تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 72

الموضوع: رمضان فى عيون الادباء متجدد

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    أحمد عرابي الأحمد


    أتَعْلَمُ ما رَمضانُ؟


    أشهْرَ النُّورِ أمطِرْنا يقينا
    فإنَّا في فِرَاقِكَ قدْ ظَمِينا

    فهَجْرُكَ في جوانِحِنا هَجيرٌ
    ووَصْلُكَ سلسبيلٌ قدْ سُقِينا

    أتى رَمضانُ قنْديلاً إلَينا
    توقَّدَ في قُلُوبِ الذَّاكِرينا

    أتى رَمضانُ يُسْكِنُنا جناناً
    ويشْرَعُ بابَها للوافِدينا

    فهيَّا سارِعُوا يا مُؤمنينا
    لجنَّاتِ الخُلودِ مُهرْوِلينا

    وناجُوا في ظلامِ اللَّيلِ ربًّا
    يحبُّ سماعَ صوتِ التَّائبينا


    أتى رَمضانُ، يا ربِّي أعِنَّا
    نكونُ من العِبادِ الشَّاكِرينا

    ومزِّقْ عن بصائرنا غِطاءً
    فكمْ من نِعْمةٍ عنها عَمِينا

    لنرْميَ خلْفَ أظْهُرنا المعاصي
    ونُقْبِلَ نحْوَ بابِكَ طائعينا


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    نردِّدُ في خُشوعٍ واشتِياقٍ
    كلامَ السَّابقينَ الأوَّلينا:

    أطَعْنا إذْ سمِعْنا، فاعْفُ عنَّا
    ووَفِّقْنا السَّبيلَ المُسْتَبِينا

    صحابةُ أحمدٍ فينا نُجومٌ
    فإنْ سِرْنا بدرْبِهِمُ هُدِينا

    وإن حِدْنا وبالأهواءِ لُذْنا
    خسرنا بعْدَها دُنْيا ودِينا

    تأمَّلْ إذْ أتى رَمضانُ قاموا
    وناجَوْا ربَّهمْ متضرِّعينا:

    إلهَ العرْشِ سلِّمْنا لشهْرٍ
    نكونُ بنورهِ متطهِّرينا

    وإن رَمَضانُ ودَّعَهُمْ أسالُوا
    دماً أبْكى الجوانِحَ لا العُيونا

    ورُغْمَ صيامِهم وقيامِ ليلٍ
    وفعْلِ الخيرِ فيهِ دائمينا

    يُسائِلُ بعضُهمْ بعضاً: تُرانا
    نودِّعُ شهْرنا مُتقبَّلِينا؟!

    ولو أبْصَرْتهمْ همماً عِظاماً
    وفوقَ الوجْهِ سِيما السَّاجدينا


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    نهارُهمُ صيامٌ ثمَّ ذِكْرٌ
    وأخلاقٌ تُزكِّي الصائِمينا

    وفي الليلِ ابتهالٌ وانكسارٌ
    ويقْضونَ اللَّياليَ قائمينا

    أتسألُ كيْفَ كانوا، كيفَ صاروا
    صحابتُهُ هُداةً مُهْتدِينا؟

    فقدْ عاشوا معَ القرْآنِ عُمْراً
    لما أَوصى الإلهُ مطبِّقينا

    قليلاً في الليالي يهْجَعونا
    وبالأسْحارِ هم يستغْفِرُونا



    صيامُ النَّفْسِ لا ظمأٌ وجوعٌ
    ولكنْ حينَ نصْفَحُ عنْ أخينا

    لمسكينٍ، يتيمٍ، أو فقيرٍ
    نجُودُ بمالِنا مُتصدِّقينا

    صيامٌ، إنْ بهِ الملْهوفُ نادى
    رأى إخوانَهُ قلْباً حنونا

    صيامٌ، إن يشاتِمْنا سفيهٌ
    نسامِحْهُ، فإنَّا صائمُونا

    نراقبُ ربَّنا في كلِّ شيءٍ
    وفي هذا سنغدو مُحسنينا


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    نغضُّ الطَّرْفَ عن شهواتِ نفْسٍ
    ولسْنا للمُجونِ بسامعِينا

    ونحْمَدُ ربَّنا ضُرًّا ونَفْعاً
    وللغُفْرانِ دوماً سائلينا


    أيا رَمضانُ، يا نفَحاتِ يُمْنٍ
    تُعانِقُ روحَنا نوراً مُبينا

    تنزَّلَ فيكَ قُرآنٌ كريمٌ
    وفيكَ النَّصْرُ ضدَّ الكافِرينا

    وفي أيَّامِهِ خيرُ اللَّيالي
    ففيها قَدْرُ كلِّ العَامِلينا

    فنذْكُرُ ما جنَينا قبْلَ هذا
    نعضُّ على الأنامِلِ نادمينا

    فأعْتِقْ فيهِ – موْلانا - رِقاباً
    تذِلُّ إليكَ.. خيرَ الرَّاحِمينا

    إذا ما نحْنُ قصَّرْنا وضِعْنا
    وبِتْنا في الغياهِب غارِقينا

    فنحْنُ عبيدُكَ الضُّعَفاءُ ندْعو
    فأنزلْ لُطْفكَ اللهمَّ فينا

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء

    رمضان ونهر الدماء

    أحمد عرابي الأحمد



    بحروفِ اسْمكَ قِرطاسي تعطَّرْ


    أوَهلْ ينبُتُ ورْدٌ فوقَ دفْترْ؟!


    فاذا اسودَّ بآثارِ المعاصي


    ها هوُ اليَومَ بِذِكرَاكَ تَطهَّرْ..


    أشْرَقتْ شَمْسُكَ في رَوضِ كِتابي


    فإذا بُرعُمُ آماليَ أزْهرْ


    وغدتْ محبرتي نهْرَ عَبيرٍ


    وزُلالُ الحُبِّ منْ قلبي تَفجَّرْ


    فخريرُ الماءِ أنغامُ القوافي

    وحرُوفي ياسمينٌ فوقَ عنْبرْ


    فكأنَّ الرُّوحَ في الجنَّةِ طارَتْ


    وفؤادي في عُباب الشوق أبْحَرْ



    رَمضانَ الخيرِ، أقبلتَ إلينا


    وَجْهُكَ الزاهي دياجي الظُّلمِ نوَّرْ


    يُسْتباحُ الدَّمُ في شهْرٍ حرامٍ


    ليتَ شعري.. فمِدادي اليومَ أحْمَرْ


    سَكَنَ الطُّغيانُ أصْقاعَ بلادي


    حارَبَ اللهَ وقولَ (اللهُ أكبَرْ)



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    كيفَ يأتي رَمضانُ الذِّكْرِ ضيفاً


    وبيوتُ اللهِ - يا قومي - تُدمَّرْ؟!



    جفَّتِ العَبْراتُ من سُقيا يراعي


    فمنَ المُقلَةِ والقلْبِ يُحَبَّرْ


    كلماتي بَحْرُ آهاتِ يتيمٍ


    فبُحورُ الشعر منْ شكواهُ أصْغَرْ


    هل غدا الصَّومُ صياماً عن حياةٍ


    وعلى القتلى عدوُّ اللهِ أفْطَرْ!



    أوَفي شهْرِ التُّقى يُهْتَكُ عِرْضٌ


    كَيْفَ وَجْهُ البِكْرِ في الأرْضِ يُعَفَّرْ!


    كيفَ باعوا الدِّينَ والأخلاقَ فيهِ؟


    لَمِنَ الشَّيْطَانِ هُمْ - واللهِ - أَكْفرْ


    نادتِ الثَّكْلى: أغيثوني, فَصُمُّوا


    فغدا القلْبُ جريحاً يتحَسَّرْ


    قلبُهم أقسى من الصْخرِ، ولكِنْ


    قَلْبُها الرقراقُ حُزناً يتفَطَّرْ


    يا لَشَهْرٍ وأدوا النَّخوةَ فيهِ


    ذَنْبهُم والله جُرمٌ ليسَ يُغفَرْ



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    هُوَ شَهرَ الجُودِ والإحسانِ والبرِّ


    فَهلْ يُستبدَلُ المَعْروفُ مُنْكَرْ؟!




    رَمضانُ اليومَ وافانا حزيناً


    دُمعُهُ منْ مُقلَةِ الطِّفْلِ تحدَّرْ


    سُدَّتِ الأبوابُ إلا بابُ ربِّي


    إنَّ فَضْلَ الله فينا نهْرُ كَوثرْ


    فإذا مسَّكُمُ الضُّرُّ ببحْرٍ


    ضلَّ من تدْعونَ.. كَيفَ الفَضْلُ يُكْفَرْ!


    نجِّنا يا ربِّ من بحْرِ خُطوبٍ


    فُعبَابُ البأْسِ يا مولايَ يُمْخَرْ


    تعلمُ الجَهْرَ بلِ السِّرَّ وأخفى


    فاقضِ يا ربِّ على من قد تَجبَّرْ




    رمضانُ اليُمْنِ لا أحرُفُ شِعْري


    بلْ قصيدٌ في الشرايينِ تَسَطَّرْ


    فرِّجِ اللهمَّ فيهِ كُلَّ كرْبٍ


    فَضِعافٌ نحنُ، لكِنْ لستَ تُقْهَرْ.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    أشجان رمضان


    عزيز أباظة



    أَلْفَيْتَنِي مُذْ جِئْتَ نِضْوَ شُجُونِ
    وَشَهِدْتَ وَاصِبَ لَوْعَتِي وَأَنِينِي

    وَلَقِيتَنِي فَرْدًا[1] حَنَا أَضْلاَعَهُ
    فِي الأَيِّمَيْنِ عَلَى جَوًى وَحَنِينِ

    غَالَ الرَّدَى إِلْفَ الصِّبَا وَقَرِينَهُ
    فَتُرِكْتُ فِي الدُّنْيَا بِغَيْرِ قَرِينِ

    أَسْوَانَ بَعْضُ أَسَايَ يَنْهَكُ مُهْجَتِي
    حَيْرَانَ أَيْسَرُ حَيْرَتِي تُرْدِينِي

    ضَجِرًا فَأَهْوَنُ مَا يُمِضُّ يُمِضُّنِي[2]
    وَأَقَلُّ مَا يُبْكِي امْرَأً يُبْكِينِي




    رَمَضَانُ وَيْحَكَ ذِكْرَيَاتُكَ جَمَّةٌ
    وَالذِّكْرَيَات ُ ذَخِيرَةُ الْمَحْزُونِ

    كَانَتْ تُطَالِعُنَا لَيَالِيكَ الَّتِي
    سَلَفَتْ بِأَيْمَنِ عَارِضٍ وَجَبِينِ

    وَتَرُدُّنَا لِهَوَى الصِّبَا وَجُنُونِهِ
    وَهَوَى الصِّبَا سَقَطٌ[3] بِغَيْرِ جُنُونِ


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    فِي مَنْزِلٍ جَمَعَ الْوَثَارَةَ[4] وَالْمُنَى
    مَجْلُوَّةً مَنْضُورَةَ التَّلْوِينِ

    كَخَمِيلَةِ الغَرِدَيْنِ فِي أَحْضَانِهَا
    أَمِنَا عُيُونَ كَوَاشِحٍ وَعُيُونِ

    مَرِحَانِ صَاغَهُمَا النَّعِيمُ فَأَمْسَيَا
    فِي نَضْرَةٍ يَتَقَلَّبَانِ وَلِينِ

    نَسِيَا الدُّنَى وَتَفَرَّغَا لِهَوَاهُمَا
    وَتَزَايَلاَ فِي قُدْسِهِ الْمَكْنُونِ

    ذَهَبَتْ كَمَا ذَهَبَ الضُّحَى مُتَأَلِّقًا
    وَبَقِيتُ أَضْرِبُ فِي اللَّيَالِي الْجُونِ[5]

    وَذَوَتْ بَشَاشَاتُ الْحَيَاةِ وَلَمْ يَعُدْ
    فِي أُنْسِهَا - يَا زَيْنُ - مَا يُصْبِينِي

    أَزْوَرُّ عَنْ لَأْلاَئِهَا وَنَعِيمِهَا
    فَإِذَا جَنَحْتُ لَهَا تَقَشَّعُ دُونِي

    يُسِّرْتُ لِلبَأْسَاءِ أَحْمِلُ عِبْئَهَا
    فِي بَثِّ مَفْؤُودٍ وَيَأْسِ غَبِينِ




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    لَوْلاَ وَدَائِعُكِ الَّتِي اسْتَوْدَعْتِنِ ي
    لَنَفَضْتُ مِنْ هَذِي الْحَيَاةِ يَمِينِي

    لَمْ أَنْسَ يَوْمَ هَفَا[6] فَعَاجَلَكِ الرَّدَى
    هَمْسًا بَذَلْتِ إِلَيَّ غَيْرَ مُبِينِ

    وَسَنَاكِ لَمَّاحٌ، وَنَفْسُكِ طَلْقَةٌ
    تَسْنَى[7] بِإِيمَانٍ وَصِدْقِ يَقِينِ

    قُلْتِ: ارْعَ أَكْبُدَنَا الضِّعَافَ وَأَوْلِهِمْ
    مِنْ عَطْفِكَ الْمُنْهَلِّ مَا تُولِينِي

    قَرِّي فَهُمْ - يَا زَيْنُ - بَيْنَ جَوَانِحِي
    فَإِذَا جَلَوْا عَنْهَا فَبَيْنَ جُفُونِي

    يَا زَيْنُ، إِنْ ثَقُلَ الوَفَاءُ عَلَى الوَرَى
    فَتَصَابَؤُوا[8] عَنْ شَرْعِهِ الْمَسْنُونِ

    فَأَنَا الْمُقِيمُ وَفَاؤُهُ وَوِدَادُهُ
    عَهْدِي إِلَيْكِ عَلَى الْمَدَى وَيَمِينِي.


    [1] وحيدًا.


    [2] ثلاثية ورباعية: يُحْزِن ويُؤْلِم.


    [3] لَغْو.


    [4] الهنَاءة والنعمة.


    [5] السُّود.


    [6] أسرَع.


    [7] تضيء.


    [8] خرجوا عن الشِّرعة.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    هلَّ الهلال
    أيوب بن محمد الوهيبي

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    هَلَّ الهِلالُ فأهْلاً بالذي سَطَعا *** وَأَسْعَدَ القَلْبَ باللقْيا إِذِ اجْتَمَعا
    هَلَّ الهِلالُ فَطُوبى لِلنُّفُوسِ بِهِ *** كَمْ أَشْرَقَ السَّعْدُ لَمَّا بانَ وارتَفَعا
    شَهْرَ الصِّيامِ سَلامُ اللهِ أَبْعَثُهُ *** مِنْ نَبْعِ مِسْكٍ وَقَبْلَ اليَوْمِ ما نَبَعا
    شَهْرَ القُرانِ وَفِيكَ الآيُ رَتَّلَها *** مَنْ رامَ فِيكَ جِنانَ الخُلْدِ واتَّبَعا
    مَنْ ضَيَّعَ العُمْرَ فِي قِيْلٍ وَفِي دَعَةٍ *** لا يَقْطِفُ التِّيْنَ مَنْ لِلشَّوْكِ قَدْ وَضَعا
    فانْظُرْ لِدُنْياكَ هَلْ أَغْنَتْكَ زائِلَةٌ *** واجْمَعْ لأُخْراكَ ما خابَ الذي جَمَعا
    مَنْ أَبْرَمَ الجِدَّ ما نالَتْهُ غاشِيَةٌ *** مِنَ النَّدامَةِ والعُقْبى لِمَنْ زَرَعا
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء

    نفحات رمضان في شعرنا المعاصر

    محمد شلال الحناحنة




    يأتي رمضان شهر الخيرات، وشهر الإنابة والتوبات، شهر الانتصارات حين كنّا نتمسّك بشرع الله، مقيمين على الطاعات! فأين نحنُ اليوم من نفحاته الإيمانية الصادقة؟! وأين نفوسنا الصافية التي تهفو لوعد الملك المنّان؟! أما تتشوّق أرواحنا يا ترى- لباب الريّان؟! لكن كيف يكون ذلك وما زلنا نجترح المعاصي والذنوب؟! وما زالت بلاد المسلمين ممزّقة، وجروحهم عميقة، وعدوّهم يذلّهم! كيف نلقى رمضان وقد امتدّ الهوان لأمة القرآن فهانت أمام أهل الضلال والفسق والفجور؟! أنلقاه أعزّة أم ترانا نغضي حياءً منه ونحن كغثاء السيل؟! أنلقاه والأقصى أسير تحت حكم يهود؟ أنلقاه ونحن نستسلم لأعدائنا، وما عاد يرضيهم حتى هواننا وذلّنا؟! يأتي رمضان..فماذا يحدّثنا شعراؤنا فيه؟!
    لعلّ لنا وقفة مع الشاعر د.عدنان علي رضا النحوي إذ ينشد:

    قدْ كنتَ تشرق في ربا الإسلام يجْـ *** ـمَعُها الهدى ساحًا تجودُ وتغدقُ
    أنّى التفتّ اليوم تلقى أدمعًا *** حرّى تصبّ على دم يتــــدفّقُ
    تلقى الثكالى واليتامى والأسى*** فوق الوجوه تغيب فيه وتزهــقُ
    وترى المجازرَ والعدا يتواثبـ ***ـون على الديار وكلّ وثبٍ موبقُ
    وترى بني الإسلام يقتل بعضهم ***بعضًا ويمعنُ في العداء ويــغرقُ
    وترى عدوّ المسلمين مهيمنًا ***يلقي بأحمال الـــهلال ويـطلقُ
    وتراه صفّا واحدًا متماسكًا ***والمسلمون مع الهــوان تفرّقوا
    رمضانُ أقبلْ وامسحنّ من الأسى ***وأعدْ لنــــا الذي يتألّقُ
    واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بها ***أملاً به تحيا القلوب وتخفقُ
    هكذا يمضي شاعرنا المبدع عدنان النحويّ مع رمضان يبث المفارقات الموجعة بين حاضر وماضٍ، وبين المسلمين وأعدائهم، وبين حياة القلوب وموتها، فقد كان رمضان في الماضي يطلّ علينا مشرقًا بالهدى ونور الإيمان، بينما يأتي في حاضرنا اليوم وربا الإسلام تعيش في ظلمات المعاصي والضلال إلا من رحم الله، وكان المسلمون أقوياء متمسكين بدين الله صفّا واحدًا لكنّهم أضحوا اليوم ضعفاء متفرّقين يتقاتلون على عرض الدنيا، وقد هانوا على الأعداء حين ماتت القلوب الحيّة المؤمنة.أما الأعداء فهم الميهمنون بقوّتهم واتحادهم، وقد وثبوا على المسلمين قتلاً وتدميرًا، فهل يحيي إقبال رمضان اليوم الإيمان في نفوس أهل الإسلام، ليعيدوا للأمة أمجادها، ويحرّروا أوطانها، ويرفعوا الهوان عن نسائها وأطفالها؟!
    أما شاعرنا علي بن عبد الله الزبيدي فهو يدعو شهر التوبة أنْ يقف قليلاً، وهو يستوقفه لئلا يرحل بعجل، ويتحسّر على سرعة طيّ صفحاته، وهو يلجأ إلى تشخيص من خلال صور شعرية موحية، فنجد أننا نشاركه آلامه وأحزانه في قصيدته: (وقفة توديع):

    قفْ أيها الشهرُ لو يُستوقف العَجلُ ***أهكــذا أجمــلُ الأيّام تُختزلُ
    قف لم يزلْ للمشوق الصبّ ظامئة ***ترنو إليك وفي أحداقــها وجلُ
    لـمْ تدرِ هل قبلت بالأمس توبتها ***أم أنّها بلظى الحرمــان تشتعلُ
    رحلتَ يا شهرُ لا بل صفحة طُويت ***من عمرنا وسطور الصفحة العملُ
    فيك ازدهت دورٌ للعام مشـــرقة ***عشر يُنال بها إن أحسنوا- الأملُ
    وليلةٌ في جبين الدهر زاهـــرة ***بها الملائكـــةُ الأبـرارُ تحتفلُ
    ولأنّ شهر رمضان يمثّل عند شاعرنا الزبيدي قيمًا روحيّة عظيمة، نراه يلحّ على ضمائر الخطاب كثيرًا: (قف، إليك، رحلت، فيك... ) أما العشر الأواخر وليلة القدر فهي دررٌ العام حقًا عند جميع المسلمين، فما أدراك بإيقاعها لدى شاعر مرهف الحسّ مثل علي الزبيدي؟ لأنّ النفس تسمو إلى خالقها حين تتصل به، وهو يعود ليبكيه على رحيله بكلّ أسى:

    يا حبّذا نفحاتُ الصوم عاطرةً ***تسمو بها أنفسٌ بالله تتّصلُ
    وحبّذا الآيُ يتلوها مـــردّدة ***قلبٌ بترديد آي الذكر مشتغلُ
    رحلتَ، لا لوم إذ يبكيك ذو شجن ***فربما حال دون الملتقى الأجلُ
    وأقبل العيدُ، هل يلقاه من حرموا؟ ***هيهات ليس لهم بل عيد من قبلوا
    ونقف أخيرًا في نفحات رمضان مع ديوان: (قناديل على مآذن القدس) لشاعر فلسطين صالح عبد الله الجيتاوي الذي تنـزّ أوجاعه مع كلّ حرف من حروفه النازفة، مستنهضًا همم الأمة، مستضيئًا برؤى إسلامية جليّة، حين يأوى إلى حسّ المكان وقدسيّته، ويمضي إلى تاريخنا الإسلاميّ بكلّ أمجاده بلغة حركيّة، وإيقاع شجيّ، فيشعل جراحنا في قصيدته (في ظلال رمضان):
    تتوالى مع الصيام طيــــوفٌ ***مونقاتُ الرؤى وأخرى حزينة

    هذه (بدر) في المدارج تختــالُ ***علــيها من الملائــك زينة
    هذه (مكة) أنارت روابيــــها ***ببدر الهدى وجنــد (المدينة)
    وعلى هامة الخلود (صلاح الدين) ***أرسى بسيــفه (حطـّــينه)
    تتداعى بذكره صــورُ الــحزن ***ومحرابُـه يـــبثّ أنـــينه

    مستباح الحـــمى وهيهات فيها ***مصرخٌ بالغداة ينصـــر دينه

    جاس فيه النفاقُ والكفرُ والرجسُ ***فلا يستر الشقــيُّ مجــونه
    لهفَ نفسي! أهذه أمةُ السيف ***وقد أجّـج الخنــا أفــيونه!
    في شعر صالح الجيتاويّ أنفاس ملتقاعة، وحزنٌ دفين، وصور جديدة مشبعة بالأسى، ومع ذلك فهو يرنو إلى مسجده الأقصى منبر صلاح الدين محرّرًا من رجس العصابات اليهودية، ويبثّ مع رمضان المبارك شذى أزهار نديّة من التفاؤل والإيمان بوعد الله ونصره للمؤمنين الصادقين.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    رمضان


    صادق عرنوس




    أهلاً بأكرم ضيف

    يزورنا كل عام
    يقضي ثلاثين يومًا
    من أطيب الأيام
    شهر كريم السجايا
    شهر الهدى والسلام
    في ليلة القدر منه
    قد جاء نور الظلام
    ري النفوس الظوامي
    برء الجراح الدوامي
    طوبى لمن قام فيه
    لله خير قيام
    طوبى لمن صام فيه
    عن مفسدات الصيام
    فالأكل شيء يسير
    بجانب الآثام
    أيقبل الله صومًا
    من قاطع الأرحام؟
    وهل يجوز قبولاً
    من ظالم الأيتام ؟
    الصوم أن تتجافى
    عن اقتراف الحرام
    وأن تكون إذا ما
    سئلت : غيثك هامي
    الصوم حبس لسان
    عن سيئات الكلام
    فبين فكيك يجثو
    رام حديد السهام
    أفعى إذا لم تقدها
    قادتك نحو الحمام
    الصوم أن تتحلى
    بحلية الإسلام
    تطيع سِرًّا وجهرًا
    ما فيه من أحكام

    تكون لله عبدًا
    تعطيه كل احترام
    لا تصرفك عنه
    عبادة الأوهام
    تقول : سبحان ربي
    عن افتراء الأنام


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء

    رمضان أقبل


    إبراهيم عبدالعزيز السمري


    رَمَضانُ أَقبَلَ فالمَآذنُ تَزدَهِي





    مِن نُورهِ، وصَبَا الجِنانِ تُحَوِّمُ






    رَمضَانُ أَقبلَ فَالمَساجِدُ خُشَّعٌ




    تَدعُو الإلهَ بِما يَشاءُ ويَعلَمُ




    رمضانُ أقبلَ فَالمَلائكُ تَرتَجِي



    عَفْوَ الكَريمِ لِصائمٍ لا يَسأَمُ





    شَهرَ الصِّيامِ، هَفَتْ إلَيكَ قُلُوبُنا





    تَرجُو الفَلاحَ.. وهَلْ سِوَاهُ المَغنَمُ؟




    شَهرَ العِبادَةِ والمَحبَّةِ والتُّقَى



    فِيكَ النُّفوسُ عَنِ المَعاصِي تُحجِمُ




    فِيكَ الضَّراعَةُ وَالقناعَةُ والرِّضَا



    فِيكَ القُلوبُ تَمِيدُ مِنكَ وَتَندَمُ





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    تَأْسَى علَى ما ضاعَ مِن أيَّامِها



    أَسَفاً علَيها إذْ غَشاهَا المَأْثَمُ





    قُرآنُنا يُتلَى عَلى أَسْمَاعِنا





    فَنَظَلُّ مِن آياتِهِ نَتعَلَّمُ





    وصِيامُنا تَسمُو بهِ أَرْواحُنا



    فتَغارُ مِنها إذْ تَراهَا الأَنجُمُ




    وقِيامُنا شَرَفٌ يُحقِّقُ عِزَّنا



    فَنَبِيتُ في بُستانِهِ نتنَعَّمُ




    يا ربِّ، إنَّا قدْ أطَعْنا رَغبَةً



    نَرجُو هُدَاكَ، فَلا تَدَعْنا نُحرَمُ




    وَامنُنْ عَلَينا - يا كَرِيمُ - بجَنَّةِ الْ



    خُلْدِ التي فِيهَا يَطِيبُ المَطعَمُ


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء

    شهر رمضان المبارك


    غالب مهنى



    رَاغِبَ الخَيْرَاتِ أَقْبِلْ






    قَدْ أَتَى شَهْرٌ عَظِيمْ






    هَلَّ بالإنعامِ بِشْرًا





    مِنَّةُ الرَّبِّ الكَرِيمْ






    كُلُّ فَرْدٍ فِيهِ يَمْضِي





    بِالطَّرِيقِ المُسْتَقِيمْ






    أَيُّ قَوْلٍ فِيهِ خَيْرٌ





    سَوْفَ يرضاهُ الرَّحِيمْ






    تُبْ إِلَى المَوْلَى وَبَادِرْ





    بِرجُوعٍ لِلْعَلِيمْ






    كُنْ عَلَى خُلْقٍ جَمِيلٍ





    كَيْ تُجَازَى بِالنَّعِيمْ






    لَيْسَ يَنْجُو يَوْمَ حَشْرٍ






    غَيْرُ ذِي الْقَلْبِ السَّلِيمْ





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    رمضان في قوافي الشعر(1)


    وسيلة محمود الحلبي

    رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وموسم الخير والبر والإحسان، له مكانة عظيمة ومنزلة عالية رفيعة في قلوب المسلمين عامة والأدباء والشعراء بخاصة، وله ذكر مستفيض فواح في الشعر والأدب قديماً وحديثاً، فكما أنه موسم للطاعة والعبادة فهو أيضاً موسم للأدباء والشعراء يُحيون ليله بلقاءاتهم الأدبية ومحاوراتهم الشعرية وحواراتهم النثرية، لأن في هذا الشهر العظيم الكثير والكثير من المواقف الإسلامية الخالدة والذكريات الجميلة والمعاني الإيمانية العظيمة التي ألهبت مشاعر الشعراء وأسرت أفئدة الأدباء على مر العصور، فسمت نفوسهم وزكت أرواحهم وجادت قرائحهم بشعر خالد فواح بعطر النور والإيمان في شهر الهدى والفرقان من قديم الزمان ومن عصر صدر الإسلام إلى وقتنا الحاضر.

    وفي كل عام يرسل إلينا برقية يخبرنا فيها بموعد وصوله لنكون في استقباله، فهو يعلم مدى حبنا له وشوقنا إليه وانتظارنا لمجيئه.

    ولأنه عزيز على نفوسنا جميعاً؛ فدائماً نكون في انتظاره لما يتحفنا به من هدايا ثمينة. لذلك تبدأ الاستعدادات لاستقباله قبل قدومه بأيام، بل أسابيع، والبعض يستعد له قبل وصوله بأشهر.

    ذلك الضيف هو شهر رمضان.. ذلك الشهر الذي تهفو إليه القلوب وتتشوق إليه النفوس. يعبّر عن ذلك كثير من الشعراء القدامى والمعاصرين..

    فهذا شاعر يستعد لاستقبال الشهر الكريم قبل قدومه بشهر وينبه الغافلين لحسن الاستعداد له فيقول:
    مضى رجبٌ وما أحسنتَ فيهِ
    وهذا شهرُ شعبانَ المبارَكْ

    فيا من ضيَّع الأوقات جهلاً
    بحرمتها أفِق واحذر بَواركْ

    فسوف تفارق اللذاتِ قهراً
    ويخْلي الموتُ كرهاً منكَ داركْ

    تدارك ما استطعتَ مِن الخطايا
    بتوبةِ مخلصٍ واجعل مداركْ

    على طلب السلامِ من الجحيمِ
    فَخيرُ ذوِي الجَرائمِ من تداركْ



    ويقول الأديب الكبير الشاعر (عبد القدوس الأنصاري) -رحمه الله- باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياة البهيج، إذ يقول:
    تبدَّيت للنفس لُقمانها
    لذاك تبنَّتك وجدانَها

    وتنثرُ بين يديكَ الزهورَ
    تحييك إذ كنتَ ريحانَها

    فأنت ربيعُ الحياة البهيجُ
    تنضِّرُ بالصَّفو أَوطانَها

    وأنتَ بشيرُ القلوب الذي
    يعرِّفها اللهَ رحمانَها

    فأهلاً وسهلاً بشهرِ الصيامِ
    يسلُّ من النفسِ أضغانَها


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد



    وللشاعر الرائد (حسين عرب) -رحمه الله- قصيدة شعرية رائعة يصف فيها هذا الشهر الكريم بأنه بشرى للعالم، يطل في كل عام وينثر المودة والمحبة والتصافي والسلام، وأننا نقتبس منه الصفو والحقيقة ويعيد إلى الأذهان ماضي هذه الأمة الحافل بالنصر والبطولات، فيقول:
    بشرى العوالم أنت يا رمضانُ
    هتفتْ بك الأرجاءُ والأكوانُ

    يا مشعلاً قبس الحقيقةَ بعد أنْ
    أعيَتْ عن استقصائها الأذهانُ

    ومبدداً حلكَ الضلالةِ حينما
    عمَّ الدُّنا من زيفها فَيضانُ

    كانت - كما زعم الغواةُ - حضارةً
    يختالُ فيها الفُرسُ والرومانُ

    ذلت وذل على المدى عُبَّادُها
    في الغابرينَ، وشاه منها الشَّانُ



    ويتشوق الشاعر (محمد حسن فقي) -رحمه الله- إلى شهر رمضان قبل مقدمه في قصيدته (رمضان)، حيث يقول:
    رمضانُ، في قلبي هماهِمُ نشوةٍ
    مِن قبل رؤيةِ وجهكَ الوضَّاءِ

    قالوا بأنك قادمٌ، فتهللت
    بالبِشرِ أوجُهنا، وبالخُيَلاءِ

    وتطلَّعت نحوَ السَّماء نواظرٌ
    لهلال شهرِ نضارةٍ ورواءِ

    تهفو إليه، وفي القلوبِ وفي النُّهى
    شوقٌ لمَقدَمِهِ، وحُسنُ رجاءِ


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    لِمَ لا نتيه مع الصيام ونزدهي
    بجلالِ أيامٍ ووَحيِ سماءِ؟

    بهِما نحلِّقُ في الغَمام، ونرتوي
    من عَذْبِهِ، ونصُولُ في الأجواءِ

    ونشفُّ أرواحاً، فننهج منهجاً
    نُفضي به لمرابعِ الجَوزاءِ



    أما أديب العربية (مصطفى صادق الرافعي) فيعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
    فديتكَ زائراً في كل عامِ
    تُحيَّا بالسلامةِ والسَّلامِ

    وتُقبِلُ كالغمام يَفِيضُ حِيناً
    وَيبقى بعدَهُ أثرُ الغمامِ

    وكم في الناس من كَلِفٍ مَشُوقٍ
    إليكَ، وكم شجيٍّ مُستَهامِ



    ويتغزل (محمد السيد الداوودي) في الشهر الكريم معبراً عن مدى أشواقه إليه فيقول:
    لمَّا دنوتَ انهالت الأشواقُ
    وهفا إليكَ الوالهُ المُشتاقُ

    لك غُرةٌ كالشمس في رَيعانها
    في كل ناحيةٍ لها إشراقُ

    لك طلعةٌ فيها الحياة بهيةُ
    ترنو إلى قسَماتها الأحداقُ

    لك في حياة المسلمين مآثرٌ
    طابتْ وطاب لهمْ بهنَّ مَذاقُ

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    رمضان في قوافي الشعر(2)


    وسيلة محمود الحلبي

    أما الشاعر (فريد قرني) فيدعو الشهر للإقبال ويخبره أنه في انتظار مقدمه يعد الشهور والأيام للاستفادة من أيام الشهر ولياليه فيقول:ألا أقبِل هدًى ورضاً ونُورا

    وخيراً عامراً يغشى المَزُورا

    نعدُّ ليُمْنِ موسمك التهاني
    نعدُّ ليوم مقدمكَ الشُّهورا

    لنملأ بالنَّدى المُهَجَ الصَّوادي
    ونرويَ مِن سنا التقوى الصُّدورا

    بنورِ تلاوةِ القرآن نجلي
    بصائرنا، نضيءُ بها القُبورا

    نصومُ، نقومُ في شوقٍ وجدٍّ
    وعند الله نحتسبُ الأُجُورا

    بكَ الأرواحُ ترشفُ وهي ظمأَى
    شراباً منكَ تسكُبهُ طَهُورا

    ويقبل الشهر الكريم ويصل الضيف إلى مستقبليه فيصيح الشاعر (خير الدين وانلي) منبهاً جموع المسلمين أن ينتبهوا ويهبوا لاستقباله حيث يقول:رمضان أقبلَ يا أُولي الألبابِ

    فاستقبِلوهُ بعدَ طولِ غيابِ


    عامٌ مضى من عُمْرِنا في غفلةٍ
    فتنبَّهوا فالعمرُ ظلُّ سَحابِ

    وتَهيؤوا لتصبُّرٍ ومشقَّةٍ
    فأُجورُ مَن صَبرُوا بغَيرِ حِسابِ


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •