تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: حكم ساب الدين وهل يعذر بالجهل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي حكم ساب الدين وهل يعذر بالجهل

    الشيخ عبدالعزيز بن باز
    السؤال: تردد كثيرًا سماحة الشيخ السؤال عن العذر بالجهل، فهذا مستمع يسأل ويقول: سمعت أن الذي يسب الدين كافر، فهل يتساوى في ذلك الذي يعرف أن سب الدين يخرج من الملة مع الذي لا يعرف أنه يخرج من الملة، وفي أمور الدين يعذر الإنسان بجهله، وأي الأمور التي لا يعذر فيها الإنسان بجهله، أرجو من الله ثم منكم أن تشرحوا هذه القضية شرحاً وافياً؛ لأن أناساً يشيعون ويقولون: إن العذر بالجهل وارد فيدعون الجهل؟

    -01:55
    الجواب: من كان بين المسلمين لا يعذر بالجهل في مثل هذا، سب الدين ردة عن الإسلام، ترك الصلاة ردة عن الإسلام، وجحد وجوبها ردة عن الإسلام، هكذا سب الله، سب الرسول، الاستهزاء بالله، أو الاستهزاء بالرسول كل هذه ردة، ما يعذر فيها بالجهل دعوى الجهل وهو بين المسلمين؛ لأن هذا معروف بين المسلمين ومضطر، ضرورة معرفة هذا بين المسلمين، لا يخفى على أحد، ولو قال: إن الزنا حلال أو الخمر حلال كذلك ردة عن الإسلام؛ لأن هذا الشيء لا يخفى، أما إنسان في جاهلية ما يعرف الإسلام ولا هو عند المسلمين، فهذا حكمه حكم أهل الفترة، إذا مات على ذلك فأمره إلى الله يمتحن يوم القيامة، لكن بين المسلمين من سب الدين أو استهزأ بالله أو بالرسول أو ترك الصلاة، أوجحد وجوب الصلاة أو جحد وجوب الزكاة، أو جحد وجوب صوم رمضان أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة، أو قال: إن الزنا حلال أو الخمر حلال، أو العقوق للوالدين حلال كل هذا ردة ما يعذر فيه بالجهل؛ لأن هذه أمور ظاهرة من الدين، معلوم من الدين بالضرورة، يعرفها الخاص والعام بين المسلمين. نعم.
    المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.
    https://binbaz.org.sa/fatwas/8661/%D...88%D8%B1%D8%A9

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: حكم ساب الدين وهل يعذر بالجعل

    في ناقض الإيمان القولي: سبُّ الله عزَّ وجلَّ

    السؤال:
    نحن جماعةٌ مِنْ طلبة العلم نسأل عن أمرٍ عظيمٍ يكثر فيه الجدالُ عندنا، ألا وهو مسألةُ: «سبِّ الله عزَّ وجلَّ» ـ والعياذُ بالله ـ وقبل السؤال نطرح عليكم هذه المقدِّمة:
    هذا الجرم العظيم منتشرٌ عندنا بكثرةٍ منذ زمنٍ بعيدٍ؛ حيث شبَّ عليه الصغير، وشاب عليه الكبير، وهَرِمَ عليه الشيخ ـ إلَّا مَنْ رَحِمَ ربِّي ـ؛ فعمومُ الناسِ إذا ما وَقَعَ بينهم شجارٌ يتلفَّظون بألفاظٍ فيها سَبٌّ لله، بل منها ما هو أَشَدُّ مِنْ سبِّ الله عزَّ وجلَّ، حتَّى ممَّنْ هم مُواظِبون على الصلاة، وإذا سَكَنَ عنهم الغضبُ وسُئِلوا صرَّحوا بأنهم نادمون على ما قالوا، وأنهم ما كانوا يقصدون سَبَّ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولكنَّهم تربَّوْا على هذه الألفاظِ منذ الصغر؛ فنرجو منكم تفصيلًا شافيًا عن حكم سبِّ الله عزَّ وجلَّ، وعن حكمِ هؤلاء الناسِ الذين يقولون: لم نكن نقصد سَبَّ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبارك الله فيكم.

    الجواب:
    الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
    فالسبُّ شتمٌ، وهو كُلُّ قبيحٍ يستلزم الإهانةَ ويقتضي النَّقص، وضابطُهُ العُرْفُ، فما عَدَّه أهلُ العرف سَبًّا وانتقاصًا أو عيبًا أو طَعْنًا ونحوَ ذلك فهو مِنَ السَّبِّ، وحُكْمُ سابِّ الله تعالى طوعًا مِنْ غيرِ كرهٍ أنه كافرٌ مُرْتَدٌّ قولًا واحدًا لأهل العلم لا اختلافَ فيه، سواءٌ كان جادًّا أو مازحًا، وهو مِنْ أَقْبَحِ المكفِّرات القولية التي تُناقِضُ الإيمانَ، ويكفر ظاهرًا وباطنًا عند أهل السُّنَّة القائلين بأنَّ الإيمان قولٌ وعملٌ، وقد نَقَلَ ابنُ عبد البرِّ المالكيُّ ـ رحمه الله ـ في «التمهيد» عن إسحاق بنِ راهويه ـ رحمه الله ـ قولَه: «قد أجمع العلماءُ أنَّ مَنْ سَبَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، أو سبَّ رسولَه صلَّى الله عليه وسلَّم، أو دَفَعَ شيئًا أنزله اللهُ، أو قَتَلَ نبيًّا مِنَ أنبياء الله ـ وهو مع ذلك مُقِرٌّ بما أنزل اللهُ ـ: أنه كافرٌ»(١).

    وقال القاضي عياضٌ المالكيُّ ـ رحمه الله ـ: «لا خلافَ أنَّ سابَّ اللهِ تعالى مِنَ المسلمين كافرٌ حلالُ الدم، واخْتُلِفَ في استتابتِه»(٢)، وقال ابنُ قدامة المقدسيُّ الحنبليُّ ـ رحمه الله ـ: «ومَنْ سبَّ اللهَ تعالى كَفَرَ سواءٌ كان مازحًا أو جادًّا»(٣)، ومثلُه عن ابنِ تيمية ـ رحمه الله ـ قال: «إنَّ سَبَّ اللهِ أو سَبَّ رسوله كفرٌ ظاهرًا وباطنًا، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أنَّ ذلك محرَّمٌ أو كان مُسْتحِلًّا له أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، هذا مذهبُ الفقهاءِ وسائرِ أهلِ السُّنَّةِ القائلين بأنَّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ»(٤).

    ذلك، لأنَّ في سبِّ الله تنقُّصًا لله تعالى، واستخفافًا واستهانةً به سبحانه، وانتهاكًا وتمرُّدًا على ربِّ العالمين، ينبعث مِنْ نفسٍ شيطانيةٍ ممتلئةٍ مِنَ الغضب، أو مِنْ سفيهٍ لا وَقارَ لله عنده؛ فحالُه أَسْوأُ مِنْ حالِ الكافر؛ إذ السابُّ مُظْهِرٌ للتنقُّص ومُفْرِطٌ في العداوة ومُبالِغٌ في المحادَّة، بينما الكافر يُعظِّمُ الربَّ، ويعتقد أنَّ ما هو عليه مِنَ الدِّين الباطلِ ليس استهزاءً بالله ولا مَسَبَّةً له، وهو ـ أيضًا ـ مِنْ جهةٍ أخرى أسوأُ حالًا مِنَ المستهزئ؛ لأنَّ الاستهزاء بالله وآياتِه ورسولِه كفرٌ بنصِّ قوله تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦[التوبة]، وإذا كان الاستهزاءُ كفرًا فالسبُّ المقصودُ مِنْ بابٍ أَوْلى، والآيةُ دلَّتْ على استواءِ الجِدِّ واللعب في إظهار كلمة الكفر، وضِمْنَ هذا المعنى يقول ابنُ العربيِّ المالكيُّ ـ رحمه الله ـ: «لا يخلو أَنْ يكون ما قالوه ـ أي: المنافقون ـ مِنْ ذلك جِدًّا أو هزلًا، وهو ـ كيفما كان ـ كُفرٌ؛ فإنَّ الهزل بالكفر كُفرٌ، لا خُلْفَ فيه بين الأمَّة؛ فإنَّ التحقيقَ أخو الحقِّ والعلم، والهَزْلَ أخو الباطل والجهل»(٥).

    فالحاصل، أنَّ أصل الدِّين مبنيٌّ على تعظيم الله تعالى وإجلالِه، وتعظيمِ دِينِه ورُسُلِه، فإذا كان الاستهزاءُ بشيءٍ مِنْ ذلك يُناقِضُ هذا الأصلَ ويُنافيهِ فإنَّ السبَّ يُناقِضُه أَشَدَّ المناقَضة، بل يتضمَّن قَدْرًا زائدًا على الكفر؛ لأنَّ الله تعالى نهى المسلمين أَنْ يسبُّوا الأوثانَ لئلَّا يسبَّ المشركون اللهَ تعالى ـ وهُمْ على شركِهم وتكذيبهم وعداوتِهم لرسوله ـ في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ[الأنعام: ١٠٨]؛ فتَبيَّنَ أنَّ سَبَّ اللهِ تعالى أَعْظَمُ مِنَ الشرك به وتكذيبِ رسوله ومعاداته، قال ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ في «الصارم المسلول»: «ألا ترى أنَّ قريشًا كانَتْ تُقارُّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم على ما كان يقوله مِنَ التوحيد وعبادةِ اللهِ وحده، ولا يُقارُّونه على عيبِ آلهتِهم والطعنِ في دِينِهم وذمِّ آبائهم؟ وقد نهى اللهُ المسلمين أَنْ يسبُّوا الأوثانَ لئلَّا يسبَّ المشركون اللهَ، مع كونهم لم يزالوا على الشرك؛ فعُلِم أنَّ محذورَ سبِّ اللهِ أَغْلَظُ مِنْ محذورِ الكفرِ به»(٦).

    هذا، والمُخلِّصُ الوحيد الذي يمحو اللهُ تعالى به الكفرَ بعد ثُبوته هو توبةُ المذنِب؛ وذلك برجوع العبد إلى الله تعالى، ومفارَقتِه لسبيلِ المغضوب عليهم والضالِّين، واللهُ تعالى يقبل توبةَ العبدِ مِنْ جميع الذنوب: الشركِ فما دونه؛ لقوله تعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣[الزُّمَر]، وقولِه تعالى: ﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَيَسۡتَغۡفِرُو نَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٧٤[المائدة]، وقولِه تعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ[الأنفال: ٣٨]، ومِنْ شَرْطِ التوبة: أَنْ يُخْلِصَها لله تعالى، ويتحسَّرَ على فعله، ويندمَ على ما اقترفه، وأَنْ يُقْلِعَ عنه ولا يُصِرَّ عليه، ويعزمَ أَنْ لا يعودَ إليه في المستقبل، وأَنْ تكونَ توبتُه في زمنٍ تنفع فيه التوبةُ(٧).

    أمَّا إذا سبَّ اللهَ تعالى وهو مُغْلَقٌ على قلبه، كمَنْ تكلَّم بكلمة الكفر وهو على غضبٍ شديدٍ لا يدري ما يقول ولا يَعِي، وإذا ذُكِّرَ لا يتذكَّر ولا يَسْتحضِرُه، أو صدرَتْ منه كلمةُ الكفر وهو في حالةِ جنونٍ أو إغماءٍ أو غيبوبةٍ، أو نَطَقَ بها خطأً مِنْ غيرِ انتباهٍ ولا قصدٍ؛ فإنَّ ذلك مانعٌ مِنْ تكفير المعيَّن بسببها لفساد قلبه؛ لأنَّ جميع الأقوال والتصرُّفات مشروطةٌ بوجود التمييز والعقل؛ فمَنْ لا تمييزَ له ولا عَقْلَ ليس لكلامه في الشرع اعتبارٌ، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَلَا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ القَلْبُ»(٨)، ولقَوْلِ الرجل مِنْ شدَّة الفرح: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وأَنَا رَبُّكَ»، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ»(٩)؛ فإنَّ هذا حَصَلَ له الكلامُ مِنْ غير قصدٍ منه ولا إرادةٍ؛ فهو غيرُ مُؤاخَذ عليه؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَ [المائدة: ٨٩]، وقولِه تعالى: ﴿وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا ٥[الأحزاب].

    ففي هذه الأحوالِ الاستثنائية يتقرَّر أنَّ مَنْ وَقَعَ في الكفر فلا يَلْزَمُ وقوعُ الكُفْرِ عليه لوجود مانعٍ مِنْ لحوقِ الكفرِ به ابتداءً، بخلافِ مَنْ وَقَعَ الكفرُ عليه لانتفاءِ المانع؛ فإنَّ التوبة ترفع عنه إطلاقَ الكفر عليه بعد رجوعه عنه.
    والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
    الجزائر في: ٢٢ مِنَ المحرَّم ١٤٢٨ﻫ
    الموافق ﻟ: ١٠فبراير ٢٠٠٧م
    https://ferkous.com/home/?q=fatwa-625


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: حكم ساب الدين وهل يعذر بالجعل

    السؤال

    أود توضيح مسألة مهمة جدا بالنسبة لي وهي تتعلق بانتشار سب الدين في بلدنا واختلفت مع أحد الإخوة في حكم من سب الدين فهو يقول لي إن سب الدين كفر ولكن لا يجوز أن نحكم بالكفر على شخص بعينه حتى وإن سب الدين فيجب أن نقيم عليه الحجة بأن نخبره بأن هذا العمل كفر فإن أصر فهو كافر وأنا قلت له إنه بمجرد سبه للدين فقد كفر ويجب عليه الدخول في الإسلام مرة أخرى ولا أظن أن هناك عذرا بالجهل في هذه المسألة أو حتى التعلل بأي عذر آخر كأن يقال إنه كان غاضبا أو مثل ذلك من الأعذار . أرجو من فضيلتكم توضيح هذه المسألة بالأدلة وجزاكم الله خيرا

    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فقد أجمع أهل العلم على أن سب الدين كفر بالله عز وجل، فإذا وقع من مسلم فقد ارتد عن الإسلام، عياذا بالله من ذلك، ولا يعذر بالجهل، ومن باب أولى لا يعذر بالغضب، لأنه لا يعذر به في شيء ما لم يبلغ به غضبه إلى حالة لا يدرك معها ما يقول، فحينئذ يعذر لأنه يعتبر فاقدا للعقل الذي هو مناط التكليف، أما إذا صدر منه السب وهو يدرك ما يقول فلا عذر له، وقد قال الله تعالى: [وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ] (التوبة: 65-66).
    وقد نزلت في أناس لم يعلنوا بسب الدين صراحة، لكنهم طعنوا في حملته ونقلته فقالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء، فكيف بمن تجرأ وسب الدين رأسا؟!
    [COLOR=black"]والله أعلم.
    https://www.islamweb.net/ar/fatwa/48551/
    [/COLOR]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: حكم ساب الدين وهل يعذر بالجعل

    السؤال

    رجل سب الدين هو في حالة غضب شديد ، فما حكمه ؟ وما هي شروط التوبة من هذا الفعل ؟ وهل ينفسح نكاح زوجته ؟.

    نص الجواب





    الحمد لله
    " الحكم فيمن سب الدين الإسلامي أنه يكفر ، فإن سب الدين والاستهزاء به ردة عن الإسلام وكفر بالله عز وجل وبدينه ، وقد حكى الله عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون : إنما كنا نخوض ونلعب ، فبين الله عز وجل أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله ، وأنهم كفروا به فقال تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة/65، 66 .
    فالاستهزاء بدين الله ، أو سب دين الله ، أو سب الله ورسوله ، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة
    ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه ، لقول الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .

    فإذا تاب الإنسان من أي ردة كانت توبةً نصوحاً استوفت شروط التوبة الخمسة ، فإن الله يقبل توبته . وشروط التوبة الخمسة هي:
    الشرط الأول : الإخلاص لله بتوبته ، بأن لا يكون الحامل له على التوبة رياء أو سمعة ، أو خوفاً من مخلوق ، أو رجاء لأمر يناله من الدنيا فإذا أخلص توبته لله وصار الحامل له عليها تقوى الله عز وجل والخوف من عقابه ورجاء ثوابه ، فقد أخلص لله تعالى فيها.
    الشرط الثاني : أن يندم على ما فعل من الذنب ، بحيث يجد في نفسه حسرة وحزناً على ما مضى ، ويراه أمراً كبيراً يجب عليه أن يتخلص منه .
    الشرط الثالث : أن يقلع عن الذنب وعن الإصرار عليه ؛ فإن كان ذنبه تَرْكَ واجبٍ قام بفعله وتَدَارَكَه إن أمكن ، وإن كان ذنبُه بإتيانِ محرمٍ أقلع عنه ، وابتعد عنه ، ومن ذلك إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوقين ، فإنه يؤدي إليهم حقوقهم أو يستحلهم منها.
    الشرط الرابع : العزم على أن لا يعود في المستقبل ، بأن يكون في قلبه عزم مؤكد ألا يعود إلى هذه المعصية التي تاب منها.

    الشرط الخامس : أن تكون التوبة في وقت القبول ، فإن كانت بعد فوات وقت القبول لم تقبل ، وفوات وقت القبول عام وخاص :

    أما العام ؛ فإنه طلوع الشمس من مغربها ، فالتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لا تقبل ، لقول الله تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) الأنعام/158 .
    وأما الخاص ؛ فهو حضور الأجل ، فإذا حضر الأجل فإن التوبة لا تنفع لقول الله تعالى : ( وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) النساء/18 .
    أقول : إن الإنسان إذا تاب من أي ذنب - ولو كان ذلك سب الدين - فإن توبته تقبل إذا استوفت الشروط التي ذكرناها .
    ولكن ليعلم أن الكلمة قد تكون كفراً وردة ، ولكن المتكلم بها قد لا يكفر بها ، لوجود مانع يمنع من الحكم بكفره ، فهذا الرجل الذي ذكر عن نفسه أنه سب الدين في حال غضب ، نقول له : إن كان غضبك شديداً بحيث لا تدري ماذا تقول ، ولا تدري حينئذ أأنت في سماء أم في أرض ، وتكلمت بكلام لا تستحضره ولا تعرفه ، فإن هذا الكلام لا حكم له ، ولا يحكم عليك بالردة ، لأنه كلام حصل عن غير إرادة وقصد ، وكل كلام حصل عن غير إرادة وقصد فإن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ به ، يقول : الله تعالى في الأيمان : ( وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ ) المائدة/89 .

    فإذا كان هذا المتكلم بكلمة الكفر في غضب شديد لا يدري ما يقول ، ولا يعلم ماذا خرج منه ، فإنه لا حكم لكلامه، ولا يحكم بردته حينئذ ، وإذا لم يحكم بالردة فإن الزوجة لا ينفسخ نكاحها منه ، بل هي باقية في عصمته .
    ولكن ينبغي للإنسان إذا أحس بالغضب أن يحرص على مداواة هذا الغضب بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم ، حين سأله رجل ، فقال له : يا رسول الله ، أوصني قال : (لا تغضب) فردد مراراً ، قال : ( لا تغضب ) . فلْيُحْكِم الضبط على نفسه ، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإذا كان قائماً فليجلس ، وإذا كان جالساً فليضطجع ، وإذا اشتد به الغضب فليتوضأ ، فإن هذه الأمور تذهب غضبه . وما أكثرَ الذين ندموا ندماً عظيماً على تنفيذ ما اقتضاه غضبهم ، ولكن بعد فوات الأوان" اهـ .



    المصدر: "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/152)



    https://islamqa.info/ar/answers/4250...AF%D9%8A%D8%AF

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: حكم ساب الدين وهل يعذر بالجعل

    السؤال

    رجل سب الدين هو في حالة غضب شديد ، فما حكمه ؟ وما هي شروط التوبة من هذا الفعل ؟ وهل ينفسح نكاح زوجته ؟.

    نص الجواب





    الحمد لله
    " الحكم فيمن سب الدين الإسلامي أنه يكفر ، فإن سب الدين والاستهزاء به ردة عن الإسلام وكفر بالله عز وجل وبدينه ، وقد حكى الله عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون : إنما كنا نخوض ونلعب ، فبين الله عز وجل أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله ، وأنهم كفروا به فقال تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة/65، 66 .
    فالاستهزاء بدين الله ، أو سب دين الله ، أو سب الله ورسوله ، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة
    ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه ، لقول الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .

    فإذا تاب الإنسان من أي ردة كانت توبةً نصوحاً استوفت شروط التوبة الخمسة ، فإن الله يقبل توبته . وشروط التوبة الخمسة هي:
    الشرط الأول : الإخلاص لله بتوبته ، بأن لا يكون الحامل له على التوبة رياء أو سمعة ، أو خوفاً من مخلوق ، أو رجاء لأمر يناله من الدنيا فإذا أخلص توبته لله وصار الحامل له عليها تقوى الله عز وجل والخوف من عقابه ورجاء ثوابه ، فقد أخلص لله تعالى فيها.
    الشرط الثاني : أن يندم على ما فعل من الذنب ، بحيث يجد في نفسه حسرة وحزناً على ما مضى ، ويراه أمراً كبيراً يجب عليه أن يتخلص منه .
    الشرط الثالث : أن يقلع عن الذنب وعن الإصرار عليه ؛ فإن كان ذنبه تَرْكَ واجبٍ قام بفعله وتَدَارَكَه إن أمكن ، وإن كان ذنبُه بإتيانِ محرمٍ أقلع عنه ، وابتعد عنه ، ومن ذلك إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوقين ، فإنه يؤدي إليهم حقوقهم أو يستحلهم منها.
    الشرط الرابع : العزم على أن لا يعود في المستقبل ، بأن يكون في قلبه عزم مؤكد ألا يعود إلى هذه المعصية التي تاب منها.

    الشرط الخامس : أن تكون التوبة في وقت القبول ، فإن كانت بعد فوات وقت القبول لم تقبل ، وفوات وقت القبول عام وخاص :

    أما العام ؛ فإنه طلوع الشمس من مغربها ، فالتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لا تقبل ، لقول الله تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) الأنعام/158 .
    وأما الخاص ؛ فهو حضور الأجل ، فإذا حضر الأجل فإن التوبة لا تنفع لقول الله تعالى : ( وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) النساء/18 .
    أقول : إن الإنسان إذا تاب من أي ذنب - ولو كان ذلك سب الدين - فإن توبته تقبل إذا استوفت الشروط التي ذكرناها .
    ولكن ليعلم أن الكلمة قد تكون كفراً وردة ، ولكن المتكلم بها قد لا يكفر بها ، لوجود مانع يمنع من الحكم بكفره ، فهذا الرجل الذي ذكر عن نفسه أنه سب الدين في حال غضب ، نقول له : إن كان غضبك شديداً بحيث لا تدري ماذا تقول ، ولا تدري حينئذ أأنت في سماء أم في أرض ، وتكلمت بكلام لا تستحضره ولا تعرفه ، فإن هذا الكلام لا حكم له ، ولا يحكم عليك بالردة ، لأنه كلام حصل عن غير إرادة وقصد ، وكل كلام حصل عن غير إرادة وقصد فإن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ به ، يقول : الله تعالى في الأيمان : ( وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ ) المائدة/89 .

    فإذا كان هذا المتكلم بكلمة الكفر في غضب شديد لا يدري ما يقول ، ولا يعلم ماذا خرج منه ، فإنه لا حكم لكلامه، ولا يحكم بردته حينئذ ، وإذا لم يحكم بالردة فإن الزوجة لا ينفسخ نكاحها منه ، بل هي باقية في عصمته .
    ولكن ينبغي للإنسان إذا أحس بالغضب أن يحرص على مداواة هذا الغضب بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم ، حين سأله رجل ، فقال له : يا رسول الله ، أوصني قال : (لا تغضب) فردد مراراً ، قال : ( لا تغضب ) . فلْيُحْكِم الضبط على نفسه ، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإذا كان قائماً فليجلس ، وإذا كان جالساً فليضطجع ، وإذا اشتد به الغضب فليتوضأ ، فإن هذه الأمور تذهب غضبه . وما أكثرَ الذين ندموا ندماً عظيماً على تنفيذ ما اقتضاه غضبهم ، ولكن بعد فوات الأوان" اهـ .



    المصدر: "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/152)



    https://islamqa.info/ar/answers/4250...AF%D9%8A%D8%AF

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: حكم ساب الدين وهل يعذر بالجهل

    السؤال


    هل يجوز للعوام إذا سمعوا إنسانا يسب الله والدين أو الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يكفروه بدون الرجوع إلى العلماء ؟
    نص الجواب








    الحمد لله
    أولا :
    لا شك أن سب الله تعالى – عياذا بالله – أو سب رسوله أو دينه – عياذا بالله – من الكفر بالله العظيم ، فمن فعل ذلك كفر كفرا أكبر مخرجا من الملة ؛ فإن مات على ذلك ولم يتب منه : فهو من أهل النار المخلدين فيها أبد الآبدين .
    قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
    " أجمع العلماء قاطبة على أن المسلم متى سب الدين ، أو تنقصه ، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو انتقصه ، أو استهزأ به ؛ فإنه يكون مرتدا كافرا حلال الدم والمال "
    انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن باز (ص 139) .
    وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
    ما حكم من يسب الدين والله ؟ وما كفارته ؟ علما بأن الرجل متزوج ، وهل تحرم عليه زوجته أو تطلق ؟
    فأجاب " لاشك أن هذه ردة عن الإسلام ، وكفر بالله يستحق فاعله القتل إلا أن يتوب ، وتطلق منه زوجته ، وتنقطع صلته بأقاربه ، فلا يرث منهم ولا يرثون منه ، لكن إذا تاب وندم واستغفر واعترف بخطيئته تاب الله عليه ، وله أن يراجع زوجته إن لم تخرج من العدة فإن خرجت ملكت نفسها فلم تحل إلا برضاها " انتهى من "فتاوى إسلامية" (3 /533) .
    ثانيا :
    من سمع شخصا يسب الله صراحة بنفسه من شخص ، أو قامت عنده البينة الشرعية على ذلك : فلا حرج عليه أن يعتقد كفر هذا القائل ؛ فهذا أشنع السب ، وأعظمه ، ولا يقدم عليه إلا من بالغ في الغي ، وغلب عليه الخذلان والاستهانة بمقام الله جل جلاله ، أو من كان مغلوبا على عقله ، لا يدري ما يقول .
    وليس هذا السب من المسائل الخفيات التي يحتاج فيها إلى حكم أهل العلم ، أو اجتهاد ونظر ؛ بل هو من الأمور الظاهرة التي يعرفها الجاهل والعالم ، ويستشنعها الصغير والكبير .
    لكن مع ذلك ، ينبغي النظر في المقصود الشرعي من إنكار ذلك ، واستشناعه ، وهو إزالة ذلك المنكر ، ودفعه ، والسعي إلى توبة قائله ، ورجوعه إلى ربه ، حتى وإن كان قد ارتد ، وخرج من الملة ؛ فاستتابة المرتد من الأمور المعلومة المقررة ؛ فينبغي أن يسعى في وعظه بما يناسب حاله ، وبيان شناعة ما وقع فيه ، وينظر معه في المسلك الشرعي المناسب لحاله .
    قال علماء اللجنة :
    " سب الدين - والعياذ بالله - كفر بواح بالنص والإجماع ؛ لقوله سبحانه : ( أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) الآية ، وما ورد في معناها ، ويجب أن ينصح وينكر عليه ذلك ، فإن استجاب فالحمد لله ، وإلا فلا يجوز أن يبدأ من يسب الدين بالسلام ، ولا يرد عليه إن بدأ ، ولا تجاب دعوته ، ويجب هجره هجرا كاملا حتى يتوب أو ينفذ فيه حكم الله بالقتل من جهة ولي الأمر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) خرجه البخاري في صحيحه (3017) " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/12) .
    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " إن الإنسان إذا تاب من أي ذنب ولو كان ذلك سب الدين فإن توبته تقبل إذا استوفت الشروط التي ذكرناها ، ولكن ليعلم أن الكلمة قد تكون كفراً وردة ولكن المتكلم بها قد لا يكفر بها لوجود مانع يمنع من الحكم بكفره ، فهذا الرجل الذي ذكر عن نفسه أنه سب الدين في حال غضب نقول له : إن كان غضبك شديداً بحيث لا تدري ما تقول ولا تدري حينئذ أنت في سماء أم في أرض وتكلمت بكلام لا تستحضره ولا تعرفه فإن هذا الكلام لا حكم له ولا يحكم عليك بالردة ؛ لأنه كلام حصل عن غير إرادة وقصد ، وكل كلام حصل عن غير إرادة وقصد فإن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ به يقول الله تعالى في الأيمان (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (24/2) .
    https://islamqa.info/ar/answers/1780...B0%D9%84%D9%83

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: حكم ساب الدين وهل يعذر بالجهل

    السؤال: ما حُكم مَن وقع منه السَّبُّ وهو صائم في يوْم من أيَّام شهر رمضان؟ هل عليه قضاؤه أم ماذا يفعل؟ الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فلم يُبيِّن السَّائل الكريم المقْصود من كلِمة (السَّبّ): هل هو سبُّ الدّين -والعياذ بالله- أو الصَّحابة، أو سبُّ المسلِم، أو غير ذلك؟ فإن كان يقصِد سبَّ الله أو الدّين أو الرَّسول، فقدِ ارتدَّ عن الإسلام -عياذًا بالله- وبطل صومه، وعليْه أن يُبادر بالتَّوبة ويَنطق بالشَّهادتين، ويُكْثِر من الاستِغْفار، ويتوب إلى الله توبةً صادِقة، ويَجب عليه قضاء هذا اليوم الذي ارتدَّ فيه. قال ابن قدامة في "المغني": " ومن ارتد عن الإسلام، فقد أفطر لا نعلم بين أهل العلم خلافًا في أن من ارتد عن الإسلام في أثناء الصوم، أنه يفسد صومه، وعليه قضاء ذلك اليوم، إذا عاد إلى الإسلام، سواء أسلم في أثناء اليوم، أو بعد انقضائه، وسواء كانت ردته باعتقاده ما يكفر به، أو شكه فيما يكفر بالشك فيه، أو بالنطق بكلمة الكفر، مستهزئًا أو غير مستهزئ؛ وذلك لأن الصوم عبادة من شرطها النية، فأبطلتها الردة، كالصلاة والحج، ولأنه عبادة محضة، فنافاها الكفر، كالصلاة". اهـ. وراجع الفتاوى: "حكم سبّ الدين في حالة الغضب" لسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، "حكم سب ذات اللّه عزَّ وجلَّ وآثار" اللجنة الدَّائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء، "التَّعامل مَع مَن يسبُّ الإسلام"، "حكم سبّ صحابة الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم". أمَّا إن كان المقصود سبَّ المسلمين عامَّة، فهو من المعاصي التي لا تُفْسِد الصّيام؛ ففي الصَّحيحين عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم: "سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، والسِّباب: الشَّتم والتكلُّم في العرض بِما يَعيبُه ويؤذيه، والفسوق: الفجور والخروج عن الحقِّ. ومن ثمَّ؛ فثواب الصّيام ينقُص بالسِّباب، وقد يذهَب كلُّه ولا يحصِّل منه الصَّائم شيئًا؛ إلاَّ الجوعَ والعطش؛ كما صحَّ عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ربَّ صائمٍ حظُّه من صيامِه الجوعُ والعطَش، وربَّ قائمٍ حظُّه من قيامِه السَّهر" (رواه أحمد وغيرُه، عن أبي هريرة). وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَن لَم يدَع قولَ الزُّور والعمل به والجهْل، فليْس لله حاجةٌ أن يدَع طعامَه وشرابَه" (رواه البخاري). وقول الزُّور يشْمل كلَّ قولٍ محرَّم؛ كالسَّبِّ والشَّتْم، وكذلِك قوله: "والجهل". وقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا أصْبَحَ أحَدُكم يَوْمًا صائمًا، فلا يَرفُثْ، ولا يَجْهَلْ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَه، فلْيَقُلْ: إنِّي صائِمٌ، إنِّي صائمٌ" (رواه البُخاري ومسلم). قال الحافظ: "قَوْله: "فلا يَرْفُث": المُراد بِالرَّفَثِ هُنا: الكلام الفاحِش. قوله: "ولا يَجْهَل"؛ أيْ: لا يَفْعَل شَيْئًا مِنْ أفْعال أهْل الجَهْل؛ كالصِّياحِ والسَّفَه ونحْو ذلِك. والمُراد مِن الحَديث: أنَّهُ لا يُعامِلهُ بمِثْلِ عَمَله؛ بَل يَقْتَصِر على قَوْله: "إنِّي صائِم". اهـ. وقال النَّووي: "اعْلَم أنَّ نَهْيَ الصَّائمِ عَن الرَّفَث والجَهْل، والمُخاصَمةِ والمُشاتَمة - لَيْسَ مُخْتَصًّا به؛ بَلْ كُلُّ أحَد مِثْله في أصْل النَّهْي عَن ذَلِك، لكنَّ الصَّائِم آكدُ". اهـ،، والله أعلم. خالد عبد المنعم الرفاعي خالد عبد المنعم الرفاعي يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

    رابط المادة: http://iswy.co/e5fu3

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •