الإمام القدوة شيخ الإسلام يزيد بن هارون
بقلم الشيخ / مجدي عرفات

اسمه ونسبه: هو الإمام شيخ الإسلام أبو خالد يزيد بن هارون بن زاذان السُلمي مولاهم الواسطي الحافظ.

مولده: ولد في سنة ثماني عشرة ومائة.

شيوخه: سمع من عاصم الأحول ويحيى بن سعيد الأنصاري وسليمان التيمي وحميد الطويل وبهز بن حكيم وحريز بن عثمان وشعبة بن الحجاج وسعيد بن أبي عروبة وشيبان النحوي وفضيل بن مرزوق وشريك بن عبد الله النخعي وإسماعيل بن عياش وخلق كثير.


تلامذته والرواة عنه:


روى عنه علي بن المديني وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب والحسن بن عزوز والحسن بن علي الخلال وأبو إسحاق الجوزجاني وعباس الدوري وعبد بن حميد والدارمي ويعقوب الدورقي وغيرهم كثير.


ثناء العلماء عليه:


قال علي بن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد إلا هارون.

وقال يحيى بن يحيى التميمي: هو أحفظ من وكيع.

وقال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظًا متقنًا.

قال الفضيل بن زياد: سمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟

قال: نعم ما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه.

قال أبو حاتم الرازي: يزيد ثقة إمام لا يسأل عن مثله.

وروى عمرو بن عون، عن هشيم، قال: ما بالمصرين مثل يزيد بن هارون.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: يزيد بن هارون ثقة ثبت متعبد حسن الصلاة جدًا يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل.

قال: وكان قد عمي.

قال أحمد بن سنان: كان يزيد وهشيم معروفين بطول صلاة الليل والنهار.

قال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحدًا أتقن حفظًا من يزيد بن هارون.

وقد كان يزيد رأسًا في السنة معاديًا للجهمية منكرًا تأويلهم في مسألة الاستواء.

قال محمد بن رافع: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كان بالعراق أربعة من الحفاظ: شيخان: يزيد بن زريع، وهشيم، وكهلان: وكيع ويزيد بن هارون ويزيد أفقهما.

روى أبو طالب عن أحمد قال: كان يزيد حافظًا متقنًا للحديث صحيح الحديث عن حجاج بن أرطأة.

وقال ابن معين: ثقة.

قال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد كتابًا قط، ولا حديثًا إلا حفظًا.

وقال أحمد بن سنان: ما رأيت عالمًا أحسن صلاةً من يزيد بن هارون.

يقوم كأنه أسطوانة.

قال الزعفراني: ما رأيت خيرًا من يزيد.

قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث ولد سنة ثمان عشرة ومائة.

قال الذهبي: كان رأسًا في العلم والعمل ثقة حجة كبير الشأن.

قال ابن حجر: ثقة متقن عابد.


من أحواله وأقواله:


قال علي بن شعيب: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فخر وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث لا أسأل عنها.

قال أحمد بن سنان القطان: ما رأيت عالمًا قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار.

قال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما دلست حديثًا قط إلا حديثًا واحدًا عن عوف الأعرابي فما بورك لي فيه.

قال يحيى بن أبي طالب: سمعت من يزيد ببغداد وكان يقال إن في مجلسه سبعين ألفًا.
قال شاذ بن يحيى إنه سمع يزيد بن هارون يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو زنديق.

قال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: كان يزيد يخضب خضابًا قانيًا.

أحمد بن أبي خيثمة عن أبيه قال: كان يعاب على يزيد حيث ذهب بصره ربما سئل عن حديث لا يعرفه فيأمر جارية له تحفظه إياه من كتابه.

قال الذهبي: ما بهذا الفعل بأس من أمانة من يلقنه ويزيد حجة.

قال أحمد بن خالد يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت حديث الصور مرة فحفظته، وأحفظ عشرين ألفًا فمن شاء فليدخل فيها حرفًا.

قال الحسن بن عرفة ليزيد: ما فعلت تلك العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بها بكاء الأسحار.

قال ابن المقرئ: سمعت ابن قتيبة سمعت مؤمل بن يهاب سمعت يزيد بن هارون يقول: اللهم لا تجعلنا من الثقلاء.

وقال: سمعت أحمد بن عمرو بن جابر الرملي سمعت الحارث بن أبي أسامة يقول كان يزيد بن هارون إذا جاءه من فاته المجلس قال يا غلام ناوله المنديل (يعني: حتى يبكي على ما فاته من العلم).

وقال الطبراني: حدثنا المعمري سمعت خلف بن سالم يقول: كنا في مجلس يزيد بن هارون فمزح مع مستمليه فتنحنح أحمد بن حنبل فقال يزيد: من المتنحنح؟ فقيل له: أحمد بن حنبل فضرب يزيد على جبينه وقال: ألا أعلتموني أن أحمد هاهنا حتى لا أمزح.


وفاته:


توفي يزيد بن هارون في خلافة المأمون وهو ابن تسع أو ثمان وثمانين وأشهر- يعني سنة ست ومائتين رحمه الله.

**************

المراجع: سير أعلام النبلاء. تهذيب التهذيب- تقريب التهذيب.