :
    أخرجه البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (٣٥٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١/٢٦٦)، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه في (1/79)، والجرجاني في أماليه [327] قال :
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، أنبا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ الْعَبْدَانِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ:
    سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: فذكره بنحو حديث أحمد بن أنس الدمشقي.
    وهذا إسناد منقطع، قال ابن عساكر : " مكحول لم يدرك معاوية "، وقال أبو حاتم : " مكحول لم يسمع من معاوية ". [المراسيل ص 212]، وقال ابن حبان الثقات (ج5/ص446) في ترجمة مكحول : " وربما دلس "، وتلميذه عتبة بن أبي حكيم مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون.
    قلت: يحسن الحديث دون لفظ (إن اللهَ عزَّ وجلَّ لا يُغلَبُ ولا يُخلبُ ولا يُنبأُ بما لا يعلمُ)، ولفظ (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، ولفظ المبالاة.
    فقد خرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (٦٨) بعضه في أثناء حديث بلفظ : " وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ". اهـ.
    وحسنه الألباني لغيره في
    صحيح الترغيب (٦٧)، وفي السلسلة الصحيحة (١/٦٧٢) لشواهده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه) أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (6 / 117 / 1).
    والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: وَمَنْ لَمْ يُفَقَّهْ لَمْ يُبَلْ بِهِ

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4

    افتراضي رد: وَمَنْ لَمْ يُفَقَّهْ لَمْ يُبَلْ بِهِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم آمين.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •