تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 32 من 32

الموضوع: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

  1. #21

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    الدرس السابع عشر

    الإنشاء

    الإنشاء إما طلبي أو غير طلبي.
    فالطلبي: كلام دال على طلب شيء غير حاصل وقت الطلب. مثل: اكتب فهو طلب كتابة غير حاصلة وقت الطلب بل يطلب حصولها.
    وغير الطلبي: كلام غير دال على طلب شيء غير حاصل وقت الطلب. مثل القسم: نحو واللهِ، فليس فيه طلب.
    والإنشاء الطلبي خمسة أقسام: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنداء.
    أولا: الأمر وهو: طلب الفعل على وجه الاستعلاء. مثل: اكتبْ.
    فقولنا: "طلب" الطلب جنس يشمل: النهي، والدعاء، والالتماس وهو الطلب من المساوي كقولك لصاحبك: اسقني الماء.
    وقولنا:" فعل" يخرج النهي لأنه طلب ترك.
    وقولنا:" على وجه الاستعلاء" أي على وجه العلو سواء أكان الآمر عاليا حقيقة كأمر الملك، أو كان المتكلم يستعلي عليه كأن يصدر كلامه بافعل كذا بغلظة وقوة صوت.
    وطلب الفعل على وجه الاستعلاء هذا هو معناه الحقيقي وقد يخرج لمعان أخر مجازا بقرينة مثل:
    1- التهديد كقوله تعالى: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فقوله تعالى:"فليكفر" للتهديد لا لطلب إيجاد الكفر.
    2- التعجيز كقوله تعالى:(كونوا حجارة أوحديدا) فظاهر أنه ليس المقصود أن يجعلوا أنفسهم حجارة أو حديدا.
    ثانيا: النهي وهو: طلب الترك على وجه الاستعلاء. وصيغته هي" المضارع المقرون بلا الناهية مثل: لا تكتبْ.
    وهذا هو المعنى الحقيقي وقد يخرح لمعانأخر مجازا بقرينة مثل:
    1- التهديد كقولك لخادمك: لا تطع أوامري. تقصد تهديده.
    2- التمني كقولك: يا ليل لا تنقضي. تتمنى عدم انقضاء الليل لكونك تناجي ربك وتتلذذ بعبادته.
    ثالثا: الاستفهام وهو: طلب العلم بشيء.وأدواته: الهمزة وهل وما ومن ومتى وأيان وكيف وأين وأنى وكم وأي.
    فالهمزة تستعمل لطلب التصور والتصديق.
    فالتصور هو: إدراك المفرد مثل: زيد وعمر فهما كلمتان مفردتان يطلب تصورهما، تقول: أزيدٌ قامَ أم عمرٌو؟ إذا كنت تعلم أن أحدهما قد جاء ولكن تطلب تعيينه، ولذا يجاب بتعيين أحدهما.
    والتصديق هو: إدراك النسبة أي الجملة والقضية مثل: قام زيدٌ وزيد قائمٌ فالنسبة هي قيام زيد في الجملتين، تقول: أقامَ زيدٌ؟ ويجاب بنعم أو لا.
    وأما هل فهي لطلب التصديق فقط ولا تستعمل للتصور تقول: هل قامَ زيدٌ؟ فتجيب بنعم أو لا.
    وأما بقية الأدوات فيطلب بها التصور فقط مثل: مَنْ قام؟ وكيف قامَ؟ وأين ذهبَ؟.
    وطلب العلم بالشيء هو المعنى الحقيقي ولكن قد يخرج الاستفهام لمعان آخر مجازا بقرينة مثل:
    1- الاستبطاء كقوله تعالى: (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله).
    2- التقرير وهو: حمل المخاطب على الإقرار كقوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك).
    3- الإنكار كقوله تعالى: (أغيرَ اللهِ تدعون).
    4- التحقير كقولك: مَنْ زيدٌ؟ لشخص تعرفه وتريد التقليل من شأنه.

  2. #22

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    الدرس الثامن عشر

    تتمة الكلام على الإنشاء

    رابعا: التمني وهو: طلب الأمر المستحيل أو ما فيه عسر. مثل: ليتَ الشبابَ يعودُ، ومثل قول الفقير: ليتَ لي مالا.
    والأداة الأصلية للتمني هي: (ليتَ)، وقد يتمنى مجازا بغيرها من الأدوات وهي:
    1- لو مثل قوله تعالى:(فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين).
    2- هل مثل قوله تعالى:(فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا).
    3- لعلَّ مثل قوله تعالى: ( قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت).
    خامسا: النداء وهو: طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعو. مثل: يا زيدُ فمعناه يازيدُ أقبل.
    وقد يحذف حرف النداء ويكون مقدرا كقوله تعالى:(يوسفُ أعرض عن هذا) أي يا يوسفُ، ومثل قولك: أيها الناس أي يا أيها الناس.
    وقد يخرج النداء عن معناه الأصلي الذي هو طلب الإقبال إلى معان منها:
    1- الاختصاص وهو هنا: تخصيص الشيء من بين أمثاله بما نسب إليه. مثل قولك: "اللهم ساعدنا على النصرِ أيُّها الجنودُ" فقولك:"أيها الجنود" تقصد به نحن الجنود الذين نطلب المساعدة على النصر فلم تناد أحدا وتطلب إقباله بل تقصد نفس المتكلم ومن معه طالبا تخصيصكم بالنصر، ومثل: نحنُ -أيتها الأمهاتُ- نربي الأجيالَ.
    2- الإغراء أي التحريض كقولك لمن أقبل يتظلم ويشتكي "يا مظلومُ"، فليس الغرض منه، حقيقة النداء الذي هو طلب الإقبال؛ لأن الإقبال حاصل، فلا معنى لطلبه، إنما المراد إغراء المخاطب وحثه على زيادة التظلم، أي زد من الشكوى فإن مخاطبته بالمظلوميه يغريه على الزيادة.
    وقوع كل من الخبر والإنشاء موضع الآخر
    أولا: وقوع الخبر في موضع الإنشاء بأن تكون الجملة خبرية لفظا لكنها إنشائية في المعنى ويكون لأغراض منها:
    1- التفاؤل بحصول الخبر؛ كقولك عن ميت: رحمهُ الله أي اللهم ارحمه تفاؤلا بحصول الرحمة.
    2- إظهار الحرص على وقوع الخبر؛ كقولك عن ميت: رحمه الله إظهارا للحرص فالمثال يصلح للأمرين.
    ثانيا: وقوع الإنشاء موضع الخبر بأن تكون الجملة إنشائية لفظا خبرية معنى مثل قوله تعالى:(قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) أي وأمر بإقامة وجوهكم عند كل مسجد، فوضع الإنشاء وأراد الخبر للتأكيد على أمر الصلاة.
    تنبيه: الأمر والنهي والاستفهام والتمني يجوز أن يقدر بعدها شرط إذا كان ما بعدها يصلح أن يكون جزاءً لذلك الشرط وحينئذ يكون المضارع مجزوما.
    مثل: ادرس تنجح، التقدير: إن تدرس تنجح.
    ومثل: لا تدنُ من الأسد تسلم، التقدير: إن لا تدنُ من الأسدِ تسلمْ.
    ومثل: أينَ بيتكَ أزرْكَ، التقدير: إنْ تعرفّني بيتكَ أزرْكَ.
    ومثل: ليتَ لي مالًا أنفقهْ في سبيل، التقدير: إن يكن لي مال أنفقهْ في سبيل الله.
    ويجوز أن لا يقدر بعدها الشرط ويكون المضارع مرفوعا مثل: ادرسْ تنجحُ.
    وقد اختلف النحاة في الجازم فقيل هو شرط مقدر، وقيل: الجازم هو نفس الطلب أي نفس الأمر والنهي والاستفهام والتمني من غير حاجة إلى تقدير شرط.

  3. #23

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    الدرس التاسع عشر

    الفصل والوصل

    الوصل: عطف جملة على أخرى بالواو.
    والفصل: ترك عطف جملة على أخرى.
    مثال: "زيدٌ عالمٌ وعمرٌو جاهل" هذا وصل لعطف الجملة الثانية على الأولى بواسطة الواو.
    مثال: "أحسنتُ إلى الفقيرِ، أعطيتُه دينارًا" هذا فصل لإن الجملة الثانية لم تعطف على الأولى.
    ولكل من الفصل والوصل مواضع:
    أولا: مواضع الفصل: يجب الفصل في مواضع:
    1- أن يكون بين الجملتين اتحاد تام بأن تكون الثانية بدلا من الأولى، أو بيانا لها، أو توكيدا لها. ويقال حينئذ: إن بين الجملتين كمال الاتصال.
    مثال البدل: "أحسنتُ إلى الفقيرِ، أعطيته دينارًا" فالجملة الثانية:"أعطيته دينارًا" بدل من الجملة الأولى:"أحسنتُ إلى الفقير".
    ومثال البيان: قوله تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ) فالجملة الثانية: "قال يا آدم.." هي بيان وتفسير للجملة الأولى "فوسوس إليه الشيطان".
    ومثال التوكيد: إنما الدنيا فناءُ... ليسَ للدنيا ثبوتُ.
    فالجملة الثانية "ليس للدنيا ثبوت" هي بمعنى الجملة الأولى، فتكون تأكيدا لها في المعنى.
    وسبب الفصل أن أن العلاقة بين الجملتين قوية لا تحتاج إلى ربط بحرف العطف.
    2- أن تكون الجملة الثانية بمثابة جواب عن سؤال مقدر نشأ من الجملة الأولى. ويقال في هذا الموضع إن بين الجملتين شبه كمال الاتصال.
    مثل قوله تعالى: ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون) فجملة "إنهم مغرقون" واقعة في جواب سؤال مقدر ناشئ عن الجملة الأولى أي: لماذا لا أخاطبك في الذين ظلموا ؟ فتأتي الإجابة "إنهم مغرقون" ويسمى استئنافا بيانيا.
    3- أن يكون بين الجملتين تباين تام بأن يختلفا خبرا وإنشاءً، أو بأن لا يكون بينهما مناسبة في المعنى. ويقال إن بين الجملتين كمال الانقطاع.
    مثال الاختلاف في الخبر والإنشاء: "سقَطَ المهملُ في الامتحانِ، ليتَكَ تتعظُ".
    ومثال عدم المناسبة: "عليٌّ كاتبٌ، الحمامُ طائرٌ" فإنه لا مناسبة في المعنى بين كتابة علي وطيران الحمام.
    ثانيا: مواضع الفصل: يجب الفصل في موضعين:
    1- إذا اتفقت الجملتان خبرا أو إنشاء وكانت بينهما مناسبة. ويقال حينئذ إن بين الجملتين توسط في الكمال. إذْ ليس بينهما كمال اتصال ولا كمال انفصال.
    مثل قوله تعالى: (جاءَ الحق، وزهقَ الباطلُ) فالجملتان متفقتان في كونهما خبريتين، والمناسبة بينهما ظاهرة وهي التضاد والتقابل في المعنى.
    2- إذا اختلفت الجملتان خبرا وإنشاءً وأوهم الفصل خلاف المقصود.
    مثل: لو سألك سائل: هل برأ عليٌّ من المرض؟ فقلت: "لا وشفاهُ الله". فقولك"لا" أي لم يبرأ وهذه جملة خبرية، وقولك"شفاهُ الله" هذه جملة دعائية إنشائية، ولكن ترك الواو يوهم الدعاء عليه فلذا زيدت.

  4. #24

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    الدرس العشرون

    الإيجاز والإطناب والمساواة

    كل ما يجول في الصدر من المعاني يمكن أن يعبر عنه بثلاث طرق:
    المساواة وهي: تأدية المعنى المراد بعبارة مساوية له.
    والإيجاز وهو: تأدية المعنى المراد بلفظ أقل من اللفظ الذي وضع له مع وفائها بالغرض.
    والإطناب وهو: تأدية المعنى المراد بلفظ زائد لفائدة.
    مثال المساواة أن تقول لصاحبٍ لك: إذا احتجتَ مساعدةً فأخبرني.
    فهنا الألفاظ بقدر المعاني فإذا حاولت أن تسقط كلمة لكان إخلالا، ولو زدت كلمة لجاءت الزيادة فضلا.
    مثال: قال الله تعالى: "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله".
    ومثال الإيجاز أن تقول لصاحبك: إذا احتجت فأخبرني. فهنا حذف المفعول به لدلالة المقام عليه.
    مثال: قال الله تعالى: " وسئل القرية" أي أهلها.
    ومثال الإطناب أن تقول لصاحبك: إذا احتجتَ أي مساعدة ليلا أو نهارا فاعلمني على الفور.
    مثال: قال الله تعالى على لسان زكريا عليه السلام: "قالَ ربّ إني وهنَ العظمُ مني واشتعلَ الرأسُ شيبا" أي كبرتُ. وأصله: رب إني كبرت أو شختُ.
    فإن لم تكن في الزيادة فائدة سمي حشوا وتطويلا([1] ) وكان الكلام معيبا.
    ثم الإيجاز ينقسم إلى قسمين:
    أولا: إيجاز قِصَر وهو: أن يتضمن الكلام القليل معاني كثيرة من غير حذف.
    كقوله تعالى: " ولكم في القصاص حياة" فقد تضمنت كلمة حياة من المعاني الكثيرة وأن القصاص هو السبيل لحفظ الحياة الشيء الكثير مما جعل العلماء يفيضون في استخراج معانيها.
    ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" متفق عليه.
    ثانيا: إيجاز حذف وهو: ما كان بحذف دل عليه دليل. كما في قوله تعالى"وسئل القرية".
    والإطناب يحصل بعدة أمور منها:
    1- التوشيع وهو: الإيضاح بعد الإبهام. كما في قولهم: ( العلم علمان: علم الأبدان وعلم الأديان). فإن عبارة (علمان) مبهمة وجيء بما بعدها إيضاحا لها.
    2- التكرار لداع بلاغي كالتأكيد وتمكين المعنى في نفس السامع، كقوله تعالى: (هيهات هيهات لما توعدون).
    3- الاعتراض وهو: الإتيان بجملة لا محل لها من الإعراب في أثناء الكلام لغرض.
    كقوله تعالى: (ويجعلون للهِ البنات-سبحانه- ولهم ما يشتهون) فقوله تعالى: "سبحانه" جملة معترضة للتنزيه.
    4- التذييل وهو: تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدا لها.
    كقوله تعالى: "وقل جاءَ الحقّ وزهقَ الباطل إنَّ الباطلَ كانَ زَهُوقًا" فجملة "إن الباطل كان زهوقا" جيء بها لتوكيد جملة "وزهق الباطل" وهي توافقها في المعنى.



    ([1] ) الفرق بين الحشو والتطويل هو أن الزيادة في التطويل تكون غير متعينة أي أن أحد اللفظين لا بعينه زائد، كقول الشاعر: وألفى قولها كذبا ومينا. فإن المين هو الكذب، ولا فائدة في الجمع بينهما إذ مقام هذا الكلام ليس مقتضيا للتوكيد، فأحد اللفظين زائد وليس المزيد متعينا لأن المعنى يصح بكل منهما. وأما الزيادة في الحشو فمتعينة كقول الشاعر: وأعلم علمَ اليومِ والأمسِ قبلَهُ. فقوله قبله حشو.

  5. #25

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    وبهذا تم لنا علم المعاني. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    الدولة
    مصر-المنيا
    المشاركات
    190

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    حفظكم الرحمن وبارككم ، ننتظر باقي السلسلة.
    سأضرب في طول البلاد وعرضها *** أنال مرادي أو أموت غريبا
    فإن تلفت نفسي فلله درها *** وإن سلمت كان الرجوع قريبا.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    بارك الله فيكم أستاذنا
    ننتظر بقية الدروس في البيان والبديع

  8. افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    شكرا لكم، وزادكم الله علماً
    افضل الذكر: لا اله إلا الله

  9. #29

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    Thenk you verry much

  10. افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    شكرا على جهودكم
    وبارك الله فيكم
    سبحان الله وبحمده

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    17

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    الدرس الخامس

    الحقيقة والمجاز العقليان


    اعلم أن الفعل تارة يسند لفاعله الحقيقي وتارة يسند لغيره، فإذا قلتَ: أنبتَ اللهُ البقلَ، فقد أسندت الإنبات إلى فاعله، وإذا قلتَ: أنبتَ الربيعُ البقلَ فقد أسندت الإنبات إلى غير الذي هو له، والأصل أنبتَ اللهُ البقلَ في وقتِ الربيع فالأول حقيقة عقلية، والثاني مجاز عقلي.
    فالحقيقة العقلية هي: إسناد الفعل أو ما في معناه إلى ما هو له عند المتكلم في الظاهر.
    فقولنا: "أو ما في معناه" أي أو ما في معنى الفعل من كل اسم يعمل عمل الفعل كاسم الفاعل والمفعول مثل: قولنا: الله منبتٌ البقلَ. فالفعل المبني للمعلوم "أنبتَ" وما في معناه وهو اسم الفاعل "منبتٌ" أسند إلى فاعله.
    ومثل: ضُرِبَ زيدٌ، وزيد مضروب. فالفعل المبني للمجهول "ضُرِبَ" وما في معناه وهو اسم المفعول "مضروب" أسند إلى مفعوله فيكون حقيقة عقلية.
    وقولنا: "عند المتكلم" أي أن الحكم بكون الإسناد إلى ما هو له أو غير ما هو له يرجع فيه إلى اعتقاد المتكلم وليس إلى الواقع ولهذا لو قال ملحدٌ: أنبتَ الربيعُ البقلَ. فهو حقيقة عقلية عنده أي حسب ما يراه هو، ولو قالها المؤمن فهو مجاز عقلي بقرينة الاعتقاد.
    وقولنا: "في الظاهر" أي في ظاهر حال المتكلم أي ما يفهم من ظاهر حاله فإنا لا ندري بخفايا قلبه وحقيقة معتقده.
    وأما المجاز العقلي فهو: إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له عند المتكلم في الظاهر لعلاقة.
    مثل قول المؤمن: أنبتَ الربيعُ البقلَ، فإنه أسند الإنبات إلى غير فاعله عند المتكلم لأنه مؤمن بالله والذي صحح هذا الإسناد هو العلاقة الزمنية فلكون الإنبات يحصل في الربيع نسب له.
    ومثل: بنى الأميرُ المدينةَ، فهذا مجاز عقلي لأن الأمير لا يبني بنفسه ولكن لكون أمره بذلك هو السبب في البناء نسب إليه.

    ( أسئلة )

    1. ما هي الحقيقة العقلية وما هو المجاز العقلي؟
    2. ما معنى قولنا في تعريف الحقيقة العقلية ( عند المتكلم في الظاهر )؟
    3. مثل بمثال من عندك للحقيقة العقلية وآخر للمجاز العقلي.

    ( ت )

    ميّز الحقيقة العقلية من المجاز العقلي فيما يلي:
    ( قرأ محمدٌ الكتابَ - نهارُ العابدِ صائمٌ - بَنَى العمّالُ المدينةَ - جرى النهرُ ).

    بارك الله فيك

  12. #32

    افتراضي رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين.

    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •