الحمد لله وحده
عن سالم بن عبد الله، قال: مررت مع أبي بالمقبرة، فسلم عليهم، فقلت: يا أبت، تسلم عليهم؟ قال: إن أسلم عليهم، فقد «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليهم» ، ألا أخبرك يا بني بما رأيت في هذه المقبرة؟ مررت بها في نحر الظهيرة، وأنا متعلق إداوة ماء، فخرج رجل من قبره يشتعل نارا، في عنقه سلسلة من نار، فقال: يا عبد الله، صب علي من الماء فوالله ما أدري باسمي الذي سماني به أبي كان يدعوني، أم كقول الرجل للرجل: يا عبد الله؟ إذ خرج رجل من القبر في يده السلسلة، وبيده الأخرى سوط من نار، فقال: يا عبد الله، لا تصب عليه، ولا كرامة. ثم ضربه بذلك السوط، فعاد في ذلك القبر ". اهـ.
الأثر حسنٌ.
أخرجه ابن أبي الدنيا في " من عاش بعد الموت " (1/32)، وأبو يعلى الموصلي في " معجمه " (1/103)، وأبو سعيد النقاش في " فنون العجائب " (1/131)، والألكائي في " شرح الأصول " (6/1215- 1214).
أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق خالد بن حيان أبي يزيد الرقي، عن كلثوم بن جوشن القشيري، عن يحيى المدني، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: فذكره.
قلت: هذا الإسناد فيه كلثوم بن جوشن القشيري " ضعيف " كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وقال أبو الفتح الأزدي: " منكر الحديث ".
بينما رواه الأخرون عن السري بن يحيى، قال: سمعت عمرو بن دينار، يحدث مالك بن دينار، حدثني سالم بن عبد الله، قال: فذكره ". اهـ.
وزاد في الرواية (قال مالك بن دينار لعمرو بن دينار: آلله إنك سمعت سالم بن عبدالله يحدث بهذا عن أبيه؟ قال: لقد سمعت سالماً لم يكذب).
قلتُ:إسنادٌ فيه عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير كما في " شرح الأصول " للألكائي من طريق جعفر بن سليمان، عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال: ... فذكره". اهـ.
وعمرو بن دينار القهرماني " ضعيف " كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وقال البخاري: " فيه نظر "، وقال يحيى بن معين: " ذاهب الحديث ".
ولكن له متابعة صالحة أخرجها البيهقي في " إثبات عذاب القبر " (1/135)، وابن الأعرابي في " معجمه " (2/686):
من طريق الحسن بن علي، يعني ابن عفان العامري، ثنا عباءة بن كليب الليثي، عن جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر قال:
" بينا أنا صادر عن غزوة الأبواء، إذ مررت بقبور فخرج علي رجل من قبر يلتهب نارا وفي عنقه سلسلة يجرها، وهو يقول يا عبد الله اسقني سقاك الله قال: فوالله ما أدري، باسمي يدعوني أو كما يقول الرجل للرجل: يا عبد الله، إذ خرج على أثره أسود بيده ضغث من شوك وهو يقول: يا عبد الله لا تسقه، فإنه كافر فأدركه فأخذ بطرف السلسلة، ثم ضربه بذلك الضغث ثم اقتحما في القبر، وأنا أنظر إليهما، حتى التأم عليهما ". اهـ.
قال البيهقي : وروي في ذلك قصة عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه وفي الآثار الصحيحة غنية ". اهـ.
قلتُ: إسناده حسنٌ، عباءة بن كليب الليثي قال عنه الحافظ ابن حجر قال في التقريب : " صدوق له أوهام " ، والحسن بن علي العامري قال عنه الحافظ ابن حجر: " صدوق ".
والله أعلم.