المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم
قال بن ابي شيبة
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى وَعَافَانِي»
ما صحة هذا الاثر جزاكم الله خيرا
حديث أبي ذر حسن.
ذكر ابن أبي حاتم في العلل إن حديث عائشة أصح شيء في الباب وفيه إشارة إلى أنه ورد فيه غيره.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة [رقم: 79] من طريق : سفيان الثوري عن أبي ذر موقوفًا :" أنه كان يقول إذا خرج من الخلاء الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني "
وأخرجه من طريق شعبة عن منصور بن المعتمر مرفوعًا وموقوفًا لكن خالف سفيان في اسم شيخ منصور؛ فإن سفيان رواه
عن منصور هو ابن المعتمر عن أبي علي الأزدي عن أبي ذر ورواه شعبة عن منصور عن أبي الفيض عن أبي ذر .
وأبو الفيض لا يعرف اسمه ولا حاله ورجح أبو حاتم رواية سفيان على رواية شعبة وهذا منفي عنه الاضطراب .
وقد مشى المصنف في شرح المهذب على ظاهره فقال : رواه النسائي بسند مضطرب غير قوي .
قال الحافظ : أبو علي الأزدي ذكره ابن حبان في ثقات التابعين .
فقوي ويزداد قوة بشاهده ومن طريقة الشيخ تقديم المرفوع على الموقوف إذا تعارضا فليكن ذلك هنا.
ولحديث أبي ذر شاهد من حديث :
- حديث أنس أخرجه ابن ماجة ورواته ثقات إلّا إسماعيل بن مسلم وجاء عن أنس حديث آخر يأتي في شواهد حديث ابن عمر .
- حديث حذيفة وأبي الدرداء أخرجه ابن أبي شيبة عنهما موقوفًا بلفظ حديث أبي ذر . [مصنف ابن أبي شيبة (7 : 148)] .
- حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذَا خَرَجَ مِنْ الخلاء قال: "الحَمْدُ لِلَّه الَّذي أذَاقَنِي لَذَّتَهُ، وأبْقَى فِيّ قُوَّتَهُ، وَدَفَعَ عَنِّي أَذَاهُ"
رواه ابن السني [رقم: 25] والطبراني [رقم: 370 في "الدعاء"؛ وراجع رقم: 144] .
قوله: (الحمدُ لله الذي أذاقَني لَذَّته إلخ) في شرح العباب قلادة :
" إن الطبراني أخرجه أيضًا كذلك ثم قال في رواية "وابقى في قوته ودفع عني أذاء" وفي أخرى "الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني وأمسك عليّ ما ينفعني" فينبغي الجمع بين ذلك كله ". اهـ.
وفي كتاب ابن السني أيضًا من كتاب أنس كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا خرج من الغائط قال الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله وآخره ".
وفي شرح العدة :" وكان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه إذا خرج من الخلاء مسح بطنه وقال يا لها من نعمة لو نعلم قدرها ". اهـ.
قوله: (رواه ابن السني) أي من جملة حديث هو :
" كان - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس لخبيث المخبث الشيطان الرجيم وإذا خرج قال الحمد لله الخ "
قال الحافظ بعد تخريج ما ذكره الشيخ من حديث ابن عمر الحديث : غريب .
أخرجه المعمري في اليوم والليلة وابن السني وفي سنده ضعيفان وانقطاع .
- لكن للحديث شواهد منها عن عائشة مرفوعًا :
" إن نوحًا - عليه السلام - لم يقم عن خلاء قط إلَّا قال الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى منفعته في جسدي وأخرج عني أذاه ".
حديث غريب .
أخرجه المعمري والخرائطي في فضيلة الشكر وفي مسنده الحارث بن شبل وهو ضعيف ، وأخرجه العقيلي وابن عدي فيما أنكره من حديثه .
- وأخرج عبد الرزاق عن ابن جريج عن بعض أهل المدينة قال حدثت أن نوحًا كان يقول فذكر نحوه .
- وأخرجه ابن أبي شيبة عن هشيم عن العوام بن حوشب قال حدثت إن نوحًا فذكره .
- ومنها عن أنس أخرجه ابن السني عنه قال :
" كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من الخلاء قال الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله وآخره ".
وعبد الله بن محمد العدوي الذي أخرجه ابن السني من طريقه ضعيف .
- ومنها عن طاوس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثًا في آداب الخلاء وقال فيه :
" ثم ليقل إذا خرج الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني وأبقى علي ما ينفعني ".
أخرجه الطبراني وقال : لم نجد من وصل هذا الحديث .
قال الحافظ : وفيه مع إرساله ضعف رفعه ابن صالح أحد رواته وقد أخرجه عبد الرزاق عن زمعة من وجه آخر. اهـ.
- وفي شرح المنهاج الصغير لابن شهبة وفي مصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة :
" أن نوحًا - عليه السلام - كان يقول الحمد لله الذي أذاقني لذته إلخ ". اهـ،
وكأنه لم يقف على هذا الخبر المرفوع وإلَّا لما عدل عنه إلى غيره وبه يعتذر أيضًا عما في شرح العدة لابن جمعان وكان بعض السلف يقول الحمد لله إلخ، أو غفل عنه حال التأليف أو شك في كونه من المرفوع ولم يراجعا الأصول والله أعلم.
انتهى.
منقول من كتاب " الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية " (ص : 403) [ابن علان].
ابن علان (996 - 1057 هـ = 1588 - 1647 م) محمد علي بن محمد علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي مفسر، عالم بالحديث، من أهل مكة.