المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
والأصغر القليل في جانب الإخلاص الكثير لا يؤاخذ به .
بارك الله فيك اخى الطيبونى - قال شيخ الاسلام بن تيمية - ((والشرك نوعان: أكبر وأصغر: فمَنْ خلص منهما: وجبت له الجنة. ومَنْ مات على الشرك الأكبر: وجبت له النار. ومَنْ خلص من الأكبر وحصل له بعض الأصغر مع حسنات راجحة على ذنوبه: دخل الجنة؛ فإنَّ تلك الحسنات هي توحيد كثير مع يسير من الشرك الأصغر. ومَنْ خلص من الشرك الأكبر ولكن كبُرَ شركه الأصغر حتى رجحت به سيئاته: دخل النار.
فالشرك يؤاخذ به العبد إذا كان أكبراً أو كان كثيراً أصغر؛ فالأصغر القليل في جانب الإخلاص الكثير لا يؤاخذ به، والخلاص من الأكبر ومن أكثر الأصغر - الذي يجعل السيئات راجحة على الحسنات - فصاحبه ناج، ومن نجا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله ورجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة)).
----------- يقول الشيخ صالح آل الشيخ ((فيكون الخوف إذا علم العبد المسلم أنَّ الشرك بأنواعه لا يغفر وأنه مؤاخذ به، فليست الصلاة إلى الصلاة يغفر بها الشرك الأصغر، وليس رمضان إلى رمضان يغفر به الشرك الأصغر، وليست الجمعة إلى الجمعة يغفر به الشرك الأصغر، فإذاً يغفر بماذا؟ يغفر بالتوبة فقط، فإنْ لم يتب، فإنه ثمَّ الموازنة بين الحسنات وبين السيئات.
وما ظنكم بسيئة فيها التشريك بالله مع حسنات مَنْ ينجو من ذلك؟! ليس ثمَّ إلا من عظمت حسناته فزادت على سيئة ما وقع فيه من أنواع الشرك، ولا شك أنَّ هذا يوجب الخوف الشديد؛ لأنَّ المرء على خطر في أنه توزن حسناته وسيئاته ثم يكون في سيئاته أنواع الشرك، وهي -كما هو معلوم- عندكم أنَّ الشرك بأنواعه من حيث الجنس أعظم من الكبائر، كبائر الأعمال المعروفة)).[التمهيد في شرح كتاب التوحيد]-------
قال المصنف في قوله تعالى : {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين.
{قَانِتاً لِلَّهِ} لا للملوك ولا للتجار المترفين {حَنِيفاً} لا يميل يمينًا ولا شمالا كفعل العلماء المفتونين
{وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} خلافا لمن كثر سوادهم وزعم أنه من المسلمين .
26) {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتا} كان على الإسلام ولم يكن في زمانه من قومه أحد على الإسلام غيره
نعم بارك الله فيك اخى الفاضل الطيبونى هذا من ضمن معنى اطلاقات أمة فى القرآن-- ومن ضمن الاطلاقات ايضا -قال الشيخ صالح ال االشيخ -والأمَّة تطلق في القرآن إطلاقات، ومن تلك الإطلاقات أن يكون معنى الأمّة الإمام المقتدى به في الخير، وسُمِّي أمّة لأنه يقوم مقام أمَّة في الإقتداء، ولأنه يكون من سار على سيره غير مستوحش ولا متردّد، لأنه ليس مع واحد فقط وإنما هو مع أمة. والآية فيها الدِّلالة على أنَّ إبراهيم عليه السلام كان محققا للتوحيد؛ وجه الدلالة أن الله جلّ وعلا وصفه بصفات:
الأولى: أنه كان أُمّة، والأمة هو الإمام الذي جمع جميع صفات الكمال البشري وصفات الخير, وهذا يعني أنه لم ينقص من صفات الخير شيئا، وهذا هو معنى تحقيق التوحيد.
المقصود أن الشيخ رحمه الله استحضر هذه المعاني من الآية، فدلته الآية على أنها في تحقيق التوحيد، قال جل وعلا (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ذلك لأن من جمع تلك الصفات فقد حقق التوحيد[التمهيد]------قال الرازى فى تفسيره- أنه كان أمة ، وفي تفسيره وجوه : الأول : أنه كان وحده أمة من الأمم ؛ لكماله في صفات الخير ------------------------ : الثاني : وقال مجاهد أيضا : كان إبراهيم أمة ، أي : مؤمنا وحده ، والناس كلهم إذ ذاك كفار .؛ فلهذا المعنى كان وحده أمة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زيد بن عمرو بن نفيل : "يبعثه الله أمة وحده"--------------------------------------- . الثالث : أن يكون أمة فعلة بمعنى مفعول ، كالرحلة والبغية ، فالأمة هو الذي يؤتم به ؛ ودليله قوله :انى جاعلك للناس اماما [البقرة : 124] .---------------------------------------------- الرابع : أنه عليه السلام هو السبب الذي لأجله جعلت أمته ممتازين عمن سواهم بالتوحيد والدين الحق ، ولما جرى مجرى السبب لحصول تلك الأمة سماه الله تعالى بالأمة ؛ إطلاقا لاسم المسبب على السبب ، وعن شهر بن حوشب لم تبق أرض إلا وفيها [من....] يدفع الله بهم عن أهل الأرض إلا زمن إبراهيم - عليه السلام - فإنه كان وحده .