مصطلح التعطيل


ماهر بن عبدالعزيز الشبل




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد : -

- التعطيل لغة : قال ابن فارس : العين والطاء واللام أصل صحيح واحد يدل على خلوٍ وفراغٍ , تقول عطلت الدار ودار معطلة ، ومتى تركت الإبل بلا راع فقد عطلت ، وكذلك البئر إذا لم تورد ولم يستق منها قال الله تبارك وتعالى ( وبئر معطلة ) وقال ( وإذا العشار عطلت)[1] .
وقال ابن منظور : التعطيل : التفريغ ، وعطل الدار : أخلاها[2] .
- التعطيل اصطلاحاً : إنكار ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات ، أو بعضها .
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الجواب الكافي : وأصل الشرك وقاعدته التي ترجع إليها هو التعطيل وهو ثلاثة أقسام تعطيل المصنوع عن صانعه وخالقه وتعطيل الصانع سبحانه عن كماله المقدس بتعطيل أسمائه وصفاته وأفعاله وتعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد إيجادها .... ومن هذا شرك من عطل أسماء الرب تعالى وأوصافه وأفعاله من غلاة الجهمية والقرامطة فلم يثبتوا اسما ولا صفة بل جعلوا المخلوق أكمل منه إذ كمال الذات بأسمائها وصفاتها[3] .
- أقسام التعطيل :
1- تعطيل كلي : كتعطيل الجهمية للصفات ، وغلاتهم ينكرون الأسماء أيضاً .
2- تعطيل جزئي : كتعطيل متكلمة الصفاتية من الكلابية والأشعرية والماتوريدية الذين أثبتوا بعضاً ونفوا أو أوولوا البعض الآخر .
- أصل مقالة التعطيل : قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية : ثم أصل هذه المقالة – مقالة التعطيل للصفات – إنما هو مأخوذ عن تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين ، فإن أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام هو الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه[4] .
- منهج أهل السنة في مسألة التعطيل : هو كما قال شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية : الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل[5] .





[1] معجم مقاييس اللغة ( 4- 352)
[2] لسان العرب ( 4- 2998 )
[3] الجواب الكافي ص 174
[4] الفتوى الحموية ص 244
[5] العقيدة الواسطية ص 25