أعان الله الأئمة على أولئك الذين لا يعرفون المساجد إلّا في رمضان أو في أوّل رمضان، اعتادوا على الصلاة في رحالهم وأطول صلاة لهم في غير رمضان لا تتجاوز خمس دقائق فما بالكم في صلاة قد تصل لساعةٍ أو أكثر؛ ولهذا تجدهم يتذمّرون من صوت الأطفال وإطالة الإمام وربما من المراوح في المسجد ... ، فإن لم يجدوا ذلك قالوا: أرهقنا الإمام بسرعته، وهذا أكبر دليل على أنّ الشيطان بريءٌ من أفعال بعض البشر؛ فهو مصفدٌ الآن، ‏يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله (فتح الباري: ٤ /١١٤): في "تصفيد الشياطين في رمضان" إشارةٌ إلى رفع عذر المكلّف، كأنّه يقال له: "قد كفَّت الشياطين عنك؛ فَلا تَعتَلَّ بهم في ترك الطّاعَة ولا فعل المعصية".

ماهر أبو حمزة