تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 30

الموضوع: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    230

    Exclamation مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    السلام عليكم ورحمة الله بركاته
    مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين-رحمهما الله-
    بعد ان قام احد الاخوة باهداء نسخة من تفسير(الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية)، إلى أحدى المكتبات في العراق باسم(المكتبة العراقية للكتب الإسلامية على المذاهب الاربعة)،
    فتفاجأ الأخ بهذا الرد من قبل علماء هذه المكتبة، فأرجو منكم رايكم حول هذا الرد، لأنني اشتريت التفسير ووجدته مفيدا جدا، يجمع آراء اكابر علمائنا من المأثور والدراية، ولكن قلقت جدا بهذا الرد من قبل علماء وطلبة هذه المكتبة:
    اليكم نص رد المكتبة:
    ((المؤلف .... خلط الحابل بالنابل ، فقد جمع بين تفاسير كبار أئمة أهل السنة والجماعة مثل الطبري والقرطبي والنسفي والبغوي وابن كثير وغيرهم رضي الله عنهم ، وتفاسير الوهّابية الخوارج الحشوية المجسمة المشبهة ، والذين هم من أقبح وأضل أهل البدع والزيغ والضلال مثل ابن عثيمين والسعدي))!!.
    أناشدكم بالله ما رأيكم لأنني قلق جدا من هذا الرأي؟ وأصبحت اشك في أمري! وأمر التفسير:
    فهل من يستشهد بقول الشيخ السعدي وابن عثيمين يسمى سفيها ومجسما ومشبها!!!
    ليت شعري لماذا هؤلاء يشنعون بهذه الألفاظ المبتدعة على مؤلف هذا التفسير؟
    فهل الغرض من ذلك ليغزوا عوام المسلمين؟؟ أم فعلا أن المصنف وهؤلاء المشايخ من المشبه والمجسمة؟
    رجاءا أريد جوابا شافيا؟
    واليكم رابط التفسير:
    http://www.almeshkat.net/book/13108

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي

    إسلام ويب


    القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي نال من العناية والاهتمام والدراسة ما لم ينله كتاب آخر، سواء أكان كتاباً سماوياً أم كتاباً مما كتب الناس. ولا عجب في ذلك، فهو كتاب رب العالمين،..
    القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي نال من العناية والاهتمام والدراسة ما لم ينله كتاب آخر، سواء أكان كتاباً سماوياً أم كتاباً مما كتب الناس.

    ولا عجب في ذلك، فهو كتاب رب العالمين، وهو للناس أجمعين، ختم به سبحانه كتبه السماوية، وتكفل بحفظه من أي تبديل أو تحريف، إلى أن وصل إلينا كما نزل على قلب خير المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    وقد اهتم علماء المسلمين بهذا الكتاب الكريم غاية الاهتمام، وأولوه من العناية أشدها، وذلك بغية الكشف عن معانيه ومراميه، وبيان مقاصده وأحكامه.

    واختلفت مناهج المفسرين في تفسير كتاب الله، وظهر هناك منهجان -وإن شئت قل اتجاهان- في ذلك؛ المنهج الأول سُمي التفسير بالمأثور، والمنهج الثاني التفسير بالرأي أو المعقول.

    وكانت لكل منهج من هذين المنهجين ملامح خاصة، تميزه عن المنهج الآخر. وفي ثنايا مقالنا التالي نحاول التعرف على ملامح وسمات كل منهج من هذين المنهجين.

    أولاً: التفسير بالمأثور

    يُقصد بهذا المصطلح، تفسير القرآن اعتماداً على ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته، وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما نقل عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.

    ومن أمثلة التفسير بالمأثور، تفسير قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} فقد فُسِّر المُنْعَمُ عليهم بقوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} (النساء:69)، وهذا من باب تفسير القرآن بالقرآن.

    ومن الأمثلة أيضاً، تفسير قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} (الأنفال:60)، فقد فُسرت (القوة) في الآية بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي) ثلاث مرات، والحديث رواه مسلم، وهذا من باب تفسير القرآن بالسنة.

    ومن أمثلة تفسير الصحابة، تفسير ابن عباس لقوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} حيث فسر هذه الآية باقتراب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في صحيح "البخاري".

    وقد رُويت عن التابعين في التفسير روايات كثيرة، ولا سيما ما رُوي عن تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما، كمجاهد، وعكرمة، وعطاء، وغيرهم. وكتب التفاسير غنية بأمثلة هذا النوع من التفسير.

    ويلاحظ على هذا المنهج من التفسير -عموماً- أنه يعتمد على الرواية الثابتة في تفسير القرآن الكريم، سواء أكانت تلك الرواية نصًّا من القرآن أو السنة، أم قولاً لصحابي، أو تابعي.

    ومن أشهر كتب التفسير بالمأثور نذكر الكتب التالية:

    - جامع البيان في تفسير القرآن، ومؤلِّفه الإمام الطبري، وقد اشتهر هذا التفسير باسم "تفسير الطبري".

    - المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ومؤلِّفه ابن عطية، وهذا الكتاب تولت وزارة الأوقاف في دولة قطر الإشراف على طبعه، ووضعه بين أيدي أهل العلم.

    - تفسير القرآن العظيم، ومؤلِّفه ابن كثير، وهو من التفاسير المشهورة بين الناس، والمتلقاة بالقبول عند عامة المسلمين وخاصتهم.

    ثانياً: التفسير بالرأي

    يُقصد بهذا المنهج، تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسر لكلام العرب وأساليبهم في القول، ثم معرفته للألفاظ العربية، ووجوه دلالتها، ومعرفته بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ.

    وللعلماء في اعتماد هذا المنهج في التفسير موقفان، الأول: يرى عدم جواز تفسير القرآن بالرأي. والثاني: يرى جواز التفسير بالرأي عن طريق الاجتهاد.

    والمتأمل في حقيقة هذا الخلاف يرى أنه خلاف لفظي لا حقيقي، وبيان ذلك أن الرأي لا يُذم بإطلاق، فهناك رأي محمود، وهو ما استند إلى دليل معتبر، وهذا النوع من الرأي لا خلاف في قبوله بين أهل العلم. وهناك رأي مذموم، وهو ما استند إلى الهوى، ولم يكن له ما يؤيده ويسدده من العقل أو الشرع.

    ولا شك أن الذين قالوا بجواز تفسير القرآن بالرأي لم يقصدوا تفسير القرآن بمطلق الرأي، وإنما قيدوه بالرأي المعتبر والمستند إلى الدليل، ولم يعتبروا أو يلتفتوا إلى الرأي المستند إلى الهوى. وبهذا يؤول الخلاف في هذه المسألة إلى خلاف لفظي ليس إلا.

    ونقتصر في هذا المقام على مثال واحد لهذا النوع من التفسير، وهو ما أورده الإمام الرازي عند تفسير قوله تعالى: {من كان يرد الحياة الدنيا} (هود:15) قال: يندرج فيه المؤمن والكافر والصديق والزنديق؛ لأن كل أحد يريد التمتع بلذات الدنيا وطيباتها، والانتفاع بخيراتها وشهواتها، ثم قال: إلا أن آخر الآية يدل على أن المراد هو الكافر، لأن قوله تعالى بعدُ: {أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار} (هود:16) لا يليق إلا بالكفار، وواضح أن هذا التفسير للآية يعتمد على إعمال الرأي الذي يسنده الدليل ويسدده.

    ومن أهم كتب التفسير بالرأي نذكر ما يأتي:

    - البحر المحيط، ومؤلفه أبو حيان الأندلسي الغرناطي.

    - روح المعاني، ومؤلَّفه الآلوسي.

    وبما تقدم يُعلم، أن هذا التقسيم لتفاسير القرآن الكريم، ليس تقسيمًا حديًّا وفاصلاً بين نوعي التفسير، بل هو عند التحقيق تقسيم اصطلاحي، جرى عليه أهل العلم، وخاصة المتأخرون منهم، كما قسموا مدارس الفقه، إلى مدرسة الرأي ومدرسة الحديث؛ وهم يعنون بذلك المنهجية الغالبة والسائدة في كل مدرسة من كلتا المدرستين، دون أن يعني ذلك بحال، اقتصار هذه المدرسة أو تلك على منهج الرأي فحسب، أو منهج الحديث.
    الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية


    الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية كتاب من كتب التفسير، ألفه الشيخ الدكتور عبد الله خضر حمد الكردسوري-بالكاف الأعجمية- مميزات الكتاب
    1- كتاب جامع لما احتوت عليه كتب التفسير من روائع وفرائد من خلال كتب التفاسير المشهورة.
    2-يفند الإسرائيليات والأقوال الشاذة الموجودة في بعض كتب التفسير.
    3-يرد على شبهات خصوم القرآن.
    4- الاعتماد على التفسير بالمأثور، وهو التفسير بالأحاديث الثابتة عن النبي، أو أقوال الصحابة أو التابعين في تفسير معاني الآيات.
    5- يرجح أو يصوب أو يوجِّه قولًا لدليل معتبر لديه
    6- التفسير ذو منهج أكاديمي معتبر، يشير إلى مصادر الأقوال، ويعطي الإجماع اعتبارًا كبيرًا في اختيار ما يذهب إليه ويرتضيه.
    7- الإهتمام بالقراءات القرآنية.
    8- عدم الإهتمام بتفسير ما لا فائدة في معرفته، وما لا يترتب عليه عمل؛ كمعرفة أسماء أصحاب الكهف، ومعرفة نوع الطعام في المائدة التي نزلت على رسول الله عيسى ونحو ذلك...الخ.
    9- الاهتمام باللغة وعلومها. والكاتب يحمل الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها وحاصل على درجة الأستاذية.
    10- الإهتمام بالأحكام الفقهية، أحيانا.
    11- عرضه لمسائل العقيدة، والرد على كل من خالف فيها ما عليه أهل السنة والجماعة. 12- دراسة الاعجاز البياني لكل سورة من خلال أجزاء مستقلة في آخر الكتاب، وفق منهج أكاديمي، وهذه سمة تحسب له لكونه السابق إلى هذا الميدان
    منقول من موقع ويكيبيديا


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    مسألة إثبات أو نفي الجسمية عن الله تعالى

    السؤال

    شيخنا الفاضل: أردت أن أسأل سؤالا، وأرجو عدم الإحالة إلى فتوى أخرى. سؤالي هو: قرأت بعض الصفحات من كتب العقيدة، فأرى أهل السنة يثبتون الصفات مع استمساكهم بقوله تعالى:(ليس كمثله شيء)، وهذا جيد، فهم ينفون التشبيه؛ إلا أني قرأت في كتاب شرح الواسطية للعثيمين حيث قال رحمه الله: وإن أدلة نفاة الرؤية العقلية فقالوا: لو كان الله يرى لزم أن يكون جسما، والجسم ممتنع على الله تعالى؛ لأنه يستلزم التشبيه والتمثيل، وأجاب بقوله: إن كان يلزم بكون رؤية الله جسما، فليكن ذلك، لكن نعلم علم يقين أنه لا يماثل أجسام المخلوقين. رأيت في إحدى فتاواكم ولا أحفظ رقمها أن من اعتقد أن الله جسم فهو كافر، وأيضاً نبه على ذلك الشيخ ابن تيمية - رحمه الله - بقوله: الممثل يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما.
    وقال العثيمين أيضاً وهو يجاوب على أن من قال: إن الاستواء يلزم الجسمية. بقوله: (كل شيء يلزم من كتاب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فهو حق، ويجب علينا أن نلتزم به .... إلى أن يقول: فإذا ثبت أنه لازم فليكن، ولا حرج علينا إن قلنا به).
    هل في القرآن ما يستلزم التجسيم؟ هل إذا ثبت هذا لا حرج علينا من قوله؟
    وقرأت أيضا صفحات من دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه، واقشعرّ بدني من أول صفحاته، فالمصنف يرمينا بأنا لا نتبع أحمد، وأننا كسينا المذهب بشين قبيح حتى لا يقال حنبلي إلا مجسم، وقال: قولنا بأننا نحمل النصوص على ظاهرها، فهل الاستواء إلا القعود، وغيرها كثير. كرهت دراسة العقيدة بسبب أهل الكلام، وضاق صدري بكلام ابن الجوزي أنه ليس حنبلي إلا مجسم.
    أريد ردا على كلام العثيمين بإثبات الجسم دون مشابهته الأجسام. وجزيتم خيرا.


    الإجابــة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فلابد أولا من تقرير قاعدة مهمة، وهي: أن الألفاظ التي لم يأت في الكتاب والسنة نفيها ولا إثباتها، فإنا نمتنع عن إطلاقها على الله تعالى لفظا، وأما معناها فنستفصل من قائلها، فإن أراد به معنى صحيحاً وافقناه على ذلك المعنى الصحيح، ولم نوافقه على استعمال ذلك اللفظ. وهذا قد قرره الشيخ ابن عثيمين في مواضع من كتبه، ومما قال في ذلك: نفي الجسمية والتجسيم لم يرد في الكتاب والسنة، ولا في كلام السلف، فالواجب على العبد التأدب مع الله ورسوله وسلف الأمة، فلا ينفي عن الله تعالى إلا ما نفاه عن نفسه، ولا يثبت له إلا ما أثبته لنفسه. أما ما لم يرد به نفي ولا إثبات مما يحتمل حقّاً وباطلاً، فإن الواجب السكوت عنه، فلا ينفى ولا يثبت لفظه، وأما معناه فيسأل عنه، فإن أريد به حق قبل، وإن أريد به باطل رد، وعلى هذا فيسأل من نفى التجسيم، ماذا تريد بالجسم؟ فإن قال: أريد به الشيء المركب المفتقر بعضه إلى بعض في الوجود والكمال، قلنا: نفي الجسم بهذا المعنى حق؛ فإن الله تعالى واحد أحد صمد غني حميد. وإن قال: أريد به الشيء المتصف بالصفات القائمة به من الحياة، والعلم والقدرة، والاستواء والنزول، والمجيء، والوجه، واليد ونحو ذلك مما وصف الله به نفسه. قلنا: نفي الجسم بهذا المعنى باطل، فإن لله تعالى ذاتاً حقيقية، وهو متصف بصفة الكمال التي وصف بها نفسه من هذه الصفات وغيرها على الوجه اللائق به. ومن أجل احتمال الجسم لهذا وهذا، كان إطلاق لفظه نفياً وإثباتاً من البدع التي أحدثت في الإسلام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ص 152 ج 4 من مجموع الفتاوى لابن قاسم: "لفظ التجسيم لا يوجد في كلام أحد من السلف لا نفياً ولا إثباتاً، فكيف يحل أن يقال: مذهب السلف نفي التجسيم أو إثباته بلا ذكر لذلك اللفظ ولا لمعناه عنهم". وقال قبل ذلك ص 146 : " وأول من ابتدع الذم بها المعتزلة الذين فارقوا جماعة المسلمين" اهـ. يعني أن المعتزلة جعلوا من أثبت الصفات مجسماً وشنعوا عليهم بهذه الألفاظ المبتدعة ليغزوا بذلك عوام المسلمين. اهـ.
    ولذلك قال الشيخ ابن عثيمين بعد الكلام الذي نقله عنه السائل من شرح الواسطية: على أن القول بالجسم نفياً أو إثباتاً مما أحدثه المتكلمون، وليس في الكتاب والسنة إثباته ولا نفيه. اهـ.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل: الكلام في التمثيل والتشبيه ونفيه عن الله مقام، والكلام في التجسيم ونفيه مقام آخر، فإن الأول دل على نفيه الكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة، واستفاض عنهم الإنكار على المشبهة الذين يقولون يد كيدي وبصر كبصري وقدم كقدمي، وأما الكلام في الجسم والجوهر ونفيهما أو إثباتهما فبدعة ليس لها أصل في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تكلم أحد من السلف والأئمة بذلك ـ لا نفيا ولا إثباتا ـ والنزاع بين المتنازعين في ذلك بعضه لفظي وبعضه معنوي، أخطأ هؤلاء من وجه، وهؤلاء من وجه، فإن كان النزاع مع من يقول: هو جسم أو جوهر، إذا قال: لا كالأجسام ولا كالجواهر، إنما هو اللفظ، فمن قال: هو كالأجسام والجواهر، يكون الكلام معه بحسب ما يفسره من المعنى، فإن فسر ذلك بالتشبيه الممتنع على الله تعالى كان قوله مردودا، وذلك بأن يتضمن قوله إثبات شيء من خصائص المخلوقين لله، فكل قول تضمن هذا فهو باطل، وإن فسر قوله: جسم لا كالأجسام، بإثبات معنى آخر ـ مع تنزيه الرب عن خصائص المخلوقين ـ كان الكلام معه في ثبوت ذلك المعنى وانتفائه. اهـ. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 134190.
    وأما ما نسبه السائل إلى فتاوانا من الحكم بكفر من اعتقد أن الله جسم، فلا نعرفه بهذا الإطلاق، وإنما كان ذلك في تشبيه الله سبحانه بخلقه وما يؤول إلى ذلك، وراجع في ذلك الفتويين: 120182، 19144.
    وأما كتاب (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) ففيه ما فيه من الخلط بين مذهب السلف وبين أقوال باطلة نسبت خطأ للسلف، ولذلك ننصح من قرأه بالاطلاع على كتاب مفيد بعنوان (إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف) وقد أرسل الشيخ ابن باز رسالة لمؤلفه جاء فيها: قد اطلعت على بعض مؤلفاتكم وقرأت بعض ما كتبتم في الرد على ابن الجوزي والسقاف، فسررت بذلك كثيراً وحمدت الله سبحانه على ما وفقكم له من فقه في الدين والتمسك بالعقيدة السلفية .... اهـ.
    والله أعلم.
    اسلام ويب

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    الرد على من يقول أن اثبات الاستواء يستلزم التجسيم والحد. الشيخ ابن عثيمين رحمه الله





    الشيخ ابن عثيمين : لفظ الجسم






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    فأرجو منكم رايكم حول هذا الرد، لأنني اشتريت التفسير ووجدته مفيدا جدا، يجمع آراء اكابر علمائنا من المأثور والدراية، ولكن قلقت جدا بهذا الرد من قبل علماء وطلبة هذه المكتبة:
    اليكم نص رد المكتبة:
    ((المؤلف .... خلط الحابل بالنابل ، فقد جمع بين تفاسير كبار أئمة أهل السنة والجماعة مثل الطبري والقرطبي والنسفي والبغوي وابن كثير وغيرهم رضي الله عنهم ، وتفاسير الوهّابية الخوارج الحشوية المجسمة المشبهة....والذين هم من أقبح وأضل أهل البدع والزيغ والضلال مثل ابن عثيمين والسعدي))!!
    هون علي نفسك اخي الحبيب منذ متي نأبه بهؤلاء المعطلة ! وقد قال سلفهم اشد من هذا حتي الف بشر المريسي الجهمي القديم كتابا اسماه " كفر المشبهة " !
    ومنذ متي يقبل الجرح و التعديل من اهل البدع ؟! فامثال هؤلاء لم يجرحوا السعدي وبن عثيمين فقط بل تطاولوا علي السلف ونسبوهم للتشبيه كعبدالله بن احمد والخلال والبربهاري وبن بطة والانصاري و ..
    ثم ان بن عثيمين والسعدي لم يخرجا عن نصوص السلف في الاثبات !
    قال البغوي قَوْلُهُ تَعَالَى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} لِكَيْ تَعْتَبِرُوا وَتَسْتَدِلُّوا وَقِيلَ لِكَيْ تَنْتَفِعُوا {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَكْثَرُ مُفَسِّرِي السَّلَفِ: أَيِ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ
    وقال الطبري
    وقوله: ( وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا ) يقول: وإني لأظنّ موسى كاذبا فيما يقول ويدّعي من أن له في السماء ربا أرسله إلينا
    ارجوا ان تراجع هذا الرابط فيه نقول كثيرة عن السلف في اثبات العلو
    http://majles.alukah.net/t174105/
    اما كلمة " وهابية " فليست بمستغربة ممن يقول المدد يا بدوي ! وغيرها من الشركيات
    وقد قال الله تعالي

    وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ


    فهل من يستشهد بقول الشيخ السعدي وابن عثيمين يسمى سفيها ومجسما ومشبها ....
    رجاءا أريد جوابا شافيا؟
    عند الجهمية يسمي مشبها
    قال ابوزرعة الرازي وَعَلَامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْأَثَرِ , وَعَلَامَةُ الزَّنَادِقَةِ [ص:201] تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ حَشْوِيَّةً يُرِيدُونَ إِبْطَالَ الْآثَارِ. وَعَلَامَةُ الْجَهْمِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهَة , وَعَلَامَةُ الْقَدَرِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ الْأَثَرِ مُجَبِّرَةً. وَعَلَامَةُ الْمُرْجِئَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُخَالِفَةً وَنُقْصَانِيَّة ً. وَعَلَامَةُ الرَّافِضَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ نَاصِبَةً. وَلَا يَلْحَقُ أَهْلَ السُّنَّةِ إِلَّا اسْمٌ وَاحِدٌ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ


    أناشدكم بالله ما رأيكم لأنني قلق جدا من هذا الرأي؟ وأصبحت اشك في أمري! وأمر التفسير


    رأيي ان جرح هؤلاء المعطلة يعتبر تزكية للتفسير
    وما وافق فيه المؤلف الكتاب والسنة فعليك به وقد دل الكتاب والسنة علي اثبات ما اثبته الله لنفسه من الاستواء والنزول والسمع والبصر واليدين بلا كيف نقل الاجماع علي ذلك كثير من السلف كالاوزاعي والترمذي وابو زرعة الرازي واللالكائي وغيرهم من الائمة






  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    أخي الكريم محمد عبدالعظيم.... جزاكم الله خيرا على تعليقكم القيم،،،، الحمدلله الان انشرح صدري،،،
    فعلا ان الجرح والتعديل لن يقبل من هؤلاء...
    الحمدلله الان انشرح صدري انني من محبي الشيخ السعدي والشيخ ابن عثيمين،
    كما انني استفدت كثيرا من تفسير (الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية)، لان المؤلف اعتمد عقيدة اهل السنة، وأنه جمع في تفسيره أقوال كبار أهل السنة والجماعة من الإمام الطبري وغيره....
    من أقوى عباراتكم الذي تأثرتب ه وانشرح به صدري هو قولكم: ان جرح هؤلاء المعطلة يعتبر تزكية للتفسير))... بارك الله فيكم...
    سؤال آخر لماذا لايقولن بان الإمام البغوي من المجسمة؟ علما بانه يقول ارتفع إلى السماء في تفسيره (ثم استوى الى السماء)؟ ما السر في سكوتهم في ذلك؟

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمين الامانة مشاهدة المشاركة
    سؤال آخر لماذا لايقولن بان الإمام البغوي من المجسمة؟ علما بانه يقول ارتفع إلى السماء في تفسيره (ثم استوى الى السماء)؟ ما السر في سكوتهم في ذلك؟
    بارك الله فيكم
    بعضهم يتأول كلامه - هو وغيره - بتأويلات غريبة كما تأول نصوص الكتاب والسنة ومن تأمل كلام السلف علم انهم يثبتون علو الذات لله كما اعترف بذلك القرطبي فقال وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الْأَوَّلُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَا يَقُولُونَ بِنَفْيِ الْجِهَةِ وَلَا يَنْطِقُونَ بِذَلِكَ، بَلْ نَطَقُوا هُمْ وَالْكَافَّةُ بِإِثْبَاتِهَا لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا نَطَقَ كِتَابُهُ وَأَخْبَرَتْ رُسُلُهُ. وَلَمْ يُنْكِرْ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ أَنَّهُ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ حَقِيقَةً.وَخُصَّ الْعَرْشُ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْظَمُ مَخْلُوقَاتِهِ، وَإِنَّمَا جَهِلُوا كَيْفِيَّةَ الِاسْتِوَاءِ فَإِنَّهُ لَا تُعْلَمُ حَقِيقَتُهُ. قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ- يَعْنِي في اللغة- والكيف مَجْهُولٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْ هَذَا بِدْعَةٌ

    وبعضهم تجرأ علي الطعن بالسلف كالكوثري الجهمي وله في ذلك مقالات رديئه نسأل الله السلامة
    والحق ان متأخري الاشاعرة عند متقدميهم جهمية !
    فالمتقدمون كانوا يثبتون صفة الاستواء واليدين والوجه و ..
    واضرب لك مثالا
    قال التفتازاني في شرح المقاصد ( 2 / 110 )
    ( فعن الشيخ أن كلا منها صفة زائدة وعن الجمهور وهو أحد قولي الشيخ أنها مجازات فالاستواء مجاز عن الاستيلاء أو تمثيل وتصوير بعظمة الله تعالى واليد مجاز عن القدرة والوجه عن الوجود والعين عن البصر . اه
    فلتقارن هذا بما كتبه ابو الحسن في اخر حياته
    قال ابو الحسن الاشعري
    وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى قول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) (5 /20) أنه استولى وملك وقهر، وأن الله تعالى في كل مكان، وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستو على عرشه، كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة. الابانة ( 1 / 108 )
    وقال ( وقالت المعتزلة: أن الله استوى على عرشه بمعنى استولى ) مقالات الاسلاميين ( 1 / 168 )

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اخي الفاضل هون على نفسك ومن أتهم الائمة الاعلام ابن عثيمين والسعدي بهذه التهم الشنيعة
    وانهم يخالفون البغوي وابن كثير والطبري وغيرهم من ائمة التفسير فليأتي بالبينة وليذكر لنا مواضع مخالفتهم
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مسفر العتيبي مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اخي الفاضل هون على نفسك ومن أتهم الائمة الاعلام ابن عثيمين والسعدي بهذه التهم الشنيعة
    وانهم يخالفون البغوي وابن كثير والطبري وغيرهم من ائمة التفسير فليأتي بالبينة وليذكر لنا مواضع مخالفتهم
    جزاكم الله خيرا اخي الكريم...
    هؤلاء قالوا بان مصنف تفسير الكفاية مجسم لأنه يذكر رأي ابن عثيمين والسعدي في تفسيره؟
    وهذا رابط التفسير:
    http://www.almeshkat.net/book/13108

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة

    رأيي ان جرح هؤلاء المعطلة يعتبر تزكية للتفسير
    بارك الله فيك - وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
    فهي الشهادة لي بأني فاضل

    كما أن سب الصالحين بغير ذنب فيه زيادة لهم في الأجر وفيه رفع لدرجاتهم عند الله تعالى وقد تلمس المخالفون للسلف حججاً واهية وأقوالاً كاذبة لفقوها ضد السلف وجاؤوا إلى أحسن الصفات عند السلف وجعلوها ذماً لهم، وصدق من قال:
    وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمين الامانة مشاهدة المشاركة
    هؤلاء قالوا بان مصنف تفسير الكفاية مجسم لأنه يذكر رأي ابن عثيمين والسعدي في تفسيره؟
    لايتورع أهل الباطل في إطلاق مختلف الأسماء الذميمة والألقاب الباطلة على أهل الحق لينفروا الناس عنهم وعن عقيدتهم الصافية.
    وهو نفس المسلك الذي كان عليه المشركون تجاه النبي صلى الله عليه وسلم حيث أطلقوا عليه أنه ساحر شاعر مجنون... إلخ.
    ورغم تلك الدعايات الكاذبة ضد الرسول صلى الله عليه وسلم وضد أنصاره وأتباعه فإن الحق بقي دائماً يتلألأ فوق رؤوسهم ويبقي الباطل وأهله في ذلة.
    وسوف لا يزال الأمر كذلك.
    ولهذا فقد أصبح من علامات أهل البدع سبهم لأهل السنة والتشهير بهم واختراع الألقاب الباطلة لهم, بل لم يقف نبز أهل الباطل لأهل السنة فحسب بل تعدوا في باطلهم إلى نبز رب العالمين من حيث يشعرون أو لا يشعرون ذلك أن الله تعالى حينما أطلق على نفسه صفات وأوصافاً تمدح بها فإذا بأهل الأهواء يخترعون لها مفاهيم وأسماء باطلة شنيعة تنفر من يسمعها من اعتقادها إذا لم يكن على معرفة بأباطيلهم.
    والله تعالى وصف نفسه بصفات الكمال المعروفة فجاء هؤلاء وأطلقوا عليها لقب التشبيه والتجسيم والتمثيل قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ [البقرة:140].
    فإذا بتلك الصفات الحميدة في مكان الذم وكذلك وصف الله نفسه بأن له وجهاً ويدين.. إلخ وسماها هؤلاء تركيباً وتبعيضاً لا يليق بالله تعالى بزعمهم فقالوا: يجب أن ينزه الله عن التركيب والتبعيض ليصلوا إلى نفي صفاته, ووصف الله نفسه بأنه مستوٍ على العرش فسمى هؤلاء هذه الصفة تحيزاً وإثبات جهة محدودة لله تعالى بزعمهم ومن هنا حولوها إلى كلمة (استولى), ووصف الله نفسه بصفات الأفعال من الكلام والنزول ونحو ذلك ويسمي هؤلاء هذه الصفات أفعالاً لا توجد إلا في المخلوق بزعمهم فقالوا للعامة: يجب أن ننزه الله عن صفات الأفعال التي هي حوادث وسموها أعراضاً والأعراض لا تليق بالله تعالى ومن هنا جاءهم مفهوم الإيمان الحقيقي بالله تعالى وبصفاته كما يزعمون فإذا هو أن ننزه الله تعالى عن التراكيب والتقسيم والأعراض والأغراض والتحيز والجهة وظن الجاهلون أن هؤلاء على شيء وأن ذلك هو ما يقتضيه تنزيه الله ولم يعلموا أن هؤلاء هم من أشد الناس إعراضاً عن الله تعالى وما يليق به ومن أشدهم محادة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولسائر المؤمنين وإتماماً لمحاربتهم أهل السنة وتنفير الناس عنهم رأوا لزاماً أن ذلك لا يتم إلا بإطلاق الألقاب الشنيعة والمنفرة على أهل السنة فكان مثلهم كما قيل قديماً (رمتني بدائها وانسلت) فقد ألقوا بالعيوب التي هم أحق بها ألقوا بها على أهل السنة كذباً منهم وزوراً دون رادع من إيمان أو ضمير لكي ينتقص الناس أهل السنة بينما نجدهم قد تعاظموا أنفسهم واستكبروا ولهذا فقد أطروا أنفسهم بأسماء وبألقاب عديدة وزكوا أنفسهم والله تعالى يقول: فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ [النجم:32] ظناً منهم أن الحق وأهله سيندثرون وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:82] وما تكفل الله بحفظه فلن يضيع أبداً.
    فمن الأسماء والألقاب التي أطلقها عليهم أهل الباطل نبزاً لهم:
    1- المشبهة -
    - الحشوية – النابتة أو النوابت – وتنبزهم بهذه الألقاب, المعتزلةالأشاعر ة والماتريدية وسائر أهل الكلام
    أهل الانحراف قد يتفقون وقد يختلفون في إطلاق بعض الألقاب الباطلة على أهل السنة والهدف بينهم مشترك:
    1- فأما إطلاقهم عليهم مشبهة فقد تصور هؤلاء المبطلون أن السلف حينما أثبتوا تلك الصفات لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته لورودها في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تصوروا أن هذا الإثبات يقتضي تشبيه الله بخلقه لأنهم لم يدركوا من دلالات هذه الأسماء إلا ما أدركوه من تعلقها بالمخلوق وفاتهم الفرق الذي لا يعلمه إلا الله بين الخالق والمخلوق.
    وقد أثبت السلف أن هذا التصور الخاطئ لتلك الطائفة هو الذي جعلهم بحق مشبهة وليس أهل السنة الذين لم يثبتوا فيها أي شبه بين الخالق والمخلوق إلا مجرد التسمية مع معرفة معنى الصفة والتفويض في الكيفية فإن أولئك لم ينفوها عن الله إلا بعد أن شبهوه بخلقه فأي الفريقين أولى بتسمية المشبهة أهل السنة أم أولئك أهل الباطل من الجهمية الذين هم أول من ولج باب التشبيه الخطير ونفى عن الله تعالى ما أثبت لنفسه في كتابه الكريم أو على لسان نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم وشبهوه بالمعدومات حين أطلقوا عليه كل صفات السلوب ورموا أنبياء الله تعالى مثل موسى وعيسى ومحمداً عليهم صلوات الله وسلامه بأنهم مشبهة في قول موسى كما حكى الله عنه أنه قال: إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ [الأعراف:155] وفي قول عيسى بن مريم: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ [المائدة:116] وفي قول محمد صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا إلى سماء الدنيا)) (1) فإن كان الأنبياء مشبهة فمن هم المنزهة؟ لو كان لهؤلاء عقول سليمة وفطر مستقيمة لما أقدموا على هذا المعتقد الباطل والذي يكاد أن لا يكون له نظير في جرأته وحماقته.
    وأما بالنسبة لنبزهم لأهل السنة بأنهم حشوية:
    فهو بمعنى أنهم حشو الناس أي لا قيمة لهم أو بمعنى أنهم يروون الأحاديث لا يميزون بين صحيحها وسقيمها سواء أكانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة أو متعارضة أو بمعنى أنهم مجسمة لله تعالى بسبب إثباتهم صفات الله تعالى وعدم نفيها أو تأويلها فانظر أخي القارئ إلى هذه الجرأة للمعتزلة ومن شايعهم كيف يفترون الكذب على السلف ثم إذا كان خيرة الناس لا قيمة لهم ولا اعتبار بكلامهم فلمن تكون القيمة والاعتبار؟ ألمن اتبعوا أهواءهم وحاربوا الله وردوا كلامه بشبهات ملاحدة الفلاسفة وأهل الكلام الباطل؟ أم لمن اتبع هدي الله تعالى وآمن به ظاهراً وباطناً؟ ولكن ما الذي يضير أهل السنة من السلف احتقار هؤلاء لهم بعد أن أكرمهم الله وأثنى عليهم في كتابه الكريم وأثنى عليهم نبيه ووصفهم بالطائفة المنصورة القائمة على الحق إلى أن تقوم الساعة.
    أما زعمهم أن السلف يروون الأحاديث كيفما اتفق فهي دعوى تدل على ضحالة معرفتهم بطريقة المحدثين وما امتازوا به من خدمة السنة من فحص الأحاديث وغربلتها كما يغربل الدقيق أو أشد.
    وفحصهم كذلك لرجال الأسانيد فرداً فرداً حتى ليخيل للقارئ والسامع أنه ما من راوٍ للحديث إلا وكأنه قد عاش مع أهل السنة أهل الحديث في منزل واحد ومن تتبع طريقة السلف في رواية الأحاديث عرف عظم احتياطهم ومدى الجهود المباركة التي خدموا بها سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وأما تجسيم الله تعالى فحاشا أن يكون السلف مجسمة بل هم أعداء المجسمة والمحاربين لهم فإن مذهب السلف هو الابتعاد عن إطلاق مثل هذه العبارات على الله تعالى لا نفياً ولا إثباتاً حتى يستفسروا من قائلها لأنها تحمل معنى حقاً ومعنى باطلاً وعلى حسب ما يريد المتكلم بهذا يحكم السلف.
    وعن تسمية أهل الباطل لأهل السنة حشوية يقول شيخ الإسلام رحمه الله في رده وذبه عنهم:

    وأما رميهم لأهل السنة بأنهم مجسمة لإثباتهم صفات الله تعالى كما جاءت في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة.
    فهو نبز أبان عن جهلهم بحقيقة عقيدة السلف وأبان عن قصورهم في الفهم السليم لنصوص الوحيين فإن لفظ التجسيم عند السلف هو من الألفاظ التي يجب التحرز منها عند إطلاقها على الله تعالى ولا بد أن نسأل من أطلقها عن مراده بالجسم فإن أراد بإطلاق الجسم على الله معناه في لغة العرب من أنه يوصف بصفات ويرى بالأبصار ويتكلم ويسمع ويبصر ويرضى ويغضب وأنه مستو وأنه تصح الإشارة إليه ويصح أن يسأل عنه بأين وأن له وجهاً ويدين فإطلاق الجسم بهذا المعنى صواب مع أن القائل مخطئ في إطلاق هذه العبارة التي أحدثها علماء الكلام وليكتف بالألفاظ الشرعية مثل ليس كمثله شيء وله المثل الأعلى وقل هو الله أحد وغير ذلك.
    وإن أراد بإطلاقه نفي الجسم عن الله تعالى أنه ليس جسماً مثل سائر الأجسام التي تتكون من أجزاء متفرقة فهو صواب فإن الله تعالى ليس كمثله شيء ومع تصويبه فإنه مخطئ في إطلاق هذه العبارة التي أحدثها علماء الكلام فإنه لم يعهد عن السلف أن أطلقوا لفظ الجسم على الله لا نفياً ولا إثباتاً فإن كان ولا بد من إطلاقها فلتكن بالألفاظ الشرعية التي تدل على تنزيه الله تعالى على الإطلاق مثل ليس كمثله شيء وقل هو الله أحد وله المثل الأعلى وغير ذلك من الألفاظ العامة المشتملة على التنزيه الصحيح كما تقدم وأما إن أريد بهذا الإطلاق نفي الجسمية عن الله تعالى بمعنى نفي صفاته الثابتة بالكتاب والسنة كالاستواء والنزول والوجه والسمع والبصر إلى آخر صفاته عزّ وجلّ – وهو ما يهدف إليه علماء الكلام فهذا النفي باطل بهذا المعنى لأن إثبات هذه الصفات لا يلزم منه وقوع التشبيه الذي حذره هؤلاء المبطلون بزعمهم فإن تصور إثبات الصفات أنه يقتضي التشبيه هو نفس التشبيه المذموم فإن النافي للصفات لم ينفها إلا بعد أن أصبح مشبهاً فيها فوقع في الخطأ الذي جره إلى خطأ أكبر منه وهو إثبات ذات خالية عن الصفات وهو أمر لا يمكن وقوعه إلا في تخيلات الذهن وهي تخيلات فاسدة وأما في خارج الذهن فلا يمكن وجودها.
    وفي هذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله :"فمن قال أنه جسم وأراد أنه مركب من الأجزاء فهذا قوله باطل وكذلك إن أراد أنه يماثل غيره من المخلوقات فقد علم بالشرع والعقل" أن الله ليس كمثله شيء في شيء من صفاته، فمن أثبت لله مثلاً في شيء من صفاته فهو مبطل, ومن قال أنه جسم بهذا المعنى فهو مبطل ومن قال أنه ليس بجسم بمعنى أنه لا يرى في الآخرة ولا يتكلم بالقرآن وغيره من الكلام ولا يقوم به العلم والقدرة وغيرهما من الصفات ولا ترفع الأيدي إليه في الدعاء ولا عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إليه ولا يصعد إليه الكلم الطيب ولا تعرج الملائكة والروح إليه فهذا قوله باطل وكذلك كل من نفى ما أثبته الله ورسوله وقال إن هذا تجسيم فنفيه باطل وتسمية ذلك تجسيماً تلبيس منه فله إن أراد أن هذا في اللغة يسمى جسماً فقد أبطل وإن أراد أن هذا يقتضي أن يكون جسماً مركباً من الجواهر الفريدة أو من المادة والصورة أو إن هذا يقتضي أن يكون جسماً والأجسام متماثلة, قيل له, أكثر العقلاء يخالفونك في تماثل الأجسام المخلوقة وفي أنها مركبة فلا يقولون أن الهواء مثل الماء ولا أن الحيوان مثل الحديد والجبال فكيف يوافقونك على أن الرب تعالى يكون مماثلاً لخلقه إذا أثبتوا له ما أثبت له الكتاب والسنة والله تعالى قد نفى المماثلات في بعض المخلوقات وكلاهما جسم كقوله تعالى وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:38].
    مع أن كلاهما بشر فكيف يجوز أن يقال إذا كان لرب السماوات علم وقدرة أن يكون مماثلاً لخلقه والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله (9) .
    ومن قال إن السلف مجسمة فقد افترى عليهم لأنهم من أبعد الناس ومن أشدهم تحذيراً من إطلاق العبارات التي فيها حق وصواب وانحراف وبطلان ومنها إطلاق الجسمية على الله تعالى فإن السلف يمنعون منعاً قاطعاً من إطلاقها على الله تعالى ولكن في حال إطلاقها يقيدونها بما سبق أن عرفته فكيف يصح وصفهم بعد هذا بأنهم مجسمة؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    .
    والله تعالى وصف نفسه بصفات الكمال المعروفة فجاء هؤلاء وأطلقوا عليها لقب التشبيه والتجسيم والتمثيل قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ [البقرة:140].
    فإذا بتلك الصفات الحميدة في مكان الذم ......
    قال شيخ الإسلام بن تيمية قدس الله روحه: وكانت المعتزلة تقول: إن الله منزه عن الأعراض، والأبعاض والحوادث والحدود، ومقصودهم نفي الصفات ونفي الأفعال
    ونفي مباينة للخلق وعلوه على العرش، وكانوا يعبرون عن مذهب أهل الإثبات أهل السنة بالعبارات المجملة التي تشعر الناس بفساد المذهب، فإنهم إذا قالوا: إن الله منزه عن الأعراض لم يكن في ظاهر العبارة ما ينكر، لأن الناس يفهمون من ذلك أنه منزه عن الاستحالة والفساد كالأعراض التي تعرض لبني آدم من الأمراض والأسقام، ولا ريب أن الله منزه عن ذلك، ولكن مقصودهم: أنه ليس له علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام قائم به، ولا غير ذلك من الصفات التي يسمونها أعراضا- وكذلك إذا قالوا: إن الله منزه عن الحدود والأحياز والجهات، أوهموا الناس بأن مقصودهم بذلك أنه لا تحصره المخلوقات، ولا تحوزه المصنوعات، وهذا المعنى صحيح، ومقصودهم به أنه ليس مباينا للخلق ولا منفصلا عنه، وأنه ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله، وأن محمدا لم يعرج إليه، ولم ينزل منه شيء، ولا يصعد إليه شيء، ولا يتقرب إليه بشيء، ولا ترفع الأيدي إليه في الدعاء ولا غيره، ونحو ذلك من معاني الجهمية. وإذا قالوا إنه ليس بجسم، أوهموا الناس أنه ليس من جنس المخلوقات، ولا مثل أبدان الخلق، وهذا معنى صحيح، ولكن مقصودهم بذلك: أنه لا يرى ولا يتكلم بنفسه ولا تقوم به صفة، ولا هو مباين للخلق، وأمثال ذلك. وإذا قالوا لا تحله الحوادث، أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون محلا للتغيرات والاستحالات، ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم، وهذا المعنى صحيح، ولكن مقصودهم بذلك: أنه ليس له فعل اختياري يقوم بنفسه ولا
    له كلام ولا فعل يقوم به يتعلق بمشيئته وقدرته، وأنه لا يقدر على استواء أو نزول أو إتيان أو مجيء، وأن المخلوقات التي خلقها الله لم يكن منه عند خلقها فعل أصلا بل عين المخلوقات هي الفعل، ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك، انتهى.
    تنبيه ذوي الألباب السليمة عن والوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة": ويقولون نحن ننزه الله تعالى عن الأعراض والأغراض والأبعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث، فيسمع الغر المخدوع هذه الألفاظ فيتوهم منها أنهم ينزهون الله عما يفهم من معانيها عند الإطلاق من العيوب والنقائص والحاجة، فلا يشك أنهم يمدحونه ويمجدونه ويعظمونه، ويكشف الناقد البصير ما تحت هذه الألفاظ فيرى تحتها الإلحاد وتكذيب الرسل وتعطيل الرب تعالى عما يستحقه من كماله – فتنزيههم عن الأعراض هو جحد صفاته كسمعه وبصره وحياته وعلمه وكلامه وإرادته، فإن هذه أعراض له عندهم لا تقوم إلا بجسم، فلو كان متصفا بها، لكان جسما، وكانت أعراضا له، وهو منزه عن الأعراض.
    وأما الأغراض فهي الغاية والحكمة التي لأجلها يخلق ويفعل ويأمر وينهى ويثيب ويعاقب، وهي الغايات المحمودة المطلوبة من أمره ونهيه وفعله، فيسمونها أغراضا منه وعللا ينزهونه عنها.
    وأما الأبعاض فمرادهم بتنزيهه عنها: أنه ليس له وجه ولا يدان ولا يمسك السموات على أصبع، والأرض على إصبع، والشجر على أصبع، والماء على أصبع، فإن ذلك كله أبعاض والله منزه عن الأبعاض.
    وأما الحدود والجهات فمرادهم بتنزيهه عنها: أنه ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله، ولا بشار إليه بالأصابع إلى فوق كما يشار إليه أعلم الخلق به، ولا ينزل منه شيء، ولا يصعد إليه شيء، ولا تعرج الملائكة والروح إليه، ولا رفع المسيح إليه، ولا عرج برسوله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه إذ لو كان كذلك لزم إثبات الحدود والجهات وهو منزه عن ذلك.
    وأما حلول الحوادث فيريدون به أن لا يتكلم بقدرته ومشيئته، ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء ولا يغضب بعد أن كان راضيا، ولا يرضى بعد أن كان غضبانا ولا يقوم به فعل البتة، ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن، ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن، ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريداً له، فيقول له كن حقيقة ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستويا، ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حمدني عبدي، فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال: أثنى علي عبدي، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: مجدني عبدي، فإن هذه كلها حوادث وهو منزه عن حلول الحوادث.
    إلى أن قال: واعلم أن لفظ الجسم لم ينطق به الوحي إثباتا، فيكون له الإثبات، ولا نفيا، فيكون له النفي، فمن أطلقه أو إثباتا سئل عما أراد، فإن قال: أردت الجسم معناه في لغة العرب وهو البدن الكثيف الذي لا يسمى في اللغة جسم سواه، فلا يقال للهواء جسم لغة، ولا للنار ولا للماء فهذه اللغة وكتبها بين أظهرنا فهذا المعنى منفي عن الله عقلا
    وسمعا. وإن أردتم به مركب من المادة والصورة، والمركب من الجوهر الفرد، فهذا منفي عن الله قطعا، والصواب نفيه عن الممكنات أيضاً، فليس جسم المخلوق مركبا من هذا ملا من هذان وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ويرى بالأبصار ولا يتكلم ويكلم ويسمع ويبصر ويرضى ويغضب فهذه المعاني ثابتة لله تعالى وهو موصوف بها فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما – إلى أن قال: وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه حسية، فقد أشار أعرف الخلق به بأصبعه رافعا بها إلى السماء بمشهد الجمع الأعظم، مستشهدا له لا للقبلة، وإن أردتم بالجسم ما يقال له أين؟ فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه، وسمع السؤال باين وأجاب عنه، ولم يقل: هذا السؤال إنما يكون عن الجسم، وأنه ليس بجسم، وإن أردتم بالجسم ما يلحقه "من" و"إلى" فقد نزل جبريل من عنده وعرج برسوله إليه، وإليه يصعد الكلام الطيب، وعبده المسيح رفع إليه. وإن أردتم بالجسم ما يتميز منه أمر غير أمر، فهو سبحانه موصوف بصفات الكمال جميعها من السمع والبصر والعلم والقدرة والحياة، وهذه صفات متميزة متغايرة ومن قال إنها صفة واحدة، فهو بالمجانين أشبه منه بالعقلاء، وقد أعلم الخلق به: "أعوذ برضاك من سخطك" الحديث – قال وأما استعاذته صلى الله عليه وسلم به منه باعتبارين مختلفين، فإن الصفة المستعاذ بها والصفة المستعاذ منها صفتان لموصوف واحد، ورب واحد، فالمستعيذ بإحدى الصفتين من الأخرى مستعيذ بالموصوف بهما منه – وإن أردتم بالجسم
    ما له وجه ويدان وسمع وبصر، فنحن نؤمن بوجه ربنا الأعلى وبيديه وبسمعه وبصره وغير ذلك من صفاته التي أطلقها على نفسه، وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ومستويا على غيره فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.
    وكذلك إن أردتم بالتشبيه والتركيب هذه المعاني التي دل عليها الوحي والعقل فنفيكم لها بهذه الألقاب المنكرة خطأ في اللفظ والمعنى وجناية على ألفاظ الوحي، أما الخطأ اللفظي فتسميتكم الموصوف بذلك جسما مركبا مؤلفا مشبها بغيره وتسميتكم هذه الصفات تركيبا وتجسيما وتشبيها، فكذبتم على القرآن وعلى الرسول وعلى اللغة ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود، وأما خطأكم في المعنى فنفيكم وتعطيلكم لصفات كماله بواسطة هذه التسمية والألقاب فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر.

    تنبيه ذوي الألباب السليمة عن والوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمين الامانة مشاهدة المشاركة
    اليكم نص رد المكتبة:
    ((المؤلف .... خلط الحابل بالنابل ، فقد جمع بين تفاسير كبار أئمة أهل السنة والجماعة مثل الطبري والقرطبي والنسفي والبغوي وابن كثير وغيرهم رضي الله عنهم ، وتفاسير الوهّابية الخوارج الحشوية المجسمة المشبهة ، والذين هم من أقبح وأضل أهل البدع والزيغ والضلال مثل ابن عثيمين والسعدي))!!.
    بل الذى لا شك فيه أن أصحاب هذه المكتبة هم أهل الزيغ والضلال- هم احق بهذا الوصف -قال بن القيم رحمه الله - لما رد أهل السنة تأويل الجاهلين لم يقدر الجهمية على أخذ الثأر منهم إلا بأن سموهم مشبهة ، ممثلة ، مجسمة ، حشوية ، ولو كان لهؤلاء عقول لعلموا أن التلقيب بهذه الألقاب ليس لهم ، وإنما هو لمن جاء بهذه النصوص وتكلم بها ، ودعا الأمة إلى الإيمان بها ، ونهاهم عن تحريفها وتبديلها ، ولو كان خصومكم كما زعمتم وحاشاهم مشبهة ممثلة مجسمة لكانوا أقل تنقصا لرب العالمين منكم وكتابه وأسمائه وصفاته بكثير ، لو كان قولهم يقتضي التنقيص ، فكيف وهو لا يقتضيه لو صرحوا به فإنهم يقولون : نحن أثبتنا له غاية الكمال ونعوت الجلال ووصفناه بكل صفة كمال ، فإن لزم من هذا تجسيم وتشبيه لم يكن هذا نقضا ولا عيبا بوجه من الوجوه ، فإن لازم الحق حق ، وما لزم من إثبات كمال الرب ليس بنقص .

    وأما أنتم فنفيتم عنه صفات الكمال ، ولا ريب أن لازم هذا النفي وصفه بأضدادها من العيوب والنقائص ، فما سوى الله ولا رسوله ولا عقلاء عباده بين من نفى كماله المقدس حذرا من التجسيم ، وبين من أثبت كماله الأعظم وصفاته العلى بلوازم ذلك ، كائنة ما كانت .

    فلو فرضنا في هذه الأمة من يقول : له سمع كسمع المخلوق وبصر كبصره ويد كيده ، لكان أدنى إلى الحق ممن يقول : لا سمع ولا بصر ولا يد ، ولو فرضنا قائلا يقول : إنه متحيز على عرشه ، تحيط به الحدود والجهات لكان أقرب إلى الصواب من قول من يقول : ليس فوق العرش إله يعبد ولا ترفع إليه الأيدي ولا يصعد إليه شيء ، ولا هو فوق خلقه ولا محايثهم ولا مباينهم ، فإن هذا معطل مكذب لله راد على الله ورسوله ، وذلك المشبه غالط مخطئ في فهمه ، فالمشبه على زعمكم الكاذب لم يشبهه تنقصا له وجحدا لكماله ، بل ظنا أن إثبات الكمال لا يمكن إلا بذلك ، فقابلتموه بتعطيل كماله ، وذلك غاية التنقيص .
    مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    جزاكم الله خيرا أخي محمد ، وجميع اخوتي الكرام الذين شاركوا في الموضوع بارك الله فيكم..
    لا اخفي عليكم بأنني حزنت جدا للدكتور مؤلف التفسير!! والله حزنت جدا وقهرت على كلامهم وجرحهم للدكتور صاحب التفسير..
    فماذا تقول أخي؟

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمين الامانة مشاهدة المشاركة
    لا اخفي عليكم بأنني حزنت جدا للدكتور مؤلف التفسير!! والله حزنت جدا وقهرت على كلامهم وجرحهم للدكتور صاحب التفسير..
    فماذا تقول أخي؟
    بارك الله فيك اخى الفاضل -امين الامانة - وجزاك الله خيرا -أقول-
    البدر يسمو في السماء بعزة
    و الشمس ساطعة بلا طاقاتِ
    و الكلب ينبح لا يضر سماءنا
    و الإفك سوف يصيبهم بثباتِ
    لا لن يُضَرَّ الحق حديثهم
    بل زاد قدرًا عالي الطبقاتِ--
    وتفاسير الوهّابية الخوارج الحشوية المجسمة المشبهة ، والذين هم من أقبح وأضل أهل البدع والزيغ والضلال مثل ابن عثيمين والسعدي))!!.
    --فهل يضَّر السحاب عواء الذئاب ونبح الكلاب؟

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخى الفاضل -امين الامانة - وجزاك الله خيرا -أقول-
    البدر يسمو في السماء بعزة
    و الشمس ساطعة بلا طاقاتِ
    و الكلب ينبح لا يضر سماءنا
    و الإفك سوف يصيبهم بثباتِ
    لا لن يُضَرَّ الحق حديثهم
    بل زاد قدرًا عالي الطبقاتِ----فهل يضَّر السحاب عواء الذئاب ونبح الكلاب؟
    جزاكم الله خيرا اخي الكريم محمد بارك الله فيكم... فعلا لايضر السحاب عواء الكلاب...

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    للرفع

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    جزاكم الله خيرا اخي الكريم على تلك المعلومات القيمة، بارك الله فيكم....

  20. #20

    افتراضي رد: مناشدة عاجلة إلى طلاب وعلماء أهل السنة حول الشيخين: السعدي وابن عثيمين

    قال تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
    [آل عمران: 102 - 105]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •