تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: اين اجد هذا الاثر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي اين اجد هذا الاثر

    قال السمرقندي في بحر العلوم
    وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ قال:
    اسمه شفاء من كل داء، وعون على كل دواء. وأما الرحمن فهو عون لمن آمن به، وهو اسم لم يسم به غيره

    اين اجد هذا الاثر بحثت عنه ولم اجد له اسنادا ؟ وما مدي صحته ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: اين اجد هذا الاثر

    لا أصل له، ويشبه أن يكون منقول من نهج البلاغة الموضوع على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: اين اجد هذا الاثر

    جزاك الله خيرا اخي احمد

  4. #4

    افتراضي رد: اين اجد هذا الاثر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    لا أصل له، ويشبه أن يكون منقول من نهج البلاغة الموضوع على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
    ولكن أبا الليث السمرقندي (333 هـ - 373 هـ) - فيما يبدو لي - لم يدرك (نهج البلاغة) الذي يكون مؤلفه أبا الحسن الشريف الرضى (359 هـ - 406 هـ)، فكيف يكون قد نقله؟
    وجزاك الله خيرًأ وبارك الله فيك.
    وورد هذا أيضًا في تفسير القرطبي (1/107)وزاد (وَأَمَّا" الرَّحِيمِ" فَهُوَ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
    ).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: اين اجد هذا الاثر

    فعلا اظن ان هذا الكلام اصله من الرافضة فقد اورده المجلسي في بحار الانوار
    فقال
    من كتاب إرشاد القلوب فيما كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى ملك الروم حين سأله عن تفسير فاتحة الكتاب كتب إليه: أما بعد فاني أحمد الله الذي لا إله إلا هو عالم الخفيات، ومنزل البركات، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، ورد كتابك وأقرأنيه عمر بن الخطاب فأما سؤالك عن اسم الله تعالى فإنه اسم فيه شفاء من كل داء، وعون على كل دواء، وأما " الرحمن " فهو عوذة لكل من آمن به، وهو اسم لم يسم به غير الرحمن تبارك وتعالى، وأما " الرحيم " فرحم من عصى وتاب، وآمن وعمل صالحا. انتهي
    الظاهر ان هذا الكتاب الذي نقل منه المجلسي من وضع احد الشيعة المتقدمين الكذابين امثال لوط بن يحيي وغيره
    وقد اورده القرطبي ايضا
    والله اعلم


  6. #6

    افتراضي رد: اين اجد هذا الاثر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة

    من كتاب إرشاد القلوب فيما كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى ملك الروم حين سأله
    رسالة قيصر الروم وردت أيضًا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليه.
    ورد عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
    إِنَّ رُسُلِي أَتَتْنِي مِنْ قِبَلِكَ فَزَعَمَتْ أَنْ قِبَلَكُمْ شَجَرَةً لَيْسَتْ بِخَلِيقَةٍ لِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ يَخْرُجُ مِثْلُ آذَانِ الْحَمِيرِ، ثُمَّ تَشَقَّقُ عَنْ مِثْلِ اللُّؤْلُؤِ، ثُمَّ يَخْضَرُّ فَيَكُونُ مِثْلَ الزُّمُرُّدِ الأَخْضَرِ، ثُمَّ يَحْمَرُّ فَيَكُونُ كَالْيَاقُوتِ الأَحْمَرِ، ثُمَّ يَنْضَجُ فَيَكُونُ كَأَطْيَبِ فَالُوذَجٍ يُؤْكَلُ، ثُمَّ تَشَقَّقُ فَتَيْبَسُ فَتَكُونُ عِصْمَةً لِلْمُقِيمٍ، وَزَادًا لِلْمُسَافِرِ، فَإِنْ تَكُنْ رُسُلِي صَدَقَتْنِي فَلا أَرَى هَذِهِ الشَّجَرَةَ إِلا مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ،
    فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
    مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى قَيْصَرَ مَلِكِ الرُّومِ: إِنَّ رُسُلَكَ قَدْ صَدَقَتْكَ، هَذِهِ الشَّجَرَةُ عِنْدَنَا الَّتِي أَنْبَتَهَا اللَّهُ عز وجل عَلَى مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلامُ حَتَّى نَفَسَتْ بِعِيسَى ابْنِهَا، فَاتَّقِ اللَّهَ عز وجل وَلا تَتَّخِذْ عِيسَى إِلَهًا مِنْ دُونَ اللَّهِ عز وجل {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ { 59 } الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} ". اهـ.
    أخرجه ابن المقرئ في معجمه (195)، والرافعي في أخبار قزوين (2/409)، وابن أبي حاتم في تفسيره (18722)، وسهل السجستاني في النخلة (10)/ وابن عساكر في تاريخ دمشق (47/352).
    من طريق أبي قتيبة عن يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ الطائفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ به.
    وتوبع على أبي قتيبة مسلم بن قتيبة من قبل محمد بن يوسف الفريابي كما في تاريخ دمشق (47/353) لابن عساكر.
    وزاد : "وبلغني ان من آدم الى مولد المسيح خمسة آلاف وخمس مائة سنة ومن الطوفان الى مولده ثلاثة آلاف ومائتان واربع واربعون سنة ومن ابراهيم الى مولده ألفان وسبع مائة وثلاث عشرة،
    ومن ملك داود الى مولده الف وتسع وخمسون سنة وولد في خمسة وعشرين يوما من كانون الاول ومن رفع المسيح الى هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) تسع مائة وثلاث وثلاثون سنة والله اعلم ". اهـ.
    والإسناد مرسل فالشعبي لم يسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما قرر المزي.
    وأيضًا بالإسناد يونس بن الحارث الثقفي قال ابن عدي : "ليس به بأس يكتب حديثه"، وقال أبو داود : "مشهور"، وضعفه النسائي وأحمد بن حنبل وقال : "أحاديثه مضطربة"، وقال أبو حاتم الرازي : "ليس بقوي"، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب : "ضعيف".
    وقال المصنفون : "ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد ، وتدل أقوال الأئمة أن ضعفه ليس من النوع الشديد".
    والله أعلم.

  7. #7

    افتراضي رد: اين اجد هذا الاثر

    وجدت لهذا الأثر شاهد.
    ورد في المجالسة والجواهر للدينوري
    [3422 ] :
    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ [إبراهيم بن الحسن بن علي بن سهلويه] [مجهول]، نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ [الفزاري]، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ [الشيباني الأصبهاني]، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ [الحجبي البصري]،[انقطاع] عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
    " بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ فَضَائِلَ الْقُرْآنِ، إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: خَاتِمَةُ بَرَاءَةٍ، وَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: خَاتِمَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ قَائِلٌ: كهيعص، وَ طه .وَأَكْثَرُوا، وَفِي الْقَوْمِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيِّ فِي نَاحِيَةٍ، إِذْ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ عَجِيبَةِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    فَوَاللَّهِ إِنَّ فِي: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) لَعَجِيبَةً مِنَ الْعَجَبِ.
    فَاسْتَوَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ وَكَانَ يُعْجِبُهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا ثَوْرٍ، حَدِّثْنَا بِعَجِيبَةِ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ أَصَابَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، فَأَقْحَمْتُ بِفَرَسِيَ الْبَرِّيَّةَ أَطْلُبُ شَيْئًا، فَوَاللَّهِ، مَا أَصَبْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ، وَإِنَّ فَرَسِي لَتَقَمْقَمَ، مِنْ غُثَاءِ الْبَرِّيَّةِ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذْ رُفِعَتْ لِي خَيْلٌ، وَمَاشِيَةٌ، وَخَيْمَةٌ، فَأَتَيْتُ الْخَيْمَةَ، فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ كَأَحْسَنِ الْبَشَرِ، وَإِذَا بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ، فَقُلْتُ لَمَّا دَخَلَنِي مِنْ هَوْلِ الْجَارِيَةِ، وَمِنْ أَلَمِ الْجُوعِ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
    فَقَالَ: يَا هَذَا، إِنْ أَرَدْتَ الْقِرَى، فَانْزِلْ، وَإِنْ أَرَدْتَ مَعُونَةً، أَعَنَّاكَ.
    فَقُلْتُ اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
    فَقَالَ لِي مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ، قَالَ: وَنَهَضَ نُهُوضَ شَيْخٍ لا يَقْدِرُ عَلَى الْقِيَامِ فَدَنَا مِنِّي وَهُوَ يَقُولُ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، ثُمَّ جَذَبَنِي إِلَيْهِ، فَإِذَا أَنَا تَحْتَهُ وَهُوَ فَوْقِي.
    فَقَالَ لِي: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: بَلْ خَلِّ عَنِّي.
    فَنَهَضَ عَنِّي وَهُوَ يَقُولُ:
    عَرَضْنَا عَلَيْكَ النُّزْلَ مِنَّا تَفَضُّلا فَلَمْ تَرْعَوِي جَهْلا كَفِعْلِ الأَشَائِمِ
    وَجِئْتَ بِعُدْوَانٍ وَظُلْمٍ وَدُونَ مَا تَمَنَّيْتُهُ فِي الْبِيضِ جَزُّ الْغَلاصِمِ
    فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يَا عَمْرُو ! أَنْتَ فَارِسُ الْعَرَبِ؟ ! لَلْمَوْتُ أَهْوَنُ مِنَ الْهَرَبِ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ الضَّعِيفِ، فَدَعَتْنِي نَفْسِي إِلَى مُعَاوَدَتِهِ ثَانِيَةً.
    وَأَنْشَأْتُ أَقُولُ:
    رُوَيْدَكَ لا تَعْجَلْ بُلِيتَ بِصَارِمٍ سَلِيلِ الْمَعَالِي هَزْبَرِيٍّ قَمَاقِمِ
    أَإِنْ ذُلَّ عَمْرٌو ذَلَّةً أَعْجَمِيَّةً وَلَمْ يَكُ يَوْمًا لِلْفِرَارِ بِحَاجِمِ
    طَمِعْتَ لَمَّا مَنَّتْكَ نَفْسُكَ تَسْلَمَنَّ سَقَتْكَ الْمَنَايَا كَأْسَهَا بِالصَّرَائِمِ
    فَمَالَكَ فَابْذِلْ دُونَ نَفْسِكَ تَسْلَمَنَّ هُنَالِكَ أَوْ تَصْبِرُ لِجَزِّ الْغَلاصِمِ
    فَمَا دُونَ مَا تَهْوَاهُ لِلنَّفْسِ مَطْمَعٌ سِوَى أَنَّ أَحُزَّ الرَّأْسَ مِنْكَ بِصَارِمِ
    ثُمَّ قُلْتُ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
    فَدَنَا مِنِّي وَهُوَ يَقُولُ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، ثُمَّ جَذَبَنِي جَذْبَةً مَثُلْتُ تَحْتَهُ، فَاسْتَوَى عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: بَلْ خَلِّ عَنِّي.
    فَنَهَضَ وَهُوَ يَقُولُ:
    بِبِسْمِ اللَّهِ وَالرَّحْمَنِ فُزْنَا قَدِيمًا وَالرَّحِيمِ بِهِ قَهَرْنَا
    وَهَلْ تُغْنِي جَلادَةُ ذِي حِفَاظٍ إِذَا يَوْمًا بِمُعْتَرَكٍ نَزَلْنَا
    وَهَلْ شَيْءٌ لِذِكْرِ رَبِّي وَقُدْمًا بِالْمَسِيحِ هُنَاكَ عُذْنَا
    سَأُقْسِمُ كُلَّ ذِي جِنٍّ وَإِنْسٍ إِذَا يَوْمًا لِمُعْضِلَةٍ حَلَلْنَا
    فَعَاوَدَتْنِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
    فَدَنَا مِنِّي أَيْضًا: بِبِسْمِ اللَّهِ يَقُولُ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، فَمُلِئْتُ مِنْهُ رُعْبًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! وَكُنَّا لا نَعْرِفُ مَعَ اللاتِ وَالْعُزَّى شَيْئًا، ثُمَّ جَبَذَنِي جَبْذَةً فَصِرْتُ تَحْتَهُ، فَقُلْتُ: خَلِّ عَنِّي، فَقَالَ: هَيْهَاتَ بَعْدَ ثَلاثِ مِرَارٍ، مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ، ائْتِنِي بِشَفْرَةٍ، فَأَتَتْ بِهَا، فَجَزَّ نَاصِيَتِي، ثُمَّ نَهَضَ وَهُوَ يَقُولُ:
    مَنَنَّا عَلَى عَمْرٍو فَعَادَ لِحِينِهِ .... وَثَنَّى فَثَنَّيْنَا فَسَاءَ بِمَا فَعَلْ
    وَفِي اسْمِ ذِي الآلاءِ عِزٌّ وَمَنَعَةٌ .... وَمُحْتَرَزٌ لَوْ كَانَ سَامِعُهُ عَقَلْ
    وَكُنَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا جُزَّ نَوَاصِينَا، اسْتَحَيْنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى أَهَالِينَا حَتَّى تَنْبُتَ، فَرَضِيتُ أَنْ أَخْدُمَهُ حَوْلا، فَلَمَّا حَالَ عَلَيَّ الْحَوْلُ، قَالَ لِي: يَا عَمْرُو ! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَنْطَلِقَ مَعِيَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَمَا بِيَ مِنْ وَجَلٍ، وَإِنِّي لَوَاثِقٌ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا أَتَى وَادِيًا فَهَتَفَ بِأَهْلِهِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَلَمْ يَبْقَ طَائِرٌ فِي وَكْرِهِ إِلا طَارَ، ثُمَّ هَتَفَ الثَّانِيَةَ، فَلَمْ يَبْقَ سَبْعٌ فِي مَرْبِضِهِ إِلا نَهَضَ، ثُمَّ هَتَفَ الثَّالِثَةَ، فَإِذَا هُوَ بِأَسْوَدَ كَالنَّخْلَةِ السَّحُوقِ، فَإِذَا هُوَ لابِسٌ شَعْرًا، فَرُعِبْتُ، فَقَالَ الشَّيْخُ لا تُرَعْ يَا عَمْرُو، إِذَا نَحْنُ اصْطَرَعْنَا، فَقُلْ: غَلَبَةُ صَاحِبِي بِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    قَالَ: فَاصْطَرَعَا، فَقُلْتُ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِاللاتِ وَالْعُزَّي، فَلَطَمَنِي لَطْمَةً كَادَ يَقْلَعُ رَأْسِي، فَقُلْتُ لَهُ: لَسْتُ بِعَائِدٍ، فَاصْطَرَعَا، فَقُلْتُ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    قَالَ: فَعَلاهُ الشَّيْخُ، فَبَعَجَهُ كَمَا يَبْعَجُ الْفَرَسَ، وَشَقَّ بَطْنَهُ، وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الْقِنْدِيلِ الأَسْوَدِ، فَقَالَ لِي: يَا عَمْرُو ! هَذَا غِشُّهُ وَكُفْرُهُ.
    قُلْتُ لَهُ: فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مَا لَكَ وَهَؤُلاءِ الْقَوْمِ؟ فَقَالَ: يَا عَمْرُو، إِنَّ الْجَارِيَةَ الَّتِي رَأَيْتَ فِي الْخِبَاءِ هِيَ الْفَارِعَةُ ابْنَةُ الْمُسْتَوْرِدِ ، وَكَانَ رَجُلا مِنَ الْجِنِّ، وَكَانَ مُؤَاخِيًا لِي، وَكَانَ عَلَى الدِّينِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهُؤَلاءِ قَوْمُهَا يَغْزُونِي كُلُّ سَنَةٍ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَيَنْصُرُنِي اللَّهُ بِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَمْعَنَّا فِي الْبَرِّيَّةِ، قَالَ: يَا عَمْرُو ! قَدْ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنِّي وَأَنَا جَائِعٌ، فَالْتَمِسْ لِي شَيْئًا آكُلُهُ، فَالْتَمَسْتُ، فَمَا وَجَدْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَهُوَ نَائِمٌ قَدْ تَوَسَّدَ إِحْدَى يَدَيْهِ وَتَحْتَهُ سَيْفُهُ وَهُوَ سَيْفٌ طُولُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارٍ وَعَرْضُهُ أَقَلُّ مِنْ شِبْرَيْنِ وَهُوَ الصَّمْصَامَةُ، فَاسْتَخْرَجْتُ سَيْفَهُ مِنْ تَحْتِهِ فَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً قَطَعَتْهُ مِنَ السَّاقَيْنِ، فَقَالَ لِي: يَا غَدَّارُ، مَا أَغْدَرَكَ ! فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ حَتَّى قَطَّعْتُهُ إِرْبًا إِرْبًا.
    فَغَضِبَ عُمَرُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: يَا غَدَّارُ ظَفَرَ بِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَنْعَمَ عَلَيْكَ ثَلاثَ مِرَارٍ، وَوَجَدْتَهُ نَائِمًا فَقَتَلْتَهُ، وَاللَّهِ، لَوْ كُنْتُ مُؤَاخِذَكَ فِي الإِسْلامِ بِمَا فَعَلْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَقَتَلْتُكَ أَنَا بِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ يَقُولُ:
    إِذَا قَتَلْتَ أَخًا فِي السِّلْمِ تَظْلِمُهُ .... أَنَّي لِمَا جِئْتَهُ فِي سَالِفِ الْحُقَبِ
    الْحُرُّ يَأْنَفُ مِمَّا أَنْتَ تَفْعَلُهُ تَبًّا .... لِمَا جِئْتَهُ فِي الْعَجَمِ وَالْعَرَبِ
    لَوْ كُنْتُ آخِذًا فِي الإِسْلامِ مَا فَعَلَتْ .... أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالإِشْرَاكِ وَالصُّلُبِ
    لنَالَكَ الْيَوْمَ مِنِّي مِنْ مُطَالَبَةٍ .... يُدْعَى لِذَائِقِهَا بِالْوَيْلِ وَالْحَرَبِ
    ثُمَّ قَالَ: مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ يَا عَمْرُو؟ ! قَالَ: فَأَتَيْتُ الْخَيْمَةَ، فَاسْتَقْبَلَتْ نِي الْجَارِيَةُ، فَقَالَتْ: يَا عَمْرُو، مَا فَعَلَ الشَّيْخُ؟ قُلْتُ: قَتَلَهُ الْجِنِّيُّ، قَالَتْ: كَذَبْتَ، بَلْ قَتَلْتَهُ أَنْتَ يَا غَدَّارُ، ثُمَّ دَخَلَتِ الْخَيْمَةَ، فَجَعَلَتْ تَبْكِيهِ، وَهِيَ تَقُولُ:
    عَيْنُ جُودِي لِفَارِسٍ مِغْوَارٍ .... وَانْدُبِيهِ بِوَاكِفَاتٍ غِزَارِ
    سَبْعٌ وَهُوَ ذُو وَفَاءٍ وَعَهْدٍ .... وَرَئِيسُ الْفَخَارِ يَوْمَ الْفَخَارِ
    لَهْفَ نَفْسِي عَلَى بَقَائِكَ يَا .... عَمْرُو وَأَسْلَمَتْهُ الْحِمَاةُ لِلأَقْدَارِ
    بَعْدَ مَا جَزَّ مَا بِهِ كُنْتَ تَسْمُو ..... فِي زَبِيدٍ وَمَعْشَرِ الْكُفَّارِ
    وَلَعَمْرِي لَوْ رُمْتَهُ أَنْتَ .... حَقًّا رُمْتَ مِنْهُ كَصَارِمٍ بَتَّارِ
    فَجَزَاكَ الْمَلِيكُ سُوءًا وَهَوْنًا .... عِشْتَ مِنْهُ بِذِلَّةٍ وَصَغَارِ
    فَدَخَلْتُ الْخَيْمَةَ أُرِيدُ قَتْلَهَا، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا كَأَنَّ الأَرْضَ ابْتَلَعَتْهَا، فَاقْتَلَعْتُ الْخَيْمَةَ، وَسُقْتُ الْمَاشِيَةَ حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهَا قَوْمِي مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ ". اهـ.

  8. #8

    افتراضي رد: اين اجد هذا الاثر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
    قال السمرقندي في بحر العلوم
    وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ قال:
    اسمه شفاء من كل داء، وعون على كل دواء. وأما الرحمن فهو عون لمن آمن به، وهو اسم لم يسم به غيره

    اين اجد هذا الاثر بحثت عنه ولم اجد له اسنادا ؟ وما مدي صحته ؟
    تجد إسناده كما في التهذيب (1/287) للعاصمي ذكرها بصيغة التمريض فقال:
    روي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه قال:
    [ذكر قصة طويل وملخصها ارتداد الحارث بن سنان وتنصره في بلاد الروم فحدث حوار بين ملك الروم مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه نيابة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه]
    فقال له:
    و أمّا ما سألت عن قول* بسم اللّه الرحمن الرحيم* فإنّ اسمه شفاء من كلّ داء، و عون على كلّ دواء.
    و أمّا الرَّحْمنِ* فهو اسم لم يتسمّ به أحد سوى الرحمن؟
    و أمّا الرَّحِيمِ* فهو رحيم لمن عصاه ثمّ تاب و امن و عمل صالحا.
    و أمّا قولك: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* ... إلخ". اهـ.
    وقد ذكرت في إرشاد القلوب (2/246) بحذف الإسناد ونقله عنه المجلسي في بحار الأنوار.
    قلتُ: وهذا فضلًا عن أنه معلقًا ولم أجده من وصله، ولكن إسناده موضوع، ففيه عبد الرحمن بن زيد القرشي المدني "أجمعوا على ضعفه" كذا قال ابن الجوزي، وقال الحاكم وأبو نعيم: "روى عن أبيه أحاديث موضوعة". اهـ.
    والحارث بن سنان المذكور في الخبر أزدي وليس الأسدي كما هو محرف.
    بل وما يزيد الخبر نكارة وبطلانا ما ذكر أنه قتل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ذكره ابن دريد الأزدي في كتابه الاشتقاق (ص:288) فقال:
    وكان الحارث بن سنانٍ أدركَ الإسلامَ، وبَعَثَ النبي صلى الله عليه وسلم معه رجلاً من الأنصار ليدعُوَ أهلَه في جواره إلى الإسلام، فقتلَه رجلٌ من بني ثَعلبة، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال لحسّانٍ: قلْ فيه.
    فقال حسَّان:
    يا حارِ مَن يَغْدُر بذمَّةِ جارِه ... منكمْ فإنَّ محمَداً لم يَغدُرِ

    وأمانةُ المُرِّيِّ ما استَرعَيْتَه ... مثلُ الزجاجةِ صَدعُها لم يُجْبَرِ
    انتهى.
    والله أعلم.

  9. #9

    افتراضي رد: اين اجد هذا الاثر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وجدت لهذا الأثر شاهد.
    ورد في المجالسة والجواهر للدينوري
    [3422 ] :
    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ [إبراهيم بن الحسن بن علي بن سهلويه] [مجهول]، نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ [الفزاري]، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ [الشيباني الأصبهاني]، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ [الحجبي البصري]،[انقطاع] عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
    " بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ فَضَائِلَ الْقُرْآنِ، إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: خَاتِمَةُ بَرَاءَةٍ، وَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: خَاتِمَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ قَائِلٌ: كهيعص، وَ طه .وَأَكْثَرُوا، وَفِي الْقَوْمِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيِّ فِي نَاحِيَةٍ، إِذْ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ عَجِيبَةِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    فَوَاللَّهِ إِنَّ فِي: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) لَعَجِيبَةً مِنَ الْعَجَبِ.
    فَاسْتَوَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ وَكَانَ يُعْجِبُهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا ثَوْرٍ، حَدِّثْنَا بِعَجِيبَةِ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ أَصَابَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، فَأَقْحَمْتُ بِفَرَسِيَ الْبَرِّيَّةَ أَطْلُبُ شَيْئًا، فَوَاللَّهِ، مَا أَصَبْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ، وَإِنَّ فَرَسِي لَتَقَمْقَمَ، مِنْ غُثَاءِ الْبَرِّيَّةِ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذْ رُفِعَتْ لِي خَيْلٌ، وَمَاشِيَةٌ، وَخَيْمَةٌ، فَأَتَيْتُ الْخَيْمَةَ، فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ كَأَحْسَنِ الْبَشَرِ، وَإِذَا بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ، فَقُلْتُ لَمَّا دَخَلَنِي مِنْ هَوْلِ الْجَارِيَةِ، وَمِنْ أَلَمِ الْجُوعِ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
    فَقَالَ: يَا هَذَا، إِنْ أَرَدْتَ الْقِرَى، فَانْزِلْ، وَإِنْ أَرَدْتَ مَعُونَةً، أَعَنَّاكَ.
    فَقُلْتُ اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
    فَقَالَ لِي مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ، قَالَ: وَنَهَضَ نُهُوضَ شَيْخٍ لا يَقْدِرُ عَلَى الْقِيَامِ فَدَنَا مِنِّي وَهُوَ يَقُولُ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، ثُمَّ جَذَبَنِي إِلَيْهِ، فَإِذَا أَنَا تَحْتَهُ وَهُوَ فَوْقِي.
    فَقَالَ لِي: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: بَلْ خَلِّ عَنِّي.
    فَنَهَضَ عَنِّي وَهُوَ يَقُولُ:
    عَرَضْنَا عَلَيْكَ النُّزْلَ مِنَّا تَفَضُّلا فَلَمْ تَرْعَوِي جَهْلا كَفِعْلِ الأَشَائِمِ
    وَجِئْتَ بِعُدْوَانٍ وَظُلْمٍ وَدُونَ مَا تَمَنَّيْتُهُ فِي الْبِيضِ جَزُّ الْغَلاصِمِ
    فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يَا عَمْرُو ! أَنْتَ فَارِسُ الْعَرَبِ؟ ! لَلْمَوْتُ أَهْوَنُ مِنَ الْهَرَبِ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ الضَّعِيفِ، فَدَعَتْنِي نَفْسِي إِلَى مُعَاوَدَتِهِ ثَانِيَةً.
    وَأَنْشَأْتُ أَقُولُ:
    رُوَيْدَكَ لا تَعْجَلْ بُلِيتَ بِصَارِمٍ سَلِيلِ الْمَعَالِي هَزْبَرِيٍّ قَمَاقِمِ
    أَإِنْ ذُلَّ عَمْرٌو ذَلَّةً أَعْجَمِيَّةً وَلَمْ يَكُ يَوْمًا لِلْفِرَارِ بِحَاجِمِ
    طَمِعْتَ لَمَّا مَنَّتْكَ نَفْسُكَ تَسْلَمَنَّ سَقَتْكَ الْمَنَايَا كَأْسَهَا بِالصَّرَائِمِ
    فَمَالَكَ فَابْذِلْ دُونَ نَفْسِكَ تَسْلَمَنَّ هُنَالِكَ أَوْ تَصْبِرُ لِجَزِّ الْغَلاصِمِ
    فَمَا دُونَ مَا تَهْوَاهُ لِلنَّفْسِ مَطْمَعٌ سِوَى أَنَّ أَحُزَّ الرَّأْسَ مِنْكَ بِصَارِمِ
    ثُمَّ قُلْتُ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
    فَدَنَا مِنِّي وَهُوَ يَقُولُ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، ثُمَّ جَذَبَنِي جَذْبَةً مَثُلْتُ تَحْتَهُ، فَاسْتَوَى عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: بَلْ خَلِّ عَنِّي.
    فَنَهَضَ وَهُوَ يَقُولُ:
    بِبِسْمِ اللَّهِ وَالرَّحْمَنِ فُزْنَا قَدِيمًا وَالرَّحِيمِ بِهِ قَهَرْنَا
    وَهَلْ تُغْنِي جَلادَةُ ذِي حِفَاظٍ إِذَا يَوْمًا بِمُعْتَرَكٍ نَزَلْنَا
    وَهَلْ شَيْءٌ لِذِكْرِ رَبِّي وَقُدْمًا بِالْمَسِيحِ هُنَاكَ عُذْنَا
    سَأُقْسِمُ كُلَّ ذِي جِنٍّ وَإِنْسٍ إِذَا يَوْمًا لِمُعْضِلَةٍ حَلَلْنَا
    فَعَاوَدَتْنِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
    فَدَنَا مِنِّي أَيْضًا: بِبِسْمِ اللَّهِ يَقُولُ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، فَمُلِئْتُ مِنْهُ رُعْبًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! وَكُنَّا لا نَعْرِفُ مَعَ اللاتِ وَالْعُزَّى شَيْئًا، ثُمَّ جَبَذَنِي جَبْذَةً فَصِرْتُ تَحْتَهُ، فَقُلْتُ: خَلِّ عَنِّي، فَقَالَ: هَيْهَاتَ بَعْدَ ثَلاثِ مِرَارٍ، مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ، ائْتِنِي بِشَفْرَةٍ، فَأَتَتْ بِهَا، فَجَزَّ نَاصِيَتِي، ثُمَّ نَهَضَ وَهُوَ يَقُولُ:
    مَنَنَّا عَلَى عَمْرٍو فَعَادَ لِحِينِهِ .... وَثَنَّى فَثَنَّيْنَا فَسَاءَ بِمَا فَعَلْ
    وَفِي اسْمِ ذِي الآلاءِ عِزٌّ وَمَنَعَةٌ .... وَمُحْتَرَزٌ لَوْ كَانَ سَامِعُهُ عَقَلْ
    وَكُنَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا جُزَّ نَوَاصِينَا، اسْتَحَيْنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى أَهَالِينَا حَتَّى تَنْبُتَ، فَرَضِيتُ أَنْ أَخْدُمَهُ حَوْلا، فَلَمَّا حَالَ عَلَيَّ الْحَوْلُ، قَالَ لِي: يَا عَمْرُو ! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَنْطَلِقَ مَعِيَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَمَا بِيَ مِنْ وَجَلٍ، وَإِنِّي لَوَاثِقٌ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا أَتَى وَادِيًا فَهَتَفَ بِأَهْلِهِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَلَمْ يَبْقَ طَائِرٌ فِي وَكْرِهِ إِلا طَارَ، ثُمَّ هَتَفَ الثَّانِيَةَ، فَلَمْ يَبْقَ سَبْعٌ فِي مَرْبِضِهِ إِلا نَهَضَ، ثُمَّ هَتَفَ الثَّالِثَةَ، فَإِذَا هُوَ بِأَسْوَدَ كَالنَّخْلَةِ السَّحُوقِ، فَإِذَا هُوَ لابِسٌ شَعْرًا، فَرُعِبْتُ، فَقَالَ الشَّيْخُ لا تُرَعْ يَا عَمْرُو، إِذَا نَحْنُ اصْطَرَعْنَا، فَقُلْ: غَلَبَةُ صَاحِبِي بِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    قَالَ: فَاصْطَرَعَا، فَقُلْتُ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِاللاتِ وَالْعُزَّي، فَلَطَمَنِي لَطْمَةً كَادَ يَقْلَعُ رَأْسِي، فَقُلْتُ لَهُ: لَسْتُ بِعَائِدٍ، فَاصْطَرَعَا، فَقُلْتُ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    قَالَ: فَعَلاهُ الشَّيْخُ، فَبَعَجَهُ كَمَا يَبْعَجُ الْفَرَسَ، وَشَقَّ بَطْنَهُ، وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الْقِنْدِيلِ الأَسْوَدِ، فَقَالَ لِي: يَا عَمْرُو ! هَذَا غِشُّهُ وَكُفْرُهُ.
    قُلْتُ لَهُ: فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مَا لَكَ وَهَؤُلاءِ الْقَوْمِ؟ فَقَالَ: يَا عَمْرُو، إِنَّ الْجَارِيَةَ الَّتِي رَأَيْتَ فِي الْخِبَاءِ هِيَ الْفَارِعَةُ ابْنَةُ الْمُسْتَوْرِدِ ، وَكَانَ رَجُلا مِنَ الْجِنِّ، وَكَانَ مُؤَاخِيًا لِي، وَكَانَ عَلَى الدِّينِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهُؤَلاءِ قَوْمُهَا يَغْزُونِي كُلُّ سَنَةٍ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَيَنْصُرُنِي اللَّهُ بِ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
    فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَمْعَنَّا فِي الْبَرِّيَّةِ، قَالَ: يَا عَمْرُو ! قَدْ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنِّي وَأَنَا جَائِعٌ، فَالْتَمِسْ لِي شَيْئًا آكُلُهُ، فَالْتَمَسْتُ، فَمَا وَجَدْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَهُوَ نَائِمٌ قَدْ تَوَسَّدَ إِحْدَى يَدَيْهِ وَتَحْتَهُ سَيْفُهُ وَهُوَ سَيْفٌ طُولُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارٍ وَعَرْضُهُ أَقَلُّ مِنْ شِبْرَيْنِ وَهُوَ الصَّمْصَامَةُ، فَاسْتَخْرَجْتُ سَيْفَهُ مِنْ تَحْتِهِ فَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً قَطَعَتْهُ مِنَ السَّاقَيْنِ، فَقَالَ لِي: يَا غَدَّارُ، مَا أَغْدَرَكَ ! فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ حَتَّى قَطَّعْتُهُ إِرْبًا إِرْبًا.
    فَغَضِبَ عُمَرُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: يَا غَدَّارُ ظَفَرَ بِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَنْعَمَ عَلَيْكَ ثَلاثَ مِرَارٍ، وَوَجَدْتَهُ نَائِمًا فَقَتَلْتَهُ، وَاللَّهِ، لَوْ كُنْتُ مُؤَاخِذَكَ فِي الإِسْلامِ بِمَا فَعَلْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَقَتَلْتُكَ أَنَا بِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ يَقُولُ:
    إِذَا قَتَلْتَ أَخًا فِي السِّلْمِ تَظْلِمُهُ .... أَنَّي لِمَا جِئْتَهُ فِي سَالِفِ الْحُقَبِ
    الْحُرُّ يَأْنَفُ مِمَّا أَنْتَ تَفْعَلُهُ تَبًّا .... لِمَا جِئْتَهُ فِي الْعَجَمِ وَالْعَرَبِ
    لَوْ كُنْتُ آخِذًا فِي الإِسْلامِ مَا فَعَلَتْ .... أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالإِشْرَاكِ وَالصُّلُبِ
    لنَالَكَ الْيَوْمَ مِنِّي مِنْ مُطَالَبَةٍ .... يُدْعَى لِذَائِقِهَا بِالْوَيْلِ وَالْحَرَبِ
    ثُمَّ قَالَ: مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ يَا عَمْرُو؟ ! قَالَ: فَأَتَيْتُ الْخَيْمَةَ، فَاسْتَقْبَلَتْ نِي الْجَارِيَةُ، فَقَالَتْ: يَا عَمْرُو، مَا فَعَلَ الشَّيْخُ؟ قُلْتُ: قَتَلَهُ الْجِنِّيُّ، قَالَتْ: كَذَبْتَ، بَلْ قَتَلْتَهُ أَنْتَ يَا غَدَّارُ، ثُمَّ دَخَلَتِ الْخَيْمَةَ، فَجَعَلَتْ تَبْكِيهِ، وَهِيَ تَقُولُ:
    عَيْنُ جُودِي لِفَارِسٍ مِغْوَارٍ .... وَانْدُبِيهِ بِوَاكِفَاتٍ غِزَارِ
    سَبْعٌ وَهُوَ ذُو وَفَاءٍ وَعَهْدٍ .... وَرَئِيسُ الْفَخَارِ يَوْمَ الْفَخَارِ
    لَهْفَ نَفْسِي عَلَى بَقَائِكَ يَا .... عَمْرُو وَأَسْلَمَتْهُ الْحِمَاةُ لِلأَقْدَارِ
    بَعْدَ مَا جَزَّ مَا بِهِ كُنْتَ تَسْمُو ..... فِي زَبِيدٍ وَمَعْشَرِ الْكُفَّارِ
    وَلَعَمْرِي لَوْ رُمْتَهُ أَنْتَ .... حَقًّا رُمْتَ مِنْهُ كَصَارِمٍ بَتَّارِ
    فَجَزَاكَ الْمَلِيكُ سُوءًا وَهَوْنًا .... عِشْتَ مِنْهُ بِذِلَّةٍ وَصَغَارِ
    فَدَخَلْتُ الْخَيْمَةَ أُرِيدُ قَتْلَهَا، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا كَأَنَّ الأَرْضَ ابْتَلَعَتْهَا، فَاقْتَلَعْتُ الْخَيْمَةَ، وَسُقْتُ الْمَاشِيَةَ حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهَا قَوْمِي مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ ". اهـ.
    قلتُ: وردت من طريق ءاخر أخرجها ابن أبي الدنيا في الهواتف [13] فقال:
    حَدَّثَنِي أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَعْبٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: ثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ:

    " كُنْتُ فِي مَجْلِسِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَذَاكَرُونَ فَضَائِلَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَوَاتِيمُ سُورَةِ النَّحْلِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سُورَةُ يس، وَقَالَ عَلِيٌّ: " فَأَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ فَضِيلَةِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ؟ أَمَا إِنَّهَا خَمْسُونَ كَلِمَةً، فِي كُلِّ كَلِمَةٍ سَبْعُونَ بَرَكَةً ". وَفِي الْقَوْمِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيٍّ لا يُحِيرُ جَوَابًا، فَقَالَ: " فَأَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؟ فَقَالَ عُمَرُ : حَدِّثْنَا يَا أَبَا ثَوْرٍ، فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذْ أَجْهَدَنِي الْجُوعُ، فَأَقْحَمْتُ فَرَسِي الْبَرِيَّةَ، فَمَا أَصَبْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ إِذَا أَنَا بِشَيْخٍ عَرَبِيٍّ فِي خَيْمَةٍ وَإِلَى جَانِبِهِ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا شَمْسٌ طَالِعَةٌ، وَمَعَهُ غُنَيْمَاتٌ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: اسْتَأْسِرْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ، وَقَالَ: يَا فَتًى إِنْ أَرَدْتَ قِرًى فَانْزِلْ، وَإِنْ أَرَدْتَ مَعُونَةً أَعَنَّاكَ، فَقُلْتُ لَهُ: اسْتَأْسِرْ، فَقَالَ:
    عَرَضْنَا عَلَيْكَ النُّزُلَ مِنَّا تَكَرُّمًا *** فَلَمْ تَرْعَوِي جَهْلا لِفِعْلِ الأَشَائِمِ
    وَجِئْتَ بِبُهْتَانٍ وَزُورٍ وَدُونَ *** مَا تَمَنَّيْتَهُ بِالْبِيضِ حَزَّ الْحَلاقِمِ
    وَوَثَبَ إِلَيَّ وَثْبَةً، وَهُوَ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَكَأَنِّي مَثَلْتُ تَحْتَهُ، ثُمّ قَالَ: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ قُلْتُ: بَل خَلِّ عَنِّي، قَالَ: فَخَلا عَنِّي، ثُمَّ إِنَّ نَفْسِي حَادَثَتْنِي بِالْمُعَاوَدَة ِ، فَقُلْتُ: اسْتَأْسِرْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، فَقَالَ:
    بِسْمِ اللَّهِ وَالرَّحْمَنِ فُزْنَا *** هُنَالِكَ وَالرَّحِيمِ بِهِ قَهَرْنَا
    وَمَا تُغْنِي جَلادَةُ ذِي حِفَاظٍ *** إِذَا يَوْمًا لِمَعْرَكَةٍ بَرَزْنَا
    ثُمَّ وَثَبَ إِلَيَّ وَثْبَةً كَأَنِّي مَثَلْتُ تَحْتَهُ، فَقَالَ: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ خَلِّ عَنِّي، فَخَلا عَنِّي فَانْطَلَقْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: يَا عَمْرُو أَيَقْهَرُكَ مِثْلُ هَذَا الشَّيْخِ؟ وَاللَّهِ لَلْمَوْتُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْحَيَاةِ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: اسْتَأْسِرْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، فَوَثَبَ إِلَيَّ وَثْبَةً وَهُوَ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَكَأَنِّي مَثَلْتُ تَحْتَهُ، فَقَالَ: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: بَلْ خَلِّ عَنِّي، قَالَ: هَيْهَاتَ، يَا جَارِيَةُ ائْتِينِي بِالْمُدْيَةِ، فَأَتَتْهُ بِالْمُدْيَةِ، فَجَزَّ نَاصِيَتِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا ظَفَرَتْ بِرَجُلٍ فَجَزَّتْ نَاصِيَتَهُ اسْتَعْبَدَتْهُ ، فَكُنْتُ مَعَهُ أَخْدِمُهُ مُدَّةً، ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ: يَا عَمْرُو أُرِيدُ أَنْ تَرْكَبَ مَعِي الْبَرِيَّةَ، وَلَيْسَ بِي مِنْكَ وَجَلٌ، فَإِنِّي بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَوَاثِقٌ، قَالَ: فَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا وَادِيًا أَشَبَّا شَبًّا مَهُولا مَغُولا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَلَمْ يَبْقَ طَيْرٌ فِي وَكْرِهِ إِلا طَارَ، ثُمَّ أَعَادَ الصَّوْتَ فَلَمْ يَبْقَ سَبُعٌ فِي مِرْبَدِهِ إِلا هَرَبَ، ثُمَّ أَعَادَ الصَّوْتَ، فَإِذَا نَحْنُ بِحَبَشِيٍّ قَدْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنَ الْوَادِي كَالنَّخْلَةِ السَّحُوقِ، فَقَالَ لِي: يَا عَمْرُو إِذَا رَأَيْتَنَا قَدِ اتَّخَذْنَا، فَقُلْ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا قَدِ اتَّخَذَا، قُلْتُ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَلَمْ يَصْنَعِ الشَّيْخُ شَيْئًا، فَرَجَعَ إِلَيَّ، وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدْ خَالَفْتَ قَوْلِي، قُلْتُ: أَجَلْ، وَلَسْتُ بِعَائِدٍ، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَنَا قَدِ اتَّخَذْنَا، فَقُلْ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ قُلْتُ: أَفْعَلُ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا قَدِ اتَّخَذَا، قُلْتُ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ فَبَعَجَهُ بِسَيْفِهِ، فَانْشَقَّ جَوْفُهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ شَيْئًا كَهَيْئَةِ الْقِنْدِيلِ الأَسْوَدِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَمْرُو هَذَا غِشُّهُ وَغِلُّهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي مَنْ تِلْكَ الْجَارِيَةُ، قُلْتُ: لا، قَالَ: تِلْكَ الْفَارِعَةُ ابْنَةُ السَّلِيلِ الْجُرْهُمِيِّ، وَكَانَ أَبُوهَا مِنْ خِيَارِ الْجِنِّ، وَهَؤُلاءِ أَهْلُهَا وَبَنُو عَمِّهَا، يَغْزُونِي مِنْهُمْ كُلَّ عَامٍ رَجُلٌ يَنْصُرُنِي اللَّهُ عَلَيْهِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثُمّ قَالَ: قَدْ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنِّي إِلَى الْحَبَشِيِّ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَيَّ الْجُوعُ، فَائْتِنِي بِشَيْءٍ آكُلُهُ، فَأَقْحَمْتُ بِفَرَسِي الْبَرِيَّةَ، فَمَا أَصَبْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ، فَأَتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا، وَإِذَا تَحْتَ رَأْسِهِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الْخَشَبَةِ، فَاسْتَلَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ سَيْفٌ عَرْضُهُ شِبْرٌ فِي سَبْعَةِ أَشْبَارٍ، فَضَرَبْتُ سَاقَيْهِ ضَرْبَةً أَبَنَّتِ السَّاقَيْنِ مَعَ الْقَدَمَيْنِ، فَاسْتَوَى عَلَى فِقَارِ ظَهْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، مَا أَغْدَرَكَ يَا غَدَّارُ، قَالَ عُمَرُ: ثُمَّ مَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ بِسَيْفِهِ حَتَّى قَطَعْتُهُ إِرْبًا إِرْبًا، قَالَ: فَوَجَمَ لِذَلِكَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: بِالْغَدْرِ نِلْتَ أَخَا الإِسْلامِ عَنْ كَثَبٍ مَا إِنْ سَمِعْتُ كَذَا فِي سَالِفِ الْعَرَبِ
    وَالْعَجَمُ تَأْنَفُ مِمَّا جِئْتَهُ كَرَمًا *** تَبًّا لِمَا جِئْتَهُ فِي السَّيِّدِ الأَرِبِ
    إِنِّي لأَعْجَبُ أَنَّى نِلْتَ قِتْلَتَهُ *** أَمْ كَيْفَ جَازَاكَ عِنْدَ الذَّنْبِ لَمْ تَتُبِ
    قَرْمٌ عَفَا عَنْكَ مَرَّاتٍ وَقَدْ عَلَقَتْ *** بِالْجِسْمِ مِنْكَ يَدَاهُ مَوْضِعَ الْعَطَبِ
    لَوْ كُنْتَ آخِذًا فِي الإِسْلامِ مَا فَعَلُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَهْلُ الشِّرْكِ وَالصُّلَبِ
    إِذًا لَنَالَتْكَ مِنْ عَدْلِي مُشَطَّبَةٌ يُدْعَى لِذَائِقِهَا بِالْوَيْلِ وَالْحَرْبِ
    قَالَ: ثُمَّ مَاذَا كَانَ مِنْ حَالِ الْجَارِيَةِ؟ قُلْتُ: ثُمَّ إِنِّي أَتَيْتُ الْجَارِيَةَ فَلَمَّا رَأَتْنِي قَالَتْ: مَا فَعَلَ الشَّيْخُ؟ قُلْتُ: قَتَلَهُ الْحَبَشِيُّ، قَالَتْ: كَذَبْتَ، بَلْ قَتَلْتَهُ أَنْتَ بِغَدْرِكَ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
    عَيْنِي جُودِي لِلْفَارِسِ الْمِغْوَارِ *** ثُمَّ جُودِي بِوَاكِفَاتٍ غِزَارِ
    لا تَمَلِّي الْبُكَاءَ إِذَا خَانَكِ *** الدَّهْرُ بِوَافِي حَقِيقَةٍ صَبَّارِ
    وَتَقِيٍّ وَذِي وَقَارٍ وَحِلْمٍ *** وَعَدِيلِ الْفِخَارِ يَوْمَ الْفِخَارِ
    لَهْفُ نَفْسِي عَلَى بَقَائِكَ *** عَمْرٌو أَسْلَمَتْكَ الأَعْمَارُ لِلأَقْدَارِ
    وَلَعَمْرِي لَوْ لَمْ تَرْمِهِ بِغَدْرٍ *** رَمَتْ لَيْثًا بِصَارِمٍ بَتَّارِ
    فَأَحْفَظَنِي قَوْلَهَا، فَاسْتَلَلْتُ سَيْفِي، وَدَخَلْتُ الْخَيْمَةَ لأَقْتُلَهَا، فَلَمْ أَرَ فِي الْخَيْمَةِ أَحَدًا، فَاسْتَقْتُ الْمَاشِيَةَ وَجِئْتُ إِلَى أَهْلِي ". اهـ.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •