ورد هذا مسند الربيع بن حميد هكذا :
[725] أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهِمَا الْجَنَّةَ فَلا أَدْرَكَهُمَا "
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: " مَنْ هَاجَرَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِلا أَنْ يَتُوبَ ". اهـ.
قلتُ : وهذا إسناد رغم إرساله باطلٌ أقصد القول الأخير .
فالربيع بن حبيب قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله :" الربيع بن حبيب - وهو الفراهيدي - : إباضي مجهول ، ليس له ذكر في كتب أئمتنا، ومسنده هذا هو " صحيح الإباضية "! وهو مليء بالأحاديث الواهية والمنكرة " انتهى من "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (6/304) .
ومن فوقه أبو عبيدة وهو مسلم بن أبي كريمة.
قال الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة (5962) :
وإن مما يبطل كلامه: أن أكثر أحاديث الكتاب هي من رواية الربيع عن شيخه أبي عبيدة - واسمه مسلم بن أبي كريمة التيمي -؛ وهو مجهول لا يعرف عند علمائنا؛ فقد أورده الذهبي في " الميزان " قائلاً:
" مسلم بن أبي كريمة عن علي مجهول ". وأقره الحافظ في " اللسان "، وزاد: " وذكره ابن حبان في " الثقات " قال: إلا أني لا أعتمد عليه. يعني: لأجل التشيع "!. اهـ.
ثم قال [أي الألباني] :
والخلاصة: أن أبا عبيدة هذا مع كونه لم تثبت تابعيته، فهو مجهول العين كما تقدم عن الذهبي، وسلفه في ذلك أبو حاتم الرازي في " الجرح والتعديل ". وهو العلة الثانية.
ويمكن استخراج علة ثالثة: وهي تفرد " مسند الربيع " هذا بالحديث دون كل كتبنا نحن أهل السنة، حتى المختصة منها بالأحاديث الضعيفة والموضوعة! مع ما عرفت من جهالة الربيع! وفي اعتقادي أن الإباضية ليس لهم - على الأقل - إسناد معروف يرويه ثقة حافظ في كتاب متداولة عندهم - على الأقل - عن المؤلف، فكيف يعتمد على مثله لو كانت أسانيد المؤلف فيه صحيحة! وهيهات هيهات؛ فأكثرها تدور على هذا المجهول (مسلم بن أبي كريمة) ". اهـ.
والله أعلم.