تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 27

الموضوع: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    http://www.al-tawhed.net/UploadedDat...d-hamdan-2.pdf
    للحافظ محمود الدشتي - رحمه الله -


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
    http://www.al-tawhed.net/UploadedDat...d-hamdan-2.pdf
    للحافظ محمود الدشتي - رحمه الله -

    بارك الله فيك.
    مما استوقفني من صنيع محققي الكتاب إنكارهما على الألباني نفي الحد، وتصويبه عند قول من نفى الحد من أهل السنة وأنهم أرادوا معنىً صحيحًا لا ما يريده الجهمية من نفي الحد الذي يعنون به نفي العلو.
    فلا أدري لماذا لم يحملا نفي الألباني للحد على المعنى الذي حملا عليه نفي غيره من العلماء ؟؟؟ !!!
    ومعلوم ذم أهل العلم إطلاق القول ، نفيًا أو إثباتًا، في الألفاظ المحدثة المجملة، قبل الاستفصال عن معناها عند قائلها، ورد القول في ذلك إلى المحكم الثابت من الكتاب والسنة.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    الخلاف بين اهل السنة في مثل هذه الصفات لا يرجع الى المعاني الثابتة او المنفية بالشرع
    فالكل يقر بالمعنى الصحيح و ينفي المعاني الباطلة . و مع هذا فلا يقال لمن اطلق هذه الالفاظ انه غال في الاثبات
    كما لا يقال لمن نفاها بحجة ان الباب توقيفي انه معطل . اللهم الا ان تكون هناك قرائن تبين مقصوده و مراده
    فالاتفاق على المعاني مع الاختلاف في اطلاق الالفاظ لا يوجب ان يكون المثبت مجسما او مشبها الا ان يثبت مع ذلك معنى باطلا ينزه الله عز وجل عنه . و التوسع في الالفاظ التي ربما تكون مرادفة للفظ الشرع او مفسرة له او المعاني التي تكون لازمة للصفة او مضمنة في المعنى لا يتصور اثبات الصفة بدونها لا يلزم منه ان يكون المثبت مشبها و لا مجسما . بل قد يكون النافي هنا للمعنى مبطلا للصفة او متناقضا في نفيه ما لا يصح اثبات الصفة بدونه .

    فكما لم يلزم من توسع في الاسماء الحسنى ان يكون مشبها مجسما باثبات اسماء لم ترد كذلك في الشرع و هي الفاظ تدل على معاني . بل قد يكون معطلا ينفي الصفات . فكذلك لا يلزم من اطلق هذه الالفاظ على معاني شرعية ان يكون مشبها مجسما اذا كان ينفي المعنى الباطل و يثبت المعنى الصحيح .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    فلا أدري لماذا لم يحملا نفي الألباني للحد على المعنى الذي حملا عليه نفي غيره من العلماء ؟؟؟ !!!
    الشيخ رحمه الله علق على الكتاب فقال ( ليس عليه ما يشهد له من الكتاب و السنة )
    و من ذكر في الكتاب ممن يثبت ذلك لا شك انهم يقصدون بذلك المعنى الصحيح . فلا يصح ان يحمل نفيه للحد على المعنى الباطل لانه قال ذلك معلقا على الكتاب .

    فقوله ( ليس عليه ما يشهد له من الكتاب و السنة ) يقصد اللفظ فقط و ليس ذلك موجها للمعنى المثبت في الكتاب . لماذا - لان من عقيدة الشيخ رحمه الله انه يثبت العلو و ان الله بائن من خلقة .و هذا هو مقصود من يثبت الحد .
    و ليس كلامه موجها للمعنى الباطل . لان النقص و الباطل لا ياتي الشرع ابدا باثباته . فلا يعلل عدم اثباته بعدم ورود الشرع . بل ينفى النقص و لا يحتج للنفي بعدم الثبوت

    و الله اعلم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    99

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه
    http://www.al-tawhed.net/UploadedDat...d-hamdan-2.pdf
    للحافظ محمود الدشتي - رحمه الله -
    مَنْ حقق الكتاب ودوَّن الحواشي مُشْتَطٌّ في النكير على غيره اشتطاطًا بلغة جارحة, فتعرض لأكثر من عالم مثل أبي يعلى والألباني والفقي في مسائل اتفق العلماء على أصولها ووربما اختلفوا في تفاصيلها الدقيقة مثل لفظ الجلوس والاستلقاء ونحو ذلك

    فليت الكتاب سلم من ذلك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة

    الشيخ رحمه الله علق على الكتاب فقال ( ليس عليه ما يشهد له من الكتاب و السنة )
    و من ذكر في الكتاب ممن يثبت ذلك لا شك انهم يقصدون بذلك المعنى الصحيح . فلا يصح ان يحمل نفيه للحد على المعنى الباطل لانه قال ذلك معلقا على الكتاب .

    فقوله ( ليس عليه ما يشهد له من الكتاب و السنة ) يقصد اللفظ فقط و ليس ذلك موجها للمعنى المثبت في الكتاب . لماذا - لان من عقيدة الشيخ رحمه الله انه يثبت العلو و ان الله بائن من خلقة .و هذا هو مقصود من يثبت الحد .
    و ليس كلامه موجها للمعنى الباطل . لان النقص و الباطل لا ياتي الشرع ابدا باثباته . فلا يعلل عدم اثباته بعدم ورود الشرع . بل ينفى النقص و لا يحتج للنفي بعدم الثبوت

    و الله اعلم
    نعم، جزاك الله خيرًا
    فهذا ما قصدته أن الشيخ الألباني -إن صح عنه- فلا ينفي الحد كنفي الجهمية فهو يثبت العلو والاستواء بلا شك، فكان واجب على محققي الكتاب أن يحملا كلامه على هذا المعنى، وبالتالي فلا حاجة لهذا التنبيه، والله أعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    مما استوقفني من صنيع محققي الكتاب إنكارهما على الألباني
    نفي الحد
    العبارة التي ذكرت عنه ليس فيها نفي الحد . و انما هو توقف في اثباته . لو نقلوا عنه نفي الحد لقلنا لما لم يحملوا الحد على المعنى الباطل كما حملوا كلام العلماء . ففرق بين من نفى و بين من توقف

    فلا يتناسب القول بحمل الكلام على المعنى الباطل مع قول الشيخ
    ( ليس عليه ما يشهد له من الكتاب و السنة )
    فالشيخ اصلا لم يتعرض للمعنى لماذا ؟

    لان المعنى الصحيح قد دل عليه الشرع و هو مقر به
    و الباطل ينفى و لا يقال فيه لم يشهد عليه الشرع

    وحجة المتوقف غير حجة النافي

    و الله اعلم



    و بارك الله فيك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    فقوله ( ليس عليه ما يشهد له من الكتاب و السنة ) يقصد اللفظ فقط و ليس ذلك موجها للمعنى المثبت في الكتاب . لماذا - لان من عقيدة الشيخ رحمه الله انه يثبت العلو و ان الله بائن من خلقة .و هذا هو مقصود من يثبت الحد .
    احسنت القول
    ويدل علي ذلك انكار الشيخ الالباني عبارة الطحاوي
    وَتَعَالَى (5) عَنِ الْحُدُودِ وَالْغَايَاتِ وَالْأَرْكَانِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْأَدَوَاتِ لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات
    وعلق عليها بقوله
    قلت: مراد المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ بهذه الفقرة الرد على طائفتين:
    الأولى: المجسمة والمشبهة الذين يصفون الله بأن له جسما وجثة وأعضاء وغير ذلك تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
    والأخرى: المعطلة الذين ينفون علوه تعالى على خلقه وأنه بائن من خلقه. بل يصرح بعضهم بأنه موجود بذاته في كل الوجود وهذا معناه حلول الله في مخلوقاته. وأنه محاط بالجهات الست المخلوقة وليس فوقها فنفى المؤلف ذلك بهذا الكلام. ولكن قد يستغل ذلك بعض المبتدعة ويتأولونه بما قد يؤدي إلى التعطيل كما بينه الشارح رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى وقد لخص كلامه الشيخ محمد بن مانع عليه الرحمة فقال (ص 10) :
    ومراده بذلك الرد على المشبهة ولكن هذه الكلمات مجملة مبهمة وليست من الألفاظ المتعارفة عند أهل السنة والجماعة والرد عليهم بنصوص الكتاب والسنة أحق أولى من ذكر ألفاظ توهم خلاف الصواب. ففي قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) رد على المشبهة والمعطلة فلا ينبغي لطالب الحق الالتفات إلى مثل هذه الألفاظ ولا التعويل عليها فإن الله سبحانه موصوف بصفات الكمال منعوت بنعوت العظمة والجلال فهو سبحانه فوق مخلوقاته مستو على عرشه المجيد بذاته بائن من خلقه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ويأتي يوم القيامة وكل ذلك على حقيقته ولا نؤوله كما لا نؤول اليد بالقدرة والنزول بنزول أمره وغير ذلك من الصفات بل نثبت ذلك إثبات وجود لا إثبات تكييف. وما كان أغنى الإمام المصنف عن مثل هذه الكلمات المجملة الموهمة المخترعة ولو قيل إنها مدسوسة عليه وليست من كلامه لم يكن ذلك عندي ببعيد إحسانا للظن بهذا الإمام وعلى كل حال فالباطل مردود على قائله كائنا من كان ومن قرأ ترجمة المصنف الطحاوي لا سيما في لسان الميزان عرف أنه من أكابر العلماء وأعاظم الرجال وهذا هو الذي حملنا على إحسان الظن فيه في كثير من المواضع التي فيها مجال لناقد
    انتهى كلام ابن مانع رَحِمَهُ اللَّهُ
    اختلفوا في تفاصيلها الدقيقة مثل لفظ الجلوس

    صفة الجلوس ثابتة لله وقد عقد الخلال في السنة بابا كلاما في المقام المحمود
    فراجعه ان شئت بارك الله فيك
    http://shamela.ws/browse.php/book-1077#page-269

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    العبارة التي ذكرت عنه ليس فيها نفي الحد . و انما هو توقف في اثباته . لو نقلوا عنه نفي الحد لقلنا لما لم يحملوا الحد على المعنى الباطل كما حملوا كلام العلماء . ففرق بين من نفى و بين من توقف

    فلا يتناسب القول بحمل الكلام على المعنى الباطل مع قول الشيخ
    ( ليس عليه ما يشهد له من الكتاب و السنة )
    فالشيخ اصلا لم يتعرض للمعنى لماذا ؟

    لان المعنى الصحيح قد دل عليه الشرع و هو مقر به
    و الباطل ينفى و لا يقال فيه لم يشهد عليه الشرع

    وحجة المتوقف غير حجة النافي

    و الله اعلم
    و بارك الله فيك
    وهذا التوجيه لكلام الشيخ الألباني يزيد من احتمال خطأ محققي الكتاب، أليس كذلك؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    وهذا الرد علي من يقول ان اثبات الجلوس تجسيم ومشابهة لليهود
    وقد اتهموا السلف قديما بانهم ثنوية !
    * وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُزَنِيُّ، بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: «مَنْ رَدَّ هَذَا فَهُوَ مُتَّهَمٌ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَهُوَ عِنْدَنَا كَافِرٌ، وَزَعَمَ أَنَّ مَنَ قَالَ [ص: 216] بِهَذَا فَهُوَ ثَنَوِيُّ، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ الْعُلَمَاءَ وَالتَّابِعِينَ ثَنَوِيَّةٌ، وَمَنْ قَالَ بِهَذَا فَهُوَ زِنْدِيقٌ يُقْتَلُ»
    * سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ وَاصِلٍ، قَالَ: مَنْ رَدَّ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ فَهُوَ جَهْمِيُّ
    * وَسَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: مَنْ أَنْكَرَ هَذَا فَهُوَ عِنْدَنَا مُتَّهَمٌ، وَقَالَ: مَا زَالَ النَّاسُ يُحَدِّثُونَ بِهَذَا، يُرِيدُونَ مُغَايَظَةَ الْجَهْمِيَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْجَهْمِيَّةَ [ص: 215] يُنْكِرُونَ أَنَّ عَلَى الْعَرْشِ شَيْئًا
    * قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَنْ رَدَّهُ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ كَذَّبَ بِفَضِيلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ.
    * وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَبَعْضُهُمَا أَتَمُّ مِنْ بَعْضٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ: مَنْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ فَسَكَتَ فَهُوَ مُتَّهَمٌ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَكَيْفَ مَنْ طَعَنَ فِيهَا؟، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّقِيقِيُّ: مَنْ رَدَّهَا فَهُوَ عِنْدَنَا جَهْمِيُّ، وَحُكْمُ مَنْ رَدَّ هَذَا أَنْ يُتَّقَى، وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: لَا يَرُدُّ هَذَا إِلَّا مُتَّهَمٌ، وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: الْإِيمَانُ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَالتَّسْلِيمُ لَهُ، وَقَالَ إِسْحَاقُ لِأَبِي عَلِيٍّ الْقُوهُسْتَانِ يِّ: مَنْ رَدَّ هَذَا الْحَدِيثَ فَهُوَ جَهْمِيُّ، وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقُ لِلَّذِي رَدَّ فَضِيلَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ فَهُوَ مُتَّهَمٌ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْأَصْبَهَانِي ُّ: هَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثَ بِهِ الْعُلَمَاءُ مُنْذُ سِتِّينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، وَلَا يَرُدُّهُ إِلَّا أَهْلُ الْبِدَعِ، قَالَ: وَسَأَلْتُ حَمْدَانَ بْنَ عَلِيٍّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: كَتَبْتُهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَرُدُّهُ إِلَّا أَهْلُ الْبِدَعِ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَمَا يُنْكِرُ هَذَا إِلَّا أَهْلُ الْبِدَعِ، قَالَ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ: هَذَا حَدِيثٌ يُسَخِّنُ اللَّهُ بِهِ أَعْيَنَ الزَّنَادِقَةِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: مَنْ تَوَهَّمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَوْجِبْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا قَالَ مُجَاهِدٌ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْخَفَّافَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُصْعَبٍ يَعْنِي الْعَابِدَ يَقُولُ: نَعَمْ، يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ لِيَرَى الْخَلَائِقُ مَنْزِلَتَهُ
    * سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ مَعْرُوفٍ، يَقُولُ: «لَيْسَ يُنْكِرُ حَدِيثَ ابْنِ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ إِلَّا الْجَهْمِيَّةُ»

    *حَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قَالَ: «يُجْلِسُهُ عَلَى الْعَرْشِ» ، وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَشْيَخَتِنَا، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا رَدَّ هَذَا

    * وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِمَّنْ تَقَدَّمَ، وَلَا فِي عَصْرِنَا هَذَا إِلَّا وَهُوَ مُنْكِرٌ لِمَا أَحْدَثَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ رَدِّ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قَالَ: «يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ» ، فَهُوَ عِنْدَنَا جَهْمِيُّ، يُهْجَرُ وَنَحْذِرُ عَنْهُ
    وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: «يُقْعِدُهُ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ جَلَّ وَعَزَّ» ، فَقِيلَ لِلْجُرَيْرِيِّ : إِذَا كَانَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ فَهُوَ مَعَهُ، قَالَ: وَيْحَكُمْ، هَذَا أَقَرُّ لِعَيْنِي فِي الدُّنْيَا، وَقَدْ أَتَى عَلَيَّ نَيِّفٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا رَدَّ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ إِلَّا جَهْمِيُّ، وَقَدْ جَاءَتْ بِهِ الْأَئِمَّةُ فِي الْأَمْصَارِ، وَتَلَقَّتْهُ الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُولِ مُنْذُ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، وَبَعْدُ فَإِنِّي لَا أَعْرِفُ هَذَا التِّرْمِذِيَّ، وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُهُ عِنْدَ مُحَدِّثٍ، فَعَلَيْكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِالتَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ وَالِاتِّبَاعِ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «لَا أَعْرِفُ هَذَا الْجَهْمِيَّ الْعَجَمِيَّ، لَا نَعْرِفُهُ عِنْدَ مُحَدِّثٍ، وَلَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِنَا، وَلَا عَلِمْتُ أَحَدًا رَدَّ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ» يُقْعِدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَرْشِ "، رَوَاهُ الْخَلْقُ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَاحْتَمَلَهُ الْمُحْدِثُونَ الثِّقَاتُ، وَحَدَّثُوا بِهِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ، لَا يَدْفَعُونَ ذَلِكَ، يَتَلَقَّوْنَهُ بِالْقَبُولِ وَالسُّرُورِ بِذَلِكَ، وَأَنَا فِيمَا أَرَى أَنِّي أَعْقِلُ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ أَحَدًا رَدَّهُ، وَلَا يَرُدُّهُ إِلَّا كُلُّ جَهْمِيٍّ مُبْتَدَعٍ خَبِيثٍ، يَدْعُو إِلَى خِلَافِ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَشْيَاخُنَا وَأَئِمَّتُنَا، عَجَّلَ اللَّهُ لَهُ الْعُقُوبَةَ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ جِوَارِنَا، فَإِنَّهُ بَلِيَّةٌ عَلَى مَنِ ابْتُلِيَ بِهِ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَدَلَ عَنَّا مَا ابْتَلَاهُ بِهِ وَالَّذِي عِنْدَنَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَنَّا نُؤْمِنُ بِحَدِيثِ مُجَاهِدٍ وَنَقُولُ بِهِ عَلَى مَا جَاءَ، وَنُسْلِمُ الْحَدِيثَ وَغَيْرَهُ مِمَّا يُخَالِفُ فِيهِ الْجَهْمِيَّةَ مِنَ الرُّؤْيَةِ وَالصِّفَاتِ، وَقُرْبِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَقَدْ كَانَ كَتَبَ إِلَيَّ هَذَا الْعَجَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ كِتَابًا بِخَطِّهِ، وَدَفَعْتُهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الْمَرُّوذِيِّ، وَفِيهِ: أَنَّ مَنْ قَالَ بِحَدِيثِ مُجَاهِدٍ فَهُوَ جَهْمِيُّ ثَنَوِيُّ، وَكَذَبَ الْكَذَّابُ الْمُخَالِفُ لِلْإِسْلَامِ، فَحَذَرُوا عَنْهُ، وَأَخْبِرُوا عَنِّي أَنَّهُ مَنْ قَالَ بِخِلَافِ مَا كَتَبْتُ بِهِ فَهُوَ جَهْمِيُّ، فَلَوْ أَمْكَنَنِي لَأَقَمْتُهُ لِلنَّاسِ، وَنَادَيْتُ عَلَيْهِ حَتَّى أُشْهِرَهُ لِيَحْذَرَ النَّاسَ مَا قَدْ أَحْدَثَ فِي الْإِسْلَامِ، فَهَذَا دِينِي الَّذِي أَدِينُ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُمِيتَنَا وَيُحْيِيَنَا عَلَيْهِ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ: " أَمَّا بَعْدُ: فَعَلَيْكُمْ بِالتَّمَسُّكِ بِهَدْيِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ لِمَنْ بَعْدَهُ، وَطَعْنٌ لِمَنْ خَالَفَهُ، وَأَنَّ هَذَا التِّرْمِذِيَّ الَّذِي طَعَنَ عَلَى مُجَاهِدٍ بِرَدِّهِ فَضِيلَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبْتَدَعٌ، وَلَا يَرُدُّ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قَالَ: يُقْعِدُهُ مَعَهُ عَلَى الْعَرْشِ «إِلَّا جَهْمِيُّ يُهْجَرُ، وَلَا يُكَلَّمُ وَيُحَذَّرُ عَنْهُ، وَعَنْ كُلِّ مَنْ رَدَّ هَذِهِ الْفَضِيلَةَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى هَذَا التِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ جَهْمِيُّ خَبِيثٌ، لَقَدْ أَتَى عَلَى أَرْبَعٍ وَثَمَانُونَ سَنَةً، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا رَدَّ هَذِهِ الْفَضِيلَةَ إِلَّا جَهْمِيُّ، وَمَا أَعْرِفُ هَذَا وَلَا رَأَيْتُهُ عِنْدَ مُحَدِّثٍ قَطُّ، وَأَنَا مُنْكِرٌ لِمَا أَتَى بِهِ مِنَ الطَّعْنِ عَلَى مُجَاهِدٍ، وَرَدَّ فَضِيلَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْعِدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَرْشِ، وَأَنَّهُ مَنْ قَالَ بِحَدِيثِ مُجَاهِدٍ، فَهُوَ جَهْمِيُّ ثَنَوِيُّ، لَا يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ وَكُلُّ مَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ، فَهُوَ عِنْدَنَا جَهْمِيُّ يُهْجَرُ وَلَا يُكَلَّمُ، وَيُحَذَّرُ عَنْهُ» ، وَقَدْ حَدَّثَنِي آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: «صَحِبْتُ ابنَ عُمَرَ لِأَخْدُمَهُ، فَكَانَ هُوَ يَخْدُمُنِي» فَمِثْلُ هَذَا يَرُدُّ حَدِيثَهُ؟ وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِيَ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ، فَقَدْ سَبَقَتْ شَهَادَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: الَّذِي نَعْرِفُ وَنَقُولُ بِهِ وَنَذْهَبُ إِلَيْهِ: أَنَّ مَا سَبِيلُ مَنْ طَعَنَ عَلَى مُجَاهِدٍ وَخَطَّأَهُ إِلَّا الْأَدَبُ وَالْحَبْسُ،
    حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قَالَ: يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ " وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْثَرَ مِنْ هَذَا، وَمَنْ رَدَّ عَلَى مُجَاهِدٍ مَا قَالَهُ مِنْ قُعُودِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَرْشِ وَغَيْرَهُ، فَقَدْ كَذَبَ، وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا التِّرْمِذِيَّ الَّذِي يُنْكِرُ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ قَطُّ فِي حَدِيثٍ وَلَا غَيْرِ حَدِيثٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِي ُّ: أَرَى أَنْ يُجَانَبَ كُلُّ مَنْ رَدَّ حَدِيثَ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ "، وَيُحَذَّرُ عَنْهُ، حَتَّى يُرَاجِعَ الْحَقَّ، مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يُذَكِّرُ بِالسُّنَّةِ يَتَكَلَّمُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا إِنَّا عَلِمْنَا أَنَّ الْجَهْمِيَّةَ تُنْكِرُهُ مِنْ جِهَةِ إِثْبَاتِ الْعَرْشِ، فَإِنَّهُمْ يُنْكِرُونَ أَمْرَ الْعَرْشِ، وَيَقُولُونَ: الْعَرْشُ عَظَمَةٌ، مَعَ أَنَّهُمْ لَمْ يُنْكِرُوا مِنْهُ فَضِيلَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ هَذَا التِّرْمِذِيَّ رَجُلٌ لَا أَعْرِفُهُ وَرَأَيْتُ مَنْ عِنْدِي مِنْ أَصْحَابِنَا، يَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ فِي الطَّلَبِ، وَلَا عَرَفْتُهُ أَنَا، وَمُجَاهِدٌ كَانَتْ لَهُ جَلَالَةٌ عِنْدَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، يَأْخُذُ لَهُ بِالرِّكَابِ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا، وَعَلَيْكُمْ بِلُزُومِ السُّنَّةِ، وَالِاقْتِدَاءِ بِالسَّلَفِ الصَّالِحِ، بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ أَوْضَحَ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمُحْدَثَاتِ مَا هُوَ كِفَايَةٌ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ: كُلُّ مَنْ ظَنَّ أَوْ تَوَهَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَوْجِبْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ فِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فَهُوَ عِنْدَنَا جَهْمِيُّ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُصِيبَةَ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ أَنْ يَذْكُرَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَقْدُمُوا عَلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، وَلَوْلَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الْمَرُّوذِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ اجْتَهَدَ فِي هَذَا لَخِفْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِنَا وَبِمَنْ يَقْصُرُ عَنْ هَذَا الضَّالِّ الْمُضِلِّ عُقُوبَةٌ، فَإِنَّهُ مِنْ شَرِّ الْجَهْمِيَّةِ مَا يُبَالِي مَا تَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: لَيْسَ هَذَا عَرْشَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ عَرْشِ بِلْقِيسَ، وَعَرْشٌ مِنَ الْعُرُوشِ شَبَّهَ عَرْشَ الْآدَمَيِّينَ بِعَرْشِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا يَرْعَوِي عَنْ دَفْعِ فَضِيلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَيْفَ بِمَنْ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا شَكَّ فِي تَجَهُّمِهِ، وَلَا نَقْدِرُ عَلَى أَكْثَرَ مِنَ الدُّعَاءِ وَالتَّحْذِيرِ وَتَبْيِينِ أَمْرِهِ، وَنُعَادِي مَنْ يَنْصُرُهُ، أَوْ يَمِيلُ إِلَى مَنْ يَنْصُرُهُ بِتَكْفِيرِ مُجَاهِدٍ، وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِ مُجَاهِدٍ فِي {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] فَإِنَّهُ يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ، فَقَالَ: هَذَا كُفْرٌ، وَمَنْ قَالَ: بِهِ فَهُوَ كَافِرٌ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ هَارُونُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ: مَنْ رَدَّ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ فَهُوَ عِنْدِي جَهْمِيُّ، وَمَنْ رَدَّ فَضْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ عِنْدِي زِنْدِيقٌ لَا يُسْتَتَابُ، وَيُقْتَلُ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَضَّلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: «لَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي» وَيُرْوَى فِي قَوْلِهِ {لَعَمْرُكَ} [الحجر: 72] قَالَ: بِحَيَاتِكَ، وَيُرْوَى أَنَّهُ قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، لَوْلَاكَ مَا خَلَقْتُ آدَمَ» ، فَاحْذَرُوا مِنْ رَدِّ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ، وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَخْزَاهُ اللَّهُ أَنَّهُ يُنْكِرُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ، فَمَنْ رَدَّ هَذَا وَحَدِيثَ مُجَاهِدٍ فَلَا يُكَلَّمُ، وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ: أَنَّ هَذَا الْمَعْرُوفَ بِالتِّرْمِذِيّ ِ عِنْدَنَا مُبْتَدَعٌ جَهْمِيُّ، وَمَنْ رَدَّ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ، فَقَدْ دَفَعَ فَضْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ رَدَّ فَضِيلَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ عِنْدَنَا كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عَنِ الْإِسْلَامِ، وَقَدْ كَانَ وَرَدَ عَلَيَّ كِتَابٌ مِنْهُ فِيهِ: أَنَّ الْعَرْشَ سَرِيرٌ مِثْلُ عَرْشِ بِلْقِيسَ، وَعَرْشِ سَبَأٍ، وَعَرْشِ يُوسُفَ، وَعَرْشِ إِبْلِيسَ، فَأَنْكَرْتُ هَذَا وَغَيْرَهُ مِنْ قَوْلِهِ، وَأَنْكَرَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِسْلَامِ إِنْكَارًا شَدِيدًا، وَالَّذِي نَدِينُ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ حَدِيثُ مُجَاهِدٍ: يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ، فَمَنْ رَدَّ هَذَا فَهُوَ عِنْدَنَا جَهْمِيُّ كَافِرٌ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: الْهَاشِمِيُّون َ مَعِي عَلَى مِثْلِ قَوْلِي، وَكَذَبَ، أَخْزَاهُ اللَّهُ، مَا هَاشِمِيُّ يَدْفَعُ فَضِيلَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ كَانَ ذَلِكَ فَخْرَةٌ لَهُ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الْهَاشِمِيِّين َ فَيَجِبُ التَّفْتِيشُ عَنْهُ وَالنَّظَرُ فِي أَمْرِهِ، وَلَا أَعْرِفُهُ، وَلَا رَأَيْتُهُ قَطُّ مِنْ حَيْثُ أَعْرِفُهُ، وَلَقَدْ كَانَ عِنْدَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ، فَقَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ، ثُمَّ إِنَّهُ ظَهَرَ مِنْهُ الْعَدَاءُ لِلَّهِ عَلَى مَا حَبَسَهُ عَلَيْهِ، وَأَطَالَ حَبْسَهُ مِنْ دَفْعِهِ هَذَا الْحَدِيثَ وَغَيْرَهُ، مِمَّا أَطْلَقَ بِهِ لِسَانَهُ، وَوَضَعَ فِيهِ الْكُتُبَ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْعَةَ أَبِي مُسْلِمٍ أَصَحُّ مِنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَوَضَعَ لِآلِ أَبِي طَالِبٍ كِتَابًا يَذْكُرُ فِيهِ أَنَّ الْعَلَوِيَّةَ أَحَقُّ بِالدَّوْلَةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، يَتَقَرَّبُ بِذَلِكَ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ أَرَادَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حَبَسَهُ أَرَادَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ ابْنِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَسَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ يَذْكُرُ ذَلِكَ كُلَّهُ عَنْهُ وَيَضَعُهُ، فَيَنْبَغِي لِسَامِعِ ذِكْرِهِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَيُحَذِّرَ عَنْهُ النَّاسَ، وَيَتَبَيَّنُ عَلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْفَارِسِيُّ الزَّاهِدُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكُونُ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَلَا فِي الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ، وَلَا فِي الْعُلَمَاءِ الْمُتَفَقِّهِي نَ، وَلَا فِي الْعَارِفِينَ الْعَابِدِينَ، وَلَا فِي الضُّلَّالِ الْمُبْتَدِعِين َ أَحَدٌ يَسْتَحِلُّ فِي عَقْدِ دِيَانَتِهِ أَوْ بِدْعَتِهِ الطَّعْنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَدَّ فَضِيلَةً فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهَا، وَخَصَّهُ بِهَا، كَمَا خُصَّ بِالزِّيَارَةِ إِلَيْهِ حَيًّا قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَنَادَى بِذَلِكَ فِي أَسْمَاعِ الْخَلَائِقِ، فَقَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1] ثُمَّ سَارَ بِهِ الْمَلَكُ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مُنْتَهَى مُنْقَطِعِ عِلْمِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] فَانْتَهَى الْعِلْمُ إِلَيْهِمَا مِنْ قِبَلِ الْمَلَائِكَةِ خَاصَّةً دُونَ وَلَدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ لِأَنَّ بَنِي آدَمَ قَدْ شَغَلَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنْفُسِهِمْ عَنِ النَّظَرِ فِي مَلَكُوتِ الْأَعْلَى، فَقَالَ: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]
    * فَقِيلَ لِأَبِي مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ: إِذَا كَانَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ فَهُوَ مَعَهُ، قَالَ: نَعَمْ، مَعَ الرَّبِّ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا أَشْرَفُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ، وَأَنَا مُنْكَرٌ عَلَى مَنْ رَدَّ هَذَا الْحَدِيثَ، وَهُوَ عِنْدِي رَجُلُ سُوءٍ مُتَّهِمٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ*
    * قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَبَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْجُهَّالِ دَفْعُ الْحَدِيثِ بَقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ فِي رَدِّهِ مِمَّا أَجَازَهُ الْعُلَمَاءُ مِمَّنْ قَبْلَهُ مِمَّنْ ذَكَرْنَا، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِمَّنْ ذَكَرْتُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ، إِلَّا وَقَدْ سَلَّمَ الْحَدِيثَ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ الْخَبَرُ، وَكَانُوا أَعْلَمَ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ وَسُنَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ رَدَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْجُهَّالِ، وَزَعَمَ أَنَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ هُوَ الشَّفَاعَةُ لَا مَقَامَ غَيْرُهُ. فَهَذِهِ حِكَايَاتُ الشُّيُوخِ وَالثِّقَاتِ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ وَالْكُوفَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَوْلَا مَا يَطُولُ بِهِ الْكِتَابُ لَزِدْنَاكُمْ مِنَ الْحِكَايَاتِ، وَفِيمَا كَتَبْنَا كِفَايَةٌ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
    ( السنة للخلال )

    ذِكْرُ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ
    * الترمذي المذكور ليس ابو عيسي الترمذي صاحب السنن والله اعلم


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2019
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    أرجو التأمل أيها الإخوة في هذا، بحث مفيد:

    "وقفتُ على حديث أورده أبو محمد الدشتي في كتابه إثبات الحد لله من (ص145-150) من طرق مدارها على أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب .
    ساق إسناده الأول إلى محمد بن أحمد بن خالد القاضي، ثنا سعيد بن محمد ثنا سلم بن قتيبة ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب عن النبي ﷺ في قوله عز وجل : ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ [سورة طه:5].قال: حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل".ثم قال الدشتي: "حديث صحيح، رواته على شرط البخاري ومسلم".

    أقول: قول أبي محمد الدشتي: "حديث صحيح، رواته على شرط البخاري ومسلم". غير صحيح. لأن في إسناده عبد الله بن خليفة ليس على شرط البخاري ومسلم، ولم يرو له أحد منهما، بل لم يرو له من أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، روى له في التفسير لا في السنن، ولعله لم يرو له إلا هذا الحديث.
    وسلم بن قتيبة لم يرو له مسلم شيئًا.والبخاري لم يرو له إلا ثلاثة أحاديث، كما قال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري (ص427) في حرف السين.
    أقول: ولعل البخاري لم يرو له إلا في المتابعات.وروى له الأربعة.وأقول: علّق عادل بن عبد الله آل حمدان على هذا الحديث بالإسناد المذكور بقوله في حاشية (ص146):"أخرجه الضياء في "المختارة" (154)، والخطيب (1/295) كلاهما من طريق محمدبن مظفر في "غرائب شعبة"، وأخرجه من طريق شعبة موقوفاً: ابن ماجه في "التفسير" ذكر ذلك المزي في "تهذيب الكمال" (14/456).
    والتصحيح المذكور هو للضياء، وليس في نشرة "المختارة".وعبد الله لم يرو له الشيخان، وسلم لم يرو له مسلم.
    وروى الخطيب، عن البرقاني، عن الدارقطني: (تفرد به القاضي).
    قال البرقاني: وهم القاضي، وحديث سلم هو عن إسرائيل لا عن شعبة، وحديث شعبة موقوف.وفي السند اختلاف كثير بين الرفع والوقف والإرسال، وفي حال تابعيه.والصواب أنه حديث محتج به على كل حال، وقد رواه شعبة وعبد الرحمن ابن مهدي كما رأيت، وسيأتي".

    أقول: كيف يصح قول عادل: "والصواب أنه حديث محتج به على كل حال" إذا كان في سنده اختلاف كثير بين الرفع والوقف والإرسال، فهذا الاختلاف لو وقع في روايات أحد الثقات لحكم باضطرابه وشدة ضعفه، فكيف وهذا الحديث مداره على عبد الله بن خليفة المجهول الحال، والذي انفرد بتوثيقه ابن حبان، وتوثيقه لا يعتد به أئمة الحديث؛ لأنه يوثق المجهولين، وهذا الذهبي يقول في ابن خليفة هذا: لا يكاد يعرف.وفيه أبو إسحاق السبيعي شديد التدليس، وسيأتي زيادة بيان حول هذين الرجلين.ومع هذا كله فليس في هذا الأثر على ضعفه ذِكر للجلوس على العرش ولا للقعود؛ فسقط تعلق عادل به.

    يتبع ...

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2019
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    قال الدشتي في إثبات الحد (ص146-150):
    "33- وأخبرنا أبو عبدالله المقدسي، أنبا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح –بأصبهان-.
    وأخبرنا يوسف بن خليل الدمشقي، أنبا أبو عبدالله بن أبي زيد الكراني –بأصبهان- قالا: إن أبا منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي أخبرهم، قال أبو جعفر -قراءة عليه وهو حاضر-: أنبا أبو الحسن أحمد بن محمد بن فاذشاه، قال: ثنا أبو القاسم الطبراني قال: ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، ثنا عبدالله ابن أبي زياد القطواني، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبدالله بن خليفة، عن عمر قال: أتت امرأةٌ النبيَّ ﷺ فقالت: ادعُ الله أن يدخلني الجنة.
    فَعَظَّمَ الرَّبَّ -عَزَّ وَجَلَّ- ثم قال: «إنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، وإنه يَقْعُدُ عليه، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع».
    ثم قال بأصابعه فجمعها، «وإن له أطيطاً كأطيط الرَّحْلِ الجديد إذا رُكِبَ من ثقله».
    هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم.
    34- وأخبرنا أبو عبدالله، أنبا أبو مسلم المؤيد بن الإخوة –بأصبهان-، أنبا الحسين بن عبد الملك الخلال، أنبا إبراهيم بن منصور، أنبا محمد بن إبراهيم بن علي، أنبا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا زهير، ثنا يحي بن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبدالله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب قال: أتت امرأة إلي النبي ﷺ فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. قال: فعظّم الرب -تبارك وتعالى-، وقال: «إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله».
    35- وأخبرنا أبو عبد الله، أنبا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح -بقراءتي عليه بأصبهان- قلت له: أخبركم محمود بن إسماعيل الصيرفي -قراءة عليه وأنا حاضر-، أنبا محمد بن عبدالله بن شاذان، أنبا عبدالله بن محمد القبَّاب، أنبا أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم، ثنا إسماعيل بن سالم الصايغ، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبدالله بن خليفة، عن عمر : أن امرأة أتت النبي ﷺ فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. فعظّم الرب -سبحانه وتعالى-، وقال: «إن عرشه فوق سبع سموات، وإن له أطيطًا كأطيط الرحل الجديد إذا رُكِبَ من ثقله».
    36- وأخبرنا يوسف بن خليل، أنبا أبو منصور، أنبا أبو الحسن، أنبا أبو القاسم، أنبانا أبو عبدالله بن بطة، حدثنا أبو بكر بن سلمان، ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، ثنا عبدالله بن الحكم، وعثمان قالا: ثنا يحيى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ابن خليفة، عن عمر قال: أتت امرأة النبي ﷺ فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. فعظّم الرب، وقال: «إن كرسيه فوق السموات والأرض، وإنَّهُ يقعد عليه، فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، -ثم قال بأصابعه يجمعها-، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا رُكِبَ».([1])
    هذا حديث صحيح؛ رواته على شرط البخاري ومسلم.
    فهو كما قال رسول الله ﷺ، ومعناه على ما يليق به، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا.
    وقد أخرج هذا الحديث عامة العلماء من أئمة المسلمين في كتبهم التي قصدوا فيها نقل الأخبار الصحيحة، وتكلموا على تَوثِقَةِ رجاله، وتصحيح طريقه.
    وممن رواه: الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر الخلال، وصاحبه أبو بكر عبدالعزيز، وأبو عبدالله بن بطة.
    وقد رواه أبو محمد الخلال في كتاب الصفات له.
    ورواه أبو الحسن الدارقطني([2])في كتاب الصفات الذي جمعه، وضبط طرقه، وحفظ عدالة رواته، وكان الدارقطني من أصحاب الحديث، من أصحاب الشافعي.
    وأخرجه أبو الحسن بن الزاغوني في كتاب له.
    37- وقال في بعض مصنفاته: "وقد أوردته في غير هذا الكتاب على وجهٍ لا سبيل إلى دفعه ورده إلا بطريق العناد، ولا طُعِنَ في صحته إلا بطريق المكابرة".
    وقد أخرجه شيخنا أبو عبدالله المقدسي في كتاب المسند الصحيح.
    ورواه غيرهم من الأئمة والحفاظ".
    أقول: تكلّم عادل في (ص151-152) على الاختلاف في رفع هذا الحديث ووقفه وإرساله في كلام كثير، وبما لا يفيد الحديث شيئاً، فكثرة الاختلافات عند أولي النهى وأهل الحديث من أقوى الأدلة وأوضحها على شدة ضعف الحديث الذي هذا حاله وواقعه، هذا إذا كان الحديث عن ثقة، فكيف إذا كان مدار الحديث على مجهول الحال يرويه عنه مدلس شديد التدليس؟
    فلو رواه عشرات العلماء وهذا حاله لا تخرجه رواياتهم عن دائرة الضعف والنكارة.
    وفي (ص153) تكلم على ألفاظ الحديث مثل "الأطيط" و"القعود" ومن أثبتها، وذكر عدداً ممن يرى أنهم أثبوتها، ولو قال : "رووها" بدل "أثبتوها" لكان أقرب إلى الصواب.
    والحق أنه لو رواها عشرات العلماء ومدارها على مجهول الحال ومدلس فلا يخرجه هؤلاء الرواة عن دائرة الضعف والنكارة.
    هذا الذي أقوله منبثق عن منهج السلف الذي يسلم به من روى هذا الحديث، ومن انتقده وبيّن ضعفه.
    ومنهج عادل يقتضي إهمال قواعد السلف وأصولهم التي وضعوها للحفاظ على أحاديث سيد البشر الصادق المصدوق وحمايتها من روايات الكذابين والمتروكين والضعفاء والمجهولين، والتمييز بينها وبين روايات الأمناء العدول الصادقين.
    ويقتضي إهدار جهود السلف في بيان الأحاديث الضعيفة والمعلّة التي ألّفوا في بيانها المؤلفات.
    ويقتضي عدم الالتفات إلى جهود الأئمة في بيان أصناف المجروحين، وتأليفهم في ذلك المؤلفات.
    ومعلوم بعد هذا أن بعض السلف يتساهل في رواية الأحاديث الضعيفة في الأحكام والزهد، وقد أنكر الإمام أحمد وغيره على هؤلاء المتساهلين، ويقرأ هذه المؤلفات الكثير من أهل العلم وغيرهم، فلا نعتبر قراءتهم تصحيحًا لما فيها من الأحاديث الضعيفة.
    ويتصدى لبيان ضعفها علماء آخرون بالحجج والبراهين، فلا يعارضهم إلا الجهلة وغلاة الصوفية.
    قال عبد الله بن الإمام أحمد -رحمهما الله- في كتاب السنة (ص258-262) تحقيق عادل آل حمدان:
    "569- سئل عما روي في الكرسي، وجلوس الرب -عز وجل- عليه؟
    رأيت أبي -رحمه الله- يصحح هذه الأحاديث: أحاديث الرؤية([3])، ويذهب إليها، وجمعها في كتاب، وحدثنا بها.
    570- حدثني أبي -رحمه الله- قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبدالله بن خليفة، عن عمر -رضي الله عنه-، قال: إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي، سُمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد.
    571- حدثني أبي، ثنا وكيع بحديث: إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبدالله بن خليفة، عن عمر -رضي الله عنه-، قال: "إذا جلس الرب -عز وجل- على الكرسي. فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع، فغضب وكيع وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها.
    572- حدثني أبي، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحدٌ قدره.
    573 - حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا أبي، ثنا محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل.
    574 - حدثني أبي، ثنا رجل، ثنا إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك في قوله -عز وجل-: ﴿وسع كرسيه السموات والأرض﴾ [سورة البقرة:255]، قال: إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة، ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة، لكل ملك منهم أربعة وجوه: وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه ثور، فهم قيام عليها، قد أحاطوا بالأرض والسموات، ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي عند العرش.
    قال: وهو واضع رجليه تبارك وتعالى على الكرسي.
    575 - كتب إليَّ العباس بن عبد العظيم العنبري: كتبت إليك بخطي: ثنا إسحاق بن منصور أبو عثمان، ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، قال: إن الكرسي الذي وسع السموات والأرض لموضع قدميه، وما يقدر قدر العرش إلا الذي خلقه، وإن السموات في خلق الرحمن -جل وعز- مثل قبة في صحراء.
    576 - حدثني أبي، ثنا ابن مهدي، وأبو سفيان –يعني: المعمري- عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، قال: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاة.
    577 - حدثني أبي، ثنا نوح بن ميمون، قال: سمعت بكير بن معروف أبا معاذ قاضي نيسابور، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك في قوله -عز وجل-: ﴿ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾ [سورة المجادلة:7]، قال: هو على العرش وعلمه معهم.
    578- كتب إليَّ عباس بن عبد العظيم العنبري، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: جاءت امرأة إلى النبي ﷺ، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، قال: فعظم الرب -عز وجل- وقال: ﴿وسع كرسيه السموات والأرض﴾، إنه ليقعد عليه -جل وعز-، فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع، وإن له لأطيطاً كأطيط الرحل إذا رُكِب".
    أقول:
    أولا:هذا الأثر عن عمر ضعيف:
    أ- لأن مداره على عبد الله بن خليفة.
    قال فيه الحافظ الذهبي في الميزان (2/414):
    "عبد الله بن خليفة [فق] الهمداني، تابعي مخضرم، له عن عمر. وعنه أبو إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق. ذكره ابن حبان في الثقات. وأورد له ابن ماجه في تفسيره في : ﴿الرحمن على العرش استوى﴾. لا يكاد يُعرف".
    وقال فيه الحافظ ابن حجر: مقبول من الثانية.
    وأورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/45)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو عنده مجهول.
    ب- يحتمل أن يكون عبد الله بن خليفة أخذه من الإسرائيليات.
    جـ- ثم كيف ينفرد به عبد الله بن خليفة -الذي لا يعرف لا بعلم ولا بغيره- عن الصحابة كعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وغيرهم من الصحابة والتابعين ممن هم ملازمون لعمر بن الخطاب.
    د- الذي حمل وكيعًا على الغضب قد يكون اعتقاده في هذا الرجل أنه ممن ينكر علو الله -عزّ وجل- وغيره من صفات الله، ثم إن احتجاجه بأن الأعمش وسفيان يحدِّثون بهذه الأحاديث ليس بحجة عند أهل السنة، فهما وغيرهما ما جاؤوا فيه بإسناد صحيح قُبل، وما جاؤوا فيه بإسناد ضعيف لا يُقبل على منهج أهل السنة والجماعة، ومنهم الإمام أحمد وسفيان والأعمش ووكيع؛ لأن الرجال يحتج لهم، ولا يحتج بهم كما يقوله شيخ الإسلام ابن تيمية .
    ثانيًا: أثر ابن عباس رضي الله عنهما، الأول: إسناده حسن؛ لأن فيه عمار الدهني، قال فيه الحافظ ابن حجر: صدوق يتشيع، وبقية رجال الإسناد ثقات، وقال الذهبي في الكاشف: وثق.
    ثالثًا: أثر أبي موسى رجاله ثقات إلا أن عمارة لم يرو عن أبي موسى ؛ ففي إسناده انقطاع، إلا أن أثر ابن عباس يشهد لجزء منه، ألا وهو قول أبي موسى: "الكرسي موضع القدمين"، ولا يشهد لقوله: "ولهأطيط".
    رابعًا: أثر أبي مالك غزوان الغفاري ضعيف؛ لأن في إسناده رجلًامجهولًا، وفيه: إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، من الأئمة من يوثقه، ومنهممن يُضعِّفه، وهو شيعي يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، راجعترجمته في الميزان.
    خامسًا: أثر ابن عباس رضي الله عنهما في إسناده إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، قال الحافظ الذهبي: فيه لين. وقال الحافظ ابن حجر: صدوق يهم.
    وفيه إسحاق بن منصور أبو عثمان هو السلولي، وهو صدوق، تكلم فيه للتشيع، وبقية رجال هذا الإسناد ثقات.
    لكن هذا الأثر على ما فيه يعتضد بأثر ابن عباس السابق.
    سادسًا: أثر مجاهد فيه ليث بن أبي سليم، قال فيه الحافظ ابن حجر: صدوق، اختلط أخيرًا، ولم يتميز حديثه؛ فتُرك.
    وقال الحافظ الذهبي: فيه ضعف يسير، وكان ذا صلاة وصيام وعلم كثير، وبعضهم احتج به مقرونًا.
    سابعًا: أثر الضحاك فيه بكير بن معروف، قال فيه الحافظ ابن حجر: "صدوق، فيه لين".
    لكن هذا التفسير من الضحاك أجمع عليه أهل السنة، فالله مستو على عرشه وعلمه في كل مكان.
    وهذه الآثار عن ابن عباس، وأبي موسى، ومجاهد ليس فيها ذِكر لجلوس الرحمن على الكرسي ولا للقعود.
    ثامنًا: هذا الحديث الذي نسبه عبد الله بن خليفة إلى النبي ﷺ فيه علل:
    الأولى: أنه مرسل.
    والثانية: هو نفسه كما قال الذهبي لا يكاد يعرف، وأورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/45) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو عنده مجهول.
    والثالثة: في نظري أنه يمكن أن يكون عبد الله قد أخذه من بعض الإسرائيليين.
    والرابعة: يظهر من هذه الرواية والتي سلفت ما يدل على اضطراب عبد الله بن خليفة.
    فتارة يرويها عن عمر، وأخرى ينسبها إلى رسول الله ﷺ.
    والخامسة: النكارة واضحة في هذه الرواية المرسلة.
    إذ كيف يتصور أن يستنكر على هذه المرأة التي طلبت من رسول الله ﷺ أن يدعو الله لها ليدخلها الجنة، فهذا السؤال حق لا يستوجب الاستنكار.
    كيف يستنكر رسول الله ﷺ هذا السؤال وهو يحث أمته على أن يسألوا الله الفردوس: أعلى الجنة.
    قال البخاري في صحيحه:
    "حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِين َ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ: «وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ»"، حديث (2790).
    وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/316، 321)، والترمذي حديث (2531)، وابن أبي شيبة في مصنفه حديث (35074) كلهم من طريق عبادة بن الصامت .
    وله شاهد من حديث معاذ بن جبل ، رواه أحمد (5/240-241)، والترمذي في جامعه برقم (2530)، وابن ماجه في سننه برقم (4331).
    إلا أن في إسناده انقطاعًا؛ لأن عطاء بن يسار لم يدرك معاذًا .
    وأقول: علّق عادل آل حمدان على حديث عبد الله بن خليفة السابق برقم (570) من كتاب السنة.
    فقال: "3- "إثبات الحد لله تعالى" للدشتي (42) من طريق المصنف. وقد خرّجت هذا الأثر بشيء من التوسع في التعليق على كتاب "إثبات الحد لله تعالى وأنه جالس وقاعد على عرشه" للدشتي -رحمه الله-، وذكرت كلام أهل العلم في تصحيح هذا الحديث، ومن ذلك:
    1- قال ابن تيمية -رحمه الله- "مجموع الفتاوى" (16/434): حديث عبد الله بن خليفة المشهور الذي يروى عن عمر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ..أكثر أهل السنة قبلوه.اهـ
    2- الذهبي قال في "العرش" (2/119): هذا حديث محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي إمام الكوفيين في وقته، سمع من غير واحد من الصحابة، وأخرجا حديثه في الصحيحين، وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة، تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن خليفة من قدماء التابعين، لا نعلم حاله بجرح ولا تعديل([4])؛ لكن هذا الحديث حدّث به أبو إسحاق السبيعي مقراً له كغيره من أحاديث الصفات، وحدّث به كذلك سفيان الثوري، وحدّث به أبو أحمد الزبيري، ويحيى بن أبي بكير، ووكيع، عن إسرائيل.
    وأخرجه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "السنة"، و"الرد على الجهمية" له، عن أبيه عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان -ثم ساقه- وقال:
    ورواه أيضاً عن أبيه، حدثنا وكيع بحديث إسرائيل -ثم ساقه-.
    قال الذهبي: قلت: وهذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدثين، أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في "صحيحه"، وهو من شرط ابن حبان فلا أدري أخرّجه أم لا؟!، فإن عنده أن العدل الحافظ إذا حدّث عن رجل لم يُعرف بجرح، فإن ذلك إسناد صحيح.
    فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سُرُج الهدى ومصابيح الدجى، قد تلّقوا هذا الحديث بالقبول وحدّثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره، ونتحذلق عليهم؟!، بل نؤمن به.
    قال الإمام أحمد: لا نزيل عن ربنا صفة من صفاته، لشناعة شنِّعت وإن نَبَت عن الأسماع.
    فانظر إلى وكيع بن الجراح الذي خلفَ سفيان الثوري في علمه وفضله، وكان يشبه به في سمته وهديه، كيف أنكر على ذلك الرجل، وغضب لما رآه قد تلوَّن لهذا الحديث".
    وعلى عادل ملاحظات:
    الأولى: على قوله: "قال ابن تيمية -رحمه الله- "مجموع الفتاوى" (16/434): حديث عبد الله بن خليفة المشهور الذي يروى عن عمر -رضي الله عنه-، عن النبي ﷺ .. أكثر أهل السنة قبلوه. اهـ".
    أقول: تكلم شيخ الإسلام بكلام ينتقد فيه طائفة ممن انتسب إلى السنة في منهجهم في الاستدلال.
    وانتقد طائفة أخرى تُكفِّر من يخالفها، بيّن شيخ الإسلام خطأها في الاستدلال.
    سأنقل كلام شيخ الإسلام في هاتين الطائفتين بعد مناقشة عادل.
    تجاهل عادل هذا النقد من شيخ الإسلام، ولم يكتفِ بهذا التجاهل، بل تجاوز ذلك إلى بتر الكلام الذي نقله عن شيخ الإسلام.
    قال شيخ الإسلام بعد الكلام الذي أشرنا إليه:
    "ومن ذلك حديث عبد الله بن خليفة المشهور الذي يروى عن عمر عن النبي ﷺ، وقد رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مختاره.
    وطائفة من أهل الحديث ترده لاضطرابه، كما فعل ذلك أبو بكر الإسماعيلي وابن الجوزي وغيرهم، لكن أكثر أهل السنة قبلوه"، مجموع الفتاوى (16/434-435).
    لماذا حذف عادل من كلام شيخ الإسلام قوله: "وطائفة من أهل الحديث ترده لاضطرابه، كما فعل ذلك أبو بكر الإسماعيلي وابن الجوزي وغيرهم".
    إن الحق والصواب مع هذه الطائفة من أهل الحديث.
    لأن عبد الله بن خليفة لا يكاد يعرف، ومع ذلك ففي حديثه اضطراب، ورِكّة، يُنـزّه عنها رسول الهدى ﷺ.
    بل وفيه معارضة لحديث أبي هريرة وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنهما الماضيين.
    ففي حديثهما حث على سؤال الله أعلى الجنة.
    وفي حديث ابن خليفة استنكار رسول الله ﷺ سؤال الجنة، وتعظيم ذلك، وحاشا رسول الله أن يعترض على أمر مطلوب ومشروع.
    فكيف يحتج به من قبله وموضوعه موضوع عقيدة في الله وهذا حاله.
    وهاك كلام شيخ الإسلام الذي وعدتُ بنقله.
    قال في مجموع الفتاوى (16/432- 434): "لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ تُعْرَفَ الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ إسْنَادًا وَمَتْنًا، فَالْقُرْآنُ مَعْلُومٌ ثُبُوتَ أَلْفَاظِهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ وُجُوهُ دَلَالَتِهِ، وَالسُّنَّةُ يَنْبَغِي مَعْرِفَةُ مَا ثَبَتَ مِنْهَا وَمَا عُلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ؛ فَإِنَّ طَائِفَةً مِمَّنْ انْتَسَبَ إلَى السُّنَّةِ وَعَظَّمَ السُّنَّةَ وَالشَّرْعَ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ اعْتَصَمُوا فِي هَذَا الْبَابِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ جَمَعُوا أَحَادِيثَ وَرَدَتْ فِي الصِّفَاتِ مِنْهَا مَا هُوَ كَذِبٌ مَعْلُومٌ أَنَّهُ كَذِبٌ وَمِنْهَا مَا هُوَ إلَى الْكَذِبِ أَقْرَبُ وَمِنْهَا مَا هُوَ إلَى الصِّحَّةِ أَقْرَبُ وَمِنْهَا مُتَرَدَّدٌ، وَجَعَلُوا تِلْكَ الْأَحَادِيثَ عَقَائِدَ وَصَنَّفُوا مُصَنَّفَاتٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُكَفِّرُ مَنْ يُخَالِفُ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْأَحَادِيثُ، وَبِإِزَاءِ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِجِنْسِ الْحَدِيثِ وَمَنْ يَقُولُ عَنْ أَخْبَارِ الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهَا: هَذِهِ أَخْبَارُ آحَادٍ لَا تُفِيدُ الْعِلْمَ.
    وَأَبْلَغُ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ: دَلَالَةُ الْقُرْآنِ لَفْظِيَّةٌ سَمْعِيَّةٌ وَالدَّلَالَةُ السَّمْعِيَّةُ اللَّفْظِيَّةُ لَا تُفِيدُ الْيَقِينَ، وَيَجْعَلُونَ الْعُمْدَةَ عَلَى مَا يَدْعُونَهُ مِنْ الْعَقْلِيَّاتِ وَهِيَ بَاطِلَةٌ فَاسِدَةٌ.
    مِنْهَا: مَا يُعْلَمُ بُطْلَانُهُ وَكَذِبُهُ، وَهَؤُلَاءِ أَيْضًا قَدْ يُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ كَمَا فَعَلَ أُولَئِكَ، وَكِلَا الطَّرِيقَيْنِ بَاطِلٌ وَلَوْ لَمْ يُكَفِّرْ مُخَالِفَهُ، فَإِذَا كَفَّرَ مُخَالِفَهُ صَارَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ الَّذِينَ يَبْتَدِعُونَ بِدْعَةً وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا كَمَا فَعَلَتْ الْخَوَارِجُ وَغَيْرُهُمْ... .
    وَطَائِفَةٌ مِمَّنْ يَقُولُ بِأَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنِهِ يُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ، ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ كَمَا فَعَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ شُكْرٍ؛ فَإِنَّهُ سَرِيعٌ إلَى تَكْفِيرِ مَنْ يُخَالِفُهُ فِيمَا يَدَّعِيهِ مِنْ السُّنَّةِ وَقَدْ يَكُونُ مُخْطِئًا فِيهِ، إمَّا لِاحْتِجَاجِهِ بِأَحَادِيثَ ضَعِيفَةٍ أَوْ بِأَحَادِيثَ صَحِيحَةٍ لَكِنْ لَا تَدُلُّ عَلَى مَقْصُودِهِ، وَمَا أَصَابَ فِيهِ مِنْ السُّنَّةِ لَا يَجُوزُ تَكْفِيرُ كُلِّ مَنْ خَالَفَ فِيهِ؛ فَلَيْسَ كُلُّ مُخْطِئٍ كَافِرًا لَاسِيَّمَا فِي الْمَسَائِلِ الدَّقِيقَةِ الَّتِي كَثُرَ فِيهَا نِزَاعُ الْأَمَةِ، كَمَا قَدْ بُسِطَ هَذَا فِي مَوَاضِعَ.
    وَكَذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ لَهُ مُصَنَّفٌ فِي الصِّفَاتِ قَدْ جَمَعَ فِيهِ الْغَثَّ وَالسَّمِينَ.
    وَكَذَلِكَ مَا يَجْمَعُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ منده مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ حَدِيثًا لَكِنْ يَرْوِي شَيْئًا كَثِيرًا مِنْ الْأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ، وَرُبَّمَا جَمَعَ بَابًا وَكُلُّ أَحَادِيثِهِ ضَعِيفَةٌ كَأَحَادِيثِ أَكْلِ الطِّينِ وَغَيْرِهَا، وَهُوَ يَرْوِي عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ ، وَقَدْ وَقَعَ مَا رَوَاهُ مِنْ الْغَرَائِبِ الْمَوْضُوعَةِ إلَى حَسَنِ ابْنِ عَدِيٍّ فَبَنَى عَلَى ذَلِكَ عَقَائِدَ بَاطِلَةً وَادَّعَى أَنَّ اللَّهَ يُرَى فِي الدُّنْيَا عِيَانًا، ثُمَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِهَذَا مِنْ أَتْبَاعِهِ يُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ، وَهَذَا كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْبِدَعِ كَمَا فَعَلَتْ الْخَوَارِجُ".
    أقول: تأمل هذا الكلام العلمي الرصين الذي يقرر المنهج العلمي المتين لما يصح الاحتجاج به، وما لا يصح من الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وانظر نقده لمن يحتج على إثبات الصفات بأحاديث مكذوبة.
    ومنها ما هو إلى الكذب أقرب، أي أحاديث ضعيفة، مثل حديث عبد الله بن خليفة هذا، وما شاكله.
    ومنها ما هو إلى الصحة أقرب، أي ليس بصحيح، ومن البلاء بهذا الصنف أنهم يُكفرون من خالفهم، وحالهم وحال أدلتهم ما عرفت.([5])
    وقابلهم طائفة يكذبون بجنس الحديث، ويقولون عن أحاديث الصحيحين وغيرها: إنها أخبار آحاد، لا تفيد العلم، وهؤلاء أهل ضلال.
    وأسوأ حالًا من هاتين الطائفتين من يقول: "دَلَالَةُ الْقُرْآنِ لَفْظِيَّةٌ سَمْعِيَّةٌ، وهي لا تفيد اليقين، ويجعلون العمدة على ما يدّعونه من العقليات الباطلة الفاسدة، وقد يُكفِّرون من خالف ضلالهم، وكلا الطرفين أهل باطل، يعني أن هذه الطوائف الثلاث على باطل، لا سيما إذا كفّرت كل طائفة من يخالفها.
    وانظر إلى الطائفة الرابعة التي تُكفِّر من خالفها في دعوى رؤية النبي ﷺ ربه بعينه، ظانين أنه قد جاء بذلك أحاديث صحيحة، وعمدتها في ذلك أحاديث ضعيفة، أو أحاديث صحيحة لا تدل على المقصود.
    ومثّل شيخ الإسلام لهذا الصنف بأبي الحسن علي بن شكر وبأبي علي الأهوازي وبعبد الرحمن بن منده، وبحسن بن عدي الذي ادَّعَى أَنَّ اللَّهَ يُرَى فِي الدُّنْيَا عِيَانًا؛ معتمدًا على ما رواه عبد الرحمن بن منده والأهوازي من الغرائب الموضوعة.
    ثم قال شيخ الإسلام بعد هذا التأصيل العظيم والنقد الشديد لمن يخالف هذا التأصيل والمنهج: "وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْن خَلِيفَةَ المشهور، الذي يروى عن عمر عن النبي ﷺ وقد رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مختاره، وطائفة من أهل الحديث ترده لاضطرابه، كما فعل ذلك أبو بكر الإسماعيلي وابن الجوزي وغيرهم، لكن أكثر أهل السنة قبلوه".
    فالظاهر من هذا السياق أنه ألحق حديث عبد الله بن خليفة بما قبله، بقوله: "ومِنْ ذلك حديث عبد الله بن خليفة".
    وبعد هذا التأصيل الرصين الذي قرره شيخ الإسلام .
    أقول: إن في إسناد هذا الحديث الغريب عدة علل.
    الأولى: أن مدارها على أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وهو مدلس من أشد المدلسين.
    قال عبد الله بن أحمد في كتاب العلل: "حدثني أبي، قال: حدثنا أبو أسامة عن مفضل ابن مهلهل عن مغيرة قال: ما أفسد أحد حديث الكوفة إلا أبو إسحاق- يعني السبيعي- وسليمان الأعمش".
    انظر الجامع في العلل ومعرفة الرجال (1/104-105).
    قال المروذي: "وقال (يعني الإمام أحمد): التدليس من الريبة".
    وقال المروذي: "قال أبو عبد الله: "كان شعبة يتشدّد في التدليس". الجامع في العلل ومعرفة الرجال ( ص 19- 20).
    وقال أبو إسحاق الجوزجاني في كتاب أحوال الرجال (ص79- 81): "وكان قوم من أهل الكوفة لا يحمد الناسُ مذاهبهم هم رؤوس محدثي الكوفة مثل: 102- أبي إسحاق عمرو بن عبدالله.
    103- ومنصور
    104- والأعمش
    105- وزبيد بن الحارث اليامي.
    وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناسُ على صدق ألسنتهم في الحديث ووقفوا عندما أرسلوا، لمَّا خافوا ألا تكون مخارجها صحيحة.
    فأما أبو إسحاق فروى عن قوم لا يُعرفون([6])، ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إلا ما حكى أبو إسحاق عنهم، فإذا روى تلك الأشياء التي إذا عَرَضها الأُمّةُ على ميزان القسط الذي جرى عليه سلفُ المسلمين([7]) وأئمتُهم الذين هم الموئِلُ لم تتفق عليها، كان الوقفُ في ذلك عندي الصوابَ؛ لأن السلفَ أعلمُ بقول رسول الله ﷺ وتأويل حديثه الذي له أصلٌ عندهم.
    وقال وهب بن زمعة: سمعتُ عبدالله يقول: إنما أفسدَ حديث أهل الكوفة الأعمشُ وأبو إسحاق.
    قال إبراهيم: وكذا حدثني إسحاقُ بن إبراهيم حدثنا جرير سمعتُ مغيرة يقول غير مرة: أهلك أهلَ الكوفة أبو إسحاق وأعيمشُكُم هذا.
    قال إبراهيم: وكذلك عندي من بعدهم إذ كانوا على مراتبهم من مذموم المذهب وصدق اللسان"، تهذيب التهذيب (8/66-67).
    وقال الحافظ ابن حجر في تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس في المرتبة الثالثة (ص101) رقم (91):
    "ع - عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي، مشهور بالتدليس، وهو تابعي ثقة وصفه النسائي وغيره بذلك.
    قال الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين (ص23):
    "الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقًا، ومنهم من قبلهم كأبي الزبير".
    فهذا حال أبي إسحاق، وهذا رأي أهل العلم فيه.
    فلا يجوز لأحد أن يقبل روايته إذا عنعن، لا سيما وهو من أهل الطبقة الثالثة من المدلسين، ولا سيما إذا عنعن عن أمثال عبد الله بن خليفة، الذي لا يكاد يعرف، ولعله جاهل من أجهل الناس.
    قال عادل في (ص156) من حاشيته على كتاب الدشتي:
    "10- الذهبي قال في "العرش" (2/119): هذا حديث محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي إمام الكوفيين في وقته، سمع من غير واحد من الصحابة، وأخرجا حديثه في الصحيحين، وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة، تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن خليفة من قدماء التابعين، لا نعلم حاله بجرح ولا تعديل([8])؛ لكن هذا الحديث حدّث به أبو إسحاق السبيعي مقراً([9]) له كغيره من أحاديث الصفات، وحدّث به كذلك سفيان الثوري، وحدّث به أبو أحمد الزبيري، ويحيى بن أبي بكير، ووكيع، عن إسرائيل.
    وأخرجه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "السنة، والرد على الجهمية" له، عن أبيه عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان -ثم ساقه الذهبي-.
    ورواه أيضاً عن أبيه، حدثنا وكيع بحديث إسرائيل -ثم ساقه-".
    أقول: الكلام على هذا المقطع من وجوه:
    الوجه الأول: أن أصول السلف وأئمة الحديث في نقد الأحاديث وأسانيدها وفي قبولها وردها تقتضي ردّ هذا الحديث إسنادًا ومتنًا.
    ومَنْ قَبِل هذا الحديث منهم يؤمن بهذه الأصول ويسلم بها، ولكنه تساهل في التطبيق، والذهبي نفسه صرّح في نقده لحديث أبي إسحاق عن جبير بن محمد بن جبير بما يقتضي رده وأمثاله، مع أن حديث جبير بن محمد أقل ضعفًا ونكارة من حديث أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة.
    الثاني: أن أبا إسحاق مع صدقه وثقته كان مدلسًا مكثرًا من التدليس، وضعه الحافظ ابن حجر في كتابه مراتب المدلسين في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين، وهي التي لا يقبل الحديث من أهلها إلا إذا صرّحوا بالسماع، وأبو إسحاق مع شدة تدليسه لم يصرِّح بالسماع؛ فحديثه هذا ضعيف، بل منكر غير مقبول.
    الثالث: لقد صرَّح الحافظ الذهبي بأن أبا إسحاق قد تفرد بهذا الحديث عن عبدالله بن خليفة، وهذا مما يؤكد ضعف هذا الحديث من جهتين:
    الأولى: تدليس أبي إسحاق.
    والثانية: أن عبد الله بن خليفة لا يعرف حاله، كما صرَّح بذلك الذهبي نفسه، ورواياته المضطربة تشهد عليه بأنه مع جهالة حاله شديد الضعف؛ إذ لا يعرف له إلا هذا الحديث، ومع ذلك فقد اضطرب في رواياته له.
    الوجه الرابع: ينبغي أن يُعرف أن الذهبي ألّفَ كتابه العلو بعد رسوخه في العلم وخبرته ومعرفته التامة بمنهج السلف.
    أما كتاب العرش، فإنه قام بتأليفه وهو في الخامسة والعشرين من عمره، أي قبل نضجه في العلم وإدراكه التام لمنهج السلف.
    والدليل على صحة قولي هذا تصريحه في مقدمة كتاب العلو بقوله -بعد حمد الله والشهادة لله بالألوهية ولمحمد ﷺ بالرسالة والثناء عليه-.
    بقوله: "أما بعد فإني كنت في سنة ثمان وتسعين وستمائة جمعتُ أحاديثَ وآثارًا في مسألة العلو، وفاتني الكلامُ على بعض ذلك ولم أستوعبْ ما ورد في ذلك؛ فذيلت على ذلك مؤلفًا: أوله: "سبحان الله العظيم وبحمده على حلمه بعد علمه".
    والآن فأرتب المجموع وأوضحه هنا، وبالله أستعين وهو حسبنا ونعم الوكيل"، كتاب العلو (1/245).
    ومعلوم أن ولادة الذهبي كانت في سنة (673هـ) وكانت وفاته في سنة (748هـ)، أي أنه عاش بعد تأليف كتاب "العرش" خمسين عامًا، وقد هيأ الله له هذا العمر المديد بعد تأليف كتاب العرش لإبطال هذا الكلام بما نصَّ عليه في كتابه العلو.
    فقد أورد في هذا الكتاب: حديث جبير بن مطعم في (1/404-413) من طرق، مدارها على محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة والمغازي، يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده.
    ثم قال في الأخير: "أخبرنا التاج عبد الخالق، وبنتُ عمه ست الأهل، قالا: أنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم، أنا عبد المغيث بن زهير، أنا أبو العز بن كادش، أنا أبو طالب محمد ابن علي، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا يحيى بن صاعد، نا محمد بن يزيد أخو كرخويه، نا وهب بن جرير، نا أبي، سمعت ابن إسحاق، يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير، عن أبيه، عن جده، قال: أتى رسول الله ﷺ أعرابي فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس وضاع العيال وهلكت الأنعام ونهكت الأموال فاستسق الله لنا؛ فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فقال: «ويحك أتدري ما تقول؟ إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه لعلى سمواته وأرضه» هكذا قال وأرانا وهبٌ بيده هكذا، وقال: «مثل القبة وإنه ليئط أطيط الرحل بالراكب»".
    ثم قال الذهبي: "هذا حديث غريب جدًّا فردٌ، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسنَد، وله مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي ﷺ هذا أم لا؟والله فليس كمثله شيء.
    والأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل وللعرش، ومعاذ الله أن نعده صفة لله عز وجل.
    ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت"([10])، العلو (1/413-416).
    انظر إلى قوله: "هذا حديث غريب جدًّا"، أي إنه حديث منكر.
    وانظر إلى قوله في ابن إسحاق: "حجة في المغازي إذا أسنَد"، أي إذا صرّح بالسماع، ويفهم من قوله:"حجة في المغازي إذا أسنَد"، أنه ليس بحجة في غير المغازي، لا سيما في حديث رسول الله ﷺ.
    وانظر إلى قوله: "وله مناكير وعجائب" .
    أقول: ومنها هذا الحديث الذي ساقه الذهبي؛ فحديث عبد الله بن خليفة المتضمن للأطيط يتناوله حكم الذهبي هنا.
    وانظر نسبته الأطيط (يعني على فرض صحة هذا الحديث) إلى العرش، وأنه من جنس الأطيط الحاصل للرحل، وأكدَّ ذلك بقوله: صفة للعرش، ومعاذ الله أن نعده صفة لله عز وجل.
    وهذا يبطل ما قرره في كتاب العرش، ولم يستنكره عادل، بل احتج به، ولا أستبعد أنه اطلع على هذا الكلام الحق الذي صدع به الإمام الذهبي في كتابه العلو.
    فإن كان لم يطلع عليه، فإني أحب أن أعرف موقفه منه بعد أن يطلع عليه.
    ثم بعد هذا التقرير من الحافظ الذهبي اللائق بجلال الله، صرّح بقوله: "ثم لفظ (الأطيط) لم يأت به نص ثابت".
    وهذا يتناول حديث أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة.
    فهذا التصريح فيه حكم على حديث جبير بن مطعم بالضعف، وعلى حديث عبدالله بن خليفة الشديد الضعف أيضًا.
    ثم قرر المنهج السديد الذي يجب على المسلم أن يسلكه في أحاديث الصفات.
    أقول: بل وغيرها؛ فقال في (1/416) من العلو:
    "وقولنا في هذه الأحاديث: إنا نؤمن بما صحَّ منها، وبما اتفق السلفُ على إمراره وإقراره، فأما ما في إسناده مقالٌ، أو اختلف العلماء في قبوله وتأويله فإننا لا نتعرض له بتقرير، بل نرويه في الجملة ونبين حاله، وهذا الحديث إنما سُقناه لما فيه مما تواتر من علو الله فوق عرشه مما يوافق آيات الكتاب".
    انظر إلى قوله: "وقولنا في هذه الأحاديث: إنا نؤمن بما صحَّ منها، وبما اتفق السلفُ على إمراره".
    فلا يقبل ويؤمن في هذا الباب إلا ما صحّ وثبت عن رسول الله ﷺ عن طريق العدول الضابطين يسمع بعضهم من بعض، فلا يقبل الأحاديث الغريبة، والضعيفة والشاذة، ولا أخبار المدلسين إذا لم يصرِّحوا بالسماع، كما هو الشأن في روايتي عبد الله بن خليفة وجبير بن محمد، وكذلك لا يقبل ولا يؤمن إلا بما اتفق السلفُ على إمراره وإقراره.
    ولا يؤمن هو وغيره من السلف إلا بما صحَّ إسناده إلى رسول الله ﷺ، ثم إمراره وإقراره، أي مع الإيمان بأن لله صفات عظيمة ثابتة على الوجه اللائق به، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، وهذا هو الثابت عن السلف الصالح، كما هو مقرر في دواوين السنة.
    وقوله: "فأما ما في إسناده مقال، أو اختلف العلماء في قبوله وتأويله، فإننا لا نتعرض له بتقرير".
    يريد بذلك -والله أعلم- الأحاديث التي يختلف علماء الحديث ما بين مصحح ومضعف، فهو يرويه ويبين حاله بحسب ما يترجح له من صحة وضعف.
    وقوله: "وهذا الحديث إنما سُقناه لما فيه مما تواتر من علو الله فوق عرشه مما يوافق آيات الكتاب"، (يعني حديث جبير بن مطعم الذي ضعفه)، فقال فيه: "غريبٌ جدًّا فردٌ ".
    ومع هذا فجزء من هذا الحديث مع ضعفه يوافق ما تواتر في إثبات علو الله، من أجل ذلك ساقه، والجزء الثاني ضعيف فقام ببيان غرابته الشديدة.
    وبالمناسبة نذكر هنا تصرف الإمام البخاري في حديث جبير بن محمد عن أبيه عن جده، فقد قال في خلق أفعال العباد (ص133-134):
    "وقال جبير بن مطعم عن النبي ﷺ: "إن الله على عرشه، وعرشه فوق سماواته، وسماواته فوق أراضيه".
    فحذف منه ما لا أصل له ولا يثبت بحال، وهو الأطيط، وأبقى منه ما يوافق النصوص الصحيحة، بل ما يوافق القرآن.
    وكذا صنع الإمام اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة، فقد أورد في كتابه هذا حديث جبير بن محمد عن أبيه عن جده برقم (656)، فذكر نصه، إلا لفظ "الأطيط"، فإنه قد قام بحذفه.
    وكذا صنع شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقد أورد حديث جبير هذا في شرح حديث النـزول (ص461-462)، وحذف لفظ الأطيط.
    والظاهر أنه ما حملهم على ذلك إلا أنهم يرون أنه لا أصل له، ولا يوجد في السنة الصحيحة ما يشهد له.
    ثم أكد الذهبي هذا الحكم بقوله: "... وله (أي ابن إسحاق) مناكير وعجائب".
    وبيّن أنه يحتج به في المغازي بشرط أن يسند، والظاهر أنه يريد أن يصرح بالسماع.
    وأقول: لقد بيّنَ الحافظ الذهبي حال ابن إسحاق، وحال هذا الحديث، وسائر ما يرويه في غير المغازي.
    وأحب أن أضيف بيان أن ابن إسحاق مع كل ما ذكره الذهبي، هو مدلس شديد التدليس.
    فقد وصف الإمام أحمد التدليس، فقال: "التدليس من الريبة"، الجامع للعلل ومعرفة الرجال (1/19).
    قال المروذي: "وقال (يعني الإمام أحمد): كان ابن إسحاق يدلس إلا كتاب إبراهيم بن سعد يُبيِّن إذا كان سماعًا قال: حدثني، وإذا لم يكن قال: قال"، الجامع للعلل ومعرفة الرجال (ص17)، وسير أعلام النبلاء (7/46).
    قال الذهبي: "وقال أحمد : قدم ابنُ إسحاق بغداد، فكان لا يبالي عمن يحكي، عن الكلبي وعن غيره، وقال: ليس هو بحجة.
    وقال أيوب بن إسحاق بن سافري: سألتُ أحمد بن حنبل، فقلت: إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبله؟ قال: لا والله، إني رأيته يُحدِّث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا. قال: وأما علي بن المديني، فكان يُثني عليه ويُقدِّمه.([11])
    وروى محمد بن عثمان العبسي، عن علي: هو صالح وسط، وروى ابن أبي خيثمة عن يحيى: ليس به بأس، وقال مرة: ليس بذاك.
    وسمعتُ يحيى مرة أخرى يقول: هو عندي سقيم، ليس بالقوي...". سير أعلام النبلاء (7/46-47).
    والأقوال في ابن إسحاق كثيرة، ما بين مادح وقادح، والقدح فيه أكثر، وهو الراجح؛ لأن المدح قائم على حسن الظن وعلى الظاهر، والجرح قائم على الدراسة والعلم، ومن علم حجة على من لم يعلم ولو كثروا.
    والظاهر اللائق بالجميع أنهم لا يقبلون ما يدلس فيه من الروايات، مثل تدليسه هنا عن رجل مجهول الحال.
    ويهمنا هنا بيان أن ابن إسحاق مدلس شديد التدليس.
    فقد وضعه الحافظ ابن حجر في المرتبة الرابعة، وهي التي لا يقبل من هو فيها إلا إذا صرّح بالتحديث، وبعض العلماء لا يقبل حديث أهل هذه الطبقة، ولو صرّحوا بالسماع.
    قال الحافظ في تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس (ص132):
    "خت م مقرونا 4 محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني صاحب المغازي، صدوق، مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما".
    أقول: وممن وصفه بالتدليس أبو حاتم الرازي .
    وأشار إلى تدليسه ابن معين وأبو زرعة.
    فقد قال ابن معين: لم يسمع من أبي سفيان طلحة بن نافع شيئًا.
    وقال أبو زرعة: لم يسمع من حكيم بن حكيم. انظر جامع التحصيل للعلائي رقم (666).
    وقال أحمد بن الخليل([12]): "وسمعت مكي بن إبراهيم يقول: جلست إلى محمد بن إسحاق وكان يخضب بالسواد، فذكر أحاديث في الصفة، فنفرت منها، فلم أعد إليه". المعرفة والتاريخ (1/137).
    وذكر الحافظ الذهبي هذه القصة في الميزان (3/474)، في ترجمة ابن إسحاق، وأضاف إليها قوله: "رواها عبد الصمد بن الفضل عن مكي، وقال: فإذا هو يروي أحاديث في صفة الله لم يحتملها قلبي".
    أقول: لعل هذه الأحاديث التي سمعها منه مكي من أحاديث المجهولين، أو من الإسرائيليات، ولعل هذا الحديث منها.
    وحديث جبير بن مطعم يرويه حفيده جبير بن محمد، مع أنه مجهول الحال، حيث لم يرو عنه إلا اثنان، وليس له إلا حديث واحد، هو حديث الأطيط.

    يتبع إن شاء الله



    ([1]) أورد الحافظ ابن الجوزي هذا الحديث في العلل المتناهية (1/4-6) من طريقين، ثم قال: "هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْنَادُهُ مُضْطَرِبٌ جِدًّا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ لَيْسَ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ فَيَكُونُ الْحَدِيثُ الأَوَّلُ مُرْسَلا وَابْنُ الْحَكَمِ وَعُثْمَانُ لا يَعْرِفَانِ وَتَارَةً يَرْوِيهِ ابْنُ خَلِيفَةَ عَنْ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَارَةً يَقِفُهُ عَلَى عُمَرَ وَتَارَةً يُوقَفُ عَلَى ابن خَلِيفَةَ وَتَارَةً: يَأْتِي فَمَا يَفْضُلُ مِنْهُ إِلا قَدْرُ أَرْبَعَةِ أَصَابِعَ. وَتَارَةً: يَأْتِي فَمَا يَفْضُلُ مِنْهُ مقدار أربعة أَصَابِعٍ. وَكُلُّ هَذَا تَخْلِيطٌ مِنَ الرُّوَاةِ فَلا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ".

    ([2]) نعم رواه الدارقطني في كتاب الصفات، ولكن لا ذِكر فيه لجلوس الله ولا قعوده على العرش أو الكرسي، ولقد ساق الدشتي هذا الأثر من أربع طرق، في طريقين منها ذِكر القعود، والطريقان الآخران ليس فيهما ذِكر القعود؛ وهذا من اضطراب عبد الله بن خليفة.

    ([3]) هذا التصحيح من الإمام أحمد إنما هو لأحاديث رؤية المؤمنين لله -تبارك وتعالى- في الدار الآخرة، لا لحديث الأطيط، فانتبه.

    ([4]) في هذا الكلام إشارة إلى جهالة حال عبد الله بن خليفة، ومَنْ هذا حاله لا يحتج بروايته في أصغر الأمور، فكيف يحتج به في أعظم الأمور: صفات الله وأفعاله.

    ([5]) وهكذا تفعل الفرقة الحدادية، منهم من يُكفر من خالفه ولو كان على الحق، ومنهم من يُبدِّع أهل السنة المتمسكين بها.

    ([6]) ومنهم: عبد الله بن خليفة، وروايته عنه هذا الحديث المنكر.

    ([7]) ليت عادلاً وأمثاله يعرفون هذا الميزان الذي جرى عليه السلف وأئمتهم، ويريحون أنفسهم والمسلمين من الأحاديث الضعيفة والمنكرة، التي لا يجوز الاعتماد عليها، والتي تسبب الفتن والشحناء والبغضاء.

    ([8]) فما حكم رواية مدلس عن شخص لا يعرف حاله عند أئمة الحديث السابقين واللاحقين؟

    ([9]) ما أقره النبي ﷺ لا يكون إلا حقًّا، وهو من الشرع؛ لأن النبي ﷺ لا يقر على باطل، أما إقرار مثل أبي إسحاق وأمثاله فليسوا بمعصومين، ولا يكون إقرارهم حجة شرعية.

    ([10]) نقل العلامة الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى في كتابه شرح النونية للإمام ابن القيم (1/234-235) حديث جبير بن محمد بن جبير الذي فيه ذكر الأطيط، ثم نقل هذا الكلام عن الحافظ الذهبي مقرًّا له.

    ([11])أقول: والحجة مع الإمام أحمد وغيره ممن لا يقبل ما دلّس فيه ابن إسحاق، الذي يدلس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم.

    ([12]) شيخ يعقوب بن سفيان الفسوي، وهو ثقة.



    منقول

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    لأن في إسناده عبد الله بن خليفة ليس على شرط البخاري ومسلم، ولم يرو له أحد منهما، بل لم يرو له من أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، روى له في التفسير لا في السنن
    عبدالله بن خليفة
    ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال الذهبي عبد الله بن خليفة [فق] الهمداني، تابعي مخضرم.
    له عن عمر.وعنه أبو إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق ذكره ابن حبان في الثقات.
    وحديثه هذا قد صححه امام اهل السنة احمد بن حنبل
    سُئِلَ عَمَّا رُوِيَ فِي الْكُرْسِيِّ وَجُلُوسِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ
    584 - رَأَيْتُ أَبِيَ رَحِمَهُ اللَّهُ يُصَحِّحُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ أَحَادِيثَ الرُّؤْيَةِ وَيَذْهَبُ إِلَيْهَا وَجَمَعَهَا فِي كِتَابٍ وَحَدَّثَنَا بِهَا السنة لعبدالله بن احمد (ص / 300 )
    وقد صححها ايضا الاعمش وسفيان ووكيع كما في السنة لعبدالله بن احمد
    فَاقْشَعَرَّ رَجُلٌ سَمَّاهُ أَبِي عِنْدَ وَكِيعٍ فَغَضِبَ وَكِيعٌ وَقَالَ: أَدْرَكْنَا الْأَعْمَشَ وَسُفْيَانَ يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ لَا يُنْكِرُونَهَا
    وتصحيح السلف لهذه الاحاديث دليل علي احتجاجهم بعبدالله بن خليفة
    والله اعلم
    يتبع ..


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    الذي حمل وكيعًا على الغضب قد يكون اعتقاده في هذا الرجل أنه ممن ينكر علو الله -عزّ وجل- وغيره من صفات الله،
    وهذا تأويل ضعيف فليس في الرواية ما يدل علي انه ينكر العلو بل فيها انه انكر الجلوس لذلك اقشعر ! وتوهم التجسيم فبين له ذلك وكيع بقوله

    ( أَدْرَكْنَا الْأَعْمَشَ وَسُفْيَانَ يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ لَا يُنْكِرُونَهَا ) ثم ما هي هذه الاحاديث التي اقشعر منها ؟! احاديث الجلوس فدل ذلك ان الكلام علي صفة الجلوس لا العلو
    يحتمل أن يكون عبد الله بن خليفة أخذه من الإسرائيليات
    لم يذكر احد عنه ذلك
    ويبعد ان يثبت هؤلاء الائمة صفة لله بالاسرائيليات !
    ثم إن احتجاجه بأن الأعمش وسفيان يحدِّثون بهذه الأحاديث ليس بحجة عند أهل السنة، فهما وغيرهما ما جاؤوا فيه بإسناد صحيح قُبل
    بل هم قد صححوا الحديث وفي هذا دليل علي قبولهم رواية عبدالله بن خليفة وتصحيحها
    والا فليس هناك معني لغضب وكيع وانكاره علي الرجل اذا كان يري ضعف الحديث ! فدل ذلك علي انه صحيح عنده وعند الاعمش وسفيان
    وهؤلاء من ائمة الحديث فلن يحتجوا بحديث ضعيف علي اثبات صفة لله
    قول الذهبي
    لا يكاد يُعرف
    مردود بقبول السلف للحديث
    .........

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيه المانع مشاهدة المشاركة

    ومعلوم بعد هذا أن بعض السلف يتساهل في رواية الأحاديث الضعيفة في الأحكام والزهد، وقد أنكر الإمام أحمد وغيره على هؤلاء المتساهلين،
    يعني المتساهلين في رواية الاحاديث الضعيفة في الاحكام و الزهد . فما بالك في باب الصفات !!


    السؤال المطروح الان /

    - لماذا الامام احمد نفسه روى مثل هذه الاحاديث وحدث بها و هو ينكر ذلك على غيره ؟
    - و هل كان لابنه رحمه الله ان يخالف اباه في هذا فيتساهل في رواية ذلك عنه و عن غيره في كتاب السنة ؟

    لنضرب مثال لذلك على ما انتقد في المقال

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيه المانع مشاهدة المشاركة

    «إن كرسيه فوق السموات والأرض، وإنَّهُ يقعد عليه، فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، -ثم قال بأصابعه يجمعها-، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا رُكِبَ»

    رواه: الإمام أحمد بن حنبل،

    أقول: تكلّم عادل في (ص151-152) على الاختلاف في رفع هذا الحديث ووقفه وإرساله في كلام كثير، وبما لا يفيد الحديث شيئاً، فكثرة الاختلافات عند أولي النهى وأهل الحديث من أقوى الأدلة وأوضحها على شدة ضعف الحديث الذي هذا حاله وواقعه، هذا إذا كان الحديث عن ثقة، فكيف إذا كان مدار الحديث على مجهول الحال يرويه عنه مدلس شديد التدليس ؟
    هاهو الامام الذي ينكر على من يتساهل في رواية الضعيف في الاحكام . يروي حديث في الصفات . حكمت عليه انت بانه شديد الضعف بل اشد من ذلك ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيه المانع مشاهدة المشاركة

    ومعلوم بعد هذا أن بعض السلف يتساهل في رواية الأحاديث الضعيفة في الأحكام والزهد، وقد أنكر الإمام أحمد وغيره على هؤلاء المتساهلين،
    هذا الكلام يهدم كل النقد الذي وجهه صاحب المقال لهذه الاحاديث من اصله . لماذا ؟

    لاننا لو قلبنا هذا الاحتجاج فقلنا - اذا رواية الامام احمد و غيره لمثل هذه الاحاديث اكبر دليل على انها صالحة للاحتجاج عندهم و لولا ذلك لما رووا ذلك و هم ينكرون على غيرهم روايتها ؟


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيه المانع مشاهدة المشاركة

    د- الذي حمل وكيعًا على الغضب قد يكون اعتقاده في هذا الرجل أنه ممن ينكر علو الله -عزّ وجل- وغيره من صفات الله، ثم إن احتجاجه بأن الأعمش وسفيان يحدِّثون بهذه الأحاديث ليس بحجة عند أهل السنة، فهما وغيرهما ما جاؤوا فيه بإسناد صحيح قُبل، وما جاؤوا فيه بإسناد ضعيف لا يُقبل على منهج أهل السنة والجماعة، ومنهم الإمام أحمد وسفيان والأعمش ووكيع؛ لأن الرجال يحتج لهم، ولا يحتج بهم كما يقوله شيخ الإسلام ابن تيمية .
    و هنا دفع احتجاج وكيع بن الجراح بان هذا الاحتجاج لا يقبل عند اهل السنة و منهم وكيع . فدفع احتجاج وكيع بعدم قبول وكيع لهذا الاحتجاج !!

    فاذا كان هذا الاحتجاج غير مقبول عنده . فلماذا احتج به ؟

    و لنقلب الحجة على الناقد فنقول - اذا كان وكيع بن الجراج موافق لاهل السنة في انه لا يصح الاحتجاج في هذا الباب الا بما هو صالح لذلك . فهذا يعني ان الحديث حجة عنده و ان كلامك على سنده لا يعني شيئا عنده فهو ابصر منك برجاله و بحاله و لا يخفى عليه قطعا ما تريد ان تعل به الحديث . و مقامه اجل من ان يضيف الى ربه وصفا يعتمد فيه على ما هو باطل مردود .

    قوله - الذي حمل وكيعًا على الغضب قد يكون اعتقاده في هذا الرجل أنه ممن ينكر علو الله -عزّ وجل- وغيره من صفات الله -

    وهذا امر غريب اذ وكيع بن الجراح كان من اعلم الناس بالجهمية و اشدهم عليهم . فكيف يسمح لجهمي ينكر العلو و غير ذلك من الصفات بحضور مجلسه . و قد علم صنيع السلف في اهل البدع . فكيف بالجهمية الذين قال فيهم وكيع - هم مرتدون -


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيه المانع مشاهدة المشاركة

    الذهبي قال في "العرش" (2/119): هذا حديث محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي إمام الكوفيين في وقته، سمع من غير واحد من الصحابة، وأخرجا حديثه في الصحيحين، وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة، تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن خليفة من قدماء التابعين، لا نعلم حاله بجرح ولا تعديل ؛ لكن هذا الحديث حدّث به أبو إسحاق السبيعي مقراً له كغيره من أحاديث الصفات، وحدّث به كذلك سفيان الثوري، وحدّث به أبو أحمد الزبيري، ويحيى بن أبي بكير، ووكيع، عن إسرائيل.
    وأخرجه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "السنة، والرد على الجهمية" له، عن أبيه عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان
    -ثم ساقه الذهبي-.
    ورواه أيضاً عن أبيه، حدثنا وكيع بحديث إسرائيل -ثم ساقه-".

    أقول: الكلام على هذا المقطع من وجوه:

    الوجه الأول: أن أصول السلف وأئمة الحديث في نقد الأحاديث وأسانيدها وفي قبولها وردها تقتضي ردّ هذا الحديث إسنادًا ومتنًا.

    ومَنْ قَبِل هذا الحديث منهم ( اي من السلف و ائمة الحديث ) يؤمن بهذه الأصول ويسلم بها، ولكنه تساهل في التطبيق،
    يعني هؤلاء الذين قبلوا هذا الحديث من السلف و ائمة الحديث وهم اكثر اهل السنة كما نقل هو ذلك عن شيخ الاسلام تساهلوا في تطبيق اصول النقد على حديث في اعظم ابواب الدين !!

    عجيب و الله . كيف كل هؤلاء توافقوا على هذا التساهل ؟ و لماذا ؟

    و هل هذا الكلام يليق بمنزلة هؤلاء !!

    و ليعلم ان النقد الموجه لمحقق الكتاب يدخل فيه اصالة هؤلاء الائمة الذين قبلوا الحديث و هم اكثر اهل السنة كما قال شيخ الاسلام فهم اولى من يوجه اليه النقد . و ما المحقق الا تابع لهؤلاء الاعلام .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيه المانع مشاهدة المشاركة

    "10- الذهبي قال في "العرش" : هذا حديث محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي إمام الكوفيين في وقته، سمع من غير واحد من الصحابة، وأخرجا حديثه في الصحيحين، وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة، تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن خليفة من قدماء التابعين، لا نعلم حاله بجرح ولا تعديل([8])؛ لكن هذا الحديث حدّث به أبو إسحاق السبيعي مقراً له كغيره من أحاديث الصفات، وحدّث به كذلك سفيان الثوري، وحدّث به أبو أحمد الزبيري، ويحيى بن أبي بكير، ووكيع، عن إسرائيل.

    الثالث: لقد صرَّح الحافظ الذهبي بأن أبا إسحاق قد تفرد بهذا الحديث عن عبدالله بن خليفة، وهذا مما يؤكد ضعف هذا الحديث من جهتين:

    الأولى: تدليس أبي إسحاق.

    والثانية: أن عبد الله بن خليفة لا يعرف حاله، كما صرَّح بذلك الذهبي نفسه،
    ضعف الحديث

    - بتدليس ابي اسحاق
    - عبد الله بن خليفة لا يعرف حاله

    اما الاول فيندفع بان السبيعي امام في السنة في وقته و سمع من غير واحد من الصحاية . فلا يليق بمن عرف منزلة هذا الامام ان يظن به انه قبل هذا الحديث في هذا الباب العظيم من الدين و اقر به و بينه و بين عبد الله بن خليفة ( لو فرضنا واسطة ) من هو متهما عنده او من لا يصح ان يحتج بحديثه في هذا الاصل العظيم . لانه كما قال الذهبي حدث بالحديث مقرا له كغيره من احاديث الصفات . هذا لو فرضنا انه قد دلس هذا الحديث .

    و اما الثاني و هو جهالة عبد الله بن خليفة . فهو مجهول عند من ؟ مجهول عند من تاخر عنهم . و هذا لا يضر المتقدم و من روى عنه الحديث . و احسانا بالظن بهؤلاء الائمة نقول عوضا ان نرميهم بالتساهل . ما دام هؤلاء ائمة في الدين و السنة و اهل علم بالحديث و دراية برجاله و علله . فما دام انهم احتجوا بهذا الحديث و قبلوه و ارتضوه حجة في هذا الباب . فلا يصح ان نقول ان عبد الله بن خليفة مجهول عندهم يعل به الحديث .

    كيف يحتجوا لصفات ربهم عز وجل بمجهول لا يعلم حاله و يتواردوا على قبول حديثه و يرده متاخر عنهم و هو عالة عليه في السنة و علم الحديث بجميع ابوابه .

    فما دام انك اقررت انهم موافقون لك في اصول نقد الحديث و ان رواية المجهول يضعف بها الحديث عندهم . فيحسن بك ان تحمل قبولهم للحديث و احتجاجهم به على ان الراوي ليس مجهولا عندهم و الا ضعفوا الحديث مشيا على اصولهم . و يقوي هذا ان غالب السلف و الائمة قبلوا الحديث و هم اعلم و اورع و اتقى لله ممن جاء بعدهم .

    و الذهبي نفسه قال ان بعض المحدثين صححوا حديث الجلوس ثم حكى عنهم انهم اتفقوا على تلقيه بالقبول . فالحجة الملزمة هي تلقيهم له بالقبول الذي يغني عن النظر في اسناد الحديث . فلا عبرة بمن خالفهم بحجة ان الاسناد فيه مقال . فهذا الامام احمد و هو جبل في السنة يسال عن اثر مجاهد في قعود النبي صلى الله عليه و سلم على العرش فماذا يجيب رحمه الله ( قد تلقته العلماء بالقبول . نسلم الخبر كما جاء ) فالعجيب ممن يدفع الخبر اليوم و يرد قبول الائمة للحديث بحجة ان الاسناد فيه مقال !
    و الذهبي رحمه الله هو نفسه سلم لقول الائمة بعد ما ذكر ما في الاسناد من كلام لعلمه ان قبول الائمة للخبر يغني عن النظر في اسناده .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيه المانع مشاهدة المشاركة

    قال الذهبي: قلت: وهذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدثين، ....
    فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعدهم الذين هم سُرُج الهدى ومصابيح الدجى، قد تلّقوا هذا الحديث بالقبول وحدّثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره، ونتحذلق عليهم؟!، بل نؤمن به.
    و الله اعلم

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    أن مدارها على أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وهو مدلس من أشد المدلسين
    علي فرض عدم قبول عنعنة ابي اسحاق السبيعي مطلقا فالراوي عنه هو شعبة وقد قال ( كفيتكم تدليس ثلاثة : الأعمش ، وأبي إسحاق ، وقتادة )
    فعلي هذا فعنعنته محمولة علي الاتصال

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2019
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    مشكورين على التفاعل الإيجابي، بالنسبة لقول الأخ:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة


    صفة الجلوس ثابتة لله وقد عقد الخلال في السنة بابا كلاما في المقام المحمود
    فراجعه ان شئت بارك الله فيك
    http://shamela.ws/browse.php/book-1077#page-269
    في كتاب الشريعة للآجري -ذكر ما خص الله به النبي صلى الله عليه وسلم من المقام المحمود- ذكر ما يدل أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة، فذكر تفسير حذيفة وهو صحيح ومثله لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع، وحديث أبي هريرة ضعيف وله شواهد يتقوى بها، وتفسير إبن عباس يتقوى بما في معناه. ومن هذا الباب حديث جابر رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه (191) عن يزيد الفقير قال: ((كنتُ قد شَغَفَنِي رأيٌ من رأي الخوارج، فخرجنا في عِصابةٍ ذوي عدد نريد أن نحجَّ، ثمَّ نخرجَ على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يُحدِّث القومَ ـ جالسٌ إلى ساريةٍ ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا هو قد ذكر الجهنَّميِّين، قال: فقلتُ له: يا صاحبَ رسول الله! ما هذا الذي تُحدِّثون؟ والله يقول: {إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}، و {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}، فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأُ القرآنَ؟ قلتُ: نعم! قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام، يعني الذي يبعثه فيه؟ قلتُ: نعم! قال: فإنَّه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرج اللهُ به مَن يُخرج ... الحديث.
    وكذا حديث إبن عمر الذي رواه البخاري "إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع يا فلان اشفع. حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".
    وايراد البخاري له في تفسير الآية {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [سورة الإسراء آية : 79] دال على أنه يعتقد أن المقام المحمود شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    5 ـ وحديث حذيفة رضي الله عنه الذي رواه النسائي في "السنن الكبرى" رقم (11230) قال : يجمع الناس في صعيد ولا تكلم نفس فأول مدعو محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت وعبدك وابن عبدك وبك وإليك ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت فهذا قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [سورة الإسراء آية : 79].
    7 ـ و
    حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي رواه النسائي في "السنن الكبرى" رقم (11231) قال أنا العباس بن عبد الله بن العباس ، قال : حدثنا سعيد بن منصور المكي نا أبو الأحوص عن آدم بن علي ، قال : سمعت بن عمر يقول سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون أي فلان اشفع لنا حتى تنتهي الشفاعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذلك يوم يبعثه الله تبارك وتعالى المقام المحمود .
    إسناد ابن عمر حسن إن شاء الله ،أدم بن علي الشيبانب ،قال الحافظ بن حجر:وقال الذهبي في "الكاشف":صدوق.
    وفيه العباس بن عبد الله بن عباس السندي الأسدي ،أبو الحارث الأنطاكي ،قال الحافظ ابن حجر :صدوق،وقال الحافظ الذهبي في "الكاشف":صدوق.
    8 ـ وحديث جابر رضي الله عنه الذي رواه البخاري (4719) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة.
    فإيراد البخاري رحمه الله لهذا الحديث في تفسيرهذه الآية : {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [سورة الإسراء آية : 79]
    يدل على أنه يعتقد أن المقام المحمود إنما هو شفاعته صلى الله عليه وسلم.


    يتبع

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    May 2019
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    وساق ابن جرير رحمه الله الأحاديث والآثار التي تدل على أن المقام المحمود إنما هو الشفاعة.
    منها : أثر :حذيفة السابق وتفسير ابن عباس .
    ـ ثم قول ابن مسعود رضي الله عنه.

    ـ ثم قول الحسن رحمه الله.
    ـ ثم ساق روايتين عن مجاهد ، فيها أن المقام المحمود هو الشفاعة ، وهما أصح من رواية ليث بن أبي سليم.
    ـ ثم ساق رواية سلمان رضي الله عنه.

    ـ ثم رواية قتادة رحمه الله.
    ـ ثم ساق حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق ذكره في أن المقام المحمود هو الشفاعة ، وقد بينا درجته.
    ـ ثم ساق حديثا عن كعب بن مالك مرفوعا، يفيد أن المقام المحمود هو الشفاعة.
    ـ ثم ساق رواية عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم تفيد أن الشفاعة هي المقام المحمود ، وهي رواية مرسلة تعضدها الأحاديث السابقة.
    ـ ثم ساق حديث ابن عمر السابق ، وقد بينا درجته.
    ثم قال في (ص :147):" وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله
    {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [سورة الإسراء آية : 79]لما ذكرنا من الرواية عن رسول
    الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، قول
    غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر"
    أقول :
    1 ـ إن ماتضمنه القول المنسوب إلى مجاهد ليس مستحيلا ، لكنه لم يصح ، وقد عرف القارئ المنصف ضعفه.
    2 ـ ونقول للإمام ابن جرير : أنت نقلت عنه روايتين تدل أنه يقول مثل غيره ، ومثل مادلت عليه الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشفاعة هي المقام المحمود .
    3 ـ لقد صحح ابن جرير القول بأن المقام المحمود إنما هو الشفاعة.
    فقال : بعد أن ساق الأدلة الكثيرة على هذا القول.
    " وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله تعالى : {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [سورة الإسراء آية : 79]
    لما ذكرنا من الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين".اهـ
    وإذن فما نسبه إلى مجاهد لم يثبت عنه ،وحاشاه أن يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ،فما بالك وقد روى عنه ما يوافق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأكثر المفسرين.
    قال الإمام البغوي في "تفسيره"(3/130)في تفسير هذه الآية: قوله عز وجل: { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }
    "عسى من الله تعالى واجب لأنه لا يدع أن يعطي عباده أو يفعل بهم ما أطمعهم فيه.
    والمقام المحمود هو: مقام الشفاعة لأمته لأنه يحمده فيه الأولون والآخرون".
    ثم ساق عددا من أحاديث الشفاعة عن عدد من الصحابة تأكيدا لقوله.
    وقال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد"(6/141 ـ 142): فإن قيل فقد روى سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد في قول الله عز وجل{ وجوه يومئذ ناضرة} قال حسنة {إلى ربها ناظرة} قال تنظر الثواب ذكره وكيع وغيره عن سفيان فالجواب أنا لم ندع الإجماع في هذه المسألة ولو كانت إجماعا ما احتجنا فيها إلى قول ولكن قول مجاهد هذا مردود بالسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة وجمهور السلف وهو قول عند أهل السنة مهجور والذي عليه جماعتهم ما ثبت في ذلك عن نبيهم صلى الله عليه وسلم وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجاهد وإن كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين في تأويل اثنين هما مهجوران عند العلماء مرغوب عنهما أحدهما هذا والآخر قوله في قول الله عز وجل {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء:79] حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو أمية الطرسوسي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد {عسى أن يبعثك ربك مقاما} قال يوسع له على العرش فيجلسه معه وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة ومن بعدهم فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود الشفاعة والكلام في هذه المسألة من جهة النظر يطول وله موضع غير كتابنا هذا وبالله التوفيق.
    وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: قوله عز وجل: { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }
    " وقوله : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } أي :
    افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاما محمودا يحمدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم تبارك وتعالى.
    قال ابن جرير: قال أكثر أهل التأويل ذلك هو المقام الذي يقومه محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم " ذكر من قال ذلك " حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال: يجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا قياما لا تكلم نفس إلا بإذنه ينادى يا محمد فيقول " لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك ومنك وإليك لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك، تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت " فهذا المقام المحمود الذي ذكره الله عز وجل
    ثم رواه عن بندار عن غندر عن شعبة عن أبي إسحاق به، وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر والثوري عن أبي إسحاق به وقال ابن عباس هذا المقام المحمود مقام الشفاعة، وكذا قال ابن أبي نجيح عن مجاهد وقاله الحسن البصري، وقال قتادة هو أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة وأول شافع، وكان أهل العلم يرون أنه المقام المحمود الذي قال الله تعالى " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا "
    قلت لرسول الله
    تشريفات يوم القيامة لا يشركه فيها أحد، وتشريفات لا يساويه فيها أحد فهو أول من تنشق عنه الارض ويبعث راكبا إلى المحشر وله اللواء الذي آدم فمن دونه لوائه، وله الحوض الذي ليس في الموقف أكثر واردا منه، وله الشفاعة العظمى عند الله ليأتي لفصل القضاء بين الخلائق وذلك بعد ما تسأل الناس آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى فكل يقول لست لها حتى يأتوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول " أنا لها، أنا لها " كما سنذكر ذلك مفصلا في هذا الموضع إن شاء الله تعالى، ومن ذلك أنه يشفع في أقوام قد أمر بهم إلى النار فير دون عنها وهو أول الانبياء يقضي بين أمته وأولهم إجازة على الصراط بأمته وهو أ ول شفيع في الجنة كما ثبت في صحيح مسلم. وفي حديث الصور أن المؤمنين كلهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته وهو أول داخل إليها وأمته قبل الامم كلهم، ويشفع في رفع درجات أقوام لا تبلغها أعمالهم وهو صاحب الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة لا تليق إلا له، وإذا أذن الله تعالى في الشفاعة للعصاة شفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيشفع هو في خلائق لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى ولا يشفع أحد مثله ولا يساويه في ذلك، وقد بسطت ذلك مستقصى في آخر كتاب السيرة في باب الخصائص ولله الحمد والمنة،

    ثم قال : لنذكر الآن الأحاديث الواردة في المقام المحمود وبالله المستعان.
    قال البخاري حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا أبو الاحوص عن آدم بن علي سمعت ابن عمر يقول: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثاء كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله مقاما محمودا.
    ورواه حمزة بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    قال ابن جرير حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا شعيب بن الليث ثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر أنه قال: سمعت حمزة بن عبد الله بن عمر يقول سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول لست بصاحب ذلك، ثم بموسى فيقول كذلك، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيشفع بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة باب الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا " وهكذا رواه البخاري في الزكاة عن يحيى بن بكير وعلقمة عن عبد الله بن صالح كلاهما عن الليث بن سعد به. وزاد فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم.
    قال البخاري: وحدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته. حلت له شفاعتي
    يوم القيامة " انفرد به دون مسلم.
    " حديث أبي بن كعب " قال الامام أحمد حدثنا أبو عامر الأزدي حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة كنت إمام الانبياء وخطيبهم
    وصاحب شفاعتهم غير فخر "
    وأخرجه الترمذي من حديث أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وقال حسن صحيح. وابن ماجه من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل به، وقد قدمنا في حديث أبي بن كعب في قراءة القرآن على سبعة أحرف قال صلى الله عليه وسلم في آخره " فقلت اللهم اغفر لامتي اللهم اغفر لامتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام ".
    وقال الحافظ الذهبي :" فأما قضية قعود نبيا على العرش فلم يثبت في ذلك نص ،بل في الباب حديث واه"(ص:183) للعلامة الألباني.

    وقال الإمام العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في "الدرر السنية"(1/227):" وأما ما أعطى الله نبيه صلى الله عليه وسلم من الخصائص إكراما له، وزيادة في فضله، فهي كثيرة، كما قال تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [سورة الإسراء آية : 79]، وهو مقام الشفاعة، كما عليه أكثر المفسرين. وأحاديث الشفاعة معروفة لا مطمع فيها لأهل الغلو، ولا أهل الإشراك ; بل هي مختصة بأهل الإخلاص من أمته صلى الله عليه وسلم، وهم في القرون المفضلة لا يحصيهم إلا الله، ومن كان على التوحيد والسنة ممن بعدهم.
    جعلنا الله وإخواننا المسلمين، ممن تناله شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ووفقنا للإخلاص لله، وإنكار الشرك والغلو الذي نهى عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو الذي عرفنا بالله، ودعانا إلى توحيده، وأن لا نتخذ معبودا سواه، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
    و
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في "تفسيره"(ص:464): وقوله: { ومن الليل فتهجد به } أي: صل به في سائر أوقاته. { نافلة لك } أي: لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو القدر، ورفع الدرجات، بخلاف غيرك، فإنها تكون كفارة لسيئاته.
    ويحتمل أن يكون المعنى: أن الصلوات الخمس فرض عليك وعلى المؤمنين، بخلاف صلاة الليل، فإنها فرض عليك بالخصوص، ولكرامتك على الله، أن جعل وظيفتك أكثر من غيرك، وليكثر ثوابك، وتنال بذلك المقام المحمود، وهو المقام الذي يحمده فيه الأولون والآخرون، مقام الشفاعة العظمى، حين يتشفع الخلائق بآدم، ثم بنوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، وكلهم يعتذر ويتأخر عنها، حتى يستشفعوا بسيد ولد آدم، ليرحمهم الله من هول الموقف وكربه، فيشفع عند ربه فيشفعه، ويقيمه مقاما يغبطه به الأولون والآخرون، وتكون له المنة على جميع الخلق.
    وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله كما في "فتاوى نور على الدرب"(2/103 ـ 104) السؤال التالي : حدثونا عن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إذ أني سمعت عن هذا بعض الشيء، وأريد أن أستدرك كثيراً مما فاتني حول هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً؟
    فأجاب بقوله :
    النبي صلى الله عليه وسلم له شفاعات: منها: شيء يختص به، ومنها: شيء يشترك معه الناس فيها، فأما الشفاعة التي تختص به فهي الشفاعة العظمى في أهل الموقف، يشفع بينهم، يسجد بين يدي ربه ويحمده بمحامد عظيمة، ثم يأذن الله له في الشفاعة فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم، وهذه من خصائصه عليه الصلاة والسلام،
    وهذه هي المقام المحمود الذي ذكر الله في قوله جل وعلا في سورة بني إسرائيل: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [سورة الإسراء آية : 79]وهذا المقام هو مقام الشفاعة، يحمده فيه الأولون والآخرون عليه الصلاة والسلام، فإنه تتوجه إليه الخلائق في يوم القيامة، المؤمنون يتوجهون إليه بعدما يتوجهون إلى آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى فكلهم في حيرة، كلهم يعتذرون، يأتون آدم ويعتذر، ونوحاً ويعتذر وإبراهيم وموسى وعيسى كلهم يعتذرون، ثم يقول لهم عيسى : (اذهبوا إلى عبد قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) يعني: محمد عليه الصلاة والسلام، فيتوجهون إليه فإذا طلبوا منه تقدم عليه الصلاة والسلام إلى ربه وسجد بين يدي العرش، وحمده سبحانه بمحامد عظيمة يفتحها الله عليه، ثم يقال له: (يا محمد! ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع) فيشفع عند ذلك بعد إذن الله سبحانه وتعالى؛ لأنه يقول جل وعلا: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255]، فلا أحد يشفع عنده إلا بإذنه سبحانه وتعالى ،وهناك شفاعة أخرى خاصة به عليه الصلاة والسلام، وهي الشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة؛ فإنهم لا يدخلون ولا تفتح لهم إلا بشفاعته عليه الصلاة والسلام، فهذه خاصة به أيضاً عليه الصلاة والسلام ،وهناك شفاعة ثالثة خاصة به وبـأبي طالب عمه، وهو أنه شفع له حتى صار في ضحضاح من النار، وهو مات على الكفر بالله، وصار في غمرات من نار، فشفع له صلى الله عليه وسلم أن يكون في ضحضاح من النار؛ بسبب نصره إياه؛ لأنه نصره وحماه لما تعدى عليه قومه، فشفع له صلى الله عليه وسلم أن يكون في ضحضاح من النار .اهـ

    وبهذه الأحاديث الصحيحة وأقوال المفسرين يظهر جليا أن المقام المحمود لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو الشفاعة ، لا سيما والقول المنسوب إلى مجاهد لم يثبت ، ولو فرضنا ثبوته ، فلا يجوز أن يعارض به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتفسير جابر الصحيح وغيره من الصحابة والتابعين لقوله تعالى {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا}
    والعلم عند الله تعالى، الذريعة في بيان مقاصد كتاب الشريعة (4/270...) باختصار وتصرف.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    قال ابن عمير: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وسئل عن حديث مجاهد: " يُقعد محمداً على العرش ". فقال: قد تلقته العلماء بالقبول، نسلم هذا الخبر كما جاء" الخلال في السنة و القاضي ابي يعلى في ابطال التاويلات

    و قال ابن الحارث: " نعم يقعد محمدا على العرش" وقال عبد الله بن أحمد: "وأنا منكر على كل من رد هذا الحديث"

    الخلل في منهجية التعامل مع كلام السلف في هذا الباب العظيم هو الذي وسع دائرة الخلاف فيما كان السلف متفقون عليه بلا خلاف و لا نكير .

    و لكي نبين مكمن الغلط على الائمة و الاستدراك عليهم بنقد الاسانيد و انها مطروحة غير مقبولة و هم اعلم بهذا الميدان ممن تاخر عنهم . بل حذاق المتاخرين في علم الحديث عالة عليهم في هذا العلم الشريف .

    و يكفي طالب العلم ان يعلم ان خلاصة نقد المتاخر و استدراكه على المتقدم ينتهي الى الطعن في الائمة و انهم كانوا يثبتون لرب العزة صفات باحاديث ضعيفة و موضوعة و يدينون لله بذلك !!

    و بالنظر الى لازم هذه الخلاصة المزعومة نخلص الى ان هؤلاء الائمة

    - اما ان يكونوا جهال بعلم الحديث و نقد الاسانيد المكشوفة العلل عند المتاخر فسبقهم الى نقدها سبقا بعيدا .

    - و اما ان يكونوا على علم بذلك و لم يمنعهم ذلك ان يقولوا في ذات الله و صفاته بمضمون احاديث باطلة واهية مجازفة في الاثبات مع قلة ورع و تقى يحجز عن ذلك !!

    فاختاروا ايتهما شئتم ؟

    و لكي نقطع عليكم الطريق الى ذلك نصحا لكم و ذبا عن هؤلاء الاعلام

    نطرح عليكم سؤال تجدون الشفاء مضمن في جوابه ان شاء الله

    ما معنى قول الامام احمد رحمه الله ( تلقته العلماء بالقبول . نسلم الخبر )

    و هل تشترطون لقبول ما تلقاه السلف بالقبول . تشترطون له صحة الاسناد ؟

    و لماذا اهملتم قول الذهبي و منهجه في مثل هذا و قد استشهدتم بكلامه في نقد الاسناد ؟

    فقد تكلم على علة الاسناد ثم سلم بعد ذلك للائمة و اذعن لقبول ما تلقوه هم بالقبول بلا تحذلق و لا مزايدة . فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوق عنده .


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيه المانع مشاهدة المشاركة
    يقول الذهبي رحمه الله

    فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سُرُج الهدى ومصابيح الدجى، قد تلّقوا هذا الحديث بالقبول وحدّثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره، ونتحذلق عليهم؟!، بل نؤمن به.
    قال الإمام أحمد: لا نزيل عن ربنا صفة من صفاته، لشناعة شنِّعت وإن نَبَت عن الأسماع.
    فانظر إلى وكيع بن الجراح الذي خلفَ سفيان الثوري في علمه وفضله، وكان يشبه به في سمته وهديه، كيف أنكر على ذلك الرجل، وغضب لما رآه قد تلوَّن لهذا الحديث".


    فانظر رحمك الله لحجة الذهبي التي جعلته يقبل الحديث و يؤمن به و يقول بموجبه لتدرك ان ذاك امر وراء الاسناد . فلا تتعبوا انفسكم في تطويل النقد فانتم تعترضون على ائمة كالجبال يردون ما تسودونه في الشهور و الاعوام بكلمة مباركة فهم السلف و من الناس الا اولئك ؟

    فان اعياك اول السؤال . فهاك سؤالا ثانيا و اجمع نفسك و تشجع للجواب ؟

    اثر مجاهد الذي سودت الصفحة السابقة بنقده و طرحه . قال الامام احمد فيه

    ( تلقته العلماء بالقبول )

    رد عليه ان استطعت . فلا شك انه يقصد بالعلماء من قوله معتبر عنده و عند اهل السنة و من ينتسب للسلف . و لا شك ان هؤلاء العلماء موقنون ان اثر مجاهد لا يتعارض مع ماذكر في تفسير المقام المحمود .

    وحجتكم التي تدفعون بها اثر مجاهد لا تقوم الا ان تثبتوا التناقض و التعارض بين اثر مجاهد و تفسير المقام المحمود بالشفاعة . فانتم تستدلون بشيئين
    1- ضعف الاثر
    2- التعارض بينه و بين تفسير الشفاعة بالمقام المحمود .

    اما عن الاول فيرد بتلقي العلماء و السلف له بالقبول و لا يعترض على هذا بان من العلماء من يفسر المقام المحمود بالشفاعة . فان هذا لا يلزم منه رد اثر مجاهد لامكان الجمع . و قولكم ان من العلماء من فسر المقام المحمود بالشفاعة قصور منكم بل العلماء مجمعون على هذا و مع هذا تلقى السلف اثر مجاهد بالقبول . فليس في قولك ان فلان يعتقد ان المقام المحمود الشفاعة حجة الا ان تثبت من كلامه انكارا لاثر مجاهد .

    اما عن التعارض . فيرد بان السلف كانوا اوفر عقولا منكم واعلم بالسنن و الدين منكم . و لا يجيز لنفسه من ينتسب اليهم ان يحكي عنهم انهم اتفقوا على قبول خبر يعارض خبر اخر معارضة بينة يراها المتاخر من نيسابور . و لا يصح ان يقال في اثر مجاهد الذي اخذ التفسير عن ترجمان القران انه قال ذلك اجتهادا منه . بالله عليكم ايصح في مثل هذا اجتهاد !!



  20. #20

    افتراضي رد: اثبات الحد لله و بأنه قاعد وجالس علي عرشه

    |حديث أبي أمامة|


    ‏ ‏قال هشام ابن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا عثمان عثمان بن أبي عاتكة، حدثنا سليمان بن حبيب المجازي قال: دخلنا على أبي أمامة بحمص فقال: إن هذا المجلس من بلاغ الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ ما أرسل به، وأنتم فبلغوا عنا، إياكم والظلم، فإن الله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار ثم يقسم فيقول: وعزتي وجلالي، لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم// أورده ابن القيم فى الصواعق وعزاه الى الفريابي , وابن المحب فى الصفات وعزاه الى كتاب السنة للطبراني , وقال محقق كتاب صفة النزول الالهي ص133:"إسناده حسن". ‏

    —وفى إسناده عثمان بن أبى العاتكة لم ينكر حديثه عن غير على بن زيد : ‏ ‏

    1- قال دحيم :" لم ينكر حديثه عن غير على بن يزيد ﻭاﻻﻣﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ , فقيل ﻟﻪ ﺇﻥ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ اﻻﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﺑﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ".

    ‏ 2- قال أحمد :: " لا بأس به ، بليته من علي بن يزيد" .

    ‏ 3-قال أبو حاتم:" لا بأس به، بأسه من كثرة روايته عن علن يزيد" .وسأله ابنه عبد الرحمن عن حديث لا يصح يرويه عثمان. فقال : ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ اﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ".

    ‏ 4- وقال أبو داود: "صالح".

    ‏ 5- وقال خليفة:"ثقة".

    ‏ 6- وقال ابن سعد: " ثقة". ‏

    7- ووثقه ابن حبان , وقال العجلي : " لا بأس به". ‏‏

    8- وقال ابن حجر :" صدوق ضعفوه في روايته عن علي ابن يزيد الألهاني " .

    ‏ 9-قال الألباني: " علي بن يزيد هو ابن أبي زياد الألهاني ؛ قال الساجي:" اتفق أهل العلم على ضعفه " فالحمل في هذه الأحاديث عليه ، فلا يقدح بها على عثمان بن أبي العاتكة " .‏



    —وقيل :"في السند إليه هشام بن عمّار وهو ثقة ، إلا أنه كان بأخرة يتلقن ". قلت هذا الحديث رواه غير واحد عن هشام ومنهم الفريابى , وهو يروى عن هشام قبل تلقينه , قال الفريابى:"كل من لقيته بخراسان، والعراق، والشام ‏ومصر، وعدد عدة من الأمصار لم أسمع منه إلا من لفظه‏ ، إلا ما كان من شيخين وهما، أبو مصعب الزهري .قال الراوى :ذكر آخر معه لا يحضرني ذكره. قال الذهبي فى السير يعنى معلى بن مهدى .فإنهما كانا قد كبرا وضعفا ، فكان يقرأ عليهما ". وقال فى رواية آخرى :" كتبت الحديث سنة أربع وعشرين ومائتين من المشرق إلى المغرب، فما رأيت أحدا يقرأ عليه، ولا قرأت على أحد، إلا على أبي مصعب الزهري بالمدينة، فإنه قد كان ثقل لسانه، وعلى المعلي بن مهدي بالموصل". وانظر تاريخ بغداد ٧/٢١٠ ، وسير أعلام النبلاء ١١/٦٣ ‏


    ‏ —وبين الألباني السبب الذى جعل ابن الجوزي يحكم على هذا الحديث بالوضع فقال:" الظاهر أنه لاحظ ما في متنه من النكارة ,وهى نسبة الجلوس". !!

    - قلت : الجلوس ليست بأغرب من وضع القدمين على الكرسى , ونسبة الجلوس ليست منكرة عند السلف وأقوالهم تشهد بذلك .


    ‏ —وقد جاء معنى الحديث فى قول السلف = قال سالم بن أبي الجعد: {إن ربك لبالمرصاد}. وراء الصراط جسور، جسر عليه الأمانة، وجسر عليه الرحم، وجسر عليه الرب عز وجل". , وقال الذهبي :"رواه العسال بإسناد صحيح". , وقال عمرو بن قيس قال : بلغني أن على جهنم ثلاث قناطر: قنطرة عليها الأمانة إذا مروا بها تقول يا رب هذا أمين هذا خائن، وقنطرة عليها الرحم إذا مروا بها تقول يا رب هذا واصل يا رب هذا قاطع، وقنطرة عليها الرب". وقال سفيان:{إن ربك لبالمرصاد}. يعني :جهنم عليها ثلاث قناطر: قنطرة فيها الرحمة ، وقنطرة فيها الأمانة ، وقنطرة فيها الرب تبارك وتعالى//تفسير الطبري ٢٤/٤١٢ - مختصر الصواعق ١/٤٦



    ويتبع فيما بعد إن شاء الله تعالى ببقية الأحاديث والأثار .....

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •